لجريدة عمان:
2025-06-23@23:56:39 GMT

حرارة الصيف .. تطرق أبوابنا من جديد!

تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT

حرارة الصيف .. تطرق أبوابنا من جديد!

ها هو الصيف، الزائر الثقيل، يعود مجددًا ليطرق أبواب أيامنا دون استئذان، فبالكاد ودّعنا أجواء عيد الفطر المبارك حتى بدأت حرارة الأجواء تفرض نفسها بقوة، تذكّرنا -وإن قسرًا- بأننا على أعتاب فصلٍ طالما ارتبط في الذاكرة باللهيب والوهج.

كأننا قد نسينا طقوسه المؤرقة في زحمة الحياة اليومية، أو تناسينا الحديث عنه في المجالس وأروقة العمل، حتى باغتنا بحضوره اللاهب، ليقلب الموازين ويجبرنا على التكيف مع واقعه من جديد.

ومع كل صعود تدريجي في درجات الحرارة، نُدرك ألا مفر من التعامل مع متطلباته التي تتكرر كل عام، لكن حدتها لا تقلّ.

فمن صيانة أجهزة التبريد المنزلية، إلى التفكير الجدي في تحديث وسائل النقل الخاصة لتناسب الظروف المناخية القاسية، يصبح التأقلم ضرورة لا خيارًا. ولعلّ هذه العودة المتكررة لفصل الصيف تُذكّرنا دائمًا بأن الاستعداد المسبق ليس رفاهية، بل حاجة تُحتّمها طبيعة هذا الفصل الذي يفرض نفسه بقسوة، ولا يزاحمها ندٌّ في سطوتها، ولا ينافسها خصم في وهجها المستعر.خاصة في منطقتنا الخليجية.

في منطقة الخليج العربي، لا تُعدّ أيام الصيف مجرد فصل عابر، بل هو واقع طويل المدى تفرضه الطبيعة كل عام، تزداد قسوته عامًا بعد آخر. ورغم تباين درجات الحرارة بين دولة وأخرى، إلا أن الإجماع لا يختلف على حقيقة واحدة: «الصيف في الخليج لا يُحتمل». وفي الوقت الذي يتصبب فيه الخليج تحت وطأة الحرارة اللاهبة، تشهد العديد من الدول الأوروبية والآسيوية تحولات مناخية غير مألوفة، إذ بات الارتفاع في درجات الحرارة ظاهرة عالمية مقلقة، تتجاوز حدود الجغرافيا والمواسم، ويقف خلفها المتهم الأبرز في هذا المشهد المتغير: التغير المناخي، الذي لم يعد مجرد مصطلح بيئي، بل هو واقع تتجلى تبعاته بأرقام مرعبة ومسارات غير مسبوقة في مناخ الأرض».

إذن مشكلة الحرارة أصبحت مع الوقت تأخذ مكانتها العالمية، بمعنى أنه لا تختص بهذه الزيادة في الحرارة قارة دون أخرى، ولذا تغيرت معيشة الناس وفرضت الظروف عليهم أعباء جديدة، وزادت متطلبات التأقلم مع الأوضاع المناخية على العائلات، وباتت أجهزة التبريد هي المطلب الأول الذي يجب توفيره من أجل مواكبة الطفرة الهائلة في معدلات الحرارة، وعدم قدرة الناس على تحمل العمل في الأجواء الحارة.

هناك دول عدة في العالم كانت تعرف أن درجات حرارة أجوائها مستقرة طول فترات العام، ألا أن الوضع تغير خلال السنوات القليلة الماضية وأصبحت هي الأخرى تعاني من موجات الحر والطقس المتقلب، وهذا ما دفع علماء المناخ على التأكيد بأن العام الماضي كان هو «العام الأكثر سخونة على الإطلاق»، بدليل أن العالم قد شهد خلاله سلسلة من التغيرات المناخية التي فسّرها الخبراء على أنها جاءت نتيجة استمرار ظاهرة «الاحتباس الحراري» والانبعاثات الغازية في طبقات الجو العليا التي أفزعت الناس وأقلقت المجتمع الدولي.

بالطبع هناك جهود أممية ودعوات دولية بضرورة التصدي لهذه المشكلة والسعي إلى التقليل من الآثار التي تؤدي إليها، والحد من الانبعاثات المدمرة التي تؤدي بدورها إلى حدوث اختلال واضح في فصول السنة والدفع بزيادة درجات الحرارة إلى معدلات «مقلقة».

هذا التغير المناخي دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إلى إصدار بيان صحفي قال فيه: إن ظاهرة «الاحتباس الحراري حقيقة قاسية وصادمة. مؤكدا أنه لا يزال هناك وقت لتجنب أسوأ كارثة مناخية. لكن على القادة التحرك الآن قبل فوات الأوان».

من المفارقات العجيبة وصف الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، الذي تولى منصبه في 20 يناير الماضي، أن «تغير المناخ هو عبارة عن خدعة، رافضًا الإجماع العلمي العالمي.. وخلال ولايته الأولى، انسحبت واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ، وتعهد بزيادة إنتاج الوقود الأحفوري وكبح جماح مساعي الرئيس السابق جو بايدن نحو الطاقة البديلة».

أحد الباحثين في علم المناخ واسمه «ال زيك هاوسفاذر» توقع أن يكون العام الحالي من بين أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، لكنه على الأرجح لن يتصدر التصنيف. وأشار إلى أن درجات الحرارة في أوائل العام الماضي تلقت دفعة إضافية من ظاهرة النينيو، وهي نمط مناخي دافئ يتجه الآن نحو نظيره الأكثر برودة.

وإذا كانت أوروبا التي تعد أكثر تقدمًا في مجالات عدة أصبحت تعاني حرفيًا من هذا التغير المناخي، الأمر الذي دفعها إلى التفكير بجدية في إيجاد الحلول والالتزام بتنفيذ الإجراءات الوقائية خوفًا من تفاقم أوضاعها خلال المستقبل القريب.

أما إصرار أمريكا على تحدي العالم والاستهانة بمخاوفه فإن الحرائق التي تشتعل في أكبر مدنها مثل لوس أنجلوس وكاليفورنيا، التي خلفت خسائر بشرية ومادية بلغت مليارات الدولارات، وقد تكون هذه الحرائق نذير شؤم على السكان وخطرًا حقيقيًا يهدد أمنها الداخلي، وسلامة مواطنيها، وربما يكون القادم أسوأ بكثير من الذي شهدته هذه المدن من دمار هائل خلال الفترة الماضية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: درجات الحرارة

إقرأ أيضاً:

كوفاتش: الأندية الأوروبية تعاني في كأس العالم للأندية بسبب حرارة أمريكا الخانقة

ماجد محمد

أعرب نيكو كوفاتش، المدير الفني لفريق بوروسيا دورتموند الألماني، عن قلقه من تأثير الأجواء المناخية الحارة في الولايات المتحدة على أداء الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية، معتبرًا أن درجات الحرارة المرتفعة تمنح أفضلية واضحة للفرق القادمة من المناطق الجنوبية.

وقال كوفاتش في تصريحات للصحفيين قبل المواجهة المرتقبة أمام فريق صن داونز الجنوب إفريقي، المقررة يوم السبت ضمن منافسات دور المجموعات: ” الأندية القادمة من الجنوب تتمتع بميزة كبيرة بسبب الحرارة، خصوصًا في مثل هذه الظروف الصعبة.”

وأشار إلى أن المباراة ستُقام في مدينة سينسيناتي خلال فترة الظهيرة، مضيفًا: ” يمكنكم تخيّل مدى صعوبة اللعب تحت أشعة الشمس المباشرة، خاصة وأن درجة الحرارة على أرضية الملعب تكون أعلى بدرجتين أو ثلاث من المعدل المُسجل.”

وتُظهر التوقعات الجوية أن درجات الحرارة قد تصل إلى 34 درجة مئوية، وسط تحذيرات من تأثير الأجواء الحارة والعواصف الرعدية التي بدأت تؤثر بالفعل على سير البطولة، وهو ما يعيد إلى الأذهان قرار الفيفا بنقل موعد كأس العالم 2022 في قطر إلى فصل الشتاء لتجنّب درجات الحرارة المرتفعة.

وأكد كوفاتش أنه يضع هذا العامل المناخي في الحسبان عند اختيار التشكيلة، مشيرًا إلى أنه يفضّل إشراك اللاعبين الأكثر قدرة على التحمل البدني في ظل هذه الظروف القاسية.

وتابع قائلاً: الطقس يؤثر على أداء العديد من الفرق، والأندية الأوروبية تحديدًا تواجه صعوبة كبيرة في التكيّف ، نسق المباريات أصبح أبطأ بشكل ملحوظ، وهذا أمر يجب أن يدركه المشاهدون، فلا يمكن تقديم أداء سريع في مثل هذه الأجواء.”

مقالات مشابهة

  • موجة تاريخية تضرب الولايات المتحدة.. درجات الحرارة تتجاوز الـ 40 وسط تحذيرات واسعة
  • السودان: توقعات بطقس حار إلى حار جداً في معظم أنحاء البلاد اليوم
  • درجات الحرارة في المملكة اليوم.. الدمام الأعلى بـ45 مئوية
  • الصين تجدد إطلاق الإنذار الأصفر لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة
  • ظاهرة جوية تستمر 4 ساعات غدًا والأرصاد تحذر
  •  المشروب الساخن.. مفاجأة علمية تنعش أجسامنا في أحرّ أيام الصيف!
  • بعد ارتفاع درجات الحرارة.. طرق الوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري
  • كوفاتش: الأندية الأوروبية تعاني في كأس العالم للأندية بسبب حرارة أمريكا الخانقة
  • درجات حرارة مرتفعة بمحافظة الإسكندرية مع بداية موسم الصيف
  • السودان: توقعات بوصول درجات حرارة إلى 43 مئوية في عدة مدن