الأرشيف والمكتبة الوطنية يستعرض القيمة التداولية للمثل الشعبي الإماراتي في مؤتمر الترجمة
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
تحفل أجندة الأرشيف والمكتبة الوطنية، الخاصة بمؤتمره الدولي الخامس للترجمة الذي يعقده بمقره يومي 22 و23 أبريل الجاري، تحت شعار "الترجمة في سياقات جديدة في عهد الذكاء الاصطناعي"، بالعديد من الموضوعات والقضايا الفكرية والشؤون الثقافية الإماراتية وأثر الترجمة الآلية عليها، ويبحث في مدى إمكانية تعزيز الفوائد التي يمكن للترجمة الآلية إضافتها إلى الترجمة التقليدية مستقبلاً.
ومن أبرز البحوث التي يتطرق إليها المؤتمر، "أثر الترجمة الآلية في القيمة التداولية للمثل الشعبي الإماراتي"؛ فيبرز ما تتمتع به الأمثال الشعبية الإماراتية من فنيّةٌ مُختصرةً ودقيقة في أداء المقصود، وتأثير نافذ في المتلقي، وما تحمله من سحر الكلمة الموجزة البليغة، وهذا النوع من الترجمة يعدّ عملية إبداعية تتطلب معرفة جُملة المثل وما يكمن وراء كلماتها القليلة والمختزلة والبسيطة من معانٍ وإيحاءات ، حتى يستطيع المترجم نقلها إلى اللغة الأخرى، وهذا ما لم ترتقِ إليه الترجمة الآلية، ويكشف البحث عما سيحمله المستقبل في طياته في هذا المجال. أخبار ذات صلة
وبالرغم من دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الترجمة الآلية لتعزيز كفاءة خدمات الترجمة وجودتها وسرعتها بشكل عام، إلا أن هناك جملة من التحديات التي تواجه نقل القيمة التداولية للمثل، والتي يمكن أن تتلاشى مع ما تشهده الترجمة الإلكترونية من تطور متسارع.
ويسعى هذا البحث إلى تحليل مدى قدرة الترجمة الآلية على ترجمة المثل الشعبي الإماراتي، الذي يمتاز بكلماته القليلة التي تحمل نفحةً من التأمُّل العميق في الكون وفي العلاقات الإنسانية وسبل التعامل معه، ويبدي التفاؤل بحلول مستقبلية تتمثل بتطوير تقنيات الترجمة الآلية عبر تحسين الخوارزميات المستخدمة، لا سيما وأن من أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي في الترجمة قدرته على معالجة كميات كبيرة من النصوص بسرعة ودقة في عدد كبير من التخصصات، وما تستخدمه أنظمة الترجمة الآلية من خوارزميات متطورة وقواعد بيانات لغوية ضخمة لإنتاج الترجمات في وقت قصير.
واعتمد البحث على الوصف؛ إذ جمع البيانات المتعلقة بالأمثال الشعبية الإماراتية، وقدم وصفاً لكيفية تعامل الترجمة الآلية معها ، أمَّا التحليل فقد حلل البحث القيمة التداولية التي نتجت بعد ترجمة الأمثال الشعبية الإماراتية، وبالنسبة للمقارنة فقد كشف عن التقنيات المستخدمة لدى المترجم لترجمة المثل الشعبي الإماراتي، وقارن النصوص المترجمة المتوفرة في عدد من مواقع الترجمة، وخلُصَ بعد ذلك كله إلى مجموعة من النتائج تتلخص بقصور الترجمة الآلية التي تعتمد على خوارزميات لا تستطيع فهم المثل والغرض منه أحياناً، وهذا ما يؤدي إلى فقدان القيمة التداولية والقيمة الثقافية أو تشويه القيمة التداولية للمثل في أحيان أخرى عند صعوبة استيعاب دلالاته وإيحاءاته.
ويظهر هذا البحث أن الترجمة الآلية التي يصعب عليها في بعض الأحيان نقل القيمة التداولية للمثل، لا يزال أمامها ما يدعو للتفاؤل؛ إذ إن الترجمة الآلية العصبية المعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل على تحسين دقة الترجمات وتحقيق الكفاءة اللغوية والفهم للثقافات المختلفة، وهذا ما يخدم ترجمة المثل بشكل عام وما يهدف إليه من حيث سياقه المجتمعي وتراكيبه اللغوية ودلالاته.
يذكر أن موضوع البحث يشكل تحدياً لدى مواقع الترجمة الآلية، ويحثّها من أجل التركيز على معالجة تقنياتها المستخدمة لتطوير خوارزمياتها للحفاظ على قيمة الأمثال الإماراتية.
الجدير بالذكر أن أجندة المؤتمر ثرية بالبحوث الفكرية الهامة التي تثري الأوساط الثقافية الترجمية في دولة الإمارات، وأبرزها بحث في ترجمة تقارير مسرح الجريمة في الإمارات بمساعدة الذكاء الاصطناعي، ودور المترجم في التدقيق والتوثيق: دراسة لمخاطر إغفال دور المترجم البشري في الترجمة من الإنجليزية إلى العربية في التحقيقات الجنائية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأرشيف والمكتبة الوطنية الأرشیف والمکتبة الوطنیة الذکاء الاصطناعی الشعبی الإماراتی الترجمة الآلیة
إقرأ أيضاً:
ثقافة قنا يجسد «ملحمة أكتوبر» بالفن والغناء والفلكلور الشعبي
في أجواء احتفالية مفعمة بالفخر والانتماء، شهد قصر ثقافة قنا فعالية فنية وثقافية متميزة نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برنامج "وفرحت مصر" الذي أطلقته وزارة الثقافة احتفاءً بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة.
انطلقت الفعالية بمشاركة متميزة من فرقة قصر ثقافة قنا للموسيقى العربية، التي قدّمت باقة من الأغنيات الوطنية الخالدة التي تفاعل معها الجمهور بحماس، ومنها: "اسلمي يا مصر"، "أم الدنيا"، "إن كان ع القلب"، وأوبريت "الوطن الأكبر" الذي أعاد إلى الأذهان روح التضحية والوحدة التي ميزت تلك المرحلة التاريخية من عمر الوطن.
ولم تقتصر الاحتفالية على الغناء فقط، بل أضفت فرقة الفنون الشعبية لمسة بصرية وحركية من خلال تقديم عروض وطنية راقصة أدّاها أطفال قصر ثقافة قنا، جسّدوا خلالها معاني الفداء والانتماء من خلال لوحات فنية تنوعت بين "وطني"، "ولا أي كلام"، و"قلب الدنيا"، حيث عبّرت حركاتهم الراقصة وأزياؤهم الملونة عن تراث مصر الأصيل وروحها التي لا تنكسر.
واختتمت الفعاليات بعرض مميز لرقصة التنورة، التي أبهرت الحضور وجسّدت ببهائها الدور الفني العريق في حفظ الهوية الثقافية المصرية، وسط تفاعل كبير وتصفيق حار من الجمهور.
جاء الحفل تحت إشراف إقليم جنوب الصعيد الثقافي، بقيادة محمود عبد الوهاب، وتنظيم فرع ثقافة قنا برئاسة أنور جمال، في إطار سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية التي تُقام على مدار شهر أكتوبر في مختلف محافظات الجمهورية، بهدف نشر الوعي الوطني وتعميق الشعور بالانتماء، لا سيّما لدى الأجيال الجديدة التي لم تعايش هذا النصر العظيم.
وتؤكد هيئة قصور الثقافة من خلال هذه الأنشطة على أهمية توظيف الفنون كوسيلة فعالة لغرس القيم الوطنية، وإحياء ذكرى البطولات التي صنعت حاضر مصر وأرست دعائم مجدها.