انقضى رمضان لأمة المليارين وجاء الفطر.. فلماذا طال صيام أهل غزة وحدهم؟!
تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT
ها قد أظلّنا هلال شهر "شوال" لتعمَّ الفرحة أمة الإسلام بعد أن أتَمّت صيامها بكل الشرائح من الكبار والصغار، ومن الرجال والنساء كما قال النبي الكريم "للصائم فرحتان يفرحهما"، والفرحة من موعود الله وموعود رسوله للصائمين بعد شهر قطعوا بعده الحرمان الطوعي لملذات الطعام والشراب وغيرها من المباحات التي أغمضوا أعينهم عنها لبعض ساعات من اليوم انتظارا لمدفع الإفطار ورفع الأذان، ثم يعودون أدراجهم في ليلهم إلى ما لذ وطاب مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين!!
لكنه وللعجب فهناك ثمّة بقعة في وسط العالم العربي العاجز الذليل!! هي أطهر البقاع على وجه البسيطة بعد مكة والمدينة -فلسطين- وفيها مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه في بيت المقدس، يحدث في إحدى زوايا تلك البقعة المباركة (غزة) أمر فاق احتمال البشر، حيث ضرب الصيام القسري الذي لا اختيار فيه على سكان تلك الزاوية من أرض فلسطين، والأعجب أن الحرمان من المتع والملذات الذي يقتضيه صيام نهار رمضان دون ليله، كان مع أهل غزة موصولا بالليل والنهار!! لا ينقطع بأذان المغرب ولا ينتهي حتى بنهاية الشهر كما يحدث مع الأمة كلها في نهاية شهرها المبارك (رمضان).
امتد حرمان أهل القطاع من كافة المتع بل وضروريات الحياة إلى ما يزيد عن 17 عاما، ويا ليته كان في ملذات الحياة من طعام وشراب كما يحدث في نهار رمضان لقلنا تكفي مدته!! بل لقد امتد الحرمان لكل مظاهر الحياة وثوابت العيش البسيطة من كهرباء وغاز وصحة وتعليم، وليس ذلك فحسب بل تجاوز إلى المنع من تلقي العلاج حتى لتلك الأمراض المزمنة والمستعصية مثل السرطانات وغيرها..
ولقد استفحلت الأزمة واشتدت في الفترة الأخيرة بعد الطوفان بفعل التضييق المضروب على القطاع، حتى تفشى الجوع وهلكت الحيوانات وأكل السكان علف الماشية وحشائش الأرض في مشهد تدمى له قلوب الملحدين وعبدة الأوثان بعيدا عن أشباه الدعاة من شيوخ الكحل والمكحلة وبدع الجنائز، والمخالفة بارتداء الكرافتة التي لم تكن على عهد النبي "محمد" وصحبه الكرام!! وليت هؤلاء ينزوون بعيدا بسخافة عقولهم ودناءة نفوسهم وعدم امتلاكهم لأبسط معاني المروءة والرجولة التي كانت عند مشركي بني هاشم؛ ممن تحملوا الجوع والحصار واختاروا طواعية الدخول في شِعب أبي طالب تضامنا مع النبي صلى الله عليه ونصرة له وهم على غير دينه..
أما هؤلاء المرجفون والمخذلون من أشباه الدعاة! فسلطوا ألسنتهم حدادا على المقاومة، مستغلين المنابر الممنوحة لهم من السلطات المعنية للقيام بمهمة التهوين والتخذيل، مرددين الأحاديث الممجوجة والمكذوبة عن الخلل في عقيدة رجال المقاومة لحرمانهم من أي تعاطف من الشارع العربي، أيا ما كانت تضحياتهم ومصائبهم، ولتسهيل المهمة -وهو المطلوب- على الحكام لتمرير المبررات في خيانة غزة وشعبها وفي التعاون مع الاحتلال تحت أي مسمى يختارونه.
إن الحرمان القسري والصيام الممتد لغزة لم يكن حرمانا مما لذ وطاب كما يحدث للمسلمين في نهار شهر رمضان، بل كان حرمانا من الخبز الخشن، حرمانا للرضع والخدج من الحليب الضروري لحياتهم بل من توافر أجهزة التنفس الصناعي لهم، حرمانا كذلك للمرضى من أصحاب الحالات الحرجة والأمراض المزمنة والسرطانية من تلقي العلاج الضروري لحياتهم، فأين هؤلاء المساكين من أهل غزة من الحديث عما لذ وطاب وهم لا يجدون الطحين اللازم لخبزهم؟!
المشكلة فوق ما تعيشه غزة من آلام ومعاناة في ليلهم ونهارهم هي في المزايدة عليهم، ومحاولات الفت في عضدهم وإنهاء لُحمتهم بالمقاومة لكشف عورتها وحرمانها من الحاضنة الشعبية المباركة خلفها، وهذا ما يفعله ويقوم به الإعلام الصهيوني كابرا عن كابر في غالب الدول العربية من محطات فضائية ودراما تلفزيونية وبرامج توك شو ومقالات وتحقيقات صحفية مكذوبة..
وبجوار ذلك الإعلام يقف جنبا إلى جنب بعض أشباه الدعاة المتقعّرين في خطابهم والملتصقين بالحكام المعادين للمقاومة ممن تربوا على كراهيتها وكراهية كل صور الممانعة والشرف! وهؤلاء الدعاة والشيوخ يقومون بدور خبيث في التخذيل والتخوين كما فعل أسلافهم من المنافقين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فإلى متى يدفع أهل غزة تلك الأثمان الباهظة من حياتهم ودمائهم وحرياتهم بل وأبسط ضرورات الحياة، عقابا لهم على وقوفهم خلف أبنائهم وإخوانهم ممن حملوا السلاح للدفاع عن أعراضهم وعن مقدساتهم؟ إلى متى يتحمل أهل غزة بل وتتحمل فلسطين كلها تلك السلطة القابعة في رام الله والمرتمية في أحضان المحتل، حيث لا تتوقف عن مطاردة المقاومة وعن التحريض عليها في كافة المحافل الدولية؟ إلى متى ورغم ظهور هلال شوال ومجيء الفطر وانقضاء الصوم ومعه الحرمان الطوعي من الطعام والشراب؛ يظل أهل غزة في حرمانهم الطويل ومحنتهم الممتدة قرابة 18 عام في صيام لا يتوقف؟!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الحرمان غزة الصيام رمضان غزة رمضان حرمان صيام قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهل غزة
إقرأ أيضاً:
بعد أشهر من الحرمان.. أكياس الدقيق تعود إلى غزة والأمهات ينتزعن ما يسدّ رمق أطفالهنّ
بعد انقطاع طويل، عادت غزة لتستقبل الدقيق مع دخول قوافل الإغاثة إلى المدينة، يوم الأربعاء، في خطوة طال انتظارها وسط حصار خانق ووضع إنساني متدهور. اعلان
وقد تجمعت حشود ضخمة في نقاط التوزيع، حيث أشرف عمال إغاثة يرتدون سترات صفراء على تسليم أكياس القمح التي تحمل شعار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في مشهد أعاد إلى المدينة المنكوبة بعضاً من الحياة.
وكانت قوافل المساعدات قد توقفت عن دخول القطاع منذ آذار/مارس، حين علّق الجيش الإسرائيلي نقل المساعدات وسمح بدلاً من ذلك لمنظمة "مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية بإيصالها إلى نقاط تجميع قرب الحدود. هذه الآلية البديلة جوبهت برفض واسع من الفلسطينيين ومنظمات الإغاثة الدولية، الذين وصفوها بأنها كمائن ومصائد للموت.
وفي مواجهة هذه الفوضى، أعلنت العشائر الفلسطينية في غزة أنها تتولى زمام المبادرة لإعادة القوافل وتنظيم توزيعها داخل الأحياء بما يضمن العدالة والكرامة للسكان. لكن حتى الآن، تبقى التفاصيل المتعلقة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والسلطات الإسرائيلية في إطار هذه الخطة غير واضحة.
في مواقع مختلفة من المدينة، وقف عشرات الفلسطينيين في طوابير لتسلُّم طرود غذائية.
وسط مشاهد الانتظار الطويل، روت هبة خليل، وهي أم لسبعة أطفال، شعورها بالارتياح لتلقيها الدقيق للمرة الأولى منذ أشهر، بعدما عجزت عن الحصول على المساعدات التي تُنهب وتُباع بأسعار باهظة في السوق. وقالت: "لقد انتظرنا لأشهر دون أن نحصل على الدقيق أو نأكل الطعام، وكان أطفالي يبكون دائمًا".
Relatedهل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزةبلجيكا: نشطاء يغلقون مقرّيْ شركتين لاتّهامهما بالتواطؤ مع إسرائيل في "جرائم حرب" بغزةبدورها، تحدثت أم علاء عن معاناتها السابقة مع "العصابات" التي كانت تستولي على حصص العائلات، معربة عن أملها باستمرار هذه الآلية المنظَّمة لتوزيع الطعام. وأضافت: "أنا سعيدة لأنني أستطيع إطعام أطفالي الذين لم يأكلوا منذ الأمس... لقد ذهبوا إلى الفراش جائعين".
تحذيرات أمميةوصف جوناثان ويتال، مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) في الأراضي الفلسطينية، الأوضاع في غزة بأنها "مصممة لقتل الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن المدنيين يُستهدفون حتى في أماكن توزيع المساعدات.
وقال ويتال في تصريح صحافي من داخل القطاع إن "الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى الطعام والمعونات الإنسانية يتعرضون للقتل بشكل شبه يومي"، مؤكدًا أن هذه الوفيات "يمكن تجنّبها تمامًا".
وأشار إلى مقتل نحو 400 شخص منذ بدء تخفيف الحصار جزئيًا قبل أكثر من شهر، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء. ورغم أن الأمم المتحدة وشركاءها يمتلكون خطة لتوصيل المساعدات إلى كل عائلة في القطاع، إلا أن تنفيذ هذه الخطة يواجه، بحسب ويتال، "منعًا متكررًا من جميع الجهات".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة