واضافت الصحيفة في المقال التحليلي الذي كتبه تشاد كونكل، إنه بالرغم من الإنفاق الأمريكي الضخم الذي بلغ نحو 4.86 مليار دولار، وفقدان طائرات بدون طيار متطورة مثل MQ-9 Reaper في مواجهة صواريخ وطائرات مسيرة منخفضة التكلفة، لم تنجح واشنطن حتى الآن في استعادة الردع المفقود.  

وأضاف بالقول :”إن العمليات في البحر الأحمر تستنزف ذخائر باهظة الثمن ومحدودة الندرة، وهي ضرورية في مناطق أكثر أهمية للمصالح الأمريكية، وفي مقدمتها منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.

 

وتابع “وبينما يستخدم اليمنيون طائرات مسيرة وصواريخ رخيصة الثمن لكنها فعّالة ، تُخاطر الولايات المتحدة بخسارة المزيدمن طائرات MQ-9 Reaper المسيرة بقيمة 30 مليون دولار مضيفا : لقد أثبت اليمنيون قدرتهم على الصمود بشكل خاص في الحملات الجوية طويلة الأمد”.

  وقالت الصحيفة: ما لم يجد البنتاغون، بقيادة الرئيس ترامب، طريقةً لحل المشكلات التي أعاقت العمليات السابقة ضدهم، وهو أمرٌ يبدو مشكوكًا فيه بالنظر إلى التقارير الأخيرة لمسؤولي الدفاع، فقد تُواجه هذه الإدارة نتائج مماثلة قد تؤدي إلى مزيد من تآكل مصداقية الولايات المتحدة إذا لم يتحقق التأثير المنشود بسرعة

  واكد الكاتب انه حتى لو نجحت هذه الحملة في إجبار اليمن على وقف هجماته على السفن الأمريكية في غضون ذلك، فقد لا تدوم، في إشارة إلى وفائهم بوعدهم في الإسناد العسكري للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.  

واعتبرت الصحيفة أن على واشنطن تشجيع حلفائها الأوروبيين على تقاسم الأعباء، والاضطلاع بدور أكبر في الشرق الأوسط، أسوة بما فعلته سابقًا أثناء أزمة السويس عام 1956.

  وخلص المقال إلى أن استمرار الولايات المتحدة في هذا النمط من الانخراط العسكري في الشرق الأوسط، في منطقة لم تعد ذات أولوية استراتيجية لها، قد يُقوّض جهود تقليص نفوذها في النزاعات الإقليمية، ويُضعف قدرتها على التركيز في مسارح أكثر أهمية كمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

  ودعت الصحيفة إلى أن يكون “يوم التحرير” الحقيقي هو اليوم الذي تتحرر فيه أمريكا من حروب الاستنزاف، وتدفع حلفاءها لتولي زمام أمنهم بأنفسهم.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

الصين تطلق «ريح الشرق».. صاروخ نووي قادر على ضرب أي مكان في العالم

تتسارع وتيرة التحديث العسكري في الصين بوتيرة غير مسبوقة، مع ظهور صاروخ DF-41 الباليستي العابر للقارات، المعروف باسم “ريح الشرق”، والذي بات يمثل نقطة تحوّل في موازين الردع الاستراتيجي العالمي.

ووفقاً لصور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، ظهر الصاروخ مغطى بغطاء مموه في إحدى القواعد، في وقت تؤكد فيه تقارير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) أن بكين تمضي بخطى متسارعة نحو توسيع ترسانتها النووية بمعدل يفوق أي دولة أخرى.

قدرات عابرة للقارات ومدى يتخطى 15 ألف كلم

صاروخ DF-41، الذي طورته “قوة الصواريخ” التابعة للجيش الصيني، يتمتع بمدى يتراوح بين 12 و15 ألف كيلومتر، ما يمنحه القدرة على ضرب أهداف في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا من عمق الأراضي الصينية، هذا المدى يتجاوز بكثير ما كانت توفره الصواريخ القديمة من طراز DF-5 العاملة بالوقود السائل.

ويعمل الصاروخ الجديد بالوقود الصلب، وهو ما يمنحه سرعة استجابة أعلى واستقلالية تشغيلية أكبر، مع إمكانيات حركة برية تسمح بإطلاقه من منصات متحركة، ما يصعّب رصده واستهدافه من قبل أنظمة الإنذار المبكر.

10 رؤوس نووية قابلة للاستهداف المستقل

من أبرز ميزات الصاروخ DF-41 اعتماده على تكنولوجيا المركبات متعددة الرؤوس القابلة للاستهداف المستقل (MIRV)، حيث يمكنه حمل ما يصل إلى 10 رؤوس نووية، كل منها قادر على ضرب هدف مختلف بدقة عالية، مع قوة تفجيرية تتراوح بين 150 كيلوطن و1 ميجاطن، ما يجعله واحداً من أكثر الأسلحة النووية فتكاً في العالم.

وإلى جانب الرؤوس الحربية، يمكن للصاروخ حمل طعوم وصواريخ وهمية ومركبات مناورة، ما يعزز قدرته على اختراق أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة، على غرار نظام الدفاع الأرضي الأميركي GMD، ويعقد مهام الاعتراض أمام أنظمة الإنذار المبكر والبنية الدفاعية الأميركية.

ورغم أن الصين تؤكد التزامها بسياسة “عدم البدء باستخدام السلاح النووي”، فإن إدخال DF-41 إلى الخدمة يعكس تحوّلاً في فلسفة الردع النووي، عبر التركيز على القدرة الانتقامية المحققة، حتى بعد ضربة نووية أولى. ويمثل الصاروخ الجديد “رادعاً مرناً وقادراً على النجاة”، يضمن بقاء الرد الصيني حياً في حال اندلاع صراع واسع النطاق.

كما يمنح مدى الصاروخ الواسع القدرة على تهديد مدن أميركية رئيسية وقواعد عسكرية حيوية، مثل تلك المنتشرة في غوام واليابان، ما يزيد الضغط على واشنطن في أي سيناريو تصعيد محتمل في تايوان أو بحر الصين الجنوبي.

كما يشكل الصاروخ DF-41 تحدياً مباشراً للهيمنة النووية الأميركية، ويفرض على البنتاغون إعادة تقييم استراتيجيته الدفاعية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إذ يفرض على واشنطن تعزيز منظومات الدفاع الصاروخي، واستثمار مليارات الدولارات لتطوير أنظمة اعتراض أكثر كفاءة قادرة على التعامل مع تهديدات MIRV والصواريخ الفرط صوتية المستقبلية.

وتُبرز هذه الديناميكية ملامح سباق تسلح جديد في تكنولوجيا الصواريخ، حيث يتسابق الطرفان– واشنطن وبكين– للحفاظ على “تكافؤ الرعب” في بيئة استراتيجية تتسم بتعقيد متزايد.

وفي حال اندلاع صراع عسكري حول تايوان، يمنح DF-41 الصين ورقة ردع قوية ضد تدخل أميركي مباشر، عبر إيصال رسالة مفادها أن التصعيد قد يُفضي إلى مواجهة نووية مباشرة، ومع كل اختبار أو استعراض لقدرات الصاروخ، تزداد تعقيدات التخطيط العسكري الأميركي، وتتعزز مكانة الصين كقوة نووية عالمية لا يُستهان بها.

مقالات مشابهة

  • ملفات ساخنة في لقاء ترامب ونتنياهو.. من رهان وقف النار إلى تقارب الشرق الأوسط
  • الولايات المتحدة توافق على صفقة عسكرية ضخمة لـ إسرائيل
  • أكثر من مليار دولار قيمة استيرادات العراق من تركيا خلال الشهر الماضي
  • تقرير أمريكي:(6.2) مليار دولار حجم الإنفاق العسكري العراقي لعام 2025
  • الإنفاق العسكري للعراق يتجاوز حاجز 6 مليارات دولار خلال 2025
  • الصين تطلق «ريح الشرق».. صاروخ نووي قادر على ضرب أي مكان في العالم
  • الأمم المتحدة: الإنفاق العسكري ارتفع 20% ووصل إلى 2,7 تريليون دولار
  • عن نظرية الردع.. اليمن أنموذجًا
  • أين أوروبا من نزاعات الشرق الأوسط في زمن القرار الأميركي؟
  • 21 مليار دولار من واشنطن لحلفائها في 2024.. الناتو يشتري وأمريكا تربح!