حديث العطا وخطر إشعال المنطقة
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
حديث العطا وخطر إشعال المنطقة
تاج السر عثمان بابو
1أشرنا سابقا إلى أن الذكرى الـ40 لانتفاضة مارس – أبريل 1985 التي تتزامن من الذكرى السادسة لاعتصام القيادة العامة الذي أطاح براس النظام في ثورة ديسمبر.. تهل علينا، والبلاد تمر بظروف الحرب اللعينة الجارية حاليا، اضافة إلى خطر حديث العطا الذي يهدد باشعال المنطقة، فقد دمرت الحرب البلاد والعباد، وتهدد بتقسيم البلاد، وإشعال المنطقة مع تصاعد الحرب بعد استعادة الجيش للقصر، واحتلال الدعم السريع لمدينة لقاوة.
إضافة لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والإنسانية، ونزوح حوالي 12 مليون شخص داخل وخارج البلاد، وتهدد المجاعة حوالي 26 مليون مواطن سوداني، وخطر الافلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الانسانية، الذي يشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم، ومصادرة حقوق الإنسان كما في حملات الاعتقالات والمحاكمات الكيدي بتهمة التعاون مع الدعم السريع ، والتعذيب الوحشي حتى الموت في سجون طرفي الحرب، والانتهاكات الفظيعة كما في الإبادة الجماعية وحالات الاغتصاب والانتهاكات الجنسية، التي وثقتها المنظمات الحقوقية وكما كشفت السجون للدعم السريع في سوبا وغيرها، فضلا عن خطر إطالة أمد الحرب وتحويلها إلى عرقية و قبلية تؤدي لتمزيق وحدة البلاد، وتهدد الاستقرار الإقليمي.
2في حين استعاد الجيش القصر الجمهوري، تتصاعد الحرب كما في تعزيز “قوات الدعم السريع” سيطرتها في غرب البلاد، مما يهدد بتقسيم البلاد، بالعمل على قيام حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، رغم الرفض الإقليمي والدولي لها.
إضافة إلى أنه لا يوجد حسم عسكري قادر على إنهاء الحرب بشكل كامل في كافة ربوع السودان. فمع تصاعد العنف، تزايدت الضغوط الدولية لإنهاء هذا الصراع، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية إلى وقف فوري لإطلاق النار واستئناف الحوار السياسي.
من جانب اخر في اتجاه التصعيد اعتبرت وزارة الخارجية التشادية في بيان صدر يوم الاثنين أن التصريحات التي أدلى بها ياسر العطا، مساعد قائد الجيش السوداني، تمثل إعلان حرب ضد تشاد، مؤكدة على حقها في اتخاذ التدابير اللازمة للدفاع عن نفسها. أشار العطا خلال كلمته في عزاء مسؤول الإعلام العسكري بولاية القضارف شرقي السودان إلى أن مطاري أم جرس وإنجمينا أصبحا “أهدافًا عسكرية مشروعة” للجيش السوداني، مما أثار قلقًا كبيرًا في المنطقة. وأكد البيان أن “تصريحات العطا تحمل تهديدات واضحة لأمن وسلامة أراضي دولتنا”، محذرًا من أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى تصعيد خطير في الأوضاع الإقليمية.
3خطورة هذه الأوضاع التي تطيل أمد الحرب والمزيد من الدمار، تتطلب تصعيد النضال الجماهيري في الداخل والخارج لوقف الحرب واسترداد الثورة، وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي، وحل كل المليشيات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم ومدنهم، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، وخروج العسكر والدعم السريع والمليشيات وجيوش الحركات من السياسة والاقتصاد. مواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.
الوسومأم جرس الجيش السوداني السودان القصر الجمهوري انتفاضة مارس أبريل 1985 انجمينا تاج السر عثمان بابو تشاد قوات الدعم السريع ياسر العطاالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أم جرس الجيش السوداني السودان القصر الجمهوري انجمينا تشاد قوات الدعم السريع ياسر العطا الدعم السریع کما فی
إقرأ أيضاً:
عسكري إسرائيلي: الجيش “فيل تائه في حقل ألغام” في غزة
#سواليف
قال رئيس العمليات السابق في #جيش_الاحتلال، يسرائيل زيف، إن الأحداث الأخيرة أعادت فتح “جراح جباليا”، التي حصدت أرواح عشرات #الجنود #الإسرائيليين في سلسلة عمليات وصفها بـ”العقيمة والمتكررة”، دون أن تُحدث أي فارق ميداني حقيقي أو تساهم في تحقيق أمن “إسرائيل”.
وأضاف زيف في مقالٍ نشره بموقع القناة 12 العبرية، أن #العمليات_العسكرية المتكررة في أزقة #جباليا تُنفذ في المكان ذاته، بنفس الطريقة، وتحت ذرائع تتبدل باستمرار، بينما الواقع لا يتغير: اقتحامات جديدة، تهجير للفلسطينيين، تدمير لما تبقى من بنى تحتية، وقتال وسط عبوات و #كمائن، وسلسلة لا تنتهي من الاغتيالات لعناصر ومقاتلين جُندوا حديثاً، وقادة سبق أن تم استهداف من قبلهم.
ووصف زيف هذا النمط العسكري بأنه “تخبط في حلقة مفرغة”، مشيراً إلى أن الجيش بات يُستخدم لسد فراغ سياسي نتيجة غياب الأهداف الواضحة والخطة القابلة للتحقيق.
مقالات ذات صلةوحذر المسؤول العسكري السابق من أن جيش الاحتلال يتحول إلى ” #فيل_تائه في #حقل_ألغام”، بدلاً من أن يكون قوة رادعة تمارس الهجوم والمناورة وتفرض الهيبة.
واعتبر أن ما يجري الآن هو تآكل عميق في الفاعلية العسكرية، و”استخدام سيء لقوة عسكرية دون أفق سياسي أو استراتيجية خروج واضحة”.
وهاجم زيف الأداء السياسي لحكومة نتنياهو، مشيراً إلى أن تراكم الإخفاقات لا يقتصر على جبهة غزة، بل يشمل ملفات إقليمية ودولية، منها الفشل في استعادة الأسرى، وعدم القدرة على إنهاء حكم حركة حماس، وكذلك فشل “مخطط الترحيل الجماعي” وتقويض نظام توزيع المساعدات، إضافة إلى تدهور مكانة “إسرائيل” في المجتمع الدولي وتنامي الغضب العالمي تجاهها.
وأشار إلى أن الإخفاق الأبرز يتمثل في غياب الحسم السياسي، وعدم الاستعداد لاعتماد مبادرات واقعية لإنهاء الحرب، وفي مقدمتها المبادرة العربية، معتبرًا أن إطالة أمد القتال بدون هدف واضح، يقوّض صورة الردع الإسرائيلي ويُفقد الجيش إنجازاته الميدانية تدريجياً.
وفي تقييمه لمآلات الحرب، لفت زيف إلى تراجع دقة الأهداف وتضاؤل جدوى العمليات، مشيرًا إلى أن هذا النهج يهدد بإفشال أي نصر عسكري ويزيد من تورط الجيش في إدارة الفلسطينيين بدلاً من خوض معركة حاسمة.
وختم بالقول إن الجيش يجد نفسه اليوم عالقًا بين احتلال 70% من قطاع غزة وتحمل مسؤولية 100% من الفلسطينيين، فيما لا تزال الحكومة غارقة في قرارات مرتجلة دون إدراك لنتائجها، داعيًا إلى اتخاذ قرار واحد هو إنهاء الحرب، لتجنيب المؤسسة العسكرية مزيدًا من الفوضى والخسائر.