وأوضح السيد القائد في كلمة له في افتتاح الأنشطة والدورات الصيفية وحول آخر التطورات والمستجدات، اليوم الجمعة، أن هذه الدورات تمثِّلُ تحصينًا في مواجهة الحرب العدوانية المفسدة المُضِلَّة التي يُطْلَقُ عليها “الحرب الناعمة”.

وبيّن السيد القائد أن “الهدفَ من الدورات الصيفية هو تربيةُ الجيل الناشئ والتمسك بهُويته الإيمانية، وتنويره بالهدى والوعي والبصيرة والمعرفة والعلم النافع، كما تهدفُ إلى تنشئة جيل يتحلى بمكارم الأخلاق والعزة الإيمانية والشعور بالمسؤولية”.

وأعلن أن “الهدفَ الأسمى هو تنشئة جيل مؤمن قرآني عزيز كريم حر، ينهضُ بدوره في تغيير الواقع نحو الأفضل وفي مواجهة التحديات والأخطار”.

وفي تحليله لواقع الأُمَّــة، أشار السيد القائد إلى وجودِ مخاطِرَ كبيرة وفُرِصٍ عظيمة في آن واحد، لافتًا إلى أن هناك مخاطرَ تتعلق بالسياسات المتبعة في العديد من البلدان؛ نتيجة للتوجّـه الذي تتبناه أنظمتها نحو المزيد من “تدجين الأجيال” لأعدائها.

وأعرب عن أسفه لأن حالَ الأُمَّــة بشكل عام يتجه نحو توارث حالة “تدجين الأُمَّــة” للأجيال القادمة؛ مما يؤدي إلى الخضوع للأعداء والذل والاستسلام والجمود، مؤكّـدًا أن توارث هذه الحالة من جيل إلى جيل هو انحدارٌ نحو الحضيض وظلم للجيل الناشئ.

وانتقد السيد القائد توجُّـهَ بعض الأنظمة بالولاء للأمريكي والإسرائيلي؛ مما يدفعها إلى تأقلم مناهجها الدراسية ونشاطها التثقيفي، وبالتالي توجيه الجيل نحو الضياع.

وحذَّرَ بشدة من التحريف للمفاهيم والقيم والإسقاط فيما يسمى بالحرب الناعمة، مؤكّـدًا أنه خطرٌ كبير بكل ما تعنيه الكلمة.

وأوضح أن “من يتم إسقاطهم في الحرب الناعمة بالإضلال والإفساد هم في حالة قتل لإنسانية الإنسان ولشرفه ولمستقبله، وهو أخطر من قتله وتصفيته جسديًّا”.

واعتبر السيد القائد أن “الخسارةَ الأكبرَ هي إسقاطُ الملايين من الجيل الناشئ ومن شباب أمتنا عبر الحرب الناعمة، ممن تم تفريغُهم من محتواهم الإنساني”.

وأشَارَ إلى أن “أعداء الإسلام حوَّلوا بالحرب الناعمة شبابَ أمتنا أشباهَ بَشَرٍ وعبَّأُوهم بالضلال والفساد والولاء لأعداء الإسلام والغباء وانعدام البصيرة”. وفي سياق الوضع الراهن، أكّـد السيد القائد أن “الأُمَّــة في هذه المرحلة بشكل عام تعاني من الوهن، وأن الحالة العامة تجاه غزة هي الوهن، وهي حالة خطيرة جِـدًّا على الأُمَّــة”.

ووصف الأُمَّــة بأنها في حالة “مخزية ووهن وضعف ليس فيها عزة ولا كرامة ولا حرية ولا استقلال، في حالة استباحة بكل ما تعنيه الكلمة”.

وتساءل عن حال أُمَّـة المليارَي مسلم في مواجهة عشرة ملايين يهودي صهيوني بضعفها وعجزها ووهنها.

وأكّـد أن “هذه الحالة الخطيرة شجّعت الأعداءَ على الأُمَّــة، وهي حالةٌ غيرُ طبيعية وليست سليمةً ويجبُ التخلُّصُ منها والعمل على الخروج منها”، محذِّرًا من أن بقاءَ الأُمَّــة “غثاء كغثاء السيل يعني مُداسَة يدوسها الأعداء بأقدامهم”.

وشدّد السيدُ القائد على أن “أزمةُ الثقة بالله هي أُمُّ المشاكل التي تعاني منها أمتنا، وتفرَّع عنها الخللُ الكبيرُ على مستوى الرؤية والبصيرة والوعي والقيم والأخلاق”.

وأكّـد أن من أهم ما تحتاج إليه الأُمَّــة وجيلها الناشئ هو “تعزيز العلاقة بالقرآن الكريم ككتاب هداية وأن نتعلَّمَ منه معرفةَ الله وترسيخَ الشعور بعظمته”.

وأوضح أن “تعزيز الأُمَّــة لعلاقتها بالقرآن ستستعيد به فاعليتَها وتخرُجُ من الحالة الرهيبة من انعدام الفاعلية والوزن إلى النموذج الأصيل المغيظِ للكفار”.

وأكّـد السيد القائد أن “كُـلَّ بناء للجيل الناشئ لا يعتمد على القرآن الكريم وأُسُسِه وهدايته ونوره لن يغيِّرَ من الواقع شيئًا، بل يسهم في السقوط أكثرَ وأكثرَ”، مُشيرًا إلى أن “البناءَ القرآني العظيم الفعَّالَ والمؤثِّر المغير نحو الأفضل في هذه المرحلة الحساسة سيكون امتدادا للنموذج الأصيل”.

وفي ختام كلمته، أكّـد السيد القائد على أن “مستوى الاستفادة من الدورات الصيفية يتطلب اهتمامًا من جميع الجهات ذات العلاقة على المستوى الرسمي والقائمين على الدورات الصيفية”.

ودعا السيد القائد كُـلَّ من يمتلك الخلفيةَ الثقافية والعلمية في التدريس إلى المساهمة في الدورات الصيفية بجِدٍّ ومثابرة، معتبرًا ذلك إسهامًا عظيمًا في تربية الجيل الناشئ، وأن تربية الجيل الناشئ وتعليمه وإكسابه المهارات اللازمة هو جزءٌ من الجهاد في سبيل الله.

وأعرب السيد القائد عن أمله في اهتمامِ الجميع بالدورات الصيفية، مؤكّـدًا أن للمجتمع دورًا أَسَاسيًّا ومهمًّا في ذلك.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الدورات الصیفیة السید القائد أن الحرب الناعمة

إقرأ أيضاً:

مجلس العلاقات العربية يحذر: الاحتلال يشعل فتيل الحرب وإيران تغذي الفوضى

أدان مجلس العلاقات العربية الدولية، برئاسة محمد جاسم الصقر، هجوم الاحتلال الإسرائيلي على إيران، محذراً من خطورة اتساع رقعة النزاع وتحوّله إلى أزمة إقليمية تهدد أمن واستقرار دول المنطقة.

وأكد المجلس أن استمرار التغاضي الدولي عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية تجاه الفلسطينيين، إلى جانب تدخلاتها المتكررة في شؤون الدول العربية، يفاقم حالة عدم الاستقرار ويقوّض فرص السلام.

وأوضح المجلس، الذي يضم عدداً من الشخصيات العربية البارزة، من بينها الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، ورئيسا الوزراء السابقان في لبنان والعراق فؤاد السنيورة وإياد علاوي، بالإضافة إلى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أن "إسرائيل" تنتهج سياسة ممنهجة للإبادة والتهجير بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية، وسط صمت دولي غير مبرر.

وفي الوقت ذاته، لم يغفل المجلس الإشارة إلى مسؤولية إيران في زعزعة الاستقرار الإقليمي، من خلال تدخلاتها المتكررة في شؤون دول عربية، عبر دعم جماعات مسلحة وكيانات سياسية موالية لطهران تعمل على تقويض سيادة تلك الدول وتفكيك نسيجها الاجتماعي.


وأكد المجلس أن هذه الممارسات لا تقل خطورة عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أن التدخلات الخارجية - سواء كانت إسرائيلية أو إيرانية - تقوّض أسس الأمن القومي العربي وتنتهك القوانين الدولية.

ودعا المجلس إلى ضرورة وقف الاستهانة بالقانون الدولي، محذراً من أن غياب المحاسبة عن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب في المنطقة، خاصة من جانب إسرائيل، يعزز مناخ الإفلات من العقاب ويدفع نحو مزيد من العنف والتطرف.

كما شدد البيان على أهمية السعي الجاد نحو تحقيق حل الدولتين، وضرورة إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، بما يشمل التسلح النووي الإسرائيلي، الذي يشكل تهديداً صريحاً للاستقرار الإقليمي.


وفي ختام بيانه، حذر مجلس العلاقات العربية والدولية من أن استمرار تغييب العالم العربي عن المساهمة في صياغة النظام الدولي الجديد، في ظل التحولات الجيوسياسية الجارية، سيؤدي إلى تكرار الكوارث التاريخية التي لحقت بالمنطقة جراء تجاهل القوى الكبرى لمصالح الشعوب العربية وحقوقها. وأكد أن المرحلة الحالية تتطلب حضوراً عربياً فاعلاً يضع رؤية واضحة لمستقبل المنطقة ويصون أمنها واستقلالها.

مقالات مشابهة

  • مهندس “أميركا أولا” يحذر من الاندفاع وراء نتنياهو في الحرب مع ايران
  • حالة إنذار قصوى.. هل تدخل الفصائل العراقية الحرب؟
  • بعد الاعتداء على قطر.. باسيل يحذر من الحرب المفتوحة
  • صندوق النقد يحذر من مخاطر اقتصادية جراء الضربات الأمريكية على إيران
  • ملك الأردن يحذر من تداعيات التصعيد الإقليمي ويدعو لضبط النفس والعودة للمفاوضات
  • في اتصال مع بوتين.. السوداني يحذر من التصعيد ويدعو لحماية السيادة العراقية
  • مجلس العلاقات العربية يحذر: الاحتلال يشعل فتيل الحرب وإيران تغذي الفوضى
  • في جلسة طارئة بطلب من إيران.. غوتيريش يحذر من دوامة انتقام ودمار ويدعو لوقف القتال
  • فيلسوف روسي يحذر من تفجير إسرائيل للأقصى وإلصاق التهمة بإيران (شاهد)
  • مناقشة دور مكاتب الثقافة والإعلام والإرشاد بمدينة البيضاء في التوعية بمخاطر الحرب الناعمة