ما المراد بالأيام البيض وهل منها صيام الست من شوال؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما المراد بالأيام البيض؟ ولمَ سُمّيت بذلك؟ وهل منها الستة أيام من شوال كما يُشاع بين الناس؟
وأجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمى عن السؤال وقالت: إن الأيام البيض هي أيام الليالي التي يكتمل فيها جِرْم القمر ويكون بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي.
لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم
وأشارت إلى أن سبب تسميتها بهذا الاسم هو ان القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه؛ فالبياض هنا وصف للياليها لا لأيامها، وإنما وُصِفت الأيام بذلك مجازًا.
ونوهت انه قد جاء تحديدُها بذلك في الأحاديث النبوية الشريفة؛ منها: حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ» رواه النسائي وإسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري".
حكم صيام الست من شوال ووجه تسميتها بالأيام البيض
وأوضحت أن الأيام الستة من شهر شوال فهي تلك الأيام من شوال التي يُندَب صيامُها بعد شهر رمضان ويومِ الفطر؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» رواه مسلم في "صحيحه" من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
وذكرت ان هذه الأيام لا تُعرَف بالأيام البيض في الاصطلاح الفقهي ولا الشرعي، إلا أنَّ هذا الإطلاق الشائع بين الناس له وجهٌ صحيح من اللغة؛ فإنَّ الغُرَّة في الأصل: بياضٌ في جبهة الفرس، فيجوز تسمية البياض غُرَّةً والغرة بياض على جهة المجاز بعلاقة الحاليَّة والمحلية، وقد سَمَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأيام البيضَ بالغُرِّ فقال: «إِنْ كُنْتَ صَائِمًا فَصُمِ الْغُرَّ»؛ أَي الْبِيض. رواه الإمام أحمد والنسائي وصححه ابن حبان. وسُمِّيَت ليالي أول الشهر غُرَرًا؛ لمعنى الأوَّليَّة فيها، وقيل: لأوَّليَّة بياض هلالها، كما أن الغُرَّة هي البياض في أول الفرس، ولعل في تسميتها بالبيض إشارةً إلى استحباب صومها في غُرَر شهر شوال بعد يوم الفطر مباشرة.
هل يجوز صيام يوم أو اثنين فقط من الأيام البيض
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صيام يوم أو يومين فقط من الأيام البيض جائز، وهو من الأعمال الصالحة المستحبة في الإسلام.
ورغم أن بعض الفقهاء يرون الأفضلية في صيام الأيام الثلاثة كاملة – وهي أيام 13 و14 و15 من كل شهر هجري – فإنهم لا يرون مانعًا شرعيًا من صيام يوم أو يومين منها فقط.
وأكدت الإفتاء أن صيام الأيام البيض سُنّة نبوية، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يواظب عليها ويوصي بها، لما فيها من فضل وثواب كبير. فهي من العبادات التي يحبها الله عز وجل، ويُرجى لمن يصومها مغفرة الذنوب ومضاعفة الأجر.
وأشارت إلى أن الخلاف بين العلماء لا يعني تحريم صيام يوم أو يومين، بل هو اختلاف في الأفضلية، حيث يُفضل البعض صيام الثلاثة أيام كاملة، بينما يرى آخرون أن من صام يومًا أو يومين فقد نال أجرًا كبيرًا، واتبع سُنة النبي صلى الله عليه وسلم ولو جزئيًا.
كما استشهدت دار الإفتاء بعدة أحاديث نبوية تؤكد فضل هذه الأيام، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول شعبان فلا تصوموا حتى يعدل الهلال، وإذا كان ثلاث عشرة فصوموا" – رواه البخاري ومسلم.
كذلك حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانت الليالي البيض، وصلى العشاء، فليوفك الصائم، ولينته عن الخطيئة" – رواه الترمذي وابن ماجه.
في النهايةقال جمهور العلماء ، أن صيام يوم أو يومين من الأيام البيض أمر مستحب وجائز شرعًا، ولا حرج فيه، وإن كان الأفضل صيام الثلاثة أيام كاملة لمن استطاع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية الأيام البيض لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم حكم صيام الست من شوال النبی صلى الله علیه صلى الله علیه وسلم من الأیام البیض ی صلى الله علیه رضی الله عنه دار الإفتاء من شوال
إقرأ أيضاً:
هل صيام أيام التشريق للحاج وغيره حرام؟ .. الموقف الشرعي
تُعد أيام التشريق، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، من الأيام المباركة التي حثّ فيها رسول الله ﷺ على ثلاثة أمور عظيمة: الأكل، والشرب، وذكر الله عز وجل، كما ورد في صحيح مسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل».
وقد علّق الإمام ابن رجب على هذا الحديث مبينًا أن الأكل والشرب في هذه الأيام إنما يُقصد بهما الاستعانة بهما على طاعة الله، وأن ذلك من تمام شكر النعمة، إذ يُستعان بالطعام والشراب على أداء الذكر والعبادة.
سبب التسمية بـ"أيام التشريق"
سُمّيت هذه الأيام بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يشرّقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقددونها ويجففونها تحت الشمس حتى لا تفسد، ومن هنا جاءت التسمية. وقد ورد ذكر هذه الأيام في القرآن الكريم ضمن قوله تعالى:
{واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى} [البقرة: 203].
حكم صيام أيام التشريق
صيام أيام التشريق الثلاثة محرم، لقول النبي ﷺ: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله»، وهو ما رواه مسلم، وقد نُقل عن الصحابة الكرام نهيهم عن الصيام في هذه الأيام، لما فيها من مظاهر الفرح والشكر.
استثناء الحجاج من النهي عن الصيام
رغم النهي العام عن صيام هذه الأيام، فقد ثبت في السنة أنه رُخِّص للحاج المتمتع أو القارن الذي لم يجد الهدي، أن يصومها، إذ جاء عن النبي ﷺ أنه رأى رجلًا في منى يقول: "لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب".
كما روى الإمام أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عمرو، أن أباه أمره بالإفطار في أيام التشريق، مبينًا أن النبي ﷺ كان يأمرهم بذلك.
وبناءً على هذه الأحاديث، اتفق أكثر العلماء على حرمة صيام أيام التشريق تطوعًا، بينما اختلفوا في حكم صيامها قضاءً عن رمضان، فمنهم من أجاز، ومنهم من منع.