كاتب أميركي: ترامب يهدر فرصه وهذه بداية نهاية عهده
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
قال محلل سياسي أميركي إن النظام الدولي القديم تلقى ضربة قاصمة بفوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأخذ اليأس من معظم أعضاء الحزب الديمقراطي كل مأخذ.
وتساءل الكاتب -عالم السياسة شادي حميد في مقال بصحيفة واشنطن بوست- إلى أي اتجاه تسير الولايات المتحدة الآن؟ ويجيب هو نفسه بالقول إن لا أحد يدري في الحقيقة.
ويضيف أن العديد من مراقبي السياسة الأميركية -بمن فيهم هو نفسه- يعتقدون أن حقبة جديدة من "الهيمنة الترامبية" قد بدأت.
ووفقا له، فإن الجمهوريين يعيدون صياغة الثقافة الأميركية، مما يؤذن بفترة من هيمنة المحافظين على مقاليد الأمور لسنوات مقبلة، إن لم يكن لعقود.
وبالنسبة لغالبية الأميركيين، فقد كانت السياسات التقدمية في قضايا مثل الهجرة وحقوق المتحولين جنسيا قد استنفدت أغراضها، وهو ما جعل ترامب يركب الموجة ويقف ضد تبني الديمقراطيين لتلك القضايا.
تراجع شعبيته
وأشار الكاتب إلى أن ترامب اختصر كثيرا من الوقت من خلال سيل الأوامر التنفيذية التي أصدرها وهجماته التي لا تكاد تتوقف على المؤسسات الأميركية، فما كان يستغرق شهورا ليحدث لا يستغرق اليوم سوى أسابيع وربما أياما.
إعلانوقد بدأ صبر الأميركيين ينفد جراء ذلك. فاستطلاعات الرأي تظهر أن شعبية ترامب بدأت تتجه نحو الهبوط، فللمرة الأولى في الاستطلاع الوطني الذي أجرته شبكة "إن بي سي نيوز"، لم توافق الأغلبية على طريقة تعامل ترامب مع الاقتصاد.
فقد انخفضت أسعار الأسهم، وارتفعت معدلات التضخم، ويتعرض الجمهوريون في العديد من المناسبات لغضب الناخبين.
ومن بين الأمثلة، التي أوردها حميد في مقاله، ما تعرض له عدد من النشطاء للاعتقال لمجرد إبداء آرائهم المناهضة لسياسات الإدارة الأميركية، ومن بينهم محمود خليل الذي احتجزته السلطات بتهمة تأييده لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) دون دليل.
نتائج عكسية
وإذا كانت غاية ترامب هي انتزاع السيطرة على الثقافة الأميركية، فإن الجهود التي يبذلها لإقصاء قطاعات كبيرة من السكان يبدو أنها تأتي بنتائج عكسية، على حد تعبير المقال الذي يشير إلى قيام إدارة ترامب الأولى في فبراير/شباط 2020 بإنشاء قسم جديد في وزارة العدل يختص بالتحقيق في سحب الجنسية من الأميركيين المتجنسين وإسقاطها عنهم.
وأوضح حميد أن حوالي 24 مليونا من الأميركيين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات -وهو رقم يمثل 10% من مجموع الناخبين- هم مواطنون متجنسون، وقد يؤثر تقليص نطاق حق المواطنة بالولادة على ملايين آخرين.
ويرى أن الولايات المتحدة قد دخلت مرحلة جديدة أضحت فيها الهيمنة هي بيت القصيد -وليس مآلات السياسة، ولا حتى الفوضى من أجل الفوضى- ويتجلى ذلك في الإطار التنظيمي المركزي لولاية ترامب الثانية، وهو ما عدّه حميد تحولا.
على أن التحول إلى ما يسميها حميد "سياسة الهيمنة" كفلسفة حكم لم يسبق للولايات المتحدة أن تبنته إلى حد كبير من قبل.
بالون اختبار لشيء أوسعومن وجهة نظر كاتب المقال، إن احتجاز خليل لا علاقة له بقضية هجرة واحدة أو حتى بقمع النشاط المؤيد للفلسطينيين في الجامعات الأميركية، بل كان بالون اختبار لشيء أوسع من ذلك بكثير، وهو استخدام هراوة معاداة السامية لمهاجمة المعارضين وشن هجوم واسع النطاق على الأمور التي تجعل أميركا عظيمة متمثلة بالحق في التجمع، وحرية التعبير، والتعديل الأول للدستور والنظام الدستوري ذاته.
إعلانإن ما يجعل تصرفات البيت الأبيض مقلقة للغاية -برأي حميد- ليس فقط في حدوثها، بل في الطريقة "الوقحة" التي تم تنفيذها بها والدفاع عنها.
شعبوي فاشلويزعم الكاتب أن ما يميز الشعبويين الناجحين ليس مجرد القدرة على السيطرة على غضب الشعوب وتوجيهها لصالحهم، بل في قدرتهم على الانتقال من التمرد إلى الحكم، من التظلم إلى البناء. وضرب مثالا على ذلك برئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، "الذي فهم هذا التحول".
وفي المقابل، يبدو ترامب عاجزا دستوريا عن إحداث هذا التحول. وطبقا لحميد، لم يعد ترامب يستميل الطبقة العاملة التي وقفت إلى جانبه خلال الحملة الانتخابية، واستعاض عن ذلك بإبداء احترام غير محدود لملياردير من القلة الحاكمة الذي يبدو إما غير مبالٍ أو ببساطة غير مدرك لنضالات الأميركيين العاديين، في إشارة إلى إيلون ماسك.
لقد وضع الحزب الجمهوري نفسه في موقف المعادي لأميركا برفضه حرية التعبير والامتثال للإجراءات القانونية الواجبة.
ووفقا لمقال واشنطن بوست، فإذا لم يتمكن الحزب الديمقراطي من الارتقاء إلى مستوى الحدث، والاستفادة من تراجع الجمهوريين، فربما يستحق أن يظل قابعا في تيهٍ سياسي من صنعه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات
إقرأ أيضاً:
قطر وسيط جديد بين العراق وترامب… ما الذي يدور في الكواليس؟
مايو 17, 2025آخر تحديث: مايو 17, 2025
المستقلة/- كشف مصدر مطّلع للمستقلة،أن رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، طلب رسميًا من أمير دولة قطر لعب دور الوسيط بين بغداد وواشنطن، في خطوة مفاجئة تعكس حجم التعقيدات التي تشهدها العلاقة بين العراق والإدارة الأمريكية. وبحسب المصدر، فقد نقل أمير قطر رسالة مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكومة العراقية، في تطور أثار تساؤلات حول طبيعة هذه الرسالة ودلالة توقيتها.
لماذا قطر؟ ولماذا الآن؟
الملفت في القضية ليس فقط فحوى الرسالة، التي لم يُكشف عنها حتى الآن، بل هو القناة التي اختارها الطرفان لتبادل الرسائل: الدوحة. فهل أصبحت قطر بالفعل اللاعب الجديد في التوازنات الإقليمية، والوسيط المقبول من الطرفين؟ وهل تم هذا التنسيق بمعرفة وموافقة البيت الأبيض أم أن ترامب يتحرك بقنوات موازية تثير قلق المؤسسة الرسمية؟
هل تسير بغداد نحو سياسة “التحالفات المرنة”؟
طلب العراق للوساطة من دولة خليجية مثل قطر، والتي لها علاقات معقدة ومتشابكة مع القوى الإقليمية والدولية، يؤشر إلى تحوّل في السياسة العراقية نحو ما يمكن تسميته بـ”التحالفات المرنة”، حيث لا ثوابت دبلوماسية، بل مصالح متحركة تفرض أدوات جديدة في التواصل والضغط.
رسالة ترامب… ابتزاز أم بوابة لتفاهم جديد؟
فحوى الرسالة تبقى غامضة، لكن توقيت وصولها وسط تصاعد التوترات الإقليمية والحديث عن عودة قوية لترامب في الانتخابات المقبلة، يفتح المجال لتأويلات عديدة: هل يريد ترامب استباق إدارة بايدن بخط اتصال مباشر مع بغداد؟ أم أن الرسالة تحتوي على عروض أو تهديدات سياسية وأمنية؟ ولماذا اختارت بغداد السكوت على هذا التطور حتى اللحظة؟
خلاصة: قطر تقتحم المشهد العراقي كلاعب دبلوماسي رئيسي
سواء أعجبت هذه الخطوة البعض أو أثارت حفيظة آخرين، فإن المؤكد هو أن قطر دخلت رسميًا على خط العلاقات العراقية الأمريكية، وربما نشهد قريبًا دورًا قطريًا أوسع في ملفات أمنية واقتصادية تتعلق بمستقبل العراق، خاصة إذا استمرت بغداد في تبني سياسة “البحث عن وسطاء”