شنت الولايات المتحدة الأمريكية في الساعات الأولى من اليوم، الأربعاء، غارات استهدفت منصات لإطلاق الصواريخ للمرة الثالثة في مزارع تابعة لقيادات حوثية.

جراح أمريكي يروي شهادته من غزة: الاحتلال أنهى حياة جدة وقطع ساقي طفل بعد أمر إخلاءإيطاليا تبحث عن أسواق جديدة لمواجهة رسوم ترامبوزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاقمع تزايد التحرش داخل الجيش.

. مشروع قانون لإجبار رئيس أركان الاحتلال على التحقيقنشرة أخبار العالم | فتح تطالب حماس بمغادرة المشهد في غزة.. مستشار الأمن القومي الأمريكي يعلن مسئوليته عن فضيحة «شات اليمن».. السعودية تجدد رفضها للانتهاكات الإسرائيلية ضد سوريا

وأعلنت وسائل إعلام تابعة للحوثيين عن قيام الطيران الأمريكي باستهداف جديد لمديرية سحار في صعدة بغارتين جويتين.

كما ذكرت وسائل إعلام محلية أن الطيران الأمريكي استهدف بثلاث غارات مديرية آل سالم في صعدة.

من جانبها، أعلنت جماعة الحوثيين، استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" وعدد من القطع البحرية، إضافة إلى قصف مواقع عسكرية بطائرات مسيرة في يافا بإسرائيل، وذلك ردا على ضربات الولايات المتحدة على اليمن.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أمريكا غارات اليمن الحوثي حاملة طائرات قيادات حوثية ترومان

إقرأ أيضاً:

التحقيقات تبدأ في البنتاجون بعد نكسة ترومان… لكن الحقيقة ستكتبها الأيام

 

في تطور يحمل دلالات استراتيجية عميقة، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن أن وزارة الدفاع الأمريكية فتحت تحقيقًا في فقدان ثلاث طائرات مقاتلة تابعة لمجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان”، إلى جانب حادثي تصادم بحريين منفصلين وقعا ضمن نطاق عمليات المجموعة ذاتها. وعلى الرغم من قلة التفاصيل المتاحة، فإن مجرد الإعلان عن مثل هذه الحوادث المتزامنة يضع علامات استفهام حقيقية حول كفاءة وجاهزية ما يُفترض أنه أقوى أسطول بحري في العالم، خصوصًا في لحظة تاريخية تشهد تصعيدًا غير مسبوق في التحديات البحرية للولايات المتحدة.

ما يُضفي على هذا الخبر طابعًا أكثر خطورة هو توقيت وقوع هذه الحوادث في ظل وجود المجموعة القتالية الأمريكية في البحر الأحمر، المنطقة التي باتت ساحة مفتوحة لاختبار الإرادة والنفوذ الأمريكيين. فمنذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، صعّدت القوات المسلحة اليمنية – وبتوجيه مباشر من القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – من عملياتها البحرية ضد السفن المرتبطة بـكيان الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة. وقد نجحت هذه القوات، بإمكانات محدودة، في فرض معادلة ردع غير مسبوقة، وعرقلة ممرات التجارة الدولية، وصولًا إلى تحدي واحدة من أقوى المجموعات القتالية الأمريكية في عرض البحر.

إن اضطرار البنتاجون لإجراء “تحليل دقيق” لكيفية تمكن قوات يمنية من تهديد حاملة طائرات نووية، هو تعبير ضمني عن لحظة انكشاف استراتيجية أمريكية لم تكن في الحسبان. والمفارقة أن ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية لا يمكن أن يُفهم إلا بوصفه الجزء الظاهر من جبل الجليد؛ إذ ليس من عادة واشنطن أن تعترف علنًا بخسائرها الحقيقية في ميادين المواجهة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمراكز الثقل العسكري البحري. فالولايات المتحدة – تاريخيًا – تحرص على إخفاء مظاهر الفشل، أو تبريرها فنيًا، حفاظًا على صورة الهيبة والتفوق. لكن ما خفي أعظم، والزمن كفيل بكشف ما يُخفى، والتاريخ لا يرحم من يتوهم أن بإمكانه إخفاء الخلل طويلًا تحت غطاء إعلامي وسياسي هش.

حاملات الطائرات الأمريكية، التي لطالما مثّلت رمز السيطرة الكونية، تواجه اليوم واقعًا مختلفًا. أمام طائرات مسيرة يمنية، وصواريخ بحرية دقيقة ومنخفضة الكلفة، تتراجع فاعلية أنظمة الدفاع المتطورة، ويتبدد وهم الحصانة. هذا ليس مجرد خلل في جاهزية أو ثغرة عابرة في التنظيم، بل انعكاس عميق لتحول جذري في طبيعة الحروب الحديثة، حيث أصبحت الإرادة والمرونة والوعي الجغرافي أكثر حسماً من التفوق التكنولوجي البحت. وإذا كانت ثلاث طائرات قد فُقدت، وحادثا تصادم قد وقعا في ظروف غامضة، فإن السؤال الأهم: ما الذي لا يُقال؟ وكم من الأحداث لم يُعلن عنها؟

اللاعب اليمني في هذا المشهد – القوات المسلحة اليمنية – بات يفرض وجوده بوضوح على مسرح العمليات الإقليمي، ويعيد تشكيل التوازنات في واحد من أهم الممرات المائية العالمية. التوجيهات المباشرة من القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لا تترك مجالًا للشك في أن ما يجري ليس مجرد رد فعل، بل جزء من استراتيجية مدروسة تستند إلى فهم عميق لطبيعة الصراع الإقليمي والدولي. الرسالة وصلت: اليمن لم يعد مجرد ساحة هامشية، بل تحوّل إلى فاعل حقيقي في معادلة الردع الإقليمي.

هذا التحول لا يقلق خصوم اليمن فحسب، بل يربك حلفاء واشنطن الإقليميين الذين بدأوا يعيدون النظر في مدى قدرة الولايات المتحدة على تأمين مصالحهم وممراتهم التجارية. وإذا كانت حاملة الطائرات “ترومان” تمثل صورة مصغرة عن الهيبة الأمريكية، فإن ما جرى لها في البحر الأحمر يبعث برسالة واضحة: زمن السيطرة الأمريكية المطلقة في البحار قد بدأ يتراجع، خطوة بخطوة، أمام فاعلين جدد يملكون ما هو أهم من التكنولوجيا – يملكون الإرادة.

ما يجري اليوم لا يجب أن يُقرأ باعتباره حادثًا عرضيًا في سياق العمليات، بل هو إنذار استراتيجي مبكر. فقدان ثلاث طائرات، وتسجيل حوادث تصادم بحرية، لا يُعبر عن خلل فني فحسب، بل يعكس خللًا أعمق في موازين القوة. البحر الأحمر لم يعد ممرًا آمنًا للهيمنة الأمريكية، بل بات ميدان اشتباك جديدًا يُرسم بقواعد مختلفة. وإذا استمرت واشنطن في إنكار حقيقة ما يجري، فستجد نفسها أمام تآكل تدريجي لمكانتها، ليس في المنطقة فقط، بل في النظام العالمي ككل. والتاريخ، كما يعلم الأمريكيون جيدًا، لا يرحم أحدًا.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الذهب ينخفض ​​مع مع تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والصين
  • يديعوت أحرونوت: توترات بين الجيش ومسؤولين بشأن السفينة “مادلين”
  • حاملة طائرات صينية تدخل المياه الاقتصادية لليابان.. فكيف كان الرد؟
  • التحقيقات تبدأ في البنتاجون بعد نكسة ترومان… لكن الحقيقة ستكتبها الأيام
  • كيف تسبب “مجتمع دولي من فاعلي الخير” في فقدان الولايات المتحدة بوصلتها في اليمن؟
  • قوة بحرية جديدة تولد في إسطنبول: تركيا تبني حاملة طائرات بقدرات خارقة
  • عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة تحت نيران ترامب
  • أبرز صحفي إسرائيلي: حاملة طائرات لا تكفي لتتبع كذبات نتنياهو
  • مقتل وإصابة 21 جنديا إسرائيليا في غزة
  • اليمن يطالب الإدارة الأمريكية بإعادة النظر بالقرار المتضمن تقييد دخول اليمنيين إلى أراضيها