آخر تحديث: 26 مارس 2025 - 11:40 صبقلم: خيرالله خير الله راعت الإدارات الأميركية المتلاحقة، منذ عهد جيمي كارتر، “الجمهورية الإسلاميّة” الإيرانيّة إلى أبعد حدود. هذه المرة، يبدو احتمال المواجهة الأميركيّة ـ الإيرانية من النوع الجدي للمرة الأولى منذ قيام النظام المبني على نظرية “الوليّ الفقيه”، الذي أراده الخميني على قياسه، في العام 1979.

ما يجعل احتمال المواجهة الأميركية – الإيرانية يرتدي طابعا جدّيا، طبيعة المطالب التي قدمها الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة العليا في إيران، وهي السلطة المتمثلة في شخص “المرشد الأعلى” علي خامنئي.من بين هذه المطالب تخلي “الجمهورية الإسلاميّة” عن دعم أدواتها في المنطقة، بدءا بـ“حزب الله” في لبنان وانتهاء بالحوثيين في اليمن، مرورا بالميليشيات العراقية المنضوية تحت لافتة “الحشد الشعبي”. تطلب أميركا من النظام الإيراني إنهاء نفسه نظرا إلى أنّ هذه الأدوات كانت، ولا تزال، علّة وجود نظام لم يكن لديه في يوم من الأيام ما يقدمّه للإيرانيين في أي مجال من المجالات وأي قطاع من القطاعات. تبخرت كلّ الوعود التي قطعها الخميني للإيرانيين في مرحلة ما قبل قيام “الجمهوريّة الإسلاميّة”. يشمل ذلك الوعد بالاستغناء عن الدخل الذي مصدره النفط والغاز. زاد اعتماد “الجمهوريّة الإسلاميّة” على هذا الدخل في ضوء التجارب الفاشلة التي قام بها النظام منذ لحظة قيامه. اعتمد النظام الإيراني من أجل حماية نفسه على الميليشيات المذهبية التي أنشأها ومولها ونشرها في دول المنطقة معتمدا أساسا على وضع يده على سوريا والنظام العلوي الذي أقامه حافظ الأسد. لم يستطع النظام الإيراني الخروج من شعار “تصدير الثورة” الذي وجد فيه الطريقة الأفضل لحماية نفسه. لكنّ السلوك الإيراني في الأسابيع القليلة الماضية يعبّر عن مخاوف لدى النظام من انتهاء صلاحيته أميركيا وإسرائيليا بعدما غيّرت حرب غزّة، التي تسببت بها “حماس”، النظرة إلى نظام الملالي.ارتدّت اللعبة التي مارستها إسرائيل منذ سقوط الشاه قبل 46 عاما، في نهاية المطاف، عليها. حصل ذلك بعد شنّ “حماس” هجوم “طوفان الأقصى”، وهو هجوم أدّى، بغض النظر عن النتائج التي أدّى إليها على الصعيدين الفلسطيني والإقليمي، إلى جعل المجتمع الإسرائيلي يهتز من الداخل. لا يؤكد ذلك أكثر من الهجرة المعاكسة من دولة إسرائيل، إلى مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك جزيرة قبرص، منطقة بافوس تحديدا. لم يسبق للدولة العبرية أن واجهت مثل هذه الهجرة المضادة منذ قيامها في العام 1948. لكن ما لا مفرّ من ملاحظته في الوقت ذاته، أنّه منذ قيام “الجمهوريّة الإسلاميّة” كان هناك تساهل أميركي مع إيران. يشير إلى ذلك كيفية تعاطي إدارة جيمي كارتر مع أزمة احتجاز موظفي السفارة الأميركية في طهران لمدة 444 يوما ابتداء من تشرين الثاني – نوفمبر 1979. لم يمتلك كارتر الرغبة في وضع حدّ لعملية الابتزاز التي مارستها “الجمهوريّة الإسلاميّة”. ثمة من يبرّر ذلك بأنّه كان يعاني من عقدة فيتنام التي تحكّمت بتصرفات إدارته.يمكن إيراد أمثلة كثيرة على التواطؤ الأميركي مع إيران بغطاء إسرائيلي. بين هذه الأمثلة، تغاضي الولايات المتحدة عن تفجير سفارتها في بيروت في نيسان – أبريل 1983 ونسف مقر المارينز قرب مطار العاصمة اللبنانية الذي قتل فيه 241 عسكريا أميركيا. كذلك، يمكن الذهاب إلى الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت بين 1980 و1988، والتي تخللتها مواقف أميركية تثير كل أنواع الاستغراب، خصوصا  فضيحة إيران – غيت التي شهدت، بين ما شهدته، تزويد إيران بأسلحة إسرائيلية كانت في حاجة إليها لمتابعة الحرب.في الإمكان التذكير أيضا بالخدمة الكبيرة التي قدمتها حرب الثماني السنوات التي افتعلتها إيران ووقع صدّام حسين، بغبائه السياسي، في فخها. قضت تلك الحرب على ثروات كبيرة عراقيّة وإيرانيّة. أكثر من ذلك، لم تتوقف “الجمهوريّة الإسلاميّة” عن عمل كل ما تستطيعه من أجل إجهاض أي احتمال لقيام سلام فلسطيني – إسرائيلي منذ توقيع اتفاق أوسلو في أيلول – سبتمبر 1993. لم تكن إيران، عبر أدواتها الإقليميّة، بعيدة يوما عن العمليات الانتحاريّة التي نفذتها “حماس” والتي لعبت دورا كبيرا في جعل المجتمع الإسرائيلي يتحول نحو اليمين بشكل شبه نهائي. كان اليمين الإسرائيلي يرد ّ الجميل في كل وقت لما قامت به “الجمهوريّة الإسلاميّة” طوال عقود. شمل ذلك بقاء جنوب لبنان طوال سنوات في عهدة “حزب الله” بعيدا عن وجود الجيش اللبناني. كان مطلوبا في كلّ وقت بقاء الجنوب صندوق بريد وتبادل رسائل بين إيران وإسرائيل التي وجدت نفسها بعد حرب غزّة مضطرة إلى التعاطي بطريقة مختلفة مع إيران.في أساس هذا التغيير الصواريخ التي مصدرها إيران والتي ضربت الدولة العبرية من غزّة واليمن… وجنوب لبنان! أكثر من أي وقت، توجد معادلة جديدة في المنطقة التي عانت أيضا من تصرفات باراك أوباما الذي عمل كلّ ما يستطيع من أجل تفادي أي إزعاج لإيران بغية التوصل إلى الاتفاق في شأن ملفها النووي في العام 2015. بلغ الأمر بأوباما أنّ غض الطرف عن استخدام بشّار الأسد السلاح الكيمياوي في الحرب التي شنها على شعبه، كي لا تنسحب “الجمهوريّة الإسلاميّة” من المفاوضات المتعلّقة بالملف النووي الإيراني.من يستخدم الصواريخ اليوم يمكن أن يستخدم السلاح النووي غدا. هذا هو الموقف المشترك الأميركي – الإسرائيلي. هل تستطيع إيران القيام بالتغيير الداخلي المطلوب؟ الأهم من ذلك كلّه، هل تدرك أن صلاحيتها لدى الإسرائيليين والأميركيين صارت منتهية؟،لا جواب على مثل هذا النوع من الأسئلة، لكنّ الأكيد أن الأيام التي كانت تراعي فيها أميركا إيران ولّت. كذلك الأيام التي كانت إسرائيل ترى أنّ كل ما تقوم به إيران في المنطقة يصبّ في مصلحتها، بطريقة أو بأخرى…

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الجمهوری ة الإسلامی ة ة التی

إقرأ أيضاً:

سهند.. المدمرة الإيرانية الشبح

المدمرة الشبح "سهند" هي ثالث مدمرة من طراز "موج" تصنع في مصانع القوة البحرية التابعة للجيش الإيراني، وانضمت لأول مرة للأسطول الجنوبي في ديسمبر/كانون الأول 2018، وهي مزودة بمهبط للطائرات المروحية (الهليكوبتر) وقاذفة توربيدات ومدافع مضادة للطائرات والسفن وصواريخ أرض-أرض وأرض-جو وأنظمة حرب إلكترونية.

وشهدت إيران في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 إعادة إطلاق مدمّرة سهند في مياه الخليج للمرة الثانية، وذلك بعد عملية تأهيل وتجهيز استمرت نحو عام ونصف عام، إثر الحادث الذي أدى لغرقها في 6 يوليو/تموز 2024 عقب فترة قصيرة من تحريكها في ميناء بندر عباس جنوبي البلاد.

وجرى الحدث ضمن مراسم خاصة بمناسبة "اليوم الوطني للقوات البحرية الإيرانية"، بحضور كل من اللواء أمير حاتمي القائد العام للجيش، ونائبه للشؤون التنسيقية الأدميرال حبيب الله سياري، إضافة إلى الأدميرال شهرام إيراني قائد القوة البحرية.

وأثناء كلمته في مركز المنطقة البحرية الأولى بمحافظة هرمزكان المطلة على مضيق هرمز الإستراتيجي، أكد اللواء حاتمي -في فعالية شملت أيضا تدشين القاعدة العائمة "كردستان"- أن الإستراتيجية الدفاعية لطهران ترتكز على الدفاع النشط والردع الذكي، مشددا على جاهزية القوات للقيام بـ"ردّ قاطع ومُحطِّم" في حال أي اعتداء.

وأشار اللواء حاتمي إلى أن إيران لن تنتظر حتى يبادر العدو بالهجوم، مؤكّدا أن القوات المسلحة بكل فروعها "لن تتردّد في بذل أي جهد دفاعا عن البلاد وضمان سلامة الشعب". وشدّد على أن الصناعات البحرية الإيرانية أصبحت في موقع متقدم في مجالات تصنيع القطع السطحية والغواصات ومختلف تجهيزاتها.

التصنيع والتدشين

كُشف عن المدمّرة سهند لأول مرة عام 2012، قبل أن تُدشَّن في المياه رسميا في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2018.

وتعتبر سهند ثالث مدمرة إيرانية الصنع من فئة "موج" بعد جماران ودماوند، في حين تواصل القوة البحرية للجيش الإيراني عمليات بناء 4 سفن حربية أخرى.

سُمّيت المدمّرة بهذا الاسم تيمّنا بفرقاطة قديمة من فئة "سام" كانت قد تعرّضت لهجوم من البحرية الأميركية في أواخر الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وأغرِقَت عام 1988.

وكانت هذه الفرقاطة تُسمّى "فرامرز" في عهد الشاه، قبل أن يُعاد تسميتها إلى "سهند" بعد انتصار الثورة الإيرانية التي أطاحت بالنظام البهلوي عام 1979، وصارت تُعرف باسم "البرز".

المدمرة سهند تجمع بين قدرات الدفاع الجوي ومكافحة السفن ومكافحة الغواصات (غيتي)المهمة الأبرز

وفي الثاني من شهر يونيو/حزيران 2021، بدأت المدمرة "سهند" مهمتها الأبرز، إذ شاركت برفقة قاعدة "مكران" العائمة -ضمن الأسطول البحري المرقم 360 التابع لبحرية الجيش الإيراني- في مهمة بحرية استمرت 133 يوما قطعت أثناءها مسافة 46 ألف كيلومتر، وتُعتبر أطول رحلة بحرية عسكرية في تاريخ البحرية الإيرانية.

إعلان

وأثناء هذه المهمة، عبر الأسطول البحري 3 محيطات و7 بحار، حتى طاف حول قارة أفريقيا ووصل ميناء سانت بطرسبرغ، وشارك في العرض البحري بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس البحرية الروسية.

المواصفات التصميم: شبحي يقلل من بصمتها الرادارية ويجعلها أقل قابلية للكشف. الطول: 94 مترا. العرض: 11 مترا. الارتفاع: 16 مترا. الوزن: يتراوح بين 1200 و1500 طن. السرعة: تبلغ نحو 30 عقدة بحرية (العقدة توازي 1.8 كلم/ساعة تقريبا) وبذلك أصبحت قادرة على قطع مسافة بحدود 56 كيلومترا في الساعة. نظام الدفع: مكون من 4 توربينات بقوة 10 آلاف حصان. كما أنها مزودة بأربعة مولدات تعمل بالديزل توفر 740 حصانا إضافيا. القدرات والمميزات

تجمع المدمرة "سهند" بين قدرات الدفاع الجوي ومكافحة السفن والغواصات، مما يجعلها عنصرا متعدد الأدوار ضمن إستراتيجية البحرية الإيرانية.

وتملك قدرات متطورة في مجالي الاستشعار والاتصالات، ويبدو من خلال تصميمها حرص القائمين على بنائها على استقلاليتها في العمل لفترات طويلة وقدرتها على تنفيذ مهام متنوعة.

يبلغ عدد أفراد طاقم المدمرة نحو 140، وتم تصميمها للبقاء في البحر مدة تصل إلى 150 يوما بدعم إعادة التموين.

المدمرة "سهند" تملك قدرات متطورة في مجالي الاستشعار والاتصالات (غيتي)

وتم تجهيزها بمجموعة تسليحية متنوعة تمكنها من التصدي لمختلف التهديدات، بما في ذلك مدفع بحري من عيار 76 ملم ومن طراز "فجر-27″، إلى جانب تزويدها بمجموعة من الصواريخ تشمل صواريخ "محراب" أرض-جو، وصواريخ "نور" أو "قادر" المضادة للسفن.

كما أنها مجهزة بمدفع "فتح-40" من عيار 40 ملم ومدافع "أورليكون" سريعة الطلقات من عيار 20 ملم للدفاع الجوي القريب، وزوج من القواذف ثلاثية الأنابيب لإطلاق توربيدات من عيار 324 ملم، ورشاشات ثقيلة للمواجهات القتالية قريبة المدى.

منصة المروحيات موجودة في مكانها التقليدي بمؤخرة السفينة الحربية، وتتمتع بالقدرة على استيعاب هليكوبتر من طراز "بيل 214" أو ما يماثله. ويمكن استخدام هذه الطائرة وسيلة نقل أولية أو للحرب المضادة للغواصات.

والسفينة الحربية مسلحة بصواريخ بالستية؛ منها 4 صواريخ أرض-جو من طراز "محراب" و 4 صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز "نور" أو 8 صواريخ من طراز "قادر".

نسخة مطورة

وفي النسخة المُطورة منها، أُجريت تغييرات جوهرية على الهيكل والأنظمة التشغيلية مع زيادة طول الهيكل 8 أمتار مقارنة بالنسخة السابقة، حتی أصبحت هذه السفينة تتمتع بثبات بحري أكبر، وزادت قدرتها على حمل المعدات والأسلحة.

وأثناء إعادة تصميمها إثر غرقها في المياه الخليجية في 2024، تم تحسين أنظمة الدفاع الجوي وتعزيز قدرتها على التعامل مع الأهداف منخفضة الارتفاع ومتوسطة المدى، إلى جانب تحسين أنظمة المعلومات والإشارات والحرب الإلكترونية.

في النسخة الجديدة، وصلت قدرة إطلاق الصواريخ للمدمرة "سهند" في القسم الدفاعي إلى 18 صاروخا، مما يُمثل قفزة في قدرتها علی الدفاع من مسافات قريبة.

مقالات مشابهة

  • كيف تخفّض احتمال إصابتك بالفيروسات التنفسية هذا العام
  • فرنسا تدعو للتحقيق في احتمال استفادة "حماس" من تمويلات أوروبية
  • الأمم المتحدة قلقة من احتمال تكرار ارتكاب الفظائع في الفاشر
  • سهند.. المدمرة الإيرانية الشبح
  • وفاة شخص بحادث دهس على طريق الأزرق – العمري
  • قصر شيرين الإيرانية.. هزة أرضية بقوة 4.3 درجات قرب الحدود العراقية
  • أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي
  • تفاقم أزمة الخطوط البيضاء في إيران
  • إلغاء حق الجنسية بالولادة.. ماذا قال ترامب عن احتمال خسارة القضية؟
  • انخفاض أسعار النفط وسط متابعة المستثمرين عن كثب لمحادثات السلام