كيف تؤثّر حروب ترامب التجارية على مصانع الجعة المأزومة بالفعل؟
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
من المرتقب أن تتأثر شركات صناعة الجعة الأمريكية بالتعرفات التجارية التي فرضها ترامب. وبالإضافة إلى أزماتها، تعاني المصانع اليوم من حيرة في مواجهة وقف توريد الشعير من كندا، والتغيرات التي طالت أذواق الجمهور، ولا سيّما الجيل Z.
تعاني مصانع الجعة الحرفيّة الأمريكية بالفعل ما يكفي من الأزمات. فالطلب على المشروبات الغازية والكوكتيلات الصلبة يغطي على مبيعات الجعة.
اليوم يظهر تهديد جديد: الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك فرض رسوم بنسبة 25% على الصلب، والألومنيوم المستورد، وعلى البضائع من كندا والمكسيك.
يقول مات كول، مدير مصنع الجعة في شركة Fat Head's Brewery في أوهايو إن هذه الرسوم "ستكبّد الصناعة مبلغًا كبيرًا من المال".
وأبدى قلقه من أن حرب ترامب التجارية "ستصيب صناعتنا بالشلل، إذا استمرت لأشهر وسنوات".
ويوضح بارت واتسون أنّ التعريفات الجمركية التي تم تعليق بعضها حتى 2 نيسان / أبريل، يمكن أن تؤثر على مصانع البيرة بطرق مختلفة، وواتسون هو الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية صانعي البيرة، وهي المجموعة التجارية للبيرة الحرفية.
العبوات المصنوعة من الألومنيوم في مرمى ترامب أيضا، كما أن جميع البراميل الفولاذية التي تستخدمها مصانع البيرة الأمريكية تقريبًا مصنوعة في ألمانيا. لذلك، ترفع التعرفة الجمركية على منتجات الصلب الجاهزة تكلفة استيراد هذه البراميل. كما ستزيد الرسوم الجمركية على المنتجات الكندية مثل الحنطة والشعير من التكاليف.
وأشار واتسون إلى أنّ بعض مصنّعي البيرة يعتمدون على التوت وأنواع أخرى من الفاكهة المستوردة من المكسيك.
في بورت سيتي بروينغ بولاية فيرجينيا، يخشى مؤسّس الشركة بيل بوتشر من أنه سيضطر إلى رفع سعر العبوات الست من مشروب Optimal Wit الأكثر مبيعًا، وغيره من المشروبات، إلى 18.99 دولارًا (17.55 يورو) بعدما كان نحو 12.99 دولارًا (12.01 يورو)، كما يخشى من فرض بدلاتٍ أكبر مقابل كلّ نصف ليتر في غرفة التذوق الخاصة به.
"هل سيظل الناس يأتون إلى هنا ويدفعون 12 دولارًا للنصف لتر بدلاً من 8 دولارات؟ ستتباطأ أعمالنا" يقول بوتشر.
Relatedفي عامه الـ 189.. مهرجان "أكتوبر فيست" يستقطب عشاق البيرة في ميونيخلأول مرة في تاريخها.. الإمارات تستعد لافتتاح أول معمل لصناعة الجعة شاهد: شرب الجعة أثناء ممارسة اليوغا في الدنماركفي باريس... "حمّام" من الجعة لماريون ماريشال السياسية الفرنسية اليمينية المتطرفةوبالنسبة لبورت سيتي، يأتي التهديد الأكبر من التعرفة الجمركية التي تلوح في الأفق على الواردات الكندية، حيث يتلقى مصنع الجعة حمولة شاحنة تزن 40,000 رطل من شعير البيلسنر من كندا كل ثلاثة أسابيع.
وتذهب الشجنة إلى صومعة تزن 55,000 رطل على أرض المصنع. وقال بوتشر إنه لا يستطيع العثور على شعير بجودة مماثلة في أي مكان آخر.
كما أثرت تعرفات ترامب على بورت سيتي بطريقة ملتوية. فالضريبة المفروضة على الألومنيوم، والتي دخلت حيز التنفيذ في 12 آذار/مارس، تتسبب في تحول كبار مصانع الجعة من تعبئتها في علب الألومنيوم إلى تعبئتها في الزجاج.
وقد وجدت شركة بورت سيتي، التي تقوم بتعبئة 70% من إنتاجها في الزجاج، نفسها، غير قادرة على الحصول عليه.
وقال بوتشر: "سيوقف مورد الزجاج تصديره إلينا في نهاية الشهر، لقد فاجأنا ذلك". وتحصل شركة Fat Head's Brewery على الشعير من كندا.
وقال كول إنه من الممكن التحوّل إلى مصادر في أيداهو ومونتانا، لكنّ العوامل اللوجستية المرتبطة بالشحن "أكثر تعقيدًا". كما أن رسوم ترامب الجمركية، من خلال وضع الشعير الكندي في وضع تنافسي غير طبيعيّ، ستسمح للمنتجين الأمريكيين برفع الأسعار المحلية.
وتحاول شركة Fat Head's التخفيف من تأثير الرسوم الجمركية. وتوقعًا لارتفاع أسعار الألومنيوم، على سبيل المثال، خزّن المصنع علب الجعة -التي يحصل عليها من مورد أمريكي- وبات لديه الآن 3 ملايين علبة في مستودعه، أي 30% من حاجته الإنتاجيّة السنويّة. كما أنها حولت إنتاجها إلى العلب المطلية، لأنّها أرخص من تلك ذات الأكمام المغلفة بغشاء متقلص.
وفي ولاية أريزونا، بدأت بعض مصانع الجعة بالفعل في إلغاء أو تقليل البيرة التي تقدمها في علب الألومنيوم وذلك لخفض التكاليف، كما قال كايل أيلسورث، مدير المبيعات والعلاقات في مصنع O.H.S.O. Brewery and Distillery ورئيس نقابة أريزونا لصناعة الجعة الحرفية. "هذه ضربة لحرفة أريزونا. أكره أن أرى منتجات محلية أقل على الرفوف" أضاف أيلسورث.
كذلك فقد بعض صانعي الجعة أيضًا إمكانية الوصول إلى رفوف المتاجر لدى أحد أكبار الأسواق: السوق الكندية، وهي أكبر سوق خارجية للجعة الحرفية الأمريكية، حيث تمثل حوالي 38% من الصادرات.
لكن الكنديين غاضبون من استهداف ترامب لمنتجاتهم، وقد ألغى المستوردون الكنديون الطلبات وسحبوا الجعة الأمريكية من رفوف متاجرهم.
وتأتي الرسوم الجمركية في وقت صعب بالفعل بالنسبة لمصنّعي البيرة. وبعد سنوات من النمو، حيث تضاعف عدد مصانع الجعة الأمريكية ليصل إلى 9736 مصنعًا بين عامي 2014 و2024، تكافح هذه الصناعة ضمن المنافسة مع المشروبات الغازية وغيرها، لكسب العملاء الأصغر سنًا.
وفي عام 2024، فاق عدد مصانع الجعة التي تم إغلاقها عدد المصانع التي تم افتتاحها، لأول مرة منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفق واتسون.
وتشير التقديرات إلى أن إنتاج الجعة الحرفية في الولايات المتحدة انخفض بنسبة تراوحت ما بين 2٪ و 3٪ العام الماضي.
وقال: "شهدت صناعة الجعة الحرفية فترة من النمو الهائل، لكننا لم نعد في تلك الحقبة بعد الآن، نحن في سوق أكثر نضجًا."
وبلغ إنتاج بورت سيتي ذروته في عام 2019 عند 16,000 برميل من الجعة، أي ما يعادل 220,000 صندوق. ثم ضربت الجائحة ضربتها، فأضرّت بالإقبال على الجعة من قبل الحانات والمطاعم. وكانت العودة بطيئة. ويتوقع بوتشر أن تنتج بورت سيتي 13,000 برميل فقط هذا العام.
ويسعى مصنع الجعة إلى تمييز نفسه من خلال التركيز على مشروباته الحائزة على جوائز. في عام 2015، حصل مصنع بورت سيتي على لقب أفضل مصنع جعة صغير في "مهرجان البيرة الأمريكي العظيم". ولكن الأمر ليس سهلاً مع ضرائب الاستيراد التي تهدد برفع تكلفة المكونات والتعبئة والتغليف.
وقال: "من الصعب بما فيه الكفاية أن تدير شركة صغيرة عندما تكون سلسلة التوريد الخاصة بك سليمة".
كذلك فإنّ الطريقة غير المنتظمة التي أعلن ترامب فرض الضرائب عبرها، ثم تعليقها، ثم التهديد بفرض ضرائب جديدة، جعلت الأمر أكثر صعوبة في التخطيط. وقال بوتشر: "إن عدم القدرة على التنبؤ يضفي عنصرًا من الفوضى".
ولفت أيلسورث إلى أن مصانع الجعة الكبيرة لديها فرق كاملة من الأشخاص لحساب تأثير التعريفات الجمركية، ولكن يجب على مصانع الجعة الأصغر حجمًا أن توسع مواردها لتجاوزها. هذا بالإضافة إلى التعقيدات الأخرى لإدارة مصنع الجعة، من قوانين تقسيم المناطق إلى تصاريح الترخيص إلى نقص العمالة.
ولكن بالنسبة للعديد من مصانع الجعة، فإن العبء الأكبر في الوقت الحالي هو انخفاض المبيعات مع تقلّص العملاء، كما قال أيلسورث. ولهذا السبب يبذل العديد من مصانع الجعة جهودت للإبقاء على الأسعار كما هي؟
وقال كول: "في عالم اليوم، مع الاقتصاد وارتفاع مستوى عدم اليقين، ينفق الناس أقل"، وأضاف "الجعة هي رفاهية ميسورة التكلفة، ونريد أن نتأكد من أننا لا نخسر ذلك".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كيف سيستجيب البنك المركزي الأوروبي للتعريفات الجمركية التي فرضها ترامب؟ "لا أمزح".. ترامب يُشير مجددًا إلى احتمال ترشحه لولاية رئاسية ثالثة ردًا على رسوم ترامب الجمركية.. فيراري ترفع أسعار سياراتها في أمريكا حتى 10% كحولكنداالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبالرسوم الجمركيةاتفاقية تبادل تجاريالمصدر: euronews
كلمات دلالية: عيد الفطر دونالد ترامب صوم شهر رمضان محكمة روسيا إسرائيل عيد الفطر دونالد ترامب صوم شهر رمضان محكمة روسيا إسرائيل كحول كندا الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الرسوم الجمركية عيد الفطر دونالد ترامب صوم شهر رمضان محكمة روسيا إسرائيل فرنسا إيطاليا أوكرانيا بوتشا انتخابات دعوى قضائية الرسوم الجمرکیة الجمرکیة التی یعرض الآنNext الجمرکیة ا التی فرضها من کندا فی عام مصنع ا
إقرأ أيضاً:
رسوم ترامب تكسر آخر مصنع لعِصي الهوكي في كندا
تسببت رسوم ترامب الجمركية في أضرار اقتصادية كبرى لكندا في مختلف المجالات، إلا أنه لم يتوقع أحد أن تصل إلى لعبة الهوكي الشهيرة في أمريكا الشمالية.
في بلدة برانتفورد جنوب غرب تورونتو، يواصل مصنع "روستان هوكي" إنتاج عصي الهوكي الخشبية وسط ضجيج الآلات وصوت النجارين، محافظًا على إرث صناعي يعود إلى عام 1847.. لكن هذا المصنع، الذي يُعد آخر منشأة كندية كبيرة لصناعة العصي التقليدية، يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة بفعل السياسات التجارية الأمريكية.
المصنع الذي يوظف 15 عاملاً، ينتج سنويًا نحو 400 ألف عصا تحت علامات تجارية شهيرة، ويُصدّر منها حوالي 100 ألف إلى الولايات المتحدة.. إلا أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات الكندية، أضرت بسير العمل، حيث تم توقيف شحنات على الحدود وخضعت لفحوصات يدوية، فيما فُرضت رسوم مفاجئة على معدات الحراس المصنعة في منشأة أخرى بتورونتو وصلت إلى 200%، وفقا لوكالة "الأسوشيتد برس".
ويقول بو كروفورد، مدير المصنع: "لا يمكنك التنبؤ بما سيفعله ترامب.. علينا التأقلم، فقراراته تتغير يومًا بعد يوم".. أما غرايم روستان، مالك المصنع، فيؤكد أن إلغاء الإعفاء الجمركي للشحنات التي تقل عن 800 دولار زاد من تعقيد التجارة عبر الحدود، حتى في حال بيع عدد محدود من العصي.
وتعكس هذه الأزمة اضطرابًا أوسع في الاقتصاد الكندي، الذي انكمش بنسبة 1.6% في الربع الثاني من العام، بينما تراجعت الصادرات بنسبة 7.5%.. كما فقد قطاع التصنيع نحو 37,800 وظيفة خلال عام، وانخفض الاستثمار في المعدات الصناعية إلى أدنى مستوى منذ عام 1981.
ورغم أن المصنع لا يزال ينتج العصي الخشبية، إلا أن السوق يتجه نحو العصي المركبة المصنوعة من الألياف الكربونية والمواد المتقدمة، والتي يفضلها اللاعبون المحترفون والهواة على حد سواء.. لم يستخدم أي لاعب في دوري الهوكي الوطني عصا خشبية بشكل منتظم منذ أكثر من عقد، ما يعكس التحول التكنولوجي في الرياضة.
ويقر بو كروفورد، مدير المصنع، بصعوبة المنافسة مع الأسواق الآسيوية، لكنه يؤكد أن "الجودة التي نقدمها تتحدث عن نفسها".. أما روستان، فيعترف بأن السوق يتقلص، قائلاً: "نحن نملك حالياً ما بين 5 إلى 10% من السوق، لكنه يتراجع كل عام.. الأطفال اليوم يفضلون العصي المركبة، لذا نعم، السوق ينكمش بلا شك".
ورغم أن العصي الخشبية لم تعد تُستخدم في دوري الهوكي الوطني منذ أكثر من عقد، إلا أن المصنع يواصل الإنتاج بأساليب تقليدية، في محاولة للحفاظ على جزء من الهوية الكندية.. ويقول روستان: "وجود مصنع لعصي الهوكي في كندا لا يتعلق فقط بالإنتاج، بل بالإرث الوطني والارتباط العاطفي بلعبة تمثل روح البلاد".