كتب طوني عيسى في" الجمهورية": لم يتأسس لبنان كأي "بلد" آخر بالمعنى التقليدي، بل هو "فكرة"، قبل أن يكون كياناً سياسياً وجغرافياً. ونواةُ الفكرة كما أرادها المؤسسون، هي خلق نموذج فريد من التعايش الطائفي والمذهبي في العالم العربي والعالم، حيث تتحكّم الأكثريات الطائفية أو المذهبية أو العرقية غالباً. وظهر هذا النموذج في البداية وكأنّه اختراع فلسفي سيسجّله التاريخ.
ولكن، من عمر المئة التي أمضاها لبنان" كبيراً" (منذ 1920)، مرَّ النصف الأول بين الاستقرار النسبي والقلاقل،والنصف الثاني بالحروب الدموية والانهيارات التي لا تلوح لها نهاية. لقد ثبت أنّ الطائفية في لبنان ليست مجرد واقع سياسي، بل هي جزء من نسيج الهوية الوطنية. ولذلك، يبدو صعباً على مجموع الهويات أن يتوحّد في مشروع.وأحياناً، تحاول الطوائف أن تتجنَّب التنازع الداخلي، ولكن سرعان ما تتذكّر أنّها "مؤتمنة" على الطائفة، أي أنّ بقاءها في السلطة هو الضمان لمستقبلها السياسي، فتتخذ الموقف القتالي، وتنفجر التناقضات مع الطوائف الأخرى.سؤال آخر طُرح مراراً في الخمسين العجاف: كيف يمكن الحفاظ على "لبنانٍ واحدٍ" في ظل تسابق قوى النفوذ الخارجية للهيمنة عليه واستثمار الولاءات الطائفية المتنازعة في داخله؟ فقد أدّى هذا التسابق إلى إضعاف مشروع لبنان الحضاري المفترض، القائم على التنوع. وعمل كل طرف للهيمنة بدلاً من السعي إلى الوحدة، وتعمَّق حال انعدام الثقة بين مكونات الشعب.
فإذا كان المقصود بالدولة، في المفهوم الدستوري والحقوقي، ذلك الإطار أو الكيان الذي يجمع المواطنين كلهم تحت مظلة قانونية واحدة، فمن الممكن القول إنّ لبنان
اليوم بلا دولة. وبنِسَبٍ مختلفة، ومداورةً، يتحمَّل معظم قادة الطوائف الذين تعاقبوا المسؤولية عن الخراب، بسبب تغليبهم المصالح الضيّقة على المصلحة العامة، كل في مرحلة معينة من النزاع، فيما غاب مفهوم المسؤولية الجماعية. وقد فرضت القوى الدولية والإقليمية التي انخرطت في أزمات لبنان أجندات سياسية على الشعب اللبناني لا تتوافق مع مصالحه. ومن مغامرات إسرائيل العسكرية إلى التورط الفلسطيني والهيمنة السورية وصولاً إلى تدخّل إيران، تظلّ القوى الخارجية محركاً أساسياً للحروب. واليوم، تبدو هذه التدخّلات في أوجها، ما يعطّل أي فرصة لإعادة بناء الدولة. وفي ضوء هذه الحقائق، هل يمكن التفاؤل بقدرة لبنان على أن يحقق الحلم التأسيسي ويصبح فعلاً دولة التنوع الطائفي، أم حان الوقت لاستخلاص الدروس، بعد 100 عام من التأسيس، والاقتناع بفشل النظام وضرورة التخلص منه، لأنّه لم يُنتج إلّاالفوضى؟ وهل يمكن تغيير هذا النظام ليصبح علمانياً يعكس مفهوم المواطنة بدلاً من الولاءات الطائفية؟ أم إنّ الواقع اللبناني لا يسمح بهذا التغيير الذي يتصف بأنّه جذري بل انقلابي، ويُفترض أن يتحقق بسرعة هائلة أي قبل فوات الأوان، وأن يتحدّى تأثيرات القوى الإقليمية والمصالح الداخلية الضيّقة؟ في بعض المحطات، جرت محاولات للخروج من النفق، أهمها تجربة 17 تشرين الأول 2019 التي أظهرت ملامح انصهار حقيقي بين أبناء الطوائف، ولا سيما منهم الفئة الشابة الواعدة، في بوتقة الانتفاض على دولة الإقطاعات والمفاسد.لكن هؤلاء الحالمين عوقبوا بإعدام لا قيامة بعده، ولو بزلزالٍ بحجم انفجار المرفأ في آب 2020 . اليوم، على الأوجاع والأنقاض التي خلّفتها الحرب، وخصوصاً في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، تُجرى محاولات مدعومة عربياً ودولياً لاستنهاض وحدة الدولة والكيان. لكن المشكلة إياها تتكرّر. فالطرف الذي يمسك بالسلاح، أي "حزب الله"، يرفض التخلّي عنه، لأنّه ضمان الطائفة للخروج من تهميش داخلي قديم، وللحفاظ على موقع ومكاسب حققها بالدم والنار على مدى عقود، وعلى دور وازنٍ داخل المعادلة الوطنية. وهذا الموقف يهدّد بإطاحة الفرصة السانحة حالياً، والتي مرّ فيها قادة آخرون سبقوه إلى تسليم السلاح وانضووا باكراً تحت جناح الدولة. لن يكون لبنان مشروعاً سياسياً ثابتاً وقابلاً للحياة ما لم تتقبّل الطوائف بعضها بعضاً، وما لم تعزل نفسها عن التدخّلات الخارجية. فهل سيتحقق هذا الهدف ويخرج لبنان من هذه الدوامة القاتلة، بعدما تجاوز عمر المئة، أم علينا أن ننتظر الحرب المقبلة؟ مواضيع ذات صلة خلف: يجب تكريس 13 نيسان يوماً للعيش معاً في لبنان
Lebanon 24 خلف: يجب تكريس 13 نيسان يوماً للعيش معاً في لبنان

12/04/2025 05:59:32 12/04/2025 05:59:32 Lebanon 24 Lebanon 24 رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية Lebanon 24 رسالة من مخيبر الى رئيسي الجمهورية والحكومة تتعلق بذكرى ١٣ نيسان ١٩٧٥ الخمسينية

12/04/2025 05:59:32 12/04/2025 05:59:32 Lebanon 24 Lebanon 24 المجر: من المستحيل الحديث عن بنية الأمن الأوروبي دون مراعاة مصالح روسيا Lebanon 24 المجر: من المستحيل الحديث عن بنية الأمن الأوروبي دون مراعاة مصالح روسيا

12/04/2025 05:59:32 12/04/2025 05:59:32 Lebanon 24 Lebanon 24 الكرملين: من المستحيل تسوية طويلة الأمد بأوكرانيا دون معالجة قضايا أمنية أوروبية Lebanon 24 الكرملين: من المستحيل تسوية طويلة الأمد بأوكرانيا دون معالجة قضايا أمنية أوروبية

12/04/2025 05:59:32 12/04/2025 05:59:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً

جولة مفاجئة لعون على النافعة والمرفأ: لعدم التهاون مع من يرتكب المخالفات

Lebanon 24 جولة مفاجئة لعون على النافعة والمرفأ: لعدم التهاون مع من يرتكب المخالفات

22:19 | 2025-04-11 11/04/2025 10:19:11 Lebanon 24 Lebanon 24 جلسة حكومية ثالثة اليوم لبحث مشروع قانون الإصلاح المصرفي

Lebanon 24 جلسة حكومية ثالثة اليوم لبحث مشروع قانون الإصلاح المصرفي

22:29 | 2025-04-11 11/04/2025 10:29:58 Lebanon 24 Lebanon 24 توقعات بصدور القرار الاتهامي بانفجار مرفأ بيروت قبل 4 آب والبيطار استجوب ابراهيم وصليبا

Lebanon 24 توقعات بصدور القرار الاتهامي بانفجار مرفأ بيروت قبل 4 آب والبيطار استجوب ابراهيم وصليبا

22:31 | 2025-04-11 11/04/2025 10:31:28 Lebanon 24 Lebanon 24 مجلس القضاء الأعلى يكتمل عقده... إنجاز التعيينات وبدء ورشة التشكيلات

Lebanon 24 مجلس القضاء الأعلى يكتمل عقده... إنجاز التعيينات وبدء ورشة التشكيلات

22:51 | 2025-04-11 11/04/2025 10:51:54 Lebanon 24 Lebanon 24 فترة سماح أميركية للبنان تحت الضغط العسكري الإسرائيلي

Lebanon 24 فترة سماح أميركية للبنان تحت الضغط العسكري الإسرائيلي

22:48 | 2025-04-11 11/04/2025 10:48:44 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة

خبر مهم عن الرواتب.. قرارٌ تمّ اتخاذه اليوم

Lebanon 24 خبر مهم عن الرواتب.. قرارٌ تمّ اتخاذه اليوم

14:29 | 2025-04-11 11/04/2025 02:29:23 Lebanon 24 Lebanon 24 مذيع طقس الـ LBCI ينشر صورة برفقة زوجته.. تعرفوا إليها

Lebanon 24 مذيع طقس الـ LBCI ينشر صورة برفقة زوجته.. تعرفوا إليها

02:45 | 2025-04-11 11/04/2025 02:45:36 Lebanon 24 Lebanon 24 يكبرها بـ 20 عاماً.. كشف تفاصيل جديدة عن خطيبة حسام حبيب الجديدة وهذه جنسيتها (صور)

Lebanon 24 يكبرها بـ 20 عاماً.. كشف تفاصيل جديدة عن خطيبة حسام حبيب الجديدة وهذه جنسيتها (صور)

23:47 | 2025-04-10 10/04/2025 11:47:58 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد تداول أخبار عن حملها... هذا ما أكّدته دانييلا رحمة

Lebanon 24 بعد تداول أخبار عن حملها... هذا ما أكّدته دانييلا رحمة

05:10 | 2025-04-11 11/04/2025 05:10:08 Lebanon 24 Lebanon 24 أمطار وعواصف رعدية وثلوج نحو لبنان.. هذا ما كشفه الأب خنيصر عن طقس الأيام المُقبلة

Lebanon 24 أمطار وعواصف رعدية وثلوج نحو لبنان.. هذا ما كشفه الأب خنيصر عن طقس الأيام المُقبلة

00:15 | 2025-04-11 11/04/2025 12:15:11 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان

22:19 | 2025-04-11 جولة مفاجئة لعون على النافعة والمرفأ: لعدم التهاون مع من يرتكب المخالفات 22:29 | 2025-04-11 جلسة حكومية ثالثة اليوم لبحث مشروع قانون الإصلاح المصرفي 22:31 | 2025-04-11 توقعات بصدور القرار الاتهامي بانفجار مرفأ بيروت قبل 4 آب والبيطار استجوب ابراهيم وصليبا 22:51 | 2025-04-11 مجلس القضاء الأعلى يكتمل عقده... إنجاز التعيينات وبدء ورشة التشكيلات 22:48 | 2025-04-11 فترة سماح أميركية للبنان تحت الضغط العسكري الإسرائيلي 22:46 | 2025-04-11 أورتاغوس الى عمان... هل يُسحب الملف اللبناني منها؟ فيديو توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف.. هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" ومصير الشرع ومُفاجأة عن الدولار (فيديو)

Lebanon 24 توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف.. هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" ومصير الشرع ومُفاجأة عن الدولار (فيديو)

00:04 | 2025-04-10 12/04/2025 05:59:32 Lebanon 24 Lebanon 24 حذفت صورها وارتدت الحجاب.. ابنة فنانة عربية تطلق قناة دينية (فيديو)

Lebanon 24 حذفت صورها وارتدت الحجاب.. ابنة فنانة عربية تطلق قناة دينية (فيديو)

23:00 | 2025-04-09 12/04/2025 05:59:32 Lebanon 24 Lebanon 24 اللجنة الدولية للصليب الأحمر تُطلق صيحة استغاثة بشأن الاعتداءات على المستشفيات في مناطق النزاع

Lebanon 24 اللجنة الدولية للصليب الأحمر تُطلق صيحة استغاثة بشأن الاعتداءات على المستشفيات في مناطق النزاع

04:11 | 2025-04-09 12/04/2025 05:59:32 Lebanon 24 Lebanon 24

Download our application

مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات
2025 متفرقات أخبار عاجلة

Download our application

Follow Us

Download our application

بريد إلكتروني غير صالح Softimpact

Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
من المستحیل
فی لبنان
هذا ما
إقرأ أيضاً:
برج القوس .. حظك اليوم الخميس 5 يونيو 2025: اهتم بصحتك
برج القوس (23 نوفمبر - 21 ديسمبر)، يُعرف مواليد القوس بشخصيته المتفائلة والمغامرة والعاطفية، ويستطيع التصرف في كافة الأمور.
ونستعرض خلال السطور التالية توقعات برج القوس وحظك اليوم الخميس 5 يونيو 2025 مهنيا وصحيا وعاطفيا.

برج العذراء.. حظك اليوم الأحد 1 يونيو 2025: جدول أعمال مزدحم

برج العذراء حظك اليوم السبت 31 مايو 2025.. كن عمليا ولا تلتفت للتفاصيلمشاهير برج القوس
ماجدة الرومي وكريم بنزيما ومحمد سعد ولبلبة.
توقعات برج القوس وحظك اليوم الخميس 5 يونيو 2025
عبّر عن مشاعرك اليوم، وستكون الاستجابة إيجابية. تحكّم في مشاعرك في حياتك الشخصية والمهنية. انتبه لنفقاتك. صحتك تتطلب اهتمامًا أكبر.
توقعات برج القوس في الحب
قد تفشل بعض العلاقات العاطفية. قد تتلقى النساء العازبات عروضًا، لكن من الجيد تحليل كل عامل قبل اتخاذ القرار النهائي. من الجيد تجنب المحادثات غير المريحة، لكن قد تحدث بعض الأحاديث غير المتوقعة. على النساء المتزوجات مراقبة تصرفات أزواجهن في النصف الثاني من اليوم.
برج القوس وحظك اليوم صحيا
قد تُعاني أيضًا من تساقط الشعر ومشاكل في الرؤية. قد تُصاب بعض النساء بمشاكل في الهضم، لذا يُنصح بتجنب الطعام من الخارج، لا تُعرّض نفسك لضغوط غير ضرورية قد تُسبب اختلالًا خطيرًا في حياتك.
برج القوس وحظك اليوم في العمل
من الضروري أيضًا التعامل مع الأزمات المتعلقة بالمواعيد النهائية للحفاظ على سمعة جيدة لدى الإدارة، سيجد الموظفون الجدد في المؤسسة فرصًا لإثبات حضورهم.
توقعات برج القوس خلال الفترة المقبلة
سيحل رجال الأعمال مشاكل العمل العالقة. قد يحققون نجاحًا على منافسيهم، واليوم هو الوقت المناسب للتفكير في توسيع نطاق أعمالك، حافظ دائمًا على صبرك في المكتب، وابتعد عن الثرثرة وسياسات العمل وصراعات الأنا.

طباعة شارك برج القوس حظك اليوم توقعات الابراج برج القوس اليوم