عربي21:
2025-06-23@08:02:44 GMT

نحو معالجة فكرية للموروث في الشرق والغرب

تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT

عوامل فاعلة:

عوامل نتحدث من زاويتها حول انحدار أو سقوط الأمم بعد ارتقاء، وهي الفكر والزمان، والقدرة على التجدد ومعالجة التحديات، أما الفكر المتجدد فهو ما يحوي آليات تجديده أو يتقبل الاستنباط وفق قراءة أو استقراء الواقع، وأحيانا الاستقراء الخطأ يقود إلى اختراع أو ابتكار آليات تبدو كعنصر قوة وتجديد؛ لكنها تشكل خللا بنيويا في الأمة يؤدي إلى انهيارها الحضاري الفكري أو تقطع وسائلها المبنية على تفاصيل بديهية نسيت مع الزمن فتصبح بلا صيانة.

النظم الوراثية مثلا تحتاج إلى صيانة وإلى تجديد بالآليات، لكنها بقيت على آليات قديمة كمحافظة على الهالة وما يشبه الألوهية أو التفويض الإلهي، وهذا لا يمنع تحديثها وأساليب ديمومتها فقط بل يجعلها تتراجع للأفول أو ضعف الفاعلية أو أذى الشعوب، وقد تنعزل في برج عاجي كما في بريطانيا، أو تصبح تقليدية طاردة للكفاءات لا تسير على قواعد علمية في التنمية، وهذا لا يعني أنها لا تتطور ولكنها تتطور سرطانيا وليس بشكل متسق فيحدث الأمر خللا في العوائد والموازنات الاقتصادية والتنموية والفكرية أيضا.

الأمم تعني الانسجام وقواعد الحياة:

قواعد الحياة قد يعبر عنها بنمط الحياة عندما تبنى الأمور على صيغ علمية وقانونية بحته ومعالجات لحاجات الناس وفق نمط معين من المسارات الاقتصادية والإدارية، مثل النظام الرأسمالي الغربي بأشكال متعددة وبمستويات متعددة من التطور وفق قدرات البلاد وتطورها الإداري المحكم.

ظهرت المذاهب المتعددة على أمور بسيطة أو من منطلق سياسي كالذي أحدثته صِفّين والطف، وأراد أن يدعم نفسه كتوجه بالفقه والتأصيل ليكون مذهبا ثم طائفة
النظام الرأسمالي بني على التجانس ولم يُصغ صياغة متينة للمختلف بأعداد مؤثرة قابلة لإحداث تغيير بوجود بارز؛ والناس يتعاملون مع القانون في تشكيل نمط الحياة، والقانون يفترض أن المختلف أمر طبيعي، لكن مع ازياد الأعداد ظهرت الفجوة التي تتوسع لتصل إلى رأس الحكم والحكومات، فهم بحاجة إلى وضع آليات جديدة لاحتواء هذا لكن لا يوجد فكر قابل للتوسع وقبول المعالجات. والنفعية تجسم الخطر خصوصا عندما يكون الدين فاعلا في رفض الآخر من كل الأطراف، فإما أن تحل هذه أو سيتفكك نمط الحياة والاستقرار الذي يمنحه هذا النمط، وبالتالي ستتخلف المدنية والحياة وقد يظهر نوع من الدكتاتوريات المستبدة لتمزق المجتمع، خصوصا مع فشل الرأسمالية والانهيارات الاقتصادية التي طلت في فترات متعددة وآخرها ما زال مستمرا منذ 2008.

المنطقة الإسلامية:

الأمة منهارة فعلا لفقدان أواصر الارتباط العقلية وانهارت تدريجيا بزرع عوامل الفرقة والاختلاف مع ارتفاع أدائها المدني والحكم والانتشار الذي لم يرافقه تغيير في الأساليب، لأن الطابعة لم تك موجودة والنسخ لا يوفر الكتاب الأساس في الإسلام (القرآن) ولا الحديث والسنة، فظهرت المذاهب المتعددة على أمور بسيطة أو من منطلق سياسي كالذي أحدثته صِفّين والطف، وأراد أن يدعم نفسه كتوجه بالفقه والتأصيل ليكون مذهبا ثم طائفة، أما المعتزلة والأشعرية والسلفية وغيرها والتي نشأت في تلك الفترة فنقلت معتقداتها ومشاكلها واجتهاداتها أيضا بالتقليد وضعف التفكر وفق المعطيات المستجدة أو التي اتضحت مع التطور بكفة المجالات، وعندما يزداد الاختلاف يتولد التعصب ثم التعصب الأعمى إلى أن أصبح الإسلام دينا بعيدا عن واقع الحياة.

أمتنا المنقسمة والمتنوعة في نفس الوقت بحاجة إلى إصلاح يوقف ذهابها في طريق يريد إحياء أنماط ميتة، وأن تتوقف عن استجلاب الماضي بخلافاته وإحيائها في واقع لا صلة له بها وليس طرفا فيها وبأسوأ ما فيها من تفاصيل، بل على المسلمين واجب وجهد لاستقراء الواقع واستنباط ما يناسبه من أناس متفتحين
وما زال الاختلاف بين الفرق الأشعرية والصوفية والسلفية بأنواع فهم السلفية ما بين الخضوع والتمرد، وكلها متطرفة في هذا وذاك إلى أن أصبحت الأمة لا تعرف الطريق وهي أصلا انهارت منذ زمن لتكون جاهزة للاستعمار والاحتلال، وتخلفت عندما تركت فهم العلم وأنكرت أي تجديد أو تحديث واعتبرته بدعة وضلالة ومن يقولها فهو في النار، وهذا متفق عليه عند المختلفين بكل شيء.

فهم الإسلام المتقوقع هذا وأنه قوالب جاهزة لا يمكن أن تتسع لهذا العصر وتطلب من الناس أن يكونوا بحجم تلك القوالب هو أمر ليس ممكنا، فالعالم فيه مشاكل تحتاج حلولا من أجل الاستمرار في الحياة وفيه أسئلة لا تجيب عليها المذاهب والفرق، ونحتاج إلى اختصار التوسع في مسألة كتبت بها كتب لتكون بصفحة واحدة، فالعبادة ليست باتباع رأي الفقهاء وقسم من الاجتهادات أصلا لا يعقل ولا يمكن أن يُقبل وكان نوعا من الهروب الفكري بعيدا عن السياسة، بل العبادة في ما يوضح ويعين الآدمية على فعل ما خلقت له وإعادتها إلى رشدها بدل ما نرى مما وصفته الملائكة لربها.

لا بد من التغيير.. تلك السنة الكونية المهملة

إن أمم الغرب لا بد أن تعدل من قواعد تأسيس الدولة الحديثة التي لا ترتكز على قيم أخلاقية بل النفعية في القرار والتعاملات والسلوك، وهي أيضا باتت تقليدية ومنكمشة لفقدان آليات التحديث لما لم يحسب له حساب.

أمتنا المنقسمة والمتنوعة في نفس الوقت بحاجة إلى إصلاح يوقف ذهابها في طريق يريد إحياء أنماط ميتة، وأن تتوقف عن استجلاب الماضي بخلافاته وإحيائها في واقع لا صلة له بها وليس طرفا فيها وبأسوأ ما فيها من تفاصيل، بل على المسلمين واجب وجهد لاستقراء الواقع واستنباط ما يناسبه من أناس متفتحين. الأمة غارقة بعقليات مغلقة، صوتها عال ومرتفع، تُسكت وتشوش وتشوه أفكارا تتلمس الطريق نحو يقظة فكرية تجمع الأمة على ما يكون هو الحل لمشاكلنا ومشاكل الأمم، بدل ما نرى من فساد وسفك للدماء وتخلف فكري في الغرب، مع تخلف فكري ومدني في بلداننا التي لن تتقدم إلا أن أعملت التفكير ونزعت جلابيب الماضي واتخذت مسار القرآن والسنة والسيرة وتحقيقها، ثم بناء ما يناسب الحياة وصناعتها من خلال استنباط يتبع استقراء الواقع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الفكر تغيير اسلام انساني فكر تغيير مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

نائب وزير الاقتصاد والصناعة السوري يبحث الواقع الاقتصادي في محافظة حماة

حماة-سانا

بحث نائب وزير الاقتصاد والصناعة ماهر الحسن اليوم، مع محافظ حماة عبد الرحمن السهيان، ورئيس وأعضاء غرفة تجارة حماة، الواقع الاقتصادي في المحافظة وسبل دعمه وتذليل التحديات التي تواجهه.

وأوضح نائب وزير الاقتصاد والصناعة خلال الاجتماع الذي عقد في حماة، أنه في خضم التحديات التي تواجهها سوريا على عدة مستويات ولضرورة المرحلة وحساسية الغرف التجارية وأهميتها، فقد وقع على عاتق الوزارة اختيار أعضاء غرفة التجارة وتسميتهم بعيداً عن الانتخابات، رغم أن اختيار عشرات الأعضاء من أصل المئات أو الآلاف هو أمر شاق، ويرخي بظلال المسؤولية على الوزارة والاتحاد.

وأضاف: هناك تحدٍّ كبير أمام التجار كون هذا الأمر مسؤولية كبيرة، لكن الثقة بالغة بأن يكون الأعضاء المختارون على قدر كبير من المسؤولية لقيادة سفينة غرفة تجارة حماة في المرحلة المقبلة، مع حساسيتها ودقتها، حيث تمر سوريا بمرحلة تاريخية على مستوى التحول الاقتصادي، وتشوب هذه المرحلة الكثير من الأعباء والمزايا بآن واحد.

وأكد نائب الوزير، أن الانتهاء من تشكيل غرف التجارة على مستوى سوريا لم ينته بعد، إذ تم الانتهاء من تسمية الأعضاء فقط، وحالياً يجري تشكيل أعضاء المكتب التنفيذي.

محافظ حماة، أكد أن المحافظة تعوّل على أن تكون غرفة التجارة منطلقاً لإعادة تغيير الواقع، وذلك للعمل على زيادة دوران العجلة الاقتصادية، ولتكون نواة لجذب الاستثمارات، وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة، والنهوض في مختلف القطاعات الإنتاجية، وإعمار ما خلفه النظام البائد من دولة متهالكة واقتصاد شبه مدمر يحتاج لمساعٍ كبيرة للنهوض به مجدداً.

وبين المحافظ، أن الدور الأساسي للمحافظة هو الإشراف العام، لكن الدور الأكبر يتحمله أعضاء غرفة التجارة الجدد، في بناء غرفة تكون ملاذاً للتجار ورجال الأعمال وتعمل على رعاية شؤونهم وحل مشاكلهم، وتكون مكوناً أساسياً لبناء الدولة الجديدة، وبما يتماشى مع الرؤية العامة والإجراءات التي تتخذها وزارة الاقتصاد وإدارة التجارة الداخلية، وبما يتوافق مع السياسة التي سيقررها اتحاد غرف التجارة.
#سانا

2025-06-23Hassan Nasrسابق إيطاليا تدين الهجوم الإرهابي على دمشق وتؤكد وقوفها إلى جانب الشعب السوري انظر ايضاً إيطاليا تدين الهجوم الإرهابي على دمشق وتؤكد وقوفها إلى جانب الشعب السوري

روما-سانا أدان السفير الإيطالي لدى سوريا، ستيفانو رافانيان، اليوم، الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار …

آخر الأخبار 2025-06-23نائب وزير الاقتصاد والصناعة السوري يبحث الواقع الاقتصادي في محافظة حماة 2025-06-23إيطاليا تدين الهجوم الإرهابي على دمشق وتؤكد وقوفها إلى جانب الشعب السوري 2025-06-23صوفان: الاعتداء الآثم على الأبرياء في كنيسة مار إلياس بدمشق محاولة دنيئة للعبث بالسلم الأهلي وأمن البلاد 2025-06-23وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري يدين التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة ‎مار إلياس في حي ‎الدويلعة بدمشق 2025-06-23“إعلان إسطنبول” يدعو لاستدامة الدعم السياسي والمالي لسوريا 2025-06-22الرئيس اللبناني يدين بشدة الهجوم الإرهابي في دمشق 2025-06-22بلجيكا تدين الهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس بدمشق 2025-06-22وزير السياحة السوري يدين التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس بدمشق 2025-06-22وزير الطوارئ السوري: التفجير الإرهابي في كنيسة مار الياس عمل جبان 2025-06-22البحرين تدين الهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس بدمشق

صور من سورية منوعات “آبل”: الذكاء الاصطناعي يفتقر للتفكير العميق 2025-06-22 اليابان: تطبيق إلكتروني جديد يتنبأ بالسكري 2025-06-22فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • صلاة الضحى.. اعرف وقتها وعدد ركعاتها والسور التي تقرأ فيها
  • وزير التربية والتعليم السوري يناقش مع وفد من الكنائس مستقبل المدارس المستولى عليها
  • نائب وزير الاقتصاد والصناعة السوري يبحث الواقع الاقتصادي في محافظة حماة
  • تحذير دولي: التصعيد العسكري في الشرق الأوسط يهدد باندلاع "حرب تداعياتها لا رجعة فيها"
  • اليوم.. مجلس الشيوخ يناقش مستقبل كليات التربية في مصر بين الواقع والمأمول
  • جيل بلا وصايا.. فمن يُعلِّمهم الحياة؟
  • في مهرجان فرق الأقاليم.. عرض "سترة" لقومية سوهاج معالجة درامية لقضايا الأغتراب الإنساني وسط تعقيدات الواقع
  • وزير المالية: ٥٣ ألف ممول جديد تقدموا إلكترونيًا للانضمام للمنظومة الضريبية طواعية
  • ما هي استراتيجية الدفاع الأمامي التي تتبناها إيران؟ وهل تستمر فيها؟
  • الفاتيكان يحث على معالجة أزمة الديون في الدول النامية