عثر على رجل حياً تحت الأنقاض، اليوم الأربعاء في ميانمار، بعد 5 أيام من الزلزال الذي أودى بحياة 2700 شخص على الأقل في البلاد التي تستنزفها الحرب الأهلية، في حين أعلن المجلس العسكري استئناف العمليات ضد المجموعات المتمردة المسلحة.

وفيما أعلنت العديد من المجموعات المتمردة تعليق الأعمال العدائية، تعهد رئيس المجلس العسكري مين أونغ هلاينغ بمواصلة "العمليات الدفاعية" ضد "الإرهابيين".

وقال في بيان نشر ليل أمس الثلاثاء: إن "الإرهابيين يقومون بأعمال تخريبية ويعطلون إمدادات الكهرباء"، مضيفاً "حتى لو لم تكن بعض المجموعات الإتنية المسلحة منخرطة حالياً في القتال، فهي تعيد تنظيم صفوفها وتتدرّب على تنفيذ هجمات". وأكد أن الجيش البورمي "سيواصل القيام بالأعمال الدفاعية الضرورية".

A citizen, who was stuck in the rubble for nearly two days, have been successfully rescued alive today by local rescue team and Singaporean rescue team at Thapikung block of Zamyothiri township in Naypyitaw - the political capital of Myanmar. pic.twitter.com/eioz0hHKQG

— Chindwin News Agency (@TheChindwin) March 30, 2025

وأعلن تحالف من ثلاث جماعات إتنية مسلحة متمردة على المجلس العسكري، أمس الثلاثاء، نيته التزام وقف لإطلاق النار من جانب واحد، لمدة شهر لأسباب إنسانية.

وارتدّ النزاع المدني الذي اندلع عقب الانقلاب الذي أطاح في الأوّل من فبراير (شباط) 2021، حكومة آونغ سان سو تشي المنتخبة، سلباً على نظام الصحة الذي كان وضعه مقلقاً أصلاً قبل الزلزال، مع تسبّب المعارك بنزوح أكثر من 3.5 ملايين شخص في وضع هشّ، بحسب الأمم المتحدة.

هجمات "لاإنسانية

وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، أمس الثلاثاء: "نحن نستنكر هذه التصرفات، وندعو النظام العسكري إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى المناطق المتضررة".

ودعت المبعوثة الأممية الخاصة لميانمار جولي بيشوب، كلّ الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية وإعطاء الأولية لعمليات إسعاف المدنيين.

ومن جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن الهجمات العسكرية "اللاإنسانية" أدت إلى تعقيد كبير لعمليات الإغاثة من الزلزال في ميانمار.

وأوضح جو فريمان، المتخصص في الشؤون البورمية في المنظمة، "لا يمكننا أن نطلب المساعدة بيد ونقصف باليد الأخرى".

وانتشل فريق من رجال الإنقاذ البورميين والأتراك شاباً في العشرينات من العمر، من تحت أنقاض فندق مدمر في نايبيداو قرابة الساعة 12:30 صباح اليوم الأربعاء. 

وصباح أمس الثلاثاء، أُنقذت امرأة ستينية في العاصمة نايبيداو، بعدما بقيت عالقة تحت الأنقاض 91 ساعة، ما أثار الآمال في العثور على ناجين.

وأعلن المجلس العسكري، أن حصيلة ضحايا الزلزال في البلاد بلغت نحو 2719 قتيلًا وأكثر من 4500 جريح، مشيراً إلى أن 441 آخرين ما زالوا في عداد المفقودين، غير أن خبراء يتوقّعون ارتفاع الحصيلة إلى آلاف القتلى، لا سيّما أن صدع ساغاينغ حيث وقع الزلزال يعبر مناطق عدة من الأكثر كثافة سكانية، من بينها العاصمة نايبيداو وماندالاي.

بعد 91 ساعة تحت الأنقاض.. إنقاذ امرأة من زلزال ميانمار - موقع 24تمكن عمال الإنقاذ من إنقاذ امرأة (63 عاماً) من بين أنقاض مبنى منهار في عاصمة ميانمار، اليوم الثلاثاء، إلا أن الأمل في العثور على المزيد من الناجين من الزلزال العنيف بدأ يتلاشى، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد بسبب الحرب الأهلية الدامية.

ووصل حوالي ألف مسعف أجنبي إلى ميانمار، كجزء من التعبئة الدولية لدعم الخدمات المحلية غير المجهزة. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية مقتل اثنين من رعاياها، في حين أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة عن مقتل 3 صينيين في الزلزال.

وشهدت مدينة ماندالاي التي تضمّ أكثر من 1.7 مليون نسمة، دماراً واسعاً إثر انهيار العديد من المباني سكنية.

تحقيق في بانكوك 

ووجه رئيس المجلس العسكري مين آونغ هلاينغ، الجمعة الماضي، نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي، في خطوة نادرة جداً من نوعها في البلد تعكس هول الكارثة. ووضعت منظمة الصحة العالمية الأحد الماضي، ميانمار في أعلى سلّم أولويّاتها الطارئة، في حين أطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، نداء لجمع أكثر من 100 مليون دولار للبلد.

وأرسلت الصين وروسيا والهند فرقاً، فيما أعلنت الولايات المتحدة نشر "خبراء في المجال الإنساني".

وعلى مسافة نحو ألف كيلومتر من مركز الزلزال، تواصلت عمليات الإغاثة أمس في بانكوك، بحثاً عن ناجين بين أنقاض برج قيد الإنشاء من 30 طابقاً انهار بالكامل. وقضى حوالي 22 شخصاً في الزلزال في العاصمة التايلاندية، ولا يزال العشرات في عداد المفقودين.

وكلّفت رئيسة الوزراء التايلاندية بيتونغتارن شيناواترا، لجنة من الخبراء بإجراء تحقيق في مواد الموقع ومعايير السلامة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية رئيس المجلس العسكري ميانمار المجلس العسکری أمس الثلاثاء تحت الأنقاض

إقرأ أيضاً:

أنا بنت من غزة لم أجتز التوجيهي ودفتر أحلامي تحت الأنقاض

هي بنت من قطاع غزة، تكاد تغادر شرنقة الطفولة وتحلق كفراشة في حديقة الحياة الغناء كما تحلم أي طفلة في عمرها، وتنطلق نحو الجامعة، لتدرس التخصص الذي طالما أحبته، وحلم جل أطفال غزة هو أن يصبحوا أطباء، كيف لا وهم لم يروا من الحياة إلا الدم والمآسي والدور المحوري الذي يضطلع به ذوو السترات البيضاء في قطاع محاصر مدمر مباد.

اسمها إيمان، وكان يفترض أن تذهب هذه الأيام لتجتاز امتحان التوجيهي (الثانوية العامة) مع بقية أقرانها في غزة، من الجيل الذي وصل إلى هذه المرحلة من الدراسة، والذي يرى أنه جيل محظوظ ليس لأنه اجتاز كل مراحل الدراسة ووصل للتوجيهي، بل لأنه بقي على قيد الحياة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مدرّسة فلسطينية: نجوتُ من مجزرة في مدرسة بغزة لكن طلابي لم ينجواlist 2 of 2طلبة الثانوية بمخيمات شمال الضفة يعانون في نزوحهمend of list

تحكي إيمان للجزيرة نت أن حلمها كان أن تستيقظ صباح الامتحان، وترتدي لباس المدرسة، وتجهز أقلامها، وتحمل بطاقة هويتها وتتوجه إلى مؤسستها التعليمية، مع صديقاتها، والخوف من أسئلة الامتحان، وظروف الامتحان، يملأ قلوبهن.

حلم بسيط

ويحاولن التغلب على تلك المخاوف بتذكير أنفسهن بأنهن اجتهدن في المذاكرة ومراجعة الدروس منذ اليوم الأول للدراسة، وأن الله لا شك سيفتح بصرهن وبصيرتهن أمام تلك الأوراق البيضاء التي عادة ما ترعب الطلاب الممتحنين، وبشكل خاص المجتهدين المثابرين منهم.

حلم بسيط يبدو عاديا بالنسبة لكل طلاب العالم، إلا في غزة، فقد قررت إسرائيل -وكل من يدعمها- أن يكون حلما مستحيلا، إذ لم تتوقف حرب الإبادة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ففي غزة وحدها، يستشهد طالب التوجيهي قبل أن يستطيع قراءة السؤال الأول من الامتحان.

وهناك على بعد كيلومترات قليلة، في الضفة الغربية المحتلة، والقدس المحتلة، بدأت السبت امتحانات الثانوية العامة، وكشفت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أن 52 ألفا من الطلبة يجتازون الامتحانات، منهم 50 ألفا داخل الضفة والقدس، و2000 موزعون على 37 دولة.

مدرسة في مخيم جباليا دمرها قصف الاحتلال الإسرائيلي (رويترز)

وفي غزة، عدد الطلاب الذين حرموا من اجتياز امتحان الثانوية العامة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يبلغ نحو 78 ألفا، أكثر من 39 ألفا منهم العام الماضي فقط، بحسب الأرقام الرسمية.

إعلان

أما عدد الطلاب الذين لم يقدر لهم أن يستمر حلمهم بانتهاء حرب الإبادة واجتياز التوجيهي، واستشهدوا في مجازر جيش الاحتلال المستمرة بالقطاع المحاصر، فقد وصل لحد الآن إلى نحو 4 آلاف طالب، كان يفترض أن يستيقظوا صبيحة الامتحان والخوف يملأ قلوبهم وهم متوجهون نحو المدارس لاجتياز التوجيهي، ثم يتسلموا أوراق الأسئلة ويقدموا إجاباتهم.

وتزيد وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أن أكثر من 15 ألفا و379 من تلاميذ مدارس غزة استشهدوا في حرب الإبادة المستمرة، في حين يبلغ عدد الجرحى ومبتوري الأطراف نحو 24 ألفا، علما أن حصيلة الشهداء والجرحى ترتفع يوميا.

وبحسب بيانات الوزارة نفسها، فإن عدد الشهداء من طلبة جامعات غزة يكاد يصل إلى الألفين، بينما يصل عدد الجرحى الذين يعانون من إصابات مختلفة -كثير منها خطر- إلى نحو 2500 مصاب.

النازحون داخل قطاع غزة اتخذوا مما بقي قائما من مدارس الأونروا ملجأ (رويترز) حكاية الأرقام

ولأن صواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي لا تفرق بين طالب أو مسؤول إداري، فإن عدد الشهداء من الأطر التعليمية والإدارية في قطاع غزة بلغ إلى حدود الثلاثاء 701، مقابل 4 شهداء في الضفة، أما الجرحى فيصل عددهم في القطاع إلى 3015، وفي الضفة 21.

وإلى حدود ظهر الثلاثاء، بلغ عدد شهداء القطاع المحاصر بحسب الأرقام الفلسطينية الرسمية 56 ألفا و991 شهيدا، والجرحى وصل عددهم إلى 138 ألفا و259 جريحا، والمعتقلين بلغ عددهم 18 ألفا و700، والنازحون ناهزوا مليونين.

وفقط في غزة، من الضروري أن تشير إلى التاريخ الدقيق عند الحديث عن الأعداد، فالأرقام التي تبدو ثابتة في مناطق العالم، هي متغيرة دائما في القطاع المحاصر، وبسبب القصف والمجازر المستمرة، ترتفع حصيلة الضحايا في كل ساعة.

الاحتلال الإسرائيلي قصف حتى المدارس التابعة للأونروا التي كانت تضم الآلاف (رويترز)

وحتى بغض النظر عن ذلك، فهذه الأرقام لا تعكس كل الحقيقة، إذ لا يزال آلاف الشهداء، صغارا وكبارا، رجالا ونساء، تحت أنقاض مباني غزة المهدمة، فلا توجد آليات لرفع الأنقاض واستخراج الشهداء، بل إن مسيّرات الاحتلال وصواريخه، تتربص بكل من يقترب من المباني المهدمة، وتستهدف كل من يتحرك للإنقاذ.

ولم تعرف المدارس والمؤسسات التعليمية -حتى تلك التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)- مصيرا أفضل من مدارس غزة الحكومية، ويذكر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن عدد المدارس والجامعات المدمرة كليا في غزة بلغ 143، في حين بلغ عدد المدارس والجامعات المدمرة جزئيا 366.

ولا تبدو الصورة مبهجة في الضفة الغربية المحتلة، والوزارة الفلسطينية المختصة تؤكد أن عدد الشهداء من الطلاب وصل إلى 103، والجرحى 691، والمعتقلين 361.

وفي قطاع غزة، يرى العالم أن هدم المستشفيات والمنازل والمؤسسات التعليمية والمساجد والكنائس أمر عادي "في إطار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مثلما يرى أن تحطم أحلام بنات غزة وأبنائها أمر عادي أيضا، ودائما في إطار حق الدفاع عن النفس.

أما إيمان فتؤكد للجزيرة نت باكية أن أملها -وأقرانها- معلق باحتمال أن تجتاز امتحان التوجيهي يوما ما، وإن كان ما جرى لن ينسى أبدا.

إحدى مدارس الأونروا التي قصفها الاحتلال (رويترز) امتحان صعب

وفي زمن مضى قبل اندلاع حرب الإبادة، كان يوم ظهور النتائج يوما مشهودا في القطاع المحاصر، إذ تغمر السعادة ليس فقط بيت الناجحين، بل الحي بأكمله، حيث يتوافد الجيران على بيت الناجح فيهنؤون الوالدين، ويشاركونهم الفرحة الغامرة التي لطالما انتظروها على أحر من الجمر.

إعلان

وحتى الراسبون كانوا يجدون من يحنو عليهم، وكان الناس يواسي بعضهم بعضا، فتدلف هذه الأسرة عند جيرانها وتمسح على قلوبها الحزينة وتروي آمالها بمستقبل أفضل مع العام القادم، وتشحذ همة الراسب وتحثه على التشبث بالأمل والمزيد من الجد والاجتهاد.

أما اليوم، فلا توجد امتحانات توجيهي، ولا نتائج، ولا نجاح، ولا رسوب، والناس يواسي بعضهم بعضا لفقدان العائلة كلها، في المجزرة التي ارتكبت هنا أوهناك أو هنالك، ويفرح بعضهم لبعض إن وجد أحدهم كيس طحين، أو عاد عائلهم من مركز توزيع المساعدات حيا ونجا من رصاص المحتل أو من دهس أقدام الهاربين المجوعين.

إيمان تقول والدموع تجري من مآقيها: "الورقة والقلم والامتحان ربما يحين موعدها مع انتهاء الحرب العام القادم، أو العام الذي يليه، أو الذي يليه، لكن قلبي الذي انكسر اليوم مع بدء امتحانات التوجيهي، هل سيجبر يوما؟".

وليس فؤاد إيمان وأقرانها وحده الذي انكسر، بل أفئدة كل من ألقى السمع وهو شهيد متابعا بألم حرب إبادة غزة ومآسيها اليومية، وشاهدا على رسوب قادة العالم في امتحان بسيط هو امتحان الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • أنا بنت من غزة لم أجتز التوجيهي ودفتر أحلامي تحت الأنقاض
  • زلزال بقوة 4.2 درجات يضرب بحر أندامان في الهند
  • دون خسائر.. زلزال بقوة 4.2 درجات يضرب بحر أندامان في الهند
  • زلزال بقوة 4.6 ريختر يضرب شمال شرق إيران
  • البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الـ(49) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون بشأن العدوان الذي شنته إيران على دولة قطر
  • تحذير عاجل من خبير تركي: زلزال بقوة 7 درجات محتمل بسبب صدع نشط
  • تحذير هام من خبير زلازل.. صدع سايمبيلي قد يولد زلزالًا بقوة 7 درجات
  • دون خسائر بشرية ومادية.. زلزال بقوة 6.3 درجات يضرب شرق الفلبين
  • زلزال بقوة 6.3 درجات يضرب شرق الفلبين
  • زلزال بقوة 6.4 درجة يضرب قبالة سواحل جنوب الفلبين