حريق هائل يلتهم 5 منازل في قرية سفلاق بسوهاج.. صور
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اندلع حريق هائل في عدد من المنازل بقرية سفلاق التابعة لمركز ومدينة ساقلتة شرقي محافظة سوهاج، اليوم الأحد، ما أسفر عن خسائر مادية جسيمة دون تسجيل أي إصابات بشرية، وسط جهود مكثفة من قوات الحماية المدنية للسيطرة على النيران.
وكان اللواء صبري عزب، مدير أمن سوهاج، قد تلقى بلاغًا من غرفة عمليات النجدة يفيد بنشوب حريق في عدد من المنازل بدائرة مركز شرطة ساقلتة.
حريق هائل في عدد من المنازل بقرية سفلاق
وأفادت التحريات الأولية التي أشرف عليها اللواء محمود طه، مدير إدارة البحث الجنائي، أن الحريق نشب في 5 منازل ملك كل من: أحمد عبدالعزيز النقيب، زكريا محمد جبالى، منصورة يونس نجدى، إمام رزق إسماعيل، وأرضينه الضبع الزهري، وأسهمت سرعة الرياح في انتشار النيران بين المنازل.
ولم يسفر الحريق عن أي إصابات أو خسائر في الأرواح، فيما تمثلت التلفيات في نفوق عدد من رؤوس الماشية، وتدمير محتويات المنازل من منقولات وأثاث وأجهزة كهربائية.
وقد تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، للوقوف على أسباب الحريق وتقدير حجم الخسائر بدقة، فيما تواصل الأجهزة المعنية حصر الأضرار وتقديم الدعم للأسر المتضررة.
486612609_1271768241172053_2643696905779436516_n 489018723_1271768341172043_929929573945624313_n 489850300_1271768417838702_6521094082022489497_n 489928297_1271768214505389_1585461408940368639_n 489952983_1271768377838706_6690413701062596729_n 490211495_1271768184505392_8945530662770136034_n 490211787_1271768281172049_8959996783315217916_n 490350327_1271768524505358_1825673898410414962_n (1) 490350327_1271768524505358_1825673898410414962_n 490414959_1271768471172030_6460888539325374524_n 490977432_1271768137838730_8434941111134653068_nالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حريق سفلاق سوهاج قرية سفلاق محافظة سوهاج عدد من
إقرأ أيضاً:
فيما يحتاج العالم إلى الحكماء يحكمه القساة
لنجرب الآن شيئا حساسا: أن نتكلم عن الشيخوخة دون أن ننزلق إلى التجني عليها. لم يحدث من قبل في التاريخ الحديث أن كان من يملكون في أيديهم مصير العالم على هذا القدر من الشيخوخة. ففلاديمير بوتين وشي جينبنج في الثانية والسبعين، وناريندرا مودي في الرابعة والسبعين، وبنيامين نتنياهو في الخامسة والسبعين، ودونالد ترامب في التاسعة والسبعين، وعلي خامنئي في السادسة والثمانين.
بفضل تقدم العلوم الطبية، بات بوسع الناس أن تطول أعمارهم، وتكون حياتهم أكثر نشاطا، لكننا نشهد الآن أيضا عددا مفزعا من القادة السياسيين الذين يحكمون قبضاتهم على السلطة برغم تقدمهم في العمر، وذلك في أغلب الأحيان على حساب زملائهم الأصغر سنا.
في هذا الأسبوع، خلال قمتهم السنوية، رأينا قادة الناتو إيمانويل ماكرون وميت فريدركسون (وكلاهما في السابعة والأربعين من العمر) وجورجيا ميلوني (ثمانية وأربعون عاما) وبيدرو سانشيز (ثلاثة وخمسون) ـ وهم مرغمون على تقبل طلب ترامب بزيادة الإنفاق العسكري. ويبلغ متوسط العمر لقيادات دول الناتو ستين عاما. ويبلغ المستشار الألماني فريدريش ميزر من العمر تسعة وستين عاما، بينما يبلغ الرئيس التركي رجب طيب إردوجان من العمر إحدى وسبعين سنة.
جميعهم انحنوا لهدف الإنفاق العسكري بنسبة 5%، وذلك رقم اعتباطي، فرض بغير تفكير عسكري جدي أو نقاش عقلاني، ناهيكم بجدال ديمقراطي جاد داخل كل بلد. ولم يكن ذلك سياسة بقدر ما كان احتراما لأهواء شيخ نكد. بل إن الأمين العام للناتو مارك روتي ـ وهو شخصيا في الثامنة والخمسين من العمر ـ قد مضى إلى حد مناداته لترامب بـ"بابا". وليست هذه دبلوماسية، وإنما خنوع.
هذا الصدام بين الأجيال يتجلى في مناح أخرى. فرئيس أوكرانيا البالغ من العمر سبعة وأربعين عاما فلودومير زيلينسكي يقاوم الطموحات الإمبريالية لبوتين السبعيني. وشي جينبنج السبعيني يرى تايوان إذ يقودها رئيس يصغره في السن بسبعة أعوام. ويشرف نتنياهو ـ البالغ من العمر ثلاثة أرباع القرن ـ على تدمير غزة التي يوشك نصف عدد سكانها أن تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عاما. وفي الكاميرون يحتل بول بيا ـ البالغ من العمر اثنتين وتسعين سنة ـ السلطة منذ عام 1982 بينما يبلغ متوسط عمر الشعب ثمانية عشر عاما ويبلغ متوسط العمر المتوقع للفرد اثنين وستين عاما.
ما من مؤامرة للشيخوخة في هذا المقام، وما من ناد للمواطنين كبار السن يسعى إلى السيطرة على العالم. ولكن أمرا باعثا للقلق يحيق بعالم يفككه الأشخاص الذين تحددت حياتهم ببنيان ما بعد الحرب العالمية الثانية. فقد ولد ترامب في عام 1946، أي العام الذي عقدت فيه الأمم المتحدة اجتماع جمعيتها العامة الأول. وولد نتنياهو بعد عام من تأسيس إسرائيل. وولد مودي في عام 1950 مع تحول الهند إلى جمهورية. ووصل بوتين إلى العالم في أكتوبر من عام 1952 قبل أشهر من وفاة ستالين. وأعقبه على الفور شي جينبنج في يونيو من عام 1953. فهؤلاء القوم هم أبناء عالم ما بعد الحرب العالمية، وفيما هم يدنون من نهاية آجالهم، يبدون عازمين على تمزيق هذا العالم شر تمزيق. بل إن الأمر يوشك أن يكون انتقاميا. ولقد حثنا الشاعر ديلان توماس قائلا "ثوروا، ثورا على احتضار النور". فلم يبد أن بيته هذا يصدق حرفيا مثلما يصدق الآن.
صحيح أن النظام العالمي القائم على القواعد طالما بدا أشد فوضوية في التطبيق مما يبدو على الورق، لكن المثال على الأقل كان موجودا. وكان ثمة إطار أخلاقي مشترك، مهتز نعم، لكنه صادق، وقائم على قناعة بأن الإنسانية لا ينبغي أبدا أن تكرر الأعمال الوحشية التي شهدتها في النصف الأول من القرن العشرين، وبأن الحوار والدبلوماسية خير لنا جميعا. لكن هذه القناعة تلاشت الآن، وبخاصة في عقول من ينبغي أن يحتفوا بها أكثر ممن عداهم.
هذه لحظة غير مسبوقة. فالمهندسون الذين وضعوا تصميم الفوضى العالمية السابقة ـ أعني هتلر وموسوليني وستالين وماو ـ كانوا جميعا في الثلاثينيات والأربعينيات حينما وصلوا إلى السلطة. وجاء جيل جديد فأقام عالما جديدا وعاش في عواقبه. واليوم يجري تفكيك ذلك العالم الجديد على أيدي جيل قديم، لن يعيش ليرى الحطام الذي سيتركه وراءه. فمن السهل الهتاف بشعار التحفيز على التنقيب عن الثروة النفطية "احفر يا حبيبي احفر"، ولكنها سهولة لا تتوافر إلا لمن لا يحتمل أن يعيشوا ليعانوا أسوأ انهيار مناخي، أي "أنا ومن بعدي الطوفان" كما يقال.
قد تظنون أن جيلا سعيد الحظ انتفع بطول العمر سوف يترك وراءه إرثا من الرعاية والامتنان والاهتمام بالعالم. لكنا ما نشهده بدلا من ذلك هو أسوأ انبعاث للقمع والعنف والإبادة الجماعية والإبادة البيئية وازدراء القانون الدولي منذ عقود، ويجري ذلك كله في أغلب الأحيان على أيدي قساة القلوب من السبعينيين والثمانينيين الذين يبدون أحرص على الإفلات من القانون منهم على حفظ السلام.
ولا ينبغي أن يكون الأمر بالضرورة على هذا النحو. فبعد خروجه من السلطة، أسس نيلسن مانديلا "الحكماء"، وهي شبكة من حكام سابقين تعمل من أجل تعزيز السلام والعدالة وحقوق الإنسان. وباستلهام للمواريث الأفريقية الخاصة بالتوافق وحكمة الشيوخ، يعد الحكماء مثالا لما يمكن أن يجلبه التقدم في العمر من صفاء في الرؤية وعطف وضمير، وليس محض نفوذ.
ليست المشكلة في الشيخوخة. وإنما في كيفية اختيار البعض لاستعمالها. وليس العالم بحاجة إلى مزيد من الطغاة الطاعنين في السن المتشبثين في السلطة. إنما هو بحاجة إلى الكبار العازمين على التخلي، والتوجيه. أولئك الذين يفكرون في الإرث لا بوصفه مجدا شخصيا، بل بوصفه عالما يتركونه لمن يعقبونهم. وفي عصر الشيخوخة هذا، ما نحتاج إليه ليس السيطرة، وإنما الحكمة. وذلك في نهاية المطاف هو ما يفرق بين الحاكم والقائد.
كاتب المقال فيلسوف هولندي مرموق.
ذي جارديان- 28 يونيو 2025