الثورة / محمد الروحاني

تعكس مقاطع الفيديو المتداولة لأطفال غزة حجم المأساة التي يعيشها هؤلاء الأطفال جراء الإجرام الإسرائيلي الذي لا يفرق بين طفل، وامرأة، ولا يستثني أحدا»، كما تؤكد هذه المقاطع موت الضمير العالمي وفقدان العالم لإنسانيته، وكأن العالم اعتاد هذه المشاهد المؤلمة فلم تعد تحركه صرخات الأطفال المليئة بالألم، ومشاهد الأشلاء المتناثرة لأجساد الأطفال التي مزقتها آلة القتل الصهيونية بلا ذنب.


وخلال الأيام الماضية تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأطفال غزة تمزق القلوب، وتحرك الصخر، ورغم ذلك لم يتحرك العالم لإنقاذ أطفال غزة.
إنها مشاهد تفوق قدرة الكلمات على الوصف، حيث يُذبح أطفال غزة أمام أعين العالم بأكمله، دون أن يُحرّك ساكنًا، وكأن الطفولة هناك بلا حق في الحياة.
في كل مشهد عيون صغيرة أنهكها الخوف والجوع، وكأنها تسأل: «ماذا فعلنا؟ لماذا تقتَل البراءة بهذا الشكل؟
هؤلاء ليسوا أرقامًا… بل أرواحًا نقية تُزهَق كل يوم بصمت دولي مخزٍ.
المشهد الأول
طفل خرج للبحث عن قطرة ماء ليروي ضمأه لكن طيران العدوان لم يمهله حتى يجد ما يروي ضمأه فقتله بدم بارد، نعم لقد عاد لكنه عاد جسداً بلا روح.
المشهد الثاني
طفلة كانت تقف في طابور الطعام، تنتظر دورها ببراءة لتحصل على وجبتها القليلة، برفقة شقيقتها التي كانت تمسك بيدها الصغيرة.
جاءت لتأكل.. لا لتحارب، جاءت بجوعها لا بسلاح، ولكن العدو الصهيوني الإرهابي لم يرحم حتى جوعها، فأطلق عليها صاروخًا قبل أن تصل لوجبتها، فارتقت شهيدة وهي جائعة…
استشهدت في غزة، ووجبتها ما زالت تنتظرها، باردة وحزينة مثل قلوب العالم الصامت.
المشهد الثالث
طفلٌ ينزف وحده، لا بكاء ولا صراخ، فقط نظرات تائهة وأنين خافت.
لا أحد ينقذه، لا دواء، لا حضن.
يسأل العالم بصمت: «لماذا أنا؟ أنا طفل…»
لكن العالم أعمى، والأرض تبتلع البراءة بصمت.
المشهد الرابع
طفلة تفيق من غيبوبتها ووجهها يغرق في سيلٍ من الدم.
قصف العدو الإسرائيلي منزلها، ومزّق عائلتها… وتركها وحيدة تتنفس الألم.
المشهد الخامس
طفلة صغيرة، ناجية من قصف العدو الإسرائيلي على غزة، تقف وسط الركام غير مدركة ما يجري حولها… لا تعلم أن عائلتها كلها قد رحلت، وأنها الوحيدة التي بقيت.
تصرخ بين الغبار، بين الدماء، تبحث عن وجهٍ مألوف فلا تجد سوى الصمت والموت.
كادت تسقط من أعلى المنزل المقصوف، بعدما أصاب القصف، جسدها الصغير الذي لا يقوى على الوقوف، لكن عينيها ترويان قصة شعب بأكمله.
المشهد السادس
طفلٍ فلسطينيٍ جريح، صرخته تمزق القلوب… يتلوّى من شدّة الألم، ودموعه تسبق أنينه، وكأنّ جسده الصغير يصرخ: «أين الأمان؟ أين الإنسانية؟»
المشهد السابع
طفلٌ يُقبّل طفلةً، وهما غارقان في دمائهما.
مشهدٌ يُجسّد البراءة وسط الدمار، والحنان في حضن الألم، وكأنّ قبلة الحياة تُقاوم الموت تحت وابل الحقد والنار.
وفي مشهد آخرُ طفل يحتضن أخاه الصغير، بعد أن فقدا عائلتهما … بقيَا وحيدَين، طفلَين بلا أبٍ ولا أم، يجمعهما الحزن والدمع، ويحضنه بالألم وكأنّه يحاول أن يكون له أب وأم وسند في عالمٍ تخلّى عنهم.
هذه المشاهد ليست إلا نقطة في بحر وفي غزة أكثر من 20 ألف طفل لم يتجاوزوا سن العاشرة، باتوا أيتامًا بلا أبٍ أو أم.
كل دقيقة تمر، يُنتزع طفل من حضن عائلته، وتُسرق منه طفولته على يد العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر.
هؤلاء الأطفال لا يفقدون فقط منازلهم، بل يفقدون الأمان، الحب، والانتماء.
أكثر من 20 ألف طفل في غزة، لم يتجاوزوا سن العاشرة، باتوا أيتامًا بلا أبٍ أو أم.
إنها كارثة إنسانية تتكشف أمام أعين العالم الذي مازال صامتاً ولم يتحرك لإنقاذ أطفال غزة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ديسكورد العالم السري للمراهقين.. منصة تواصل أم بوابة للمخاطر الخفية؟

في سبتمبر من العام الحالي برز اسم ديسكورد بقوة في الساحة العربية، ليس بوصفه منصة ترفيهية متعلقة بالألعاب الإلكترونية كما يعرف عالميا، بل مساحة تنظيمية استخدمها شباب ومراهقون في المغرب لتنسيق مظاهراتهم ومناقشة قضايا تتعلق بالحريات والإعلام والفساد.

ولم تكن التجربة المغربية معزولة، إذ سبقتها إلى استخدام هذه الآلية حركات الاحتجاج في نيبال، وهو ما يعكس انتقال المنصة من نطاق الاستخدام الترفيهي إلى دور أكثر تأثيرا في الحراك الشبابي.

وبحسب موقع "ريسور" المتخصص في البيانات والإحصائيات، يتجاوز عدد مستخدمي المنصة شهريا 259 مليون مستخدم، أغلبهم من الشباب والمراهقين، وهو ما يعني أن أبناءك قد يكونون جزءا من هذا الجمهور.

وقد تحولت المنصة -التي بدأت أداة للتواصل الصوتي بين اللاعبين- إلى فضاء رقمي واسع للتفاعل أثناء اللعب، وأداء الواجبات المدرسية، وتنظيم اجتماعات الأندية والغناء والتسكع افتراضيا.

هذا الانتشار السريع جعلها واحدة من أكثر المنصات جذبا، لكنه أثار أيضا جدلا متزايدا بشأن مستوى الأمان الذي توفره للمراهقين، وما إذا كانت فوائدها تفوق مخاطرها المتنامية.

 

ما الذي يميز ديسكورد عن غيره من التطبيقات؟

يختلف ديسكورد عن تطبيقات التواصل التقليدية مثل واتساب وفيسبوك، فبينما تركز تلك التطبيقات على التواصل بين الأصدقاء والمعارف، يقوم ديسكورد على مفهوم "السيرفرات" أو الخوادم، وهي مساحات افتراضية يمكن لأي شخص إنشاؤها أو الانضمام إليها وفق اهتماماته، دون معرفة مسبقة بالأعضاء.

ويوفر التطبيق محادثات نصية، وقنوات صوتية مباشرة، ومكالمات فيديو، مع إمكانية تبادل الملفات والصور والروابط بحرية.

هذه المرونة تجعله أداة قوية للتفاعل الاجتماعي، لكنها تفتح المجال لاستخدامات غير آمنة، خصوصا للأطفال والمراهقين، كما تسمح القنوات المفتوحة لأي عضو بالدخول والمشاركة في أي وقت، مما يتيح تواصلا فرديا قد يكون خارج نطاق إشراف الأهل.

كيف يعمل ديسكورد؟

عند التسجيل في ديسكورد ينشئ المستخدم حسابه الشخصي ثم يبدأ في استكشاف خوادم تتوافق مع اهتماماته أو الانضمام إليها عبر روابط الدعوة، وتتفاوت هذه الخوادم بين مجتمعات ضخمة تضم آلاف الأعضاء ومجموعات صغيرة مغلقة.

إعلان

ورغم أن المنصة تشترط أن يكون عمر المستخدم 13 عاما على الأقل، فإنها تعتمد على تاريخ الميلاد الذي يدخله المستخدم نفسه، وهو ما يجعل تجاوز هذا الشرط سهلا على الأطفال الأصغر سنا.

ورغم أن ديسكورد يعمل على حذف حسابات القاصرين عند اكتشافها ويقيد الوصول إلى الخوادم المخصصة للبالغين لمن هم فوق 18 عاما، إلا أن خبراء السلامة الرقمية يشيرون إلى أن هذه الإجراءات لا توفر حماية كاملة.

الخبراء يحذرون من أن منصة ديسكورد قد تكون فضاء للتنمر على الأطفال (موقع فريبيك)مخاطر ديسكورد

على الرغم من أن ديسكورد قد يوفر مساحة ممتعة ومحفزة للإبداع لدى المراهقين، فإن بنيته وطبيعة خصائصه الأمنية المحدودة تجعله بيئة تحمل مخاطر واضحة للمستخدمين الأصغر سنا. وفيما يلي أبرز التحديات والمخاطر المرتبطة باستخدامه:

التواصل مع الغرباء واستدراج الأطفال

من أبرز المخاطر التي يواجهها الأطفال على ديسكورد سهولة التواصل مع أشخاص مجهولين. فعند الانضمام إلى خوادم عامة، يصبح الطفل مكشوفا أمام آلاف المستخدمين الذين قد يدعي بعضهم أنهم في نفس عمره لكسب ثقته، وتكثر حالات تلقي رسائل خاصة من حسابات مشبوهة تحتوي على روابط خطيرة أو محاولات لاستدراج الطفل إلى محادثات غير مناسبة خارج المنصة.

التنمر الإلكتروني والمحتوى الضار

في عام 2024 رفعت والدة المراهق إيثان دالاس، 15 عاما، دعوى قضائية تتهم فيها ديسكورد بالإهمال بعد أن تمكن شخص بالغ من استدراج ابنها ثم ابتزازه جنسيا، في واقعة انتهت بانتحاره.

وليست هذه حالة فردية، إذ تسجل الولايات المتحدة عشرات القضايا المشابهة المرتبطة بالاستغلال أو التنمر داخل غرف الدردشة.

ويواجه ديسكورد انتقادات متزايدة بسبب صعوبة ضبط محتواه، خصوصا وأن المحادثات النصية والصوتية تجري بشكل لحظي يجعل مراقبة الانتهاكات أمرا معقدا. ويتعرض كثير من المستخدمين صغار السن للإساءات اللفظية أو التنمر الجماعي داخل القنوات الصوتية، إضافة إلى انتشار خوادم تحتوي على مواد غير مناسبة، من محتوى عنيف إلى لغة جنسية بذيئة.

وطبقا لتقرير الشفافية الخاص بديسكورد عام 2024 فإن 18.97% من المستخدمين أبلغوا عن تحرش وتنمر، كما تعلق ما يقرب من 4% من البلاغات ضد المنصة بسلامة الأطفال.

التلاعب والاستغلال

كما أشرنا سابقا، فإن أحد أبرز خصائص ديسكورد هو كونه منصة مفتوحة تتيح تواصلا سريعا وسهلا، إلا أن هذه الميزة قد تأتي بنتائج عكسية في بعض الأحيان. فقد سجلت حالات استغلت فيها المنصة من قبل جماعات متطرفة أو أفراد ذوي نوايا سيئة لنشر أفكار خطيرة، سواء عبر التحريض على العنف أو التشجيع على إيذاء النفس، أو حتى محاولة استقطاب المراهقين للانخراط في أنشطة غير قانونية. وتزيد طبيعة الخوادم المغلقة من صعوبة مراقبة هذه الممارسات والحد منها.

الإدمان والتأثير على الحياة الواقعية

كثرة الإشعارات والمحادثات المستمرة عبر خوادم متعددة تدفع الأطفال لقضاء ساعات طويلة على التطبيق، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم وتراجع في الأداء الدراسي وضعف في المهارات الاجتماعية الحقيقية، ويصبح العالم الافتراضي أكثر جاذبية لهم من الواقع، مما يعزلهم عن أسرهم وأصدقائهم الحقيقيين.

منصة ديسكورد تشك ملجأ لكثير من المراهقين للعب والدردشة (موقع فريبيك)كيف تحمي طفلك فى عالم ديسكورد؟ إبقاء قنوات التواصل مفتوحة إعلان

لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، يجب بناء علاقة قائمة على الثقة والحوار المفتوح، يظهر فيها الأهل اهتماما حقيقيا دون فرض رقابة صارمة. يشعر الطفل بالأمان لمشاركة تجاربه والإبلاغ عن أي موقف مزعج.

ويؤكد الخبراء أن المنزل يجب أن يكون "منطقة بلا أخطاء" تسمح للأطفال باللجوء إلى والديهم دون خوف، مما يجعل دور الأهل ملاذا آمنا، خصوصا مع تردد كثير من الشباب في الإفصاح عن مشاكلهم.

إعدادات الخصوصية والأمان

يوفر ديسكورد مجموعة من إعدادات الخصوصية التي يجب تفعيلها، مثل:

تقييد استقبال الرسائل، والسماح بتلك الواردة من الأصدقاء فقط. تعطيل طلبات الصداقة العشوائية. إخفاء البريد الإلكتروني ورقم الهاتف. استخدام خاصية "مركز العائلة"، التي تتيح للأهل الاطلاع على قائمة الأصدقاء والخوادم دون التطفل على تفاصيل المحادثات. توعية الأطفال والحوار معهم من أهم الحلول لحمايتهم من مخاطر الإنترنت (موقع فريبيك) التوعية بالمخاطر والتدخل عند الحاجة

من الضروري توعية الأطفال بعدم مشاركة أي معلومات شخصية مثل العنوان أو المدرسة أو الصور مع الغرباء، وتعليمهم كيفية التعرف على المحتوى أو المحاولات المشبوهة للتواصل، مع تشجيعهم على الإبلاغ فورا عن أي سلوك مريب.

وينطبق ذلك على جميع منصات التواصل والألعاب المشابهة، بما فيها روبلوكس وغيرها. وإذا واجه الطفل إساءة أو محتوى غير لائق، ينبغي على الأهل التحلي بالهدوء وعدم توبيخه، بل الاحتفاظ بالأدلة مثل لقطات الشاشة، واستخدام أدوات الإبلاغ داخل المنصة، واللجوء للجهات المختصة إذا استدعى الأمر.

سلامة الأطفال على الإنترنت تتطلب نهجا متكاملا، فديسكورد يمثل أداة يمكن أن تكون نافعة أو ضارة بحسب الاستخدام. وتوفر المنصة فرصا للتعلم وبناء الصداقات ومشاركة الاهتمامات، لكنها تحمل مخاطر المحتوى غير اللائق، لذا فالتوازن بين الحرية الرقمية والحماية يتحقق بالتوعية والحوار المفتوح والمتابعة الحكيمة.

مقالات مشابهة

  • ديسكورد العالم السري للمراهقين.. منصة تواصل أم بوابة للمخاطر الخفية؟
  • «الأسبوع» تنفرد بنشر التحقيقات مع أخصائية خط نجدة الطفل في واقعة أطفال المدرسة الدولية
  • بينهم أطفال.. انفجار غامض في حفل زفاف بسوريا يسفر عن 33 مصابًا | تفاصيل
  • إصابة طفلة فلسطينية برصاص جيش العدو الإسرائيلي جنوب قطاع غزة
  • إصابة طفلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح
  • رهف تموت بردًا
  • ضبط شبكة استغلال أطفال فى التسول وبيع السلع بالإلحاح بالجيزة
  • مصير صلاح يتصدر المشهد في مواجهة ليفربول وبرايتون
  • تحذيرات من وباء عالمي.. سلالة متحورة من الإنفلونزا تجتاح العالم
  • بيديهم حلويات .. كواليس مفجعة عن تعدي فرد أمن على أطفال بمدرسة دولية شهيرة