أصدر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي البيان الآتي بمناسبة قرب حلول عيد الفطر السعيد، وانطلاقًا من دوره في بيان الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات والشعائر:
أولاً: يؤكد المجلس على الفتوى العامة الصادرة عنه لسنة 1446ه، الموافق 2025م بشأن زكاة الفطر، وأنها واجبة على الصغير والكبير والذكر والأنثى من المسلمين، وأنها تلزم من يجب عليه الإنفاق فيخرجها عن نفسه وزوجته وأولاده ومن يعول.


ثانيًا: زكاة الفطر فريضة، وقد دل على ذلك حديث ابن عمر -رضي الله عنه- قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعًا من شعير، أو صاعًا من تمر على الصغير والكبير».
ثالثًا: مقدار زكاة الفطر هي: (2.5) اثنان كيلو ونصف من الأرز عن كل شخص، ويجوز إخراجها عينًا (من الأرز) أو نقدًا، وقيمتها نقدًا للسنة الهجرية 1446هـ: خمسة وعشرون درهمًا إماراتيًا عن الشخص الواحد.
رابعًا: يجيز المجلس إخراج قيمة الطعام في زكاة الفطر عملاً بالمقاصد التي يشير إليها ما ورد في بعض الروايات من الأمر بإغناء الفقراء بزكاة الفطر، فإعطاء قيمتها في هذا العصر أبلغ في إغناء الفقير. بخاصة أن زكاة الفطر ليست من التعبديات المحضة لأنها معقولة المعنى من حيث إنها لسد خلة الفقراء وهذا أمر لا يشك فيه، وهذا ما أشار إليه الشارع في الحديث الآنف علماً أن الزكوات مما دار بين المعقول والتعبدي فهي معقولة المعنى من حيث إغناء الفقير وتعبدية من حيث تقدير المقدار وهذا ما ذكره جل الأصوليين، والنص إذا كان معللاً فإن اعتبار العلة منهج لاحب لأهل العلم لا سيما إذا عرفت المصلحة وروعي اختلاف الزمن الذي أشار إليه أبو جعفر الطحاوي بقوله: (أداء القيمة أفضل، لأنَّه أقرب إلى منفعة الفقير فإنَّه يشتري به للحال ما يحتاج إليه، والتنصيص على الحنطة والشعير كان، لأنَّ البياعات في ذلك الوقت بالمدينة يكون بها، فأمَّا في ديارنا البياعات تجرى بالنقود، وهي أعز الأموال فالأداء منها أفضل). ومن حيث المعنى فإن الفقير في الغالب هذه الأقوات ليشتري بها طعاماً آخر أو ثوباً وهذا العمل من الفقير جائز إجماعاً فيقاس عليه ما لو أعطاه المتصدق قيمتها كاملة حتى لا يبيعها بخسارة.
وقد استصحب اختيار المجلس مراعاة لاختلاف العلماء في هذه المسألة بين قائل إنَّ إخراج القيمة لا يجزئ مطلقًا، بل لا بد من إخراج الطعام وعلى هذا جمهور أهل العلم، وقائل بأن إخراج القيمة يجزئ مطلقًا وهذا القول مروي عن بعض الصحابة والتابعين والأئمة. فالأمر في ذلك واسعٌ، فمن أخرج المقدار المنصوص عليه فقد أصاب، ومن أخرج القيمة فقد أدَّى ما عليه وأجزأه، وقد يكون الأولى في عصرنا إخراج القيمة إذا اقتضتها مصلحة الفقراء والمحتاجين. ومن الأدلة على الجواز قول أبي إسحاق السبيعي- وهو أحد أئمة التابعين-: «أدركتهم وهم يؤدون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام»، وما روى وكيع عن قرة بن خالد السدوسي أنه قال: «جاءنا كتاب عمر بن عبد العزيز في صدقة الفطر نصف صاع عن كل إنسان أو قيمته نصف درهم»، وهو قول أبي حنيفة وجماعة من أهل العلم، وقد تم تفصيل ذلك في فتوى المجلس العامة الصادرة عنه بداية شهر رمضان لعام 1446هـ، 2025م.
خامسًا: يدعو المجلس من يرغبون بإخراج زكاة الفطر عبر الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة وصندوق الزكاة والمؤسسات الخيرية إلى تعجيل تسليم الزكاة إليها، لتتمكن من إيصالها إلى المستحقين قبل يوم العيد، حيث إن من مقاصد الدين الحنيف في إخراج زكاة الفطر: إغناء الفقير عن السؤال في يوم العيد.
وعليه، يوصي المجلس بتعجيل تسليم الجمعيات الخيرية لمنع تكدس الزكاة لديها، ولإيصالها إلى مستحقيها في وقتها المناسب.
سادسًا: يؤكد المجلس على الحرص على إيصال زكاة الفطر إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين مباشرة أو بتوكيل.
سابعًا: يتوجه مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الليالي المباركة أن يتقبل من الجميع صيامهم، وقيامهم، وزكواتهم، وسائر أعمالهم الصالحة، وأن يحفظ دولتنا وقيادتنا الحكيمة، وأن يديم علينا نعمة الاستقرار والازدهار والنماء، وأن ينشر الخير والرخاء في العالم أجمع، إنه قريب مجيب الدعاء.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات عيد الفطر شهر رمضان زكاة الفطر زکاة الفطر من حیث

إقرأ أيضاً:

عاجل : اليمن يرفع سقف الموقف الشعبي في وجه العدوان الصهيوأمريكي وهذا ما تم الإعلان عنه في كل المجافظات

يمانيون | خاص

جاء بيان مسيرات “ثابتون مع غزة وإيران ضد الإجرام الصهيوأمريكي”، التي شهدتها العاصمة صنعاء وسائر المحافظات الحرة، ليؤكد مجدداً أن الموقف اليمني الشعبي والسياسي لم يخرج قط عن دائرة الالتزام بالمواقف المبدأية وعلى رأسها القضية المركزية للأمة (القضية الفلسطينية) ،

بيان المسيرات لم يكن بياناً تعبوياً حماسياً يعبر عن الموقف وحسب ، بل كان صاروخاً يحمل رسائل متفجرة في وجه العدو الصهيوأمريكي يكرس حضور اليمن الفاعل في المنطقة والعالم كقوة فاعلة يملك قراره ويعبر عنه بكل شجاعة وتحدي .

يعيد البيان التأكيد على موقف اليمنيين “الثابت في دعم المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة وكل فلسطين”، وهي عبارة تتجاوز حدود الدعم الظرفي أو الموسمي لتضع هذا الالتزام في إطار مبدئي ومستدام. هذا الموقف ليس مجرد رد فعل على العدوان الأخير، بل هو امتداد لمسار سياسي وشعبي يتجذر في ضمير المجتمع اليمني منذ عقود، ويعكس رؤية تعتبر فلسطين جوهر الصراع مع العدو، وقضيتها معيارًا لفرز المواقف.

البيان يتجاوز الإدانة والشجب التقليدي إلى موقف صريح بدعم الرد الإيراني على كيان العدو، واصفاً إياه بـ”القوي والحازم والفعال”، وهي مفردات تحمل دلالات سياسية عميقة ،  فاليمن هنا لا يكتفي بتأييد الموقف الإيراني، بل يباركه، ويرى فيه نموذجًا للرد المشروع، بل والضروري، على العدوان الصهيوني الغاشم.

وفي وصف الرد الإيراني بأنه “حق واجب يمثل كل أمة الإسلام”، يرتقي البيان إلى مستوى التعبير عن موقف أممي إسلامي جامع، وليس موقفًا سياديًا إيرانياً فحسب، وهو ما يعكس فهمًا مشتركًا في محور المقاومة لطبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني باعتباره صراعًا وجوديًا، يتعدى حدود الجغرافيا والسيادة.

البيان لم يغفل البُعد الاقتصادي في المعركة، حيث أعاد التأكيد على “دعوة أبناء الأمة وأحرار العالم إلى مقاطعة شاملة لكل المنتجات والشركات الإسرائيلية والأمريكية”، وهي دعوة تندرج ضمن أدوات المقاومة الشعبية الحديثة، التي تثبت جدواها المتصاعدة في خنق الكيان اقتصاديًا وعزله أخلاقيًا على المستوى الدولي. وبهذا، يظهر أن اليمن لا يرى أن المعركة تُحسم بالبندقية فقط، بل بالموقف الشعبي والاقتصادي والسياسي أيضًا.

جاء التأكيد على “دعوة أبناء الأمة  للقيام بواجبهم في مساندة الشعب الفلسطيني في وجه جرائم الإبادة الصهيونية في غزة” بمثابة محطة تحشيد جماهيري وأخلاقي تتخطى مجرد التعاطف إلى الدعوة للتحرك الفعلي، كلٌ من موقعه، وفق الإمكانيات المتاحة. ويبدو لافتاً استخدام تعبير “جرائم الإبادة”، الذي يعكس إدراكاً دقيقاً لطبيعة العدوان على غزة، ويستند في مضمونه إلى ما رصدته المنظمات الحقوقية من مجازر بحق المدنيين منذ أكتوبر الماضي.

يمثل بيان مسيرات “ثابتون مع غزة وإيران” تصعيداً سياسياً شعبياً واضحاً، وموقفاً متقدماً يعبر عن انخراط اليمن كدولة وشعب في معادلة الردع والمواجهة المفتوحة مع المشروع الصهيوأمريكي.

وفي ظل التحولات الإقليمية الراهنة، يبدو هذا الخطاب أكثر تماسُكاً وانسجاماً مع منهج المقاومة، في وقتٍ يسعى فيه كيان العدو الصهيوني إلى فرض معادلات القوة عبر العدوان والتطبيع.

اليمن، من خلال هذا البيان، يضع نفسه بوضوح في قلب معركة الأمة، ويُشهر موقفه بجرأة’’ نحن مع غزة، ومع إيران، ومع كل حر يقف في وجه الإجرام الصهيوني الأمريكي’’

مقالات مشابهة

  • هل يجوز إعطاء زكاة المال للأبناء؟ أمين الفتوى يوضح
  • ترامب ينتقد تجاهل «نوبل» لإنجازاته: الناس تعرف وهذا يكفيني!
  • هل تزكى المرأة عن ذهب الزينة المستعمل؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • الملعب الملعون| ياسمين عز تكشف سبب خسارة الأهلي أمام بالميراس
  • الفلسفة السياسية والنظرية السياسية (1): لغة الخطاب
  • صقر غباش: الإمارات جعلت من قيم التعايش حجر الأساس في بناء الدولة والمجتمع
  • عاجل : اليمن يرفع سقف الموقف الشعبي في وجه العدوان الصهيوأمريكي وهذا ما تم الإعلان عنه في كل المجافظات
  • جيش الاحتلال: نعمل على إخراج العالقين من تحت الأنقاض
  • ملتقى التأثير المدني: الشرعيَّة بخيار راديكاليّ!
  • أسعار الدواجن اليوم الخميس بالأسواق.. وهذا سعر البانيه