داخل خيام داعش.. كيف يُعاد تشكيل التطرف في مخيمات شمال سوريا؟
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إطار جهودها المستمرة لمكافحة الإرهاب والتطرف، نفذت قوى الأمن الداخلي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) حملة أمنية واسعة داخل مخيم "روج" الواقع في شمال شرقي سوريا، أسفرت عن الكشف عن مراكز سرية لتدريب الأطفال واليافعين على فكر تنظيم داعش المتطرف، وضبط معدات لوجستية وأسلحة خفيفة وأجهزة إلكترونية تُستخدم في التنسيق مع خلايا التنظيم.
وتأتي هذه الحملة في ظل تزايد التحذيرات الإقليمية والدولية من تحول بعض المخيمات إلى بيئات خصبة لإعادة إنتاج الفكر المتشدد، واستغلال الأطفال والنساء في مشاريع التنظيم المستقبلية.
ويؤكد هذا التطور خطورة التحديات الأمنية المرتبطة بإدارة هذه المخيمات، وأهمية دعم الجهود المحلية والدولية الرامية إلى تفكيك البنية الفكرية واللوجستية للتنظيم المتطرف.
عثرت قوى الأمن الداخلي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في اليوم الثاني من حملتها الأمنية على مخيم "روج"، على مراكز سرية كانت تُستخدم لتدريب الأطفال واليافعين على الفكر المتطرف لتنظيم "داعش".
كما صادرت القوات أسلحة خفيفة ومعدات لوجستية، من بينها حواسيب وهواتف نقالة، بالإضافة إلى وثائق وأوراق مهمّات تحوي أختامًا ومعلومات عن تحركات خلايا التنظيم النائمة داخل المخيم.
وخلال الساعات الأولى من فجر الأحد، قامت قوى الأمن بتمشيط معظم خيام وقطاعات المخيم الذي يقع شمال شرقي سوريا، ويُخصَّص لعوائل مقاتلي تنظيم "داعش".
وأعلنت القوات عن إلقاء القبض على 6 أشخاص ثبت تورطهم بالتعاون مع خلايا التنظيم الناشطة خارج حدود المخيم.
وتركزت الحملة على تفتيش دقيق لجميع الخيام، حيث تم اكتشاف مراكز تدريب سرية كانت تُستخدم لتلقين الأطفال والمراهقين أفكار التنظيم، بالإضافة إلى ضبط أجهزة اتصال ومعدات دعم لوجستي.
كما تمت مصادرة أوراق مهمّات تُستخدم من قبل خلايا "داعش" في تنقلاتها واتصالاتها مع أنصاره.
ويُعد مخيم "روج"، الواقع في منطقة صخرية نائية بالريف الجنوبي الشرقي لبلدة المالكية (ديريك) قرب الحدود العراقية، واحدًا من عدة مخيمات تحتجز فيها "قسد" أسر وأقارب و عناصر داعش.
ويضم حالياً حوالي 2600 شخص، من بينهم نحو 900 امرأة أجنبية ينحدرن من 50 جنسية عربية وغربية، بالإضافة إلى أن ما يقارب 65% من سكان المخيم هم أطفال دون سن الـ14. وبعض النساء في المخيم هن أمهات لأكثر من 800 طفل من الذكور، ويعيشون في مراكز تأهيل وتدريب تشرف عليها الإدارة الذاتية.
وتقول القيادية الأمنية إن التنظيم لا يزال ينشط سرًّا داخل المخيمات ويحاول استعادة مناصريه وتنظيمهم، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن وثائق تُظهر محاولات سرية لتمويل عمليات تهريب وإطلاق سراح عدد من عناصر التنظيم من داخل المخيمات. وأضافت أن الأخطر من ذلك هو تحويل بعض الخيام إلى مراكز سرية لتعليم وتدريب الأطفال على الفكر المتشدد، وهو ما وصفته بأنه تحد كبير يحتاج إلى دعم وجهد دوليين لإزالته من جذوره.
من جانبه، حذر الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، خلال زيارته إلى شمال شرقي سوريا، حيث تفقد مخيمي "الهول" و"روج"، من خطر هذه المخيمات، مؤكدًا أنها تُشكل بيئة خصبة لظهور جيل جديد من تنظيم داعش، داعيًا إلى بذل جهود دولية لإعادة تأهيل المقاتلين وإدماجهم في المجتمع.
وأوضح كوريلا أن هناك أكثر من 9000 معتقل من تنظيم داعش ينحدرون من أكثر من 50 دولة مختلفة، محتجزين في أكثر من 12 مركز احتجاز تديرها وتحرسها قوات "قسد"، معتبرًا أن هذه المراكز تمثل جيش داعش، مجازيًا وحرفيًا، لكنه في وضع الاحتجاز حالياً.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش مخيم الهول تطرف مخيمات سوريا ت ستخدم
إقرأ أيضاً:
احذر ترك طفلك في السيارة ولو لدقائق خلال الصيف.. ارتفاع حاد في وفيات الأطفال
رغم التطورات التكنولوجية والجهود المستمرة من شركات السيارات، شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا حادًا في عدد وفيات الأطفال داخل السيارات الساخنة خلال عام 2024، بنسبة بلغت 35% مقارنة بالعام السابق.
أثار هذا الارتفاع المفزع قلق الخبراء ودفع الجمعية الأمريكية للسيارات (AAA) لإصدار تحذيرات عاجلة تحث الآباء ومقدمي الرعاية على توخي الحذر الشديد.
أرقام صادمة ومؤشرات مقلقةكشفت بيانات الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة أن 39 طفلاً لقوا حتفهم بسبب التعرض لحرارة زائدة داخل السيارات في عام 2024، مقابل 29 حالة في 2023.
ويعتبر هذا الرقم أعلى من المتوسط السنوي البالغ 37 حالة وفاة، ما يوضح أن الخطر لا يزال قائمًا رغم حملات التوعية والتقنيات الجديدة.
الأمر المثير للقلق أن هذه الحوادث لا تحدث فقط في أيام الحر الشديد، بل حتى في درجات حرارة معتدلة.
فمثلًا، توفي طفل يبلغ من العمر شهرين في يوم لم تتجاوز فيه الحرارة 22 درجة مئوية.
وفي يوم صيفي تبلغ حرارته 26 درجة، يمكن أن تصل درجة حرارة السيارة إلى 38 درجة خلال 10 دقائق فقط، وإلى أكثر من 39 درجة خلال 20 دقيقة.
أما في الأيام الحارة، فتصل الحرارة داخل السيارة إلى أكثر من 60 درجة مئوية (140 فهرنهايت)، ما يجعل بقاء أي شخص داخلها خطرًا مميتًا حتى مع فتح النوافذ.
يتميز عدد من السيارات الجديدة اليوم بنظام تنبيه للمقاعد الخلفية لتذكير السائقين بوجود ركاب، وخاصة الأطفال، قبل مغادرة السيارة. لكن رغم ذلك، لا تزال المشكلة تتفاقم.
تشير تقارير AAA إلى أن 52% من هذه الحوادث ناتجة عن نسيان الطفل داخل السيارة، بينما 22% حدثت بسبب ترك الطفل عمدًا لفترة قصيرة، ظنًا بأن الأمر آمن.
والأخطر أن 25% من الحالات وقعت لأن الطفل دخل السيارة وحده وأغلقها على نفسه دون علم البالغين.
كيف تحمي طفلك من هذا الخطر القاتل؟افحص المقاعد الخلفية دائمًا قبل مغادرة السيارة، واجعلها عادة يومية.احتفظ بأغراضك الشخصية (محفظة، هاتف، حقيبة يد) في المقعد الخلفي لتتذكر النظر إليه.أغلق السيارة بإحكام حتى داخل المنزل أو في الجراج، لمنع دخول الأطفال إليها.علم أطفالك أن السيارة ليست مكانًا للعب، وراقبهم دائمًا عند اقترابهم منها.المأساة يمكن أن تحدث في دقائق معدودة، حتى في طقس لا يبدو حارًا.
وعلى الرغم من وجود تقنيات مساعدة، تبقى يقظة الأهل ومقدمي الرعاية هي خط الدفاع الأول.
فكل خطوة بسيطة من الانتباه يمكن أن تنقذ حياة.