منها تعافي شعبية الليبراليين.. دوافع إعلان الانتخابات المبكرة بكندا
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
أوتاوا- بعد 10 أيام في منصب رئاسة وزراء كندا، أعلن مارك كارني إجراء انتخابات فدرالية مبكرة يوم 28 أبريل/نيسان المقبل، وسط تأهب شعبي لمواجهة تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية والتلويح بضم الجارة الشمالية لتكون جزءًا من الولايات المتحدة.
ويرى محللون أن دوافع كارني لإعلان انتخابات مبكرة تتمثل في أمور أبرزها:
محاولة الاستفادة من التعافي الملحوظ في شعبية الحزب الليبرالي، إذ أظهرت استطلاعات الرأي خلال الأسبوع الماضي تقدم الليبراليين على المحافظين في نيات التصويت.استثمار الحزب الليبرالي تهديدات الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بطريقة إيجابية، في حشد الدعم الشعبي للحزب الحاكم وتقديم مرشحه الخبير في إدارة الأزمات الاقتصادية على أنه الأجدر بثقة الكنديين ومساعدة البلاد في تجاوز مرحلتها الراهنة. الفترة الانتقالية من مارس/آذار الجاري حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل غير كافية للتغلب على التحديات الراهنة. وفي هذا الصدد، شدد كارني على ضرورة نيل تفويض أقوى لمواجهة ترامب. إضافة إلى أن الحكومة الجديدة كانت عرضة لسحب الثقة بسبب كونها حكومة أقلية. إعلان
اغتنام اللحظة
يقول مراسل "إذاعة صوت أميركا" في كندا سابقا حسين نور حاجي إن الليبراليين أرادوا الاستفادة من التقدم الذي يحققونه وفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، بعد تراجع شعبيتهم في الفترات الأخيرة من حكم جاستن ترودو، مبينا أن السر في إعلان انتخابات مبكرة ليس سوى خطوة لاغتنام اللحظة الراهنة تحسبا لأي مستجدات قد تغير الاتجاهات.
ويوضح حاجي، في حديث للجزيرة نت، أن حاكم مقاطعة أونتاريو دوغ فورد -وهو من المحافظين- فعل الشيء نفسه حين أعلن انتخابات مبكرة في المقاطعة، ثم فاز بالأغلبية للمرة الثالثة على التوالي، أواخر فبراير/شباط الماضي.
ويشير إلى أن فورد ذاته استفاد من معطيات استطلاعات الرأي التي أظهرت تقدمه، رغم بقاء أكثر من عام على الموعد المقرر لإجراء الانتخابات في المقاطعة.
ويُرجع حاجي تعافي شعبية الحزب الحاكم إلى أمور، منها انتخاب الزعيم الجديد للحزب رئيس الوزراء الحالي مارك كارني، و"سمعته الطيبة في مجال الاقتصاد"، مشيرا إلى أن كندا في المرحلة الحالية بحاجة إلى من يصلح اقتصادها ويطوره، في ظل تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات الكندية.
ويضيف أن عنصر الاقتصاد سيكون له دور محوري في تحديد الفائز بالانتخابات المقبلة سواء تعلق الأمر بمواجهة الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس ترامب، أو ملامسة الاحتياجات المحلية للناخب الكندي. ولا يخفي حاجي توقعه فوز الليبراليين بناء على المعطيات الراهنة، مشيرا إلى أن التقارب في النتائج ربما يؤدي إلى فوز بأقلية برلمانية.
#عاجل | أ.ف.ب عن رئيس وزراء #كندا المنتخب مارك كارني: الأمريكيون يريدون بلدنا ولا يمكننا السماح لترمب بالانتصار pic.twitter.com/zzZ52sOJE6
— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 9, 2025
قفزة غير متوقعةشهدت استطلاعات الرأي قفزة غير متوقعة منذ 20 يناير/كانون الثاني الماضي، فبالتزامن مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ارتفع دعم المحافظين، إذ حصلوا على 44.8% في نيات التصويت مقابل 21.9% لليبراليين، لكن النتائج بدأت تتغير منذ استقالة ترودو، فأظهرت تنافسا محموما وتقاربا بين الحزبين الرئيسيين في البلاد.
إعلانوتشير أحدث المعطيات إلى أن 37.5% من الكنديين يؤيدون الليبراليين، بينما يؤيد 37.1% المحافظين، وفقا لراصد الاستطلاعات في قناة سي بي سي.
في السياق ذاته، تظهر استطلاعات رأي حديثة -أجرتها شبكة سيتي نيوز- أن 50% من سكان تورنتو، كبرى المدن الكندية، يودون التصويت لليبراليين مقابل 31% للمحافظين، و14% للديمقراطيين الجدد، و3% للحزب الأخضر، و1% لحزب الشعب.
ويرى الخبراء أن دوائر تورنتو الانتخابية ستكون حاسمة في أي طريق إلى النصر لكل من الليبراليين والمحافظين في الانتخابات المقبلة.
وحسب نظام الانتخابات في كندا، فإن الشعب يصوت للأحزاب، ليتولى مرشح الحزب الفائز بأكثر الأصوات رئاسة الوزراء في البلاد. ويصل العدد الإجمالي لمقاعد البرلمان إلى 343 مقعدا، ومن المقرر أن يخوض سباق الانتخابات المقبل المرشحون الآتية أسماؤهم:
مارك كارني (60 عاما): رئيس وزراء كندا منذ 13 مارس/آذار الجاري، الذي اختاره الليبراليون بأغلبية تجاوزت 85% من الأصوات ليخلف جاستن ترودو في الحكم، وثم إشادات بخبرته في الأزمات الاقتصادية.وخلال حملته الانتخابية، اتخذ موقف تحدٍ ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتعهد بالرد على رسومه الجمركية، وأكد أن كندا لن تصبح الولاية الأميركية الـ51.
ويرى منتقدوه أنه امتداد لحكم رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، وأنه ليس متمكنا من التحدث باللغة الفرنسية، اللغة الرسمية الثانية في البلاد.
بييير بوالييفير (45 عاما)، مرشح حزب المحافظين، ينحدر من مدينة كالغاري بمقاطعة ألبرتا، معقل المحافظين. انتُخب لأول مرة لعضوية مجلس العموم عام 2005 وهو في سن الـ25، مما جعله من أصغر النواب سنًا آنذاك.وفي السنوات الأخيرة دأب بوالييفر على مهاجمة الليبراليين وترودو، واعتبرهم السبب وراء "تدهور جودة الحياة في كندا"، وطالما نادى بضرورة إلغاء ضريبة الكربون قبل أن يلغيها كارني فور أدائه اليمين الدستورية في 13 مارس/آذار الجاري.
إعلانويرى معارضوه أنه لا يصلح لقيادة البلاد في المرحلة الراهنة، وأنه لم يقدم برنامجا واضحا لمواجهة تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
إيف فرانسوا بلانشيه (60 عاما): زعيم الكتلة الكيبيكية. ظل في قيادة الحزب منذ عام 2019. رفض تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية وضم الجارة الشمالية ووصف خطابه بالهراء.وتجدر الإشارة إلى أن الوضعية الخاصة لمقاطعة كيبيك تقتضي ألا يرشح الحزب القومي سوى مرشحين من المقاطعة الناطقة بالفرنسية، ولذلك فإن من غير المرجح أن يتولى زعيمه رئاسة وزراء كندا رغم الدور المهم للحزب في التحالفات عند تشكيل الحكومة في حال عدم فوز أي حزب بحكومة أغلبية.
وتُظهر استطلاعات الرأي أن الحزب الليبرالي يتقدم على الكتلة في كيبيك.
جاغميت سينغ، ( 46 عامًا)، هو زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، وظل في قيادته منذ 2017 وهو أيضا عضو في مجلس العموم عن دائرة جنوب بورنابي بمقاطعة كولومبيا البريطانية منذ 2019.وتحالف الحزب الديمقراطي الجديد -وهو يساري يركز على قضايا العمال- مع الليبراليين في الفترة الثانية من حكم ترودو بعد أن فاز الأخير بحكومة أقلية.
ويذكر المتابعون مقترح "الحزب الديمقراطي الجديد" لإيقاف تصدير الأسلحة لإسرائيل في مارس/آذار 2024 وإقرار مجلس العموم لذلك المقترح.
وعلى خريطة التحالفات الحزبية، يتوقع المراقبون أن يتحالف الحزب الليبرالي في حال الإخفاق في تحقيق الأغلبية مع "الديمقراطي الجديد"، بينما يتعين على المحافظين تنظيم انتخابات مبكرة بعد سنتين في حال فوزهم بحكومة أقلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الرئیس الأمیرکی دونالد ترامب الدیمقراطی الجدید استطلاعات الرأی الحزب اللیبرالی انتخابات مبکرة مارک کارنی مارس آذار إلى أن
إقرأ أيضاً:
رسوم ترامب تكسر آخر مصنع لعِصي الهوكي في كندا
تسببت رسوم ترامب الجمركية في أضرار اقتصادية كبرى لكندا في مختلف المجالات، إلا أنه لم يتوقع أحد أن تصل إلى لعبة الهوكي الشهيرة في أمريكا الشمالية.
في بلدة برانتفورد جنوب غرب تورونتو، يواصل مصنع "روستان هوكي" إنتاج عصي الهوكي الخشبية وسط ضجيج الآلات وصوت النجارين، محافظًا على إرث صناعي يعود إلى عام 1847.. لكن هذا المصنع، الذي يُعد آخر منشأة كندية كبيرة لصناعة العصي التقليدية، يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة بفعل السياسات التجارية الأمريكية.
المصنع الذي يوظف 15 عاملاً، ينتج سنويًا نحو 400 ألف عصا تحت علامات تجارية شهيرة، ويُصدّر منها حوالي 100 ألف إلى الولايات المتحدة.. إلا أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات الكندية، أضرت بسير العمل، حيث تم توقيف شحنات على الحدود وخضعت لفحوصات يدوية، فيما فُرضت رسوم مفاجئة على معدات الحراس المصنعة في منشأة أخرى بتورونتو وصلت إلى 200%، وفقا لوكالة "الأسوشيتد برس".
ويقول بو كروفورد، مدير المصنع: "لا يمكنك التنبؤ بما سيفعله ترامب.. علينا التأقلم، فقراراته تتغير يومًا بعد يوم".. أما غرايم روستان، مالك المصنع، فيؤكد أن إلغاء الإعفاء الجمركي للشحنات التي تقل عن 800 دولار زاد من تعقيد التجارة عبر الحدود، حتى في حال بيع عدد محدود من العصي.
وتعكس هذه الأزمة اضطرابًا أوسع في الاقتصاد الكندي، الذي انكمش بنسبة 1.6% في الربع الثاني من العام، بينما تراجعت الصادرات بنسبة 7.5%.. كما فقد قطاع التصنيع نحو 37,800 وظيفة خلال عام، وانخفض الاستثمار في المعدات الصناعية إلى أدنى مستوى منذ عام 1981.
ورغم أن المصنع لا يزال ينتج العصي الخشبية، إلا أن السوق يتجه نحو العصي المركبة المصنوعة من الألياف الكربونية والمواد المتقدمة، والتي يفضلها اللاعبون المحترفون والهواة على حد سواء.. لم يستخدم أي لاعب في دوري الهوكي الوطني عصا خشبية بشكل منتظم منذ أكثر من عقد، ما يعكس التحول التكنولوجي في الرياضة.
ويقر بو كروفورد، مدير المصنع، بصعوبة المنافسة مع الأسواق الآسيوية، لكنه يؤكد أن "الجودة التي نقدمها تتحدث عن نفسها".. أما روستان، فيعترف بأن السوق يتقلص، قائلاً: "نحن نملك حالياً ما بين 5 إلى 10% من السوق، لكنه يتراجع كل عام.. الأطفال اليوم يفضلون العصي المركبة، لذا نعم، السوق ينكمش بلا شك".
ورغم أن العصي الخشبية لم تعد تُستخدم في دوري الهوكي الوطني منذ أكثر من عقد، إلا أن المصنع يواصل الإنتاج بأساليب تقليدية، في محاولة للحفاظ على جزء من الهوية الكندية.. ويقول روستان: "وجود مصنع لعصي الهوكي في كندا لا يتعلق فقط بالإنتاج، بل بالإرث الوطني والارتباط العاطفي بلعبة تمثل روح البلاد".