مسيرة حافة بالعطاء.. أبرز المعلومات عن النائبة جواهر الشربيني بعد وفاتها
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
فقدت الساحة السياسية والقانونية علما من أعلامها البارزين خلال الساعات القليلة الماضية، بوفاة النائبة جواهر الشربيني، وذلك بعد مسيرة حافلة بالعطاء، إذ كانت من الشخصيات البارزة في الحياة النيابية المصرية، وقدمت الكثير من أجل المواطنين.
ونستعرض خلال السطور التالية، صفحات من تاريخ النائبة الراحلة جواهر الشربيني.
بدأت رحلة النائبة الراحلة جواهر الشربيني في محافظة الدقهلية، حيث وُلدت في مدينة المنصورة وقدمت الكثير في حياتها لخدمة المجتمع، وكان ملف المرأة الريفية على رأس أولويات اهتمامها.
انطلقت جواهر سعد الشربيني في العمل العام كعضو في مجلس محلي مدينة المنصورة لأكثر من 20 عامًا، قبل أن تُنتخب عضوًا في مجلس الشعب عام 2010، ثم في مجلس النواب عام 2015 ضمن قائمة «في حب مصر».
استكمال النائبة جواهر الشربيني تعليمها بعد سن الخمسينسعت «الشربيني» دائمًا وراء العلم والمعرفة، فقررت استكمال تعليمها في سن الخمسين بعد أن حالت الظروف دون استكماله في صغرها، وتمكنت من الالتحاق بمعهد التعاون الزراعي، حيث حصلت على شهادات متخصصة في إدارة المشروعات الزراعية.
وضعت «الشربيني» بصمتها في مجال التنمية الريفية، حتى صُنفت ضمن أفضل عشر نساء في العالم في هذا المجال، وتسلمت جائزة دولية في باريس تقديرًا لجهودها في هذا الملف الهام، كما شغلت منصب رئيس مجلس إدارة جمعية العدالة لإصلاح الأراضي الزراعية، وساهمت في العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين أوضاع الفلاحين والمرأة الريفية.
1_ شغلت النائبة جواهر الشربيني، منصب عضو مجلس محلى بمدينة المنصورة أكثر من 20 سنة.
2_ كانت عضو سابق في مجلس الشعب فى برلمان 2010.
3_ مثلت النائبة جواهر الشربيني، المرأة الريفية فى العديد من المحافل العالمية.
4_ اختيرت واحدة من أفضل عشر نساء فى العالم فى التنمية الريفية، وتسلمت الجائزة فى العاصمة الفرنسية "باريس".
5_ لم تكمل تعليمها لظروف أسرية، وقررت بعد سن الخمسين أن تكمله، حيث التحقت بمعهد التعاون الزراعى، وأعدت دراسات متخصصة فى مجال إدارة المشروعات الزراعية.
6_ تشغل حاليًا منصب رئيس مجلس إدارة جمعية العدالة لإصلاح الأراضى الزراعية.
7_ فازت ضمن قائمة «حب مصر» بقطاع القاهرة ووسط الدلتا عن محافظة «الدقهلية».
8_ حصلت قائمة «حب مصر» بقطاع القاهرة على 3 ملايين و965 ألفًا و682 صوتًا بنسبة 68.08%.
9_ انضمت لائتلاف «دعم مصر» عقب تشكيله.
10_ تؤدي القسم الدستوري في الجلسة الأولى لها عقب عودتها من العلاج كآخر نائبة تحلف اليمين في مجلس النواب.
وفاة النائبة جواهر الشربينيتحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء، لنعي النائبة الراحلة جواهر سعد الشربيني، التي رحلت عن عالمنا صباح اليوم، الجمعة 4 أبريل.
المجلس القومي للمرأة ينعي النائبة جواهر الشربينيونعى المجلس القومي للمرأة برئاسة المستشارة أمل عمار، وجميع عضواته وأعضائه ونائبته، ببالغ الحزن والآسى النائبة السابقة جواهر الشربيني، التي وافتها المنية، الجمعة.
وعبرت المستشارة أمل عمار عن بالغ حزنها لوفاة المغفور لها بعد مسيرة طويلة ملهمة وحافلة بالعطاء في مجال العمل العام، حيث كانت من الشخصيات النسائية البارزة في الحياة النيابية المصرية، وقدمت الكثير من أجل المواطنين بمحافظة الدقهلية، ووضعت على رأس أولوياتها ملف المرأة الريفية، حيث ساهمت في العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين أوضاع الفلاحين والمرأة الريفية، وتركت بصمة كبيرة في ملف التنمية الريفية حتى صُنفت ضمن أفضل عشر نساء في العالم في هذا المجال، وتسلمت جائزة دولية في باريس تقديرًا لجهودها في هذا الملف الهام، فكانت نموذج مشرف للمرأة المصرية.
وتقدم المجلس القومي للمرأة بخالص التعازى والمواساة إلى أسرة الفقيدة واصدقائها ومحبيها، سائلين الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
اقرأ أيضاًاستكملت تعليمها بعد الخمسين.. علامات فارقة في مسيرة النائبة الراحلة جواهر الشربيني
ورحلت ذات التاريخ العريق.. «مصطفى بكري» ينعى البرلمانية السابقة جواهر الشربيني
مصطفى بكري ناعيًا العروبي الناصري أحمد سالم: صاحب مواقف قوية تجاه أزمات الأمة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: النائبة جواهر الشربيني جواهر الشربيني فی مجلس فی هذا
إقرأ أيضاً:
الصناعة في أفغانستان على حافة الانهيار مع العقوبات وتقطع الكهرباء
كابل– في شوارع العاصمة الأفغانية كابل، حيث كانت المصانع الصغيرة والمتوسطة تضج بالحركة وتوفر لقمة العيش لآلاف الأسر، بدأت أصوات الآلات تخفت رويدا رويدا تحت وطأة أزمة اقتصادية متفاقمة.
ومنذ عودة حركة طالبان إلى الحكم في أغسطس/آب 2021، انكمش الاقتصاد بنسبة 27%، فقد زادت كل من العقوبات الدولية وتجميد الأصول من الضغوط الاقتصادية، إلى جانب أزمات داخلية مثل نقص الكهرباء وارتفاع أسعار الوقود. وفي ظل كل ذلك، يرزح القطاع الصناعي تحت تهديد الشلل، رغم جهود حكومية معلنة لإنقاذه.
توقف المصانع وتصاعد التكاليفوتشير تقارير البنك الدولي إلى تقلص القطاع الصناعي الأفغاني بنسبة 5.7% في 2022، مما دفع مصانع كابل إلى التوقف أو تقليص نشاطها. كذلك تتهدد استمراريتها بسبب نقص المواد الخام، وانعدام التمويل، وارتفاع التكاليف.
يقول أحمد فريد، صاحب مصنع لتجهيز الأغذية في منطقة ده سبز الصناعية في كابل، للجزيرة نت: "كنا ننتج 10 أطنان يوميا من المواد المعلبة والمجففة، أما الآن فنعمل بطاقة 30% فقط. أسعار الزيوت والسكر ارتفعت 40%، مما رفع أسعار منتجاتنا وخفض الطلب المحلي".
ويشكو عبد البصير تره كي، صاحب مصنع أحذية في كابل، في حديث للجزيرة نت: "نشتري المواد الخام من إيران والصين بأسعار مرتفعة، والبضائع المستوردة تهيمن على أسواقنا. نطالب الحكومة الأفغانية برفع الرسوم الجمركية على الواردات لدعم الصناعة المحلية". ووفقا لاتحاد صانعي الأحذية، أُغلقت أكثر من 50% من مصانع الأحذية في أفغانستان خلال العامين الماضيين.
إعلانفي 2024، قفزت الواردات إلى 10.8 مليارات دولار، مدفوعة بزيادة المنتجات المعدنية بنسبة 56%، والمواد الكيميائية بنسبة 51%، والسلع الغذائية بنسبة 28%. لكن أسعار الوقود ارتفعت 35% منذ 2022، مما زاد العبء.
ويفاقم هذه الأزمة انقطاع الكهرباء المستمر، فمنذ أكثر من 10 أيام، تعاني المناطق الصناعية في كابل من نقص حاد في الطاقة. وفي السياق، يقول روح الله محمدي -مدير مصنع للأغذية- للجزيرة نت: "نحصل على كهرباء لـ5 أو 6 ساعات يوميا فقط، وغير مستقرة، لا تكفي لتشغيل معداتنا. اضطررنا للاعتماد على مولدات باهظة التكلفة، مما زاد خسائرنا وأثر على جودة منتجاتنا".
ويضيف مزمل نيكبين -مدير مصنع لمواد البناء- أن "انقطاع الكهرباء خفض إنتاجنا إلى النصف منذ أشهر، مما أدى إلى تأخير تسليم المواد للمشاريع المحلية. نطالب بكهرباء منتظمة لخدمة الوطن وتجنب خسارة العملاء".
أما المدير التنفيذي لمصنع "شيتا" للرقائق حميد الله عمري، فيقول: "توقفنا عن الإنتاج منذ أسبوعين بسبب انقطاع الكهرباء، و50 موظفا أصبحوا عاطلين، مما يهدد سبل عيش أسرهم. نأمل حلا عاجلا لاستئناف العمل وتلبية الطلب المحلي".
تنوع صناعي في العاصمةورغم التحديات، فإن كابل تحتضن تجمعات صناعية كبيرة. يشار إلى أنه يوجد نحو 5 آلاف مصنع صناعي في أفغانستان، منها 1100 في كابل، وفقا لوزارة الصناعة والتجارة الأفغانية، بينما يقدّر اتحاد الصناعيين العدد بنحو 4500. وتشمل هذه المصانع:
صناعات النسيج: مصانع القطن والملابس في بغرامي. صناعات الأغذية والمشروبات: معامل تجهيز الأغذية، ومصانع "عمد بهار" و"كوكا كولا". الصناعات الدوائية: 104 مصانع تنتج 650 نوعا من الأدوية. الحرف اليدوية: صناعة السجاد والجلد. مواد البناء: مصانع الطوب وغيرها. إعلانوبعض هذه المصانع يصدر للخارج، رغم الركود.
الأزمة طالت العمال، إذ بلغت البطالة 14.1% في 2022، وتصل تقديرات غير رسمية إلى 35% في كابل. يقول محمد ناصر -عامل سابق بمصنع نسيج- للجزيرة نت: "في عام 2023، طُردت أنا و90% من زملائي. أعيل 6 أفراد، والآن نعتمد على مساعدات بسيطة". القطاع الصناعي، الذي شغّل 18.1% من القوى العاملة، خسر 40% من وظائفه منذ 2021.
غياب الدعم الحكومييشتكي الصناعيون من ضعف الدعم، إذ يقول رئيس جمعية صغار الصناعيين في كابل عبد الله رحيمي -للجزيرة نت- "لا قروض ميسرة، ولا إعفاءات ضريبية كتخفيض الرسوم الجمركية، ولا خطة واضحة لإنقاذ الصناعة. نحتاج دعما ماليا عاجلا وتسهيلات لاستيراد المواد الخام لنتمكن من الاستمرار".
ويزداد الوضع تعقيدا إثر تجميد 9 مليارات دولار من الأصول وانقطاع 8 مليارات دولار من المساعدات سنويا (40% من الناتج المحلي).
من جهته، يقول أحمد الله زاهد، نائب وزير الصناعة والتجارة، للجزيرة نت: "خصصنا 32 ألف هكتار للمناطق الصناعية، وسلمنا 20 ألف هكتار لدعم المصانع الجديدة. نعمل في 11 ولاية، بما فيها كابل. زاد عدد المصانع بنسبة 40% منذ 2022 ليصل إلى 5 آلاف مصنع، ونسعى لتطابق إنتاجنا مع المعايير العالمية". ويوضح أن "الركود ناتج عن العقوبات الدولية ونقص التمويل الخارجي، لكننا نعمل على خطة لتأمين الطاقة عبر شراكات إقليمية، ودعم المصانع بقروض ميسرة وتسهيلات جمركية خلال السنتين المقبلتين".
في حين يقول رئيس اتحاد الصناعيين الأفغان عبد الجبار صافي -للجزيرة نت- إن "مصانعنا الصغيرة تواجه تحديات، ونعمل مع وزارة الصناعة والتجارة الأفغانية لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات. فلا يمكن إيقاف الاستيراد، لكن رفع الرسوم سيحمي الصناعة المحلية".
إعلانوفي سياق متصل، أعلن عبد السلام حنفي نائب رئيس الوزراء للشؤون الإدارية -خلال مراسم توزيع أراض في غزني- أن الحكومة ستعفي المستثمرين والصناعيين العائدين من الخارج من جميع الضرائب لمدة 5 سنوات، مع تخصيص أراضٍ ومساكن مجانية. وقال: "أصحاب الأعمال الكبيرة، مثل المصانع في باكستان، سيخضعون لرعاية لجنة خاصة".
كما أكد عبد الغني برادر، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، في مؤتمر "النداء الوطني للاستثمار"، أن "الظروف مهيأة للاستثمار"، مشيرا إلى إعفاء ضريبي لمدة 5 سنوات للعائدين الذين يستثمرون في الصناعات الحديثة، باستثناء ضريبة الموظفين، وإنشاء 35 مدينة سكنية في 25 ولاية، مع سوق تجاري في مديرية أندر في غزني.
لكن هذه المبادرات تثير تساؤلات لدى القطاع الخاص المحلي، الذي يرى أن تركيز الحكومة على العائدين قد يهمل المصانع القائمة التي تعاني من نقص الكهرباء وارتفاع التكاليف.
أما شركة الكهرباء الحكومية "برشنا"، فيقول المتحدث باسمها حكمة الله ميوندي: "نعمل على توفير الكهرباء، لكن نقص الموارد والطاقة المستوردة يحد من جهودنا. نسعى لزيادة الإمدادات من دول الجوار ودراسة مشاريع طاقة محلية".
موقف غرفة الصناعات والمعادنمن ناحيته، يقول رئيس غرفة الصناعات والمعادن محمد كريم عظيمي -للجزيرة نت- "نحتاج إلى 15 إلى 18 ساعة كهرباء يوميا، وإلا لن ننافس المنتجات المستوردة. نطالب باستثمار في الطاقة وتخفيف الرسوم لدعم الصناعة المحلية".
وأثرت هذه الأزمة على الأسواق، مع تضخم سلبي بلغ -7.7% بين 2023 و2024. كذلك، قفز عجز الميزان التجاري 59% إلى 8.9 مليارات دولار عام 2024. وارتفعت صادرات المواد الغذائية 35% إلى 1.5 مليار دولار، مدعومة بنجاحات مثل تصدير المشروبات. وفي هذا الصدد، يقول شاه محمود قادري -مدير مصنع "نور قادري" في كابل- للجزيرة نت: "صدرنا إلى كازاخستان 7 آلاف عبوة عصير رمان بقيمة 1.2 مليون أفغاني، ونخطط لتصدير مشروبات الطاقة إلى قرغيزستان وأوزبكستان".
إعلانويضيف عضو غرفة التجارة والاستثمار الأفغانية خان جان ألكوزي: "نصدر يوميا 50-60 حاوية مشروبات من كابل وهرات إلى آسيا الوسطى وباكستان، مما يعكس إمكانات الصناعة المحلية". لكن صادرات المنسوجات تراجعت 45% إلى 287 مليون دولار، متأثرة بهيمنة الواردات.
أرقام تشرح الأزمةالعدد والنمو:
5 آلاف مصنع في أفغانستان (وزارة الصناعة)، أو نحو 4500 (اتحاد الصناعيين).
زيادة 40% في عدد المصانع منذ 2022.
الأراضي:
32 ألف هكتار مخصصة للمناطق الصناعية، 20 ألفا تم تسليمها.
التدهور:
60% من مصانع كابل خفضت إنتاجها 40% أو أكثر منذ 2021.
25% من المصانع توقفت بحلول 2024.
50% من مصانع الأحذية أُغلقت خلال العامين الماضيين.
انقطاع الكهرباء أثر على 80% من الطاقة الإنتاجية.
القطاع الصناعي خسر 40% من وظائفه منذ 2021.
تراجع إنتاج النسيج 40% في كابل منذ 2023.
انخفاض استثمارات القطاع الصناعي 45% بين 2021 و2024.
خسائر مالية تقدر بـ500 مليون دولار في كابل خلال 2023-2024.
وتعليقا على هذا الوضع، يحذر الخبير الاقتصادي عمر سعيدي، أستاذ كلية الاقتصاد في جامعة كاردان الأهلية في كابل، للجزيرة نت، أن "الصناعة تقف على حافة الانهيار. وإن الاستثمار في الطاقة البديلة، ودعم الصناعات الصغيرة، ومراجعة العقوبات قد يمهد للتعافي".
في كابل، لم تعد المصانع رمزا للأمل، بل تحولت أبوابها المغلقة إلى شواهد على أزمة عميقة. وبين جهود حكومية لدعم العائدين، ونجاحات محدودة في التصدير، وتحديات يومية تواجه المصانع المحلية، يبقى السؤال: هل تستطيع أفغانستان إنقاذ صناعتها، أم سيبقى الركود عنوان مرحلة ما بعد الحرب؟