وأخيراً فعلها ترامب، وألقى قنبلة الرسوم الجمركية على العالم، وأحدثت زلزالاً قوياً ستكون له ارتدادات كارثية جداً على الاقتصاد العالمي ولن تكون الولايات المتحدة بمنأى عنها.
القرار الذي شمل 180 دولة، بخلاف دول الاتحاد الأوروبي ال 27، لم يميز بين دولة وأخرى. وضع ترامب كل العالم في قارب واحد، تنفيذاً لرؤيته الاقتصادية التي بشّر بها في حملته الانتخابية من خلال شعار«لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»، وقد بدأها على بعض الدول، بدءاً بكندا والمكسيك والصين، قبل أن يعصف الطوفان بدول الاتحاد الأوروبي، ثم يطلق قنبلته الكبرى على العالم يوم أمس الأول من البيت الأبيض تحت شعار «يوم التحرير»، وتحت عنوان «استعادة ثراء أمريكا».
الرسوم التي فرضها ترامب تراوحت بين 10 في المئة كضريبة على الواردات من بريطانيا ومعظم الدول العربية، و49 في المئة على كولومبيا التي كان لها النصيب الأكبر، وكذلك فيتنام بنسبة 46 في المئة، فيما بلغت الرسوم على المنتجات الصينية 34 في المئة، كما أعلن فرض تعريفة جمركية على السيارات المصنعة خارج الولايات المتحدة بنسبة 25 في المئة.
برر ترامب قراره بالخلل التجاري غير العادل، في إشارة إلى حجم الاستيراد والتصدير في التجارة مع الولايات المتحدة، معرباً عن أمله بأن تؤدي التعريفات الجمركية الجديدة إلى «نهضة صناعية أمريكية»، ووقف استغلال بلاده، لكنه بذلك يشعل حرباً تجارية شاملة، وصفها كين روغوف، كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي ب«قنبلة نووية ألقاها ترامب على النظام التجاري العالمي».
خبراء الاقتصاد، يرون أن قرارات ترامب ستؤدي إما إلى فرض السيطرة الأمريكية بشكل كبير بما يظهر قوة الولايات المتحدة أمام القوى الدولية الأخرى، وإما أن تفقد سيطرتها إلى الأبد. وأكد أغلبهم أن اعتقاد ترامب بأن قراراته ستؤدي إلى 600 مليار دولار داخل الخزانة الأمريكية افتراض خاطئ، كما أن فرض تعريفات جمركية لن يسد عجز الميزان التجاري.
من الطبيعي أن تثير قرارات ترامب غضباً عالمياً وتحذيرات من مخاطرها على الاقتصاد العالمي، إذ اعتبرها زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي حكيم جيفريز بأنها «يوم الكساد وليس يوم التحرير»، وقالت رئيسة المصرف الأوروبي كريستين لاغارد، إن القرارات «ليست في مصلحة الاقتصاد العالمي»، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية: «إن تكاليف الحرب التجارية لا يتحملها طرف واحد، بل قد تصبح تكلفتها باهظة للجانبين»، فيما اعتبرت وزارة التجارة الصينية أن قرارات ترامب «مثال نموذجي على التنمر الأحادي»، واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية الرسوم الأمريكية «ضربة قوية للأعمال والمستهلكين في جميع أنحاء العالم»، ووصف القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية الوضع بأنه «بالغ الخطورة»، واعتبرت اليابان القرارات الأمريكية بأنها «مؤسفة»، وقال الرئيس الكولومبي الذي نالت بلاده أعلى الرسوم أن قرارات ترامب تعتبر «موتاً لليبرالية الجديدة».
لقد وضع الرئيس الأمريكي العالم أمام حقيقة تقول، بأنه يحاول جرّه من أذنيه حيث يريد، معتمداً على ما لدى الولايات المتحدة من فائض قوة من أجل نسف كل ما قامت عليه العلاقات بين الدول من سياسات واتفاقات وأنظمة وهيئات سياسية واقتصادية وأمنية.. فهل ينجح؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حرب ترامب التجارية وقف الأب عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حرب ترامب التجارية الولایات المتحدة قرارات ترامب أن قرارات فی المئة
إقرأ أيضاً:
الصين توافق على استئناف إمدادات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة.
صرّح الرئيس دونالد ترامب للصحفيين بأن الزعيم الصيني شي جين بينغ وافق على استئناف إمدادات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة.
وعندما سُئل عما إذا كان شي جين بينغ قد وافق على استئناف إمدادات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة، أجاب ترامب بالإيجاب. وقال الرئيس، في إشارة إلى الاجتماع المرتقب بين الممثلين الأمريكيين والصينيين في لندن: "لقد قطعنا شوطًا كبيرًا في صفقة الصين. أردنا توضيحًا".
وأكد ترامب أنه أجرى محادثة جيدة مع الزعيم الصيني. وأضاف، في إشارة إلى الاتفاقيات مع بكين: "إنها صفقة معقدة، لكنها ستجلب لنا الكثير من المال والكثير من كل شيء آخر".
وفي وقت سابق، أعلن ترامب أن اجتماعًا وزاريًا جديدًا بشأن قضايا التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والصين سيُعقد في 9 يونيو/حزيران في لندن. وسيضم الوفد الأمريكي وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير. تم التوصل إلى اتفاق بشأن الاجتماع الجديد يوم الخميس خلال محادثة هاتفية بين ترامب وشي جين بينغ.
عُقدت مفاوضات تجارية واقتصادية بين الولايات المتحدة والصين في سويسرا يومي 10 و11 مايو. ونتيجةً لذلك، أعلن الطرفان عن تخفيض متبادل للرسوم الجمركية اعتبارًا من 14 مايو