2 أبريل 2025 يوم التحرر الأميركي.. ماذا يقصد ترامب؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
واشنطن- يحتفل الأميركيون بعيد الاستقلال عن التاج البريطاني في الرابع من يوليو/تموز من كل عام، وهو اليوم الموافق لذكرى اعتماد وثيقة إعلان الاستقلال عام 1776.
ويتجمع الأميركيون في هذا اليوم، وتنظم مسيرات احتفالية، وتطلق الألعاب النارية، وتنتشر الحفلات الموسيقية، ويتم جمع شمل العائلات من مخلف العرقيات والأجناس، في تقدير لأهمية الاحتفال بتاريخ وحكومة وتقاليد ومولد الدولة الأميركية.
ومع ذلك، تعهد الرئيس دونالد ترامب للأميركيين أن يكون الثاني من أبريل/نيسان، هو يوم التحرر الأميركي.
ويقول ترامب إن الأربعاء سيكون "يوم التحرير". ويقصد بذلك اللحظة التي يخطط فيها لطرح مجموعة من التعريفات الجمركية غير المسبوقة التي يعد بأنها ستحرر الولايات المتحدة من البضائع الأجنبية.
ويتعهد ترامب بأن التعريفات الجمركية يمكن أن تعيد خلق العصر الذهبي لأميركا، وتجدد من استقلالها. وتحدث عن فرض ضرائب على دول الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية والبرازيل والهند والصين واليابان وكندا والمكسيك.
ما الذي سيحدث في الثاني من أبريل/نيسان؟وعد ترامب بفرض رسوم جمركية متبادلة على بقية دول العالم التي تفرض رسوما على المنتجات الأميركية. وهي خطوة قد تؤدي حال تبنيها لتغيرات كبيرة في نظام التجارة العالمي بما قد يوثر على كل مواطن أميركي.
إعلانفي مقابلة، الأحد الماضي، مع شبكة "إن بي سي" نيوز، قال ترامب إنه لا يزعجه إذا تسببت التعريفات الجمركية في ارتفاع أسعار السيارات، لأن السيارات التي تحتوي على محتوى أميركي أكثر يمكن أن تكون أكثر تنافسية. وأضاف "آمل أن يرفعوا أسعارهم، لأنهم إذا فعلوا ذلك، فسوف يشتري الناس سيارات أميركية الصنع".
كما أشار ترامب إلى أنه سيكون مرنا في تعريفاته، قائلا إنه سيعامل الدول الأخرى بشكل أفضل مما تعاملت به مع الولايات المتحدة. لكن لا يزال لديه كثير من الضرائب الأخرى القادمة على الواردات.
ويشير بعض مساعدي ترامب إلى أن التعريفات هي أدوات للتفاوض بشأن التجارة وأمن الحدود، في حين يقول آخرون إن الإيرادات ستساعد في تقليل عجز الميزانية الفدرالية. وذكر وزير التجارة هوارد لوتنيك أنهم سيجبرون الدول الأخرى على إظهار الاحترام لترامب.
ولم تنتظر الأسواق حتى الثاني من أبريل/نيسان، إذ خسرت أسواق المال الأميركية بالفعل تريليونات الدولارات من قيمة أسواق الأسهم خلال الأيام والأسابيع الماضية بسبب تعهدات ترامب، التي زادت من تفاقم المخاوف من الركود مع تراجع ثقة المستهلكين في قوة الاقتصاد الأميركي.
منطق ترامبيزعم ترامب أن أميركا قد تعرضت للسرقة، لأنها تستورد سلعا أكثر مما تصدر، ويعتقد أنه بالتهديد بفرض تعريفات على الواردات الأجنبية القادمة للسوق الأميركية، فإنه سيجبر الشركات على نقل سلاسل التصنيع والتوريد إلى داخل الولايات المتحدة، وبالتالي خلق فرص عمل وإحياء المناطق التي تعرف بولايات "حزام الصدأ"، التي تركتها المصانع بعد انتقالها للصين والمكسيك.
بيد أنه لا يوجد ما يضمن أن الشركات ستعيد الإنتاج إلى الولايات المتحدة، لأن إعادة التوجيه هذه ستستغرق سنوات ويفترض أنها لن تتحقق خلال سنوات حكمه.
ويدعم كثيرون هدف ترامب المتمثل في محاولة إحياء المناطق التي تضررت من فقدان المصانع. وكان التحول الاقتصادي الذي أحدثته العولمة فيها مؤلما، حيث جرد المجتمعات من الآفاق وساهم في انتشار إدمان المخدرات وشرب الكحوليات.
إعلانويجادل مسؤولو إدارة ترامب بأن سياسات ترامب ستعيد الحياة الاقتصادية للمدن والمقاطعات والولايات التي دفعت ثمن ممارسات العولمة.
وفي منتدى النادي الاقتصادي بمدينة نيويورك، الذي عقد الشهر الماضي، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت، إن "الوصول إلى السلع الرخيصة ليس جوهر الحلم الأميركي. الحلم الأميركي متجذر في مفهوم أن أي مواطن يمكنه تحقيق الازدهار والتنقل التصاعدي والأمن الاقتصادي لفترة طويلة جدا. لقد غفل مصممو الصفقات التجارية متعددة الأطراف عن هذا الأمر. يجب إعادة النظر في العلاقات الاقتصادية الدولية التي لا تعمل لصالح الشعب الأميركي".
@aljazeera ترمب يفرض رسوما جمركية بنسبة 25 % على السيارات #فيديو #ترمب ♬ original sound – الجزيرة أخطار تعريفات ترامبيذكر ترامب أن الخطوات التالية قد تؤدي إلى رفع الأسعار في وقت تتعرض فيه ميزانيات العائلات الأميركية بالفعل للاستنزاف، لكنه يطلب ضمنيا من الجميع القبول بإستراتيجية، ويعد أن الفوائد ستعم في المستقبل، وأنها تستحق وتتطلب التضحية الآن ولسنوات قادمة.
من ناحية أخرى، يخاطر الرئيس في بداية فترة حكمه الثانية برد فعل سياسي عنيف قد يكلف الجمهوريين أغلبية الكونغرس البسيطة التي يتمتعون بها حاليا في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني العام المقبل.
وتتجاهل وجهة نظر ترامب بفرض تعريفة على السيارات بنسبة 25% طبيعة تكامل عمليات التصنيع للسيارات، حتى الأميركي منها، بين عدة دول، تكون في الأغلب مع المكسيك وكندا.
ويتم استراد بعض قطع التصنيع من الدولتين الجارتين لرخص أسعارهما. ومن ثم، فإن فرض ترامب للتعريفة المتوقعة، سيرفع من أسعار السيارات الأميركية تلقائيا، وسيتحملها المستهلك الأميركي في الأساس. وإذا تم الاستغناء عن استيراد بعض الأجزاء من خارج الولايات المتحدة، على أن يتم تصنيعها داخليا، سترتفع التكلفة.
إعلانولا يقتنع ترامب بأن بنية الاقتصاد الأميركي لم تعد صناعية، وأن ذلك ليس شيئا سيئا بالأساس، فتميز أميركا في الصناعات الخدمية والتكنولوجيا والتجارة القائمة على الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، يمنحها ميزات تنافسية ضخمة ضد شركائها التجاريين.
وعندما أعلن عن تعريفات جمركية على السيارات بنسبة 25%، الأسبوع الماضي، قال المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو -لقناة فوكس نيوز صنداي- "سنجمع نحو 100 مليار دولار سنويا من رسوم السيارات وحدها".
وأضاف أن التعريفات الأخرى ستجلب نحو 600 مليون دولار سنويا أو نحو 6 تريليونات دولار على مدى 10 سنوات. وكحصة من الاقتصاد، ستكون هذه أكبر زيادة ضريبية منذ الحرب العالمية الثانية.
ويقول ترامب إن "هذه بداية عيد التحرير في أميركا، سنفرض رسوما على الدول التي تصدر لنا، وتستولي على وظائفنا، وتأخذ ثرواتنا. لقد أخذوا كثيرا من بلدنا، الأصدقاء والأعداء، وبصراحة كان الصديق في كثير من الأحيان أسوأ بكثير من العدو".
وختم ترامب بقوله: "أعتقد أننا سنحقق ما أسميه العصر الذهبي لأميركا. أعتقد أن هذا سيكون العصر الذهبي لأميركا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في لندن
بدأت اليوم الاثنين محادثات تجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين في قصر لانكستر هاوس بلندن، في محاولة لإعادة إحياء الاتفاق الأولي الذي تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي، والذي هدّأ مؤقتًا التوترات بين البلدين بسبب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوم جمركية عالية على البضائع الصينية، ردت عليه بكين بفرض رسوم على البضائع الأميركية.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية أمس الأحد "ستعقد الجولة المقبلة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في بريطانيا يوم الاثنين… إننا أمة تدعم التجارة الحرة ولطالما كنا واضحين بأن الحرب التجارية ليست في مصلحة أحد، ولذلك نرحب بهذه المحادثات".
ويشارك في المحادثات وفد أميركي يقوده وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير، فيما سيرأس وفد الصين نائب رئيس مجلس الدولة خه لي فنغ.
ويأتي هذا التطور بعد أربعة أيام من اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ، في أول تواصل مباشر بينهما منذ تنصيب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعرب خلاله الطرفان عن استعدادهما لاستئناف التعاون الاقتصادي وتخفيف القيود.
إعلانوخلال الاتصال الذي استمر لأكثر من ساعة، طلب شي من ترامب التراجع عن الإجراءات التجارية التي ألحقت الضرر بالاقتصاد العالمي وحذره من اتخاذ خطوات تتعلق بتايوان من شأنها أن تمثل تهديدا، وفقا لتفاصيل صدرت عن الحكومة الصينية.
لكن ترامب قال على وسائل التواصل الاجتماعي إن المحادثات ركزت في المقام الأول على التجارة وأدت إلى "نتيجة إيجابية للغاية" بما يمهد الطريق لاجتماع اليوم الاثنين في لندن.
وتتهم كل من واشنطن وبكين الطرف الآخر بالتراجع عن اتفاق جنيف في مايو/أيار الماضي، والذي نصّ على خفض مؤقت للرسوم الجمركية التي تجاوزت 100%.
وكانت الصين قد أعلنت السبت الماضي عن موافقتها على بعض طلبات تصدير المعادن النادرة، دون تحديد البلدان أو القطاعات المستفيدة. ويُعد هذا التلميح خطوة أولى لإعادة تدفق المواد الخام الحيوية التي تسيطر عليها الصين عالميًا، والمستخدمة في صناعات دقيقة كالدفاع والطاقة والسيارات الكهربائية.
قلق أميركي من تباطؤ الإمدادات
وقال كيفين هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني الأميركي، أمس الأحد عبر شبكة سي بي إس: "نحن نصرّ على عودة تدفق المعادن النادرة والمغناطيس دون تأخير، كما كانت قبل أبريل/نيسان الماضي، دون أن تعيق التفاصيل التقنية هذا الانسياب. وقد بات هذا واضحًا للجانب الصيني."
ويحاول الطرفان معالجة توتر تصاعد منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، إذ فرضت واشنطن رسومًا إضافية على واردات صينية، وردّت بكين بتقييد صادرات حيوية. كما شملت الخلافات قضايا أخرى تتعلق برقائق الذكاء الاصطناعي، وتأشيرات طلاب صينيين، ومنع تصدير مكونات حساسة إلى شركات صينية كبرى.
وقد تدهورت العلاقات التجارية مجددًا في الأشهر الماضية بعد أن فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية إضافية على المنتجات الصينية، وردّت بكين بتقييد صادرات المعادن النادرة والمغناطيس، في حين انتقدت الصين قيود واشنطن على رقائق الذكاء الاصطناعي من شركة "هواوي"، وبرمجيات تصميم الشرائح، ومحركات الطائرات، وتأشيرات آلاف الطلاب الصينيين.
وعلى الرغم من الإشارات الإيجابية التي نتجت عن الاتصال بين ترامب وشي، فإن التفاؤل في "وول ستريت" ظل محدودًا. فترامب، الذي وعد بإعادة تشكيل العلاقات التجارية الأميركية، لم يُبرم حتى الآن سوى اتفاق واحد جديد، مع المملكة المتحدة وفقا لبلومبيرغ.
إعلانوينتهي قرار ترامب بتجميد الرسوم على السلع الصينية في أغسطس/آب المقبل، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، تخطط الإدارة لإعادة فرض الرسوم التي أُعلن عنها في أبريل/نيسان الماضي، والتي قد تتجاوز النسبة الحالية البالغة 10%.
وأوضح جوش ليبسكي، رئيس قسم الاقتصاد الدولي في مجلس الأطلسي في حديث للوكالة، أن فشل اتفاق جنيف ناتج عن الغموض: "لقد تُركت العديد من البنود مفتوحة للتأويل، ودفع الطرفان الثمن خلال الأسابيع التالية. الآن، يريد الجانبان فقط العودة إلى ما تم الاتفاق عليه في سويسرا، ولكن بتفاصيل أوضح بشأن ما يُرخّص وما يُمنع."
ومع تزايد الضغوط الاقتصادية الداخلية في الصين، مثل الانكماش المستمر ومعدلات البطالة المرتفعة، يبدو أن بكين ترى في استئناف المحادثات فرصة لتحقيق مكاسب ملموسة.
وفي تعليق نشرته وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا"، وُجّه انتقاد لواشنطن بسبب التعامل مع القضايا الاقتصادية من منظور أمني، محذّرة من أن "هذا التفكير سيُشكل العقبة الأكبر أمام التعاون المتبادل إذا لم يتم تصحيحه."
ورغم النقد، أبقت الوكالة الصينية الباب مفتوحًا لتحسّن العلاقات، مؤكدة أن "الولايات المتحدة والصين تتقاسمان مصالح مشتركة واسعة النطاق، وأن جوهر العلاقة الاقتصادية بينهما يقوم على المنفعة المتبادلة."
وفي لفتة رمزية، نقلت الخارجية الصينية عن ترامب ترحيبه بالطلاب الصينيين في الجامعات الأميركية، قائلًا إن "استقبالهم سيكون شرفًا له."
لكن المحللين في بلومبيرغ إيكونوميكس، ومنهم آدم فارار ومايكل دينغ، حذروا من أن الجولة الحالية من المحادثات ستكون أكثر تعقيدًا من سابقاتها.
وأوضحوا في تقريرهم أن "الفرص السهلة لتحقيق اختراقات أصبحت نادرة هذه المرة، ومع وجود ملفات حساسة على الطاولة، سيكون من الصعب الخروج بنتائج ملموسة."
إعلان