إغلاق "إم بي إن".. هل تتخلى واشنطن عن صوتها في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
حذّر السفير الأمريكي المتقاعد رايان كروكر، رئيس مجلس إدارة "شبكة الشرق الأوسط للإرسال"، من تداعيات قرار الإدارة الأمريكية إغلاق شبكة "إم بي إن"، وهي منصة إعلامية مرخّصة من الكونغرس وممولة من وكالة الإعلام العالمية الأمريكية.
الإغلاق المفاجئ لشبكة "إم بي إن" سيؤدي إلى خسائر بملايين الدولارات
وأوضح كروكر أن الشبكة لعبت دوراً محورياً في نقل صوت أمريكا إلى العالم العربي على مدى عقدين، مما أتاح لملايين المشاهدين في المنطقة الوصول إلى تغطية صحفية موثوقة.
قرار الإغلاق المفاجئ أثار ترحيب خصوم الولايات المتحدة في المنطقة، معتبرين أن الشبكة لم تكن سوى "أداة دعائية ضد إيران وحلفائها في الشرق الأوسط".
وتبث قناة الحرة، التابعة لـ"إم بي إن"، يومياً من الولايات المتحدة، مقدمة تغطية إخبارية باللغة العربية عن الأحداث الأمريكية والعالمية، وبتكلفة سنوية لا تتجاوز سعر مروحيتين من طراز "أباتشي"، قدّمت الشبكة محتوى إخبارياً لملايين المشاهدين.
America Can’t Surrender its Voice in the Middle East
By: Ambassador Ryan Crocker https://t.co/qxo09XdRNK
وكتب كروكر في مقاله بمجلة ناشيونال إنترست أن العديد من القنوات الإخبارية في الشرق الأوسط تعكس خطاباً معادياً لأمريكا ومليئاً بالمعلومات المضللة والتحريض ضد إسرائيل والمسيحيين والأقليات الدينية، بينما تسعى "إم بي إن" إلى تقديم رواية مغايرة تستند إلى معايير صحفية مهنية.
ويرى كروكر أن انسحاب الولايات المتحدة من المشهد الإعلامي في الشرق الأوسط سيكون خطأً استراتيجياً، حيث ستترك الساحة فارغة لوسائل إعلام معادية موالية لإيران تسعى إلى تشويه صورتها والترويج لأجنداتها.
واعتبر أن الشبكة أسهمت في تعزيز المصالح الأمريكية عبر تقديم محتوى مهني أزعج جماعات مثل حماس وحزب الله والحوثيين، الذين طالما هاجموا قناة الحرة بسبب تغطيتها المستقلة.
وأشار كروكر إلى أن "إم بي إن" نجحت في تنفيذ إصلاحات كبرى تحت قيادة مديرها التنفيذي جيف جيدمين، حيث خفضت النفقات بنحو 20 مليون دولار عبر إعادة هيكلة عملياتها، وإغلاق بعض المكاتب، والاستغناء عن 160 موظفاً، وتقليص القوى العاملة بنسبة 21%.
لكن مستقبل "إم بي إن" بات على المحك، بعد أن أصدر البيت الأبيض في مارس (آذار) أمراً تنفيذياً يقلّص صلاحيات وكالة الإعلام العالمية الأمريكية، ما قد يمهّد لإلغاء تمويل الشبكة وكيانات إعلامية أخرى تديرها الحكومة الأمريكية.
"إغلاق إم بي إن" خطأ فادحيختتم كروكر مقاله بتحذير صريح من أن الإغلاق المفاجئ للشبكة لن يؤدي فقط إلى خسائر مالية بملايين الدولارات، بل سيمنح خصوم واشنطن، مثل روسيا والصين وإيران، فرصة لتعزيز نفوذهم الإعلامي في المنطقة.
وأكد أن "للولايات المتحدة قصة مهمة يجب أن تُروى في الشرق الأوسط، ومصالح حيوية يجب الدفاع عنها"، مشدداً على أن التخلي عن هذه المنصة سيكون خسارة لا تعوّض.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة الولايات المتحدة فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
إعلامية: تباين روسي أوكراني حاد يعقّد مسار السلام ويصيب الوساطة الأمريكية بالإحباط
أوضحت الإعلامية أمل الحناوي، أن موسكو ترفض بشكل قاطع الانسحاب من أي أراضٍ تمكنت من السيطرة عليها منذ اندلاع الحرب، معتبرة أن هذه المناطق أصبحت جزءًا من واقع ميداني لا يمكن التراجع عنه، وفي المقابل، تتمسك كييف بموقف مغاير تمامًا، حيث تشدد على أن أي اتفاق سلام حقيقي يجب أن يسبقه انسحاب روسي كامل من الأراضي الأوكرانية.
فرص التوصل لاتفاق قريبوأضافت الحناوي، خلال برنامجها «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الموقف الأوكراني لا يقتصر فقط على مسألة الانسحاب، بل يمتد ليشمل مطالب باعتراف ضمني بالمسؤولية عن الأضرار التي لحقت بالبلاد، بما في ذلك دفع تعويضات والمشاركة في جهود إعادة الإعمار، وهو ما ترفضه موسكو حتى الآن، مشيرة إلى أن هذا التباين الحاد في الشروط يجعل فرص التوصل إلى اتفاق قريب أمرًا بالغ الصعوبة.
وأشارت إلى أن الوسيط الأمريكي يقف حاليًا أمام حالة من فقدان الأمل في تحقيق اختراق سريع، وهو ما يتناقض مع التصورات السابقة التي روّج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية إنهاء الحرب في وقت قصير، مؤكدة أن الضغوط الأمريكية للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام تتزايد، إلا أن إصرار الطرفين على مواقفهما يدفع المفاوضات إلى مرحلة شديدة الحساسية.