عربي21:
2025-08-13@05:03:14 GMT

آآآه من سجن الروح

تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT

نعيش أياما ثقيلة على النفس، كأننا تحت وطأة جاثوم مفترس لا يرحم، بينما نحن مكبلون بقيود نشعر بها ولا نراها، تؤلمنا بشدة ولا نملك طريقة للتحرر منها.

المأساة لا تنحصر في غزة وما يحدث فيها من إبادة علنية للحجر والشجر والبشر، وكل ما يراه مغول العصر معبرا عن الهوية الفلسطينية، المأساة فينا.. في وضعنا تحت الأسر وشد جفوننا باتساع العيون ليفعلوا كل هذا تحت بصرنا.

.

إبادة وتنكيل وإذلال، وسؤال يحوم فوق الرؤوس كالنسر الذي سلطته آلهة الأوليمب لينهش كبد بروميثيوس بلا توقف: هل لديكم رد على هذا؟

أشكر كل من يتضامن ويتظاهر ويعترض على التوحش المدعوم من رأي العالم الغربي، وأغبط كتاب المقالات المؤدية للمقاومة، وأنحني خجلا واحتراما لصبر وبطولة الشعب الفلسطيني الذي يتمسك بالحياة وهو يغرق في أعماق نهر من الحديد المنصهر، لكن هذا كله لا يعفي الروح من العذاب المميت، ولا يشفي العقل والفكر والبدن من الشلل ومهانة العجز.

إسرائيل لا تكتفي بقصف المباني، إسرائيل تقصف المعاني، تتعمد أن تصيب أرواحنا وأفكارنا عن الحق والأوطان والكرامة والنخوة
توقفت منذ عدة أشهر عن الكتابة، وتقريبا عن الكلام بكل أنواعه في الشأن العام مصريا وعربيا ودوليا، ولم ينفعني الصمت، بالعكس زادني الصمت ألما وعجزا، ولما عدت لاجئا إلى الكلام، لم أجد ما يفيد.. لم أجد ما يريحني أو ينفع المعذبين..

إسرائيل لا تكتفي بقصف المباني، إسرائيل تقصف المعاني، تتعمد أن تصيب أرواحنا وأفكارنا عن الحق والأوطان والكرامة والنخوة..

إسرائيل لا تدمر غزة وحدها، إسرائيل تدمر الكيان الاسلامي والعربي وتخرب أرواح الملايين الذين يشاهدون ما يحدث ويواصلون حياتهم ببرامجها النمطية: يفندون أنواع الطعام والشراب، ويناقشون مصائر أبطالهم في الأفلام والمسلسلات الدرامية، ويدلون بآرائهم في الإعلانات الاستهلاكية وبرامج المقالب، ويختلفون على"حماس"، ويتحدث "العقلاء" منهم عن أعباء الحرب وضرورة  الحفاظ على الحياة: قبل أن تحارب لا بد أن تفكر في حياة شعبك!

كيف؟! (يسألهم إنسان حسن النية)..

فيردون: لا تحارب!

والأرض؟!

والحق؟!

والهوان الذي نتعرض له كل يوم؟!

والمقدسات الأسيرة؟!

والكرامة؟!

تسألهم طالبا إجابة، فيهرتلون بكثير من الكلمات عن حياة الناس، وفوائد التريث وضبط النفس وانتظار ما لا نفعل من أجله شيئا..

تتذكر موالا شهيرا من التراث الفلسطيني فتغني متجاهلا أصحاب العقول الباردة والنفوس المتبلدة:

ياما مويل الهوا/ ياما مويل الهوا ياما مويليا/ ضرب الخناجر ولا حكم النذل بيا/ مشيت تحت الشتا والشتا رواني/ والصيف لما أتى ولع من نيراني/ بيضل عمري انفدى ندر للحرية/ يا ليل صاح الندى يشهد على جراحي/ وانسل جيش العدا من كل النواحي/ والليل شاف الردى عم يتعلم بيا/ بارودة الجبل أعلى من العالي/ مفتاح درب الأمل والأمل برجالي/ يا شعبنا يا بطل أفديك بعينيا، ياما مويل الهوا مويليا..

وأختتم صمتي بعبارة قصيرة أعتبرها الحد الفاصل بين حياة الكريم وحياة الخسيس: "موت كريم أفضل من حياة ذليلة"..

وفي المقال المقبل أستأنف المقاومة، ولو بالكلام، فالمقاومة مهما ضعفت خير من العجز وسجن الروح..

أعزكم الله ورحم شرفاء الأمة المكلومة..

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء غزة إسرائيل المقاومة إسرائيل مقاومة غزة ابادة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات اقتصاد صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة مقالات اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الحاج أبو محمد… بائع الأمل الذي تحدى الحرب بابتسامة

الحاج أبو محمد، من مدينة غزة ، يُعرف بين الناس كبائع الابتسامة والأمل. قبل السابع من أكتوبر، كان يبيع الحلوى للأطفال، لكن ظروف الحرب القاسية دفعته للتحول إلى بيع الشيبس والمياه الباردة، حتى لا يحرم أبناء غزة من ابتسامته التي تجذب الصغار والكبار على حد سواء. ورغم فقدانه لعمله الأساسي، ظل متمسكاً بروح الحياة، يوزع الأمل كما يوزع بضاعته، في مشهد يلخص صمود الغزيين في وجه المحن.

تصوير : تالا نشوان

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية سوق حي الرمال بغزة … حياة تجارية باهتة تحت ظلال الحرب "القسام" تُعلن استهداف موقعين عسكريين للجيش الإسرائيلي بغزة تسجيل 69 شهيدا في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية الأكثر قراءة الإمارات تنفذ الاسقاط الجوي رقم ٦٢ وترسل شاحنات مساعدات بينيت: إسرائيل تفقد دعمها في الولايات المتحدة وتُنظر إليها كـ"عبء" نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن غزة: زامير سيعرض 3 بدائل لاحتلال القطاع غزة: 8 وفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • المنقذ.. الرجل الذي جاء من اللامكان!!
  • السودان الذي يسكننا… وما يخسره العالم إن غاب
  • شاهد..حالة “عمي موسى” المواطن الذي تعرض للسرقة و الضرب بعين فكرون
  • الحاج أبو محمد… بائع الأمل الذي تحدى الحرب بابتسامة
  • المطران شامي يترأس صلاة البركليسي المجمع للسيدة العذراء الفائقة القداسة
  • القبض على المتهم الذي أنهى حياة زوجته خنـقـ ــاً في مركز دمنهور
  • الصحفي الشجاع الذي أقلق إسرائيل
  • أنس الشريف.. صوت غزة الذي اغتاله جيش الاحتلال
  • أنس الشريف .. صوت غزة الذي فضح جرائم الاحتلال
  • ما مقدار البروتين الذي يحتاجه الجسم؟