سودانيون في مرمى النيران.. رهائن الحرب منسيو العالم
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
منتدى الاعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
المصدر: صحيفة مداميك
تقرير: إيمان الحسين
الخرطوم: 12 ابريل 2025 – مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، تتسع الفجوة الإنسانية على نحو غير مسبوق، مدفوعة بتراجع حاد في الدعم الإنساني الدولي، وتآكل قدرات المنظمات العاملة في الميدان أمام الملايين من المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع دون غذاء، أو دواء، أو خدمات أساسية، في ظل انهيار شبه تام للبنية التحتية، وغياب أي مؤشرات على تحرك دولي فعال لاحتواء الأزمة، على الصعيدين الإنساني والسياسي.
المدير التنفيذى للمجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات، والمدير التنفيذى لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور آدم موسى اوباما في حديثه لـ(مداميك) أكد أن تراجع الدعم الدولى الإنسانى خلق فجوة شاسعة، مبيناً أن هنالك عدد كبير في المنظمات اغلقت وقامت بتسريح العاملين بها بصورة نهائية، ما عمق مشكلات مثل البطالة باعداد كبيرة، وإعتماد أسر على مرتبات اولئك العاملين في ظل أوضاع الحرب وانعاكاساتها على المجتمعات. ملايين من الناس حياتهم اصبحت معرضة للخطر، في المعسكرات بدارفور ومعسكرات اللاجئين بدول الجوار ما يهدد حياة الناس وبقاءهم. فيما انعكس ذلك على التعليم والصحة. وأكثر تلك الشرائح تأثرا هم النساء والاطفال والذين تعرضوا لانتهاكات كبيرة جدا. وقال اوباما: “تراجع الاهتمام الدولى خلال العام الأخير من الحرب بالسودان لديه انعكاساته السالبة ويشجع اطراف الحرب على الاستمرار في الانتهاكات ضد المدنيين. ويمتد للتأثير على السلم والأمن الدوليين، فموقع السودان الاستراتيجى أثر كثيرا على استقرار دول الجوار، في جنوب السودان الذي اصبح ملتهبا، وليبيا واثيوبيا كذلك افريقيا الوسطى وغيرها. ونلاحظ التأثير إذا انتبهنا لخروج مستشفيات عديدة ومراكز صحية عن الخدمة، والعجز عن توفير التمويل لتطعيم الأطقال، كذلك بالنسبة للتعليم فالاطفال وعلى مدى عامين لم يلتحقوا بالدراسة ، في ظل شبه الإنهيار الكامل لمؤسسات الدولة في السودان وانعدام امكانية اليونيسيف وغيرها من المنظمات لتقديم الدعم وسد الفجوة في مثل هذه الظروف بعد تخفيف ميزانياتها”. وأضاف موضحاً نتائج تلك الأوضاع: “ذلك العجز يساعد في إتجاه إنتشار الامية واستغلالهم من أطراف الحرب بتجنيدهم ليكونوا وقوداً للحرب.. فنقص الدعم كارثة كبيرة في مقابل ضعف وتراجع التعاطي معه..”.
وتهدف خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للسودان لعام ٢٠٢٥ إلى دعم ما يقرب من (20.9 مليون) شخص من الفئات الأكثر ضعفًا، بمن فيهم النساء والأطفال والنازحون، من خلال توفير المساعدات المنقذة للحياة والحماية وإمكانية الحصول على الخدمات الأساسية. وتسعى الخطة إلى جمع (4.2 مليار) دولار . ويحتاج (30.4 مليون) شخص إلى المساعدة خلال العام. ومن بينهم (16 مليون) طفل .
مدنى عباس مدنى وزير الصناعة والتجارة السابق في حديثه لـ(مداميك) أكد عظم التحدي الذي يواجه الموقف الإنساني في السودان، مشيراً إلى مقارنة موقف التمويل والاحتياجات في السنة الأولى للحرب، مقارنة مع تنامي الحوجة المالية وعدد المحتاجين أمام تراجع الاهتمام الدولي وضعف الاستجابة في العام الثاني للحرب . وقال : ” في العام الماضى كانت هنالك مساعدات غطت نحو 15 مليون سودانى بتمويل قدره (1.8 مليار دولار)، وكانت أقل من المطلوب، الآن نتحدث عن 25 مليون شخص او يزيد .. مع تجميد المعونة الامريكية الذي أصبح مهدداً للتمويل الدولى، فهى الممول الأساسي، حتى لمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى التى تعمل في المجال الانسانى. وبدأ بالفعل توقف كامل لبعض المشاريع ذات الطابع الانسانى والمتعلقة بحقوق الانسان. والامم المتحدة تحتاج لتقديم دعم بتكلفة (4.2 مليار دولار) ” .
وطرح مدني تساؤل بعد التسليم بتراجع الإهتمام الدولي بالسودان، مع ما يحدث بالعالم من أحداث وتحولات سياسية وهزات اقتصادية واولية المصالح الدولية، هل تستطيع تلك المنظمات بأن تنجح في توفير التمويل ؟ وقال : ” هنالك مجهودات لا يمكن تجاوزها تقوم بها العديد من المنظمات الدولية والمحلية والمجموعات القاعدية والسودانيين بالخارج الذين يقومون بدعم الأسر والمرافق الصحية والتكايا داخل السودان، لكن تظل الحوجة اكبر” . مؤكداً أهمية أن تقوم المنظمات الدولية والوطنية والمجموعات القاعدية بالعمل في مجال المناصرة، وتوضيح ابعاد الوضع الانسانى بالسودان وضرورة جلب تمويل المناسب لمعالجة الاوضاع السيئة .
مدني عباس في حديثه حذر من إنعكاسات الوضع الكارثي على الأطفال كشريحة أكثر تضرراً من الحرب إلى جانب النساء. منبهاً إلى وجود 5 مليون طفل دون مأوى، و 17 مليون خارج المدرسة، و 3.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد . الأمر الذي ينذر باستغلال الأطفال في الحرب وينبىء بجيل يعيش الضياع في وضع كارثى. وقال : ” من الأهمية أن يكون هنالك اتفاق برعاية الأمم المتحدة لضمان وصول المساعدات الانسانية وتوفير الممرات الآمنة والخدمات وضمان سلامة العاملين الإنسانيين “.
الباحث في قضايا المجتمع المدنى رافت عباس لم يتفق مع فرضية تراجع الإهتمام الدولي بالسودان سياسياً، فالسودان برأيه لم يحظ في الأساس بالإهتمام اللازم مع إنشغال العالم بحرب غزة والحرب الاوكرانية – الروسية، والإنشغال حالياً بمسألة الرسوم الجمركية. وقال في حديثه لـ(مداميك) : ” الدول التى كانت تركز على قضية حرب سودانية مازالت متمسكة بموقفها وهم الفاعلين في الاقليم الاتحاد الافريقي والايقاد وكل الدول المؤثرة مازالوا متمسكين بمواقفهم ضد الحرب وضرورة إيقافها، ومازال الاتحاد الاوروبي على موقفه ،امريكا في ظل ادارة بايدن فرضت عقوبات على شركات سودانية واماراتية وافراد من الدعم السريع وفي إدارة ترامب في الفترة الاخيرة كانت هناك تصريحات من وزير الخارجية والمتحدثة باسم البيت الأبيض أكدوا تمسكهم بالموقف ضد الحرب وضرورة وقفها ودعمهم لوجود حكومة مدنية ديمقراطية في السودان وسيعملون مع الشركاء الدوليين والاقليمين من اجل تحقيق هذا الهدف، وتواصلوا مع جهات فاعله السعودية ودول اخرى .. كذلك الرئيس الفرنسي ماكرون صرح في مصر حول كيفية الدفع بجهود السلام وايقاف الحرب وتأسيس دولة مدنية .. ” .
وأكد رأفت على تراجع الدعم الدولى، وأهمه دعم وكالة المعونة الامريكية، بشكل كبير وانعكاسات تأثيره على الوضع الإنساني للمتأثرين بحرب السودان . وأشار إلى تقارير بتوقع تفاقم الأوضاع حتى مايو 2025 حال استمرار الحرب، وأن حوالى 80% من المطابخ التى كانت توفرها غرف الطوارىء والشباب والرجال المتواجدين في بعض المناطق توقفت بسبب ضعف التمويل، وأن حوالى 75% من المؤسسات الصحية والمراكز الطبية انهارت كلياً، وقياساً على ضعف الوضع الصحي في الظروف العادية يصبح الوضع كارثياً . ويواصل رأفت عباس وفقاً للتقارير بحدوث إنهيار واسع للنظام التعليمي فحوالى 19 مليون طفل حاليا خارج المدارس، 90% من المدارس تم تدميرها أو مغلقة. ويقول: “لو كان هناك دعم دولى في ظل هذه الظروف كان يمكن ان تكون هناك مدارس بديلة في مناطق النازحين”. ويضيف: “ما لم تتوقف الحرب لا يمكن الحديث عن أي حلول ولابد من إرادة وطنية قوية ووحدة مدنية تعمل على إيقاف الحرب وتأسيس دولة مدنية..”.
اسبقية توحيد الجبهة المدنية الداخلية وعدم التعويل كلياً على المجتمع الدولي دعوة أكدتها د. أديبة ابراهيم السيد عضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان وعضو غرفة ١٥ ابريل، دعت إلى تكاتف الجهود وتكوين جبهة عريضة تنادي بوقف الحرب وتحقيق السلام ، وقالت في حديثها لـ(مداميك) : ” لا أعول على المجتمع الدولي لأن جميع الدول تعمل لمصالحها .. لذلك أرى أن يلتفت المجتمع السوداني لوطنه المهدد بأن يكون أو لا يكون .. الأوضاع الإنسانية تتفاقم نتاج الحرب العبثية، في ظل الحصار الخانق الذي فرضه الدعم السريع من جهه والقوات المسلحة من جهة، والإنعدام الكامل لمواد الإغاثة والادوية المنقذة للحياة وعدم وجود ممرات آمنه وموت وتنكيل واغتصاب وانتهاكات فظيعة في كل انحاء السودان .. وتدمير كامل للبنية التحتية وتأمر عدد من دول الجوار والمحور الاقليمي والتعتيم الإعلامي وتغبيش الوعي.. وكثرة المبادرات والمزايدات السياسية التي عملت لعدم توحيد رؤية الجماهير لايقاف الحرب .. وجود منصة إعلام جماهيري موحدة للشعب السودانى تخاطب العالم اذا وجدت ستجذب اهتمام المنظمات العالمية وتؤدى لتفاعلاها وتقديم المساعدات..”.
SilenceKills #الصمت يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع في السودان لايحتمل التأجيل #StandWithSudan #ساندواالسودان #SudanMediaForum
منتدى الإعلام السوداني الوسومأفريقيا الوسطى إثيوبيا الخرطوم السودان المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات المعونة الأمريكية جنوب السودان ليبيا مدني عباس مدني منتدى الاعلام السودانيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أفريقيا الوسطى إثيوبيا الخرطوم السودان المعونة الأمريكية جنوب السودان ليبيا مدني عباس مدني منتدى الاعلام السوداني فی السودان فی حدیثه
إقرأ أيضاً:
البرهان في مصر… التوقيت والمآلات وإمكانية التنسيق مع حفتر
زيارة جديدة مفاجئة وغير معلنة لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لمصر، تفصلها عن زيارته الأخيرة لها شهرين فقط، مايؤكد متانة العلاقات بين البلدين والمستوى العالي من التنسيق والمشاورات حول القضايا الهامة والملحة على المستويين الثنائي والخارجي.
مناقشة المستجدات
وصل البرهان إلى مدينة العلمين مساء أمس “الأثنين” بعد مشاركته في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بأسبانيا والذي نظمته الأمم المتحدة، وناقشت مباحثات السيسي والبرهان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك جهود إعادة إعمار السودان، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك، لا سيما في المجالات الاقتصادية، بما يعكس تطلعات الشعبين نحو تحقيق التكامل والتنمية المتبادلة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن اللقاء شهد مناقشة مستجدات الأوضاع الميدانية في السودان، إلى جانب الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لاستعادة السلام والاستقرار هناك، وأكد السيسي، خلال اللقاء، على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره، مشددًا على استعداد مصر لبذل كل جهد ممكن في هذا السياق، كما توافق الجانبان على أهمية تكثيف المساعي الرامية إلى تقديم الدعم والمساندة للشعب السوداني، في ظل ما يعانيه من ظروف إنسانية قاسية جراء النزاع الدائر.
امكانية التنسيق
المتابع للعلاقات المصرية السودانية يرى من الطبيعي الزيارات المتبادلة بين البلدين حتى من دون ترتيب أو إعلان، فما يربط البلدين الكثير من العلاقات الممتدة والضاربة في جذور التاريخ، إلا أن زيارة البرهان لمصر هذه المرة صاحبها الكثير من التساؤلات حول امكانية تنسيق القاهرة للقاء يجمع بين البرهان وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر، والذي جاءت زيارته للعلمين قبل ساعات من زيارة رئيس مجلس السيادة، وربط المراقبون ماجرى من أحداث في منطقة المثلث الحدودي بين (مصر والسودان وليبيا)، ودخول قوات الدعم السريع مدعومة بقوات حفتر منطقة المثلث، ورأوا احتمالية التنسيق بين الأطراف الثلاثة لحماية وأمن الحدود، بيد أن هذا اللقاء الثلاثي المفترض لم ترشح عنه أي معلومات حتى اللحظة.
حماية الحدود
وتأتي الزيارة أيضا بعد تصريحات لقائد قوات الدعم السريع المتمردة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حاول فيها أن يغازل مصر بضرورة الحوار معها، بعد أن كان يتهمها بالدخول في الحرب لجانب السودان ومشاركة الطيران المصري فيها، ما آثار جدلاً كبيراً حول امكانية تواصل القاهرة مع الدعم السريع، ومدى تحركها لحماية حدودها من ناحية المثلث، في وقت لم ترد فيه مصر على هذه التصريحات.
ثمن غالي
من المعلوم أن مصر ردت مرة واحدة على اتهام حميدتي لها بالمشاركة في الحرب بالطيران بعد معركة جبل موية، والمتابع للسياسة المصرية يستطيع أن يتكهن أن القاهرة لن ترد على أي اتهامات أو مغازلة من حميدتي بعد ذلك، فهذه هي طريقتها الرسمية في التعامل مع المهاترات أو حتى المغازلات بـ (التجاهل)، وربما تكون مصر قد ردت عمليا على دخول الدعم السريع للمثلث، بأخذ كل الاحتياطات على حدود المثلث وهناك حالة تأهب لأي طارئ يهدد الحدود المصرية، بمعنى الدخول فيها، وقتها سيكون لها رد فعل عملي ولن يلومها أحد، وخصوصا المجتمع الدولي، وقد تكون هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن أن توجه فيها مصر ضربة للدعم السريع وهي خطأ الدخول في الحدود المصرية، أما فكرة الانجرار للحرب داخل السودان، فيبدو أن مصر لن تفعلها، لأنها ربما ترى أن ذلك توريط في السودان، أما مغازلة حميدتي لمصر بعد اتهامات ضدها قد تأتي من قربه من الحدود بعد دخول المثلث، ويقينه ونصيحة الداعمين له بأن أي غلطة على الحدود مع مصر واستفزازها سيكون ثمنه غاليا.
موقف مبدئي
كما يأتي تأكيد الرئيس السيسي في لقائه مع البرهان بالعلمين أمس على الثوابت المصرية في السودان تطمينا ودليلا على أن مصر لن تغير موقفها في الحرب، وأن موقفها مبدئي بوحدة السودان واستقراره وسلامة أراضيه والحفاظ على مؤسساته وعلى رأسها القوات المسلحة وعدم التدخل في شؤونه، وأن مصر لا يمكن أن يكون لها أي خطوط اتصال مع حميدتي، وسيظل موقفها ثابت من التعامل مع أي مليشيا في السودان وغير السودان، كما تستطيع مصر أن تفرق بين علاقاتها الخارجية وأمنها القومي، ولا يمكن أن تكون علاقتها مع حفتر أو غيره على حساب أمنها وسلامتها، وهي تراقب كل الأوضاع بدقة، لكنها قد لا تعلنها، فهي لها حساباتها الداخلية وتتدخل وفق ماتراه مناسباً لأمنها دون توريط أو تفريط.
ويبقى السؤال مطروحا حول دلالات توقيت زيارة البرهان لمصر والهدف منها ومايترتب عليها.
زيارة طبيعية
مساعد وزير الخارجية المصري ومسؤول إدارة السودان بالخارجية المصرية السابق السفير حسام عيسى، يرى من جانبه أن زيارة البرهان لمصر طبيعية، وأنها بين حليفين مهمين (السيسي- البرهان) في هذه المرحلة الدقيقة بالنسبة للسودان عسكريا وسياسيا وخارجيا، وتستوجب المشاورات على هذه المستويات. وقال عيسى لـ “المحقق” إنه على المستوى العسكري هناك احتدام للمعارك في مناطق كردفان والفاشر والمثلث الحدودي، وكلها مناطق مهمة لمداخل دارفور، والتي عقبت انتصارات الجيش السوداني في الوسط النيلي، مضيفاً على المستوى السياسي، هناك حكومة جديدة تتشكل في السودان، وهناك عدد من الموضوعات حولها، خاصة مشكلة نصيب الحركات المسلحة فيها -وفق إتفاقية جوبا للسلام-، وتابع هناك أيضا على المستوى الخارجي جلسة لمجلس الأمن بخصوص السودان، طالبت بالمساعدات الإنسانية وفتح المعابر وتسهيل وصول الإغاثة، وكذلك استجابة الجيش لهدنة في الفاشر لم يقبلها الدعم السريع، وهاجم المدينة في اليوم التالي للهدنة، مشيرا إلى نزوح الآلاف من الفاشر إلى مناطق أخرى لانهيار الخدمات بالمدينة، وإلى المصاعب التراكمية من انتشار الكوليرا ونقص الأدوية وغيرها من المشاكل التي يواجهها السودانيون من مليشيا الدعم السريع، لافتا إلى زيارة البرهان إلى أسبانيا وحضوره مؤتمر دولي بها، وإلى التأكيد على دلالة شرعية مجلس السيادة والقوات المسلحة.
تحالف استراتيجي
وأكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن تصريحات حميدتي الأخيرة ومغازلته لمصر لن تؤثر على موقف القاهرة من القوات المسلحة السودانية، وقال إن الرئيس السيسي أكد على موقف مصر المبدئي في السودان في لقائه مع البرهان، مضيفا أن الفترة القادمة ستشهد الإفتتاح الرسمي لسد النهضة هذا العام، وكان لابد من التنسيق مجددا في هذا الملف بين البلدين، وكذلك المشاكل الإقليمية الأخرى المحيطة بالدولتين، والتأكيد على سلامة حركة النقل والملاحة بالبحر الأحمر، وتابع يضاف إلى كل هذه القضايا موضوع إعادة الإعمار في السودان ومساهمة مصر فيه وإعادة تأهيل الطرق والكباري والبنية التحتية التي دمرتها الحرب، علاوة على العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم الشراكة الإقتصادية بينهما وتطوير مشروع الربط الكهربائي من 70 ميجاوات حتى 100 ميجاوات، مشددا على طبيعة التحالف الاستراتيجي بين البلدين وأهميته، وعلى ضرورة تبادل الزيارات واللقاءات على كافة المستويات.
صيانة المصالح
ولفت عيسى إلى تزامن زيارة البرهان للعلمين مع زيارة حفتر لها، وقال إنه بعد تسريب دخول قوات حفتر المثلث الحدودي مع قوات الدعم السريع، أتوقع أن تتطرق الزيارتين لمثل هذه المشاكل من أجل صيانة المصالح المشتركة، مضيفا أن هناك أمن مشترك وحدود مشتركة، وأن كل دولة لابد أن تراعي أمن ومصالح الدولة الأخرى، لأن مايحدث على أي منهم ينعكس على الأخرى، مشيرا إلى ماتردد عن امكانية لقاء ثلاثي بين السيسي والبرهان وحفتر، متسائلا مالذي يمنع إعلان هذا اللقاء إذا كان قد تم بالفعل، وقال ليست هناك معلومات حول هذا اللقاء حتى اللحظة، ولكن هذا لا يمنع في الوقت نفسه أن هناك دور مصري مهم من أجل التنسيق الأمني بين الأطراف الثلاثة، مجددا التأكيد على أن هناك ثقة متبادلة بالنسبة لخيار مصر في هذا التوقيت، وأن هذا الخيار لن يتغير، وقال إن القوات المسلحة هي صمام أمان الدولة السودانية وعمودها الفقري، وإن المليشيا هي سبب عدم الاستقرار، ولا يوجد ما يغير هذا الموقف المبدئي لمصر، مضيفا وإذا كانت مصر تسعى للتواصل مع الأطراف، فهذا من أجل وقف اطلاق النار، وتابع لكن يظل الطرف الرئيس لها هو الحكومة ومؤسسات الدولة السودانية والتي ترى مصر في استمرارها ضمانة للأمن القومي ووحدة الدولة وسلامة أراضيها، لافتا إلى أن مؤسسات الدولة ليست تعبيرا عن ولاءات قبلية أو طائفية أو فكرية وإنما ولاءً للوطن بكافة مكوناته.
القاهرة – المحقق – صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتساب