أثار الممثل السوري دريد لحام موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي عقب ظهور في مطار دمشق الدولي لأول مرة منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في أواخر العام الماضي.

وتداول ناشطون في وقت سابق من هذا الأسبوع، لقطات مصورة تظهر عودة لحام المعروف بدعمه الشديد للنظام المخلوع إلى دمشق لأول مرة بعد سقوط الأسد، رفقة أفراد من عائلته بما فيهم زوجته هالة بيطار.



فيديو متداول:

مشاهد من داخل مطار دمشق تظهر عودة دريد لحام إلى #دمشق، وكان قد غادرها اثر سقوط نظام الاسد . pic.twitter.com/EaMiyFuf3N — Abdulrahman Al Hariri (@abdulrahmanpho) April 13, 2025
ووفقا للقطات المصورة، فقد ظهر لحام في صالة الوصول في مطار دمشق دون أي استقبال رسمي أو مظاهر احتفاء من قبل الموجودين من حوله، وهو ما أثار تفاعلا على منصات التواصل الاجتماعي وسط حديث عن "نبذ اجتماعي" للممثل الذي عرف بدعمه لنظام الأسد.

وكان لحام الذي قال في أحد تصريحاته السابقة إنه "يخاف من المخابرات أكثر من الله" ،ظهر في مقطع مصور لأول مرة عقب أيام من سقوط النظام السابق وهروب رئيسه بشار الأسد إلى روسيا، قائلا "مبروك لوطني سوريا ولادتها الجديدة".


وأضاف الممثل السوري "لحتى نضل نحتفل بهذه المناسبة كل عام، لازم نبقى إيد واحدة بكل طوائفنا وانتماءاتنا السياسية، وتكون طائفتنا الوحيدة هي سوريا".

وكان لحام ذكر في تصريحات سابقة أن رئيس النظام السابق حافظ الأسد كان من أشد داعميه في المسرحيات الجريئة، التي كان ينظر لها على نطاق واسع على أنها سياسية متبعة من قبل النظام تهدف إلى "التنفيس" عن الشعب.

ويعرف لحام بكونه من أشد الفنانين الذين دعموا النظام السوري المخلوع لا سيما بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، التي واجهها النظام بوحشية مفرطة ما أسفر عن كارثة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتغييب عشرات الآلاف قسريا، فضلا عن الدمار الواسع في البلاد والانهيار الاقتصادي.

وبعد سقوط نظام الأسد، كانت مواقف الممثلين والإعلاميين والشخصيات البارزة في سوريا محط مثار للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب التقلبات السريعة في المواقف بعد انهيار النظام.


وفي حين أعرب ممثلون معارضون للنظام عن ابتهاجهم بسقوط النظام مثل عبد الحكيم قطيفان ومكسيم خليل وغيرهما، فقد أثار آخرون عُرف عنهم التأييد للنظام جدلا واسعا؛ عقب انقلابهم إلى معارضة النظام، وتراجعهم عن مواقفهم القديمة الداعمة للأسد وحكمه.

كما استمر البعض مثل الممثلة سلاف فواخرجي، في تبني مواقفهم السابقة المناصرة لبشار الأسد ونظامه الذي ارتكب مجازر مروعة بحق السوريين.

وكان الإعلان الدستوري في سوريا نص على تجريم تمجيد نظام الأسد البائد ورموزه، على أن يعد "إنكار جرائمه أو الإشادة بها أو تبريرها أو التهوين منها، جرائم يعاقب عليها القانون".
لم يتجمع أحد لاستقباله.. لم يلتقط أحدا صورة تذكارية معه.. حتى مجرد تلويح باليد من مكوّع لم يحظى به..

هل تخيلتم يوما أن #دريد_لحام الذي يضعه العُرف الدرامي العربي على رأس الهرم الفني في سوريا منذ سنين طويلة ينتهي به الحال بهذا الشكل؟!

إنها الثورة العظيمة التي غيرت المفاهيم… pic.twitter.com/7LefqcWCPD — Bahaa Dabous (@Bahaa_Dabous) April 14, 2025 النبذ الإجتماعي من أقوى العقوبات . الي تخلفو عن النبي عليه الصلاة والسلام تم عقوبتهم بالنبذ الإجتماعي وكان من أصعب العقوبات عليهم طبعا مع الفرق الكبير لأنهم صحابة كرام . وفي حالة دريد لحام هدا عمره كبير وهدا الي صار رح يكون اكبر عقوبة له . المجتمع ينبذ كل جسم غريب عنه وبيأذيه . https://t.co/CdbP6Ce4SQ — Mohamad Ayyan (Abo 3sal) (@AyyanMohamad) April 15, 2025 تخيل فنان متل دريد لحام وبكل تاريخه.. انتسفت مسيرته كلها وما حدا معبره برجعته.. واقل كلمة بتنقال عنو "صرماية الوطن"
بعمرك لا توقف ضد شعبك واهلك وناسك.. شو ما كان الثمن.. — Kareem (@KareemMk22) April 14, 2025 #دريد_لحام الملقب غوار الطوشي ،
كانت الناس تتقاتل لتأخذ معه صورة ،
الآن الصورة معه أصبحت ذل للشخص ..

سبحان من أعزنا وأذلهم .. pic.twitter.com/4jQviHLUsT — المعتصم بالله الشحود (أساسي) (@almo2tasem91) April 14, 2025 "دون استقبال" #دريد_لحام يعود لسوريا بأول ظهور منذ سقوط الأسد.

صاحب مقولة "كاسك يا وطن" في مسرحية غربة الشهيرة، سيشعر الغربة في وطن ليس فيه آل الأسد، كان ممثلاً وصفيقاً للظلم، للتهجـ.،ـير والقتـ،ـل.. وهنا سقطعت الأقنعة وسقط معها "#غوار" #سرايا #الأردن #سوريا pic.twitter.com/dCahkb5egK — Yousef Tawarh (@TawarhYous61784) April 14, 2025 مقطع دريد لحام وهو بالمطار مكسور مذلول يترقب من حوله ، من افضل المقاطع اللي شفتها بحياتي

الله يزيدكم ذل وهوان ياشبيحة الهارب — . (@quds96i) April 14, 2025 شادي حلوة يبكي على دريد لحام لانه لم يستقبله احد في مطار دمشق

ارهابي يشهد لارهابي pic.twitter.com/n4GEzuIIg2 — عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) April 14, 2025 مشهد #دريد_لحام وهو داخل إلى مطار دمشق، هو أصدق تعبير عن فكرة "النبذ الاجتماعي" ضمن مسار العدالة الانتقالية، لا أحد يتوافد لالتقاط الصورة معه، لا أحد يصفق له أو يشعر بوجوده أو حتى يتعرض له، عاد غريباً مُحملاً بالخزي والعار، وكأنه لم ينادي يوماً "مو ناقصنا إلا الكرامة" لأنه بالفعل… — Yaman Zabad (@YamanZabad) April 14, 2025

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية دريد لحام دمشق الأسد سوريا سوريا الأسد دمشق دريد لحام المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مطار دمشق درید لحام لأول مرة pic twitter com

إقرأ أيضاً:

على خطى الثوار.. معركة الأيام الـ12 التي أعادت كتابة تاريخ سوريا

مع بزوغ فجر الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وحين كانت الأنظار مركزة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بانتظار دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، كانت ساعة جديدة تدق في شمال غرب سوريا، مع إعلان هيئة تحرير الشام بدء عملية واسعة أطلقت عليها اسم "ردع العدوان"، في تحرك عسكري لم يشهد الشمال السوري مثله منذ توقيع اتفاق إدلب عام 2020.

لم يكن أحد يدرك حينها أن ما بدأ كعملية محدودة في ريف حلب الغربي، سيؤدي خلال 12 يوما فقط إلى انهيار عسكري وسياسي غير مسبوق، وانتهاء عملي لنظام حكم استمر أكثر من 50 عاما، وصولا إلى دخول قوات المعارضة العاصمة دمشق فجر 8 ديسمبر/كانون الثاني، وهروب الرئيس المخلوع بشار الأسد نحو روسيا ليكون اللاجئ الأول في سوريا الجديدة.

سقوط النظام السوري لم يكن وليد الساعة، بل نتاج سنوات طويلة من التراكم منذ 2011، حيث تفرقت العائلات وغادر ملايين السوريين البلاد هربا من القمع والموت، في حين ظل جيل كامل ينشأ بعيدا عن الأضواء، أكثر تنظيما وفهما لطبيعة الحرب التي ورثها.

وعلى مدار الأعوام الماضية، بدا المشهد السوري ثابتا عند خطوط وقف إطلاق النار في إدلب الموقعة عام 2020. لكن خلف هذا الهدوء الظاهر، كانت المعارضة تعيد بناء قدراتها تدريجيا، فتجمعت الفصائل المتفرقة في غرفة عمليات مشتركة، وركزت على التدريب والتسليح، وتحولت تدريجيا إلى قوة متماسكة.

في المقابل، كان نظام الأسد يعاني انهيارا داخليا: فالفساد كان ينخر في مفاصل الدولة والاقتصاد بات يحتضر في ظل انغماس قيادات الدولة في تجارة الكبتاغون التي أصبحت مصدر تمويل رئيسي لشبكات الولاء داخل الجيش والأجهزة الأمنية، هذا التوازن الهش انهار في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بعد قصف مدفعي للنظام استهدف مدينة أريحا في إدلب، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، مما شكل الشرارة التي فجرت المشهد كله.

خلال 12 يوما استطاعت قوات إدارة العمليات المشتركة إسقاط نظام الأسد (الجزيرة)27 نوفمبر- الشرارة الأولى

مع ساعات الصباح، أعلنت هيئة تحرير الشام بدء العملية ضد قوات النظام والمليشيات الإيرانية في ريف حلب الغربي، بإدارة "العمليات المشتركة"، التي ضمت عدة فصائل معارضة.

إعلان

خلال ساعات، توسعت رقعة العمليات لتشمل ريف إدلب الشرقي والغربي، ليرد النظام بقصف مدفعي وجوي على أريحا وسرمدا، بينما كانت الفصائل تحقق اختراقا سريعا وغير متوقع على الأرض، يعكس سنوات من التحضير غير المعلن.

بحلول نهاية اليوم الأول، اهتزت خطوط التماس التقليدية للمرة الأولى منذ 4 سنوات، وظهرت بوادر تحول كبير في موازين القوى.

مسيرات الشاهين ساعدت في تمهيد الهجوم البري وكسر خطوط الدفاع (مواقع التواصل)الشاهين الحاسم

ولعبت طائرات "الشاهين" المسيرة دورا حاسما في عملية "ردع العدوان"، بعدما وفرت للمعارضة السورية قدرات نوعية في الاستطلاع وتحديد الأهداف وتوجيه الضربات الدقيقة، مما أسهم في إضعاف خطوط دفاع قوات النظام وتحقيق تقدم ميداني ملحوظ.

ميدانيا، مكنت "الشاهين" المعارضة من رصد تحركات قوات النظام عبر التصوير الحي، وتوجيه نيران المدفعية بكفاءة أعلى، وتنفيذ هجمات مباشرة عبر ذخائر انتحارية استهدفت دبابات وتحركات مدرعة.

وساعدت هذه المسيرات في تمهيد الهجوم البري وكسر خطوط الدفاع، إلى جانب دورها في الحرب النفسية عبر إسقاط منشورات هدفت إلى زعزعة معنويات القوات المقابلة.

أما على المستوى الإستراتيجي، فقد منحت "الشاهين" الفصائل تفوقا تكتيكيا قائما على تعطيل تحركات النظام وتقليل الحاجة لعمليات استطلاع برية مكلفة، مما جعلها أحد الأسلحة التي غيرت قواعد الاشتباك، وتأتي فعاليتها نتيجة تنوع مهامها بين الاستطلاع والقصف والعمليات الانتحارية، وقدرتها على حمل متفجرات كبيرة تصل إلى نحو 100 كيلوغرام.

قوات عملية ردع العدوان وصلت إلى قلعة حلب يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 (مواقع التواصل)28–29 نوفمبر- السيطرة على الطريق الدولي وسقوط سراقب

في اليوم الثاني، نجحت الفصائل في قطع الطريق الدولي "إم 5" الرابط بين دمشق وحلب، في اختراق مهم، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.

في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، تقدمت المعارضة نحو مدينة سراقب الإستراتيجية، الواقعة على مفترق طرق "إم 4" و"إم 5″، وسيطرت عليها سريعا، مما أعاق أي تعزيزات برية للنظام نحو حلب.

في الوقت ذاته، بدأت معركة شاملة داخل مدينة حلب، حيث اقتحمت المعارضة أحياء رئيسية مثل الحمدانية والجميلية وصلاح الدين، ووصلت إلى قلب المدينة، ومع حلول فجر 30 نوفمبر، كانت قلعة حلب ومقر المحافظ وبعض المراكز السيادية قد سقطت بالكامل، في حين ترك النظام خلفه مخازن ضخمة من الأسلحة الثقيلة، بينها دبابات تي 90، منظومات دفاع جوي، مروحيات، وطائرات في مطاري حلب ومنغ.

الشرع خلال رئاسته القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية (مواقع التواصل)30 نوفمبر-5 ديسمبر: الطريق إلى حماة

بعد سقوط حلب، تقدمت المعارضة نحو محافظة حماة، مسيطرة على عشرات البلدات المحيطة، حينها حاول النظام تحصين دفاعاته في جبل زين العابدين، في حين نفذت القوات الروسية غارات عنيفة استهدفت مخيمات ومستشفيات في إدلب وحلب.

في 5 ديسمبر/كانون الأول، سقطت مدينة حماة بالكامل، وهي المرة الأولى منذ 2011 التي يفقد فيها النظام السيطرة على "عاصمته الوسطى"، مما شكل ضربة معنوية وسياسية، تلت ذلك سيطرة المعارضة على مدن وبلدات أخرى مثل محردة والسلمية، عبر اتفاقات مع وجهاء الطائفتين المسيحية والإسماعيلية، مما عزز نفوذ المعارضة في الوسط السوري.

6–7 ديسمبر: الجنوب يشتعل

امتدت المعارك إلى الجنوب السوري، لتشمل محافظتي درعا والسويداء، حيث أعلنت المعارضة السيطرة على درعا بالكامل، في حين انسحبت قوات النظام تدريجيا من السويداء والقنيطرة.

إعلان

في الوقت نفسه، دخلت حمص ومدينة الرستن في مرمى العمليات، لتشكل معركة مفصلية لسيطرة المعارضة على عقدة النقل الكبرى في البلاد. بحلول مساء 7 ديسمبر/كانون الأول، سيطرت الفصائل على حمص بالكامل، بما في ذلك ميادينها والمسجد الكبير، بالإضافة إلى القصير، المدينة الحدودية ذات الأهمية الإستراتيجية بين النظام وحلفائه في لبنان.

التحولات الكردية في الشرق

ومع ارتباك النظام شمال غرب سوريا، وسقوطه في الوسط والجنوب، وسعت قوات سوريا الديمقراطية نفوذها شرق البلاد.

وسيطرت على مواقع في مطار حلب الدولي وبلدتي نبل والزهراء، قبل أن تفقدها مؤقتا لصالح المعارضة، لكنها لاحقا استغلت انسحاب قوات النظام من عدة مناطق، لتستعيد السيطرة على دير الزور، الميادين، البوكمال، والحدود العراقية.

قوات المعارضة السورية كانت على مشارف دمشق يوم 7 ديسمبر/كانون الأول 2024 (مواقع التواصل)8 ديسمبر-دخول دمشق وسقوط النظام

مع بزوغ فجر 8 ديسمبر/كانون الأول، ضربت المعارضة الطوق الأخير حول دمشق. وانهارت خطوط النظام من الجنوب والشرق والغرب، ومع حلول الظهيرة دخلت قوات المعارضة العاصمة، واستولت على:

مطار المزة العسكري.  قصر الشعب.  مبنى الإذاعة والتلفزيون.  وزارة الدفاع ورئاسة الأركان.

في ذلك اليوم، فتحت أبواب سجن صيدنايا الموصدة منذ سنوات، وخرج الآلاف من المعتقلين، في مشهد رمزي لإنهاء فترة طويلة من القمع.

وألقى قائد "إدارة العمليات العسكرية" في سوريا حينها والرئيس السوري الحالي أحمد الشرع خطابا في الجامع الأموي، أكد فيه أن "النصر للسوريين جميعا، وأن البلاد تتسع لكل أبنائها". وفي الوقت ذاته، أكد المقدم حسن عبد الغني "تحرير مدينة حمص بالكامل"، مما يعني اكتمال السيطرة على الشمال والوسط والجنوب.

وعقب خطاب الشرع أعلن رئيس الحكومة السورية السابق محمد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب، في حين غادر الرئيس المخلوع بشار الأسد البلاد على متن طائرة إلى قاعدة عسكرية روسية في شمال البلاد ومنها إلى العاصمة موسكو حيث يعيش الآن كلاجئ.

تحول تاريخي

ويرى مراقبون أن ما حدث بين 27 نوفمبر/تشرين الثاني و8 ديسمبر/كانون الأول ليس مجرد سلسلة معارك، بل تحول تاريخي أعاد رسم خريطة سوريا. خلال 12 يوما، اجتمعت عوامل سياسية، عسكرية، واجتماعية على مشهد واحد:

نظام فقد شرعيته وقوته بعد عقود من الحكم الاستبدادي.  معارضة متماسكة، منظمة، وجاهزة عسكريا وسياسيا لتولي زمام الأمور.  شعب لم يتخل عن حلم الحرية رغم سنوات التشريد والقمع.

البداية كانت صغيرة، شرارة في ريف حلب، لكنها سرعان ما انتشرت لتشمل كل المحافظات تقريبا في 12 يوما، سقطت المدن الكبرى واحدة تلو الأخرى: إدلب، حلب، حماة، حمص، درعا، السويداء، حتى دمشق، وهو انهيار لم يسبق له مثيل منذ انقلاب حافظ الأسد عام 1970.

خروج آلاف المعتقلين من سجن صيدنايا فور سقوط نظام الأسد (مواقع التواصل )أبعاد المعركة الإنسانية

العملية أدت إلى نزوح أكثر من نصف مليون سوري، وفق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر. وتم إصدار مناشدات عاجلة لحماية المدنيين والعاملين في الإغاثة، ومرافق الرعاية الصحية، والبنية التحتية الأساسية.

قتل خلال المعارك أكثر من 600 شخص منذ انطلاق العمليات، بينهم مدنيون وعسكريون، في حين أظهرت الضربات الجوية الروسية السورية المشتركة قدرة هائلة على تدمير مخازن الأسلحة ومواقع الفصائل، لكنها لم توقف تقدم المعارضة، مما يعكس ضعف إستراتيجيات النظام الداخلي.

ويرى مراقبون أن سوريا بعد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 ليست كما كانت قبل 27 نوفمبر/تشرين الثاني. ما بدأ في إدلب بتظاهرة مسلحة ضد النظام في ريف حلب، انتهى بسقوط دمشق واستعادة آلاف المعتقلين حريتهم، ليبدأ فصل جديد من تاريخ البلاد.

إعلان

ويشدد المراقبون على أن سقوط النظام مثل نهاية فصل طويل من القمع، وبداية مرحلة مليئة بالفرص والتحديات. فسوريا التي أراد النظام لها أن تموت، نهضت من تحت الركام، حاملة إرث الصمود والتطلعات الشعبية التي لم تنطفئ عبر أكثر من 14 عاما من الحرب والدمار.

مقالات مشابهة

  • الأمن السوري يلقي القبض على قائد ميليشيا موالية لنظام الأسد في حلب
  • برج الأسد .. حظك اليوم الإثنين 1 ديسمبر 2025: ابحث عن فرص
  • "نيسان" تطلق نظام تعليق هوائي جديدا لأول مرة في "باترول"
  • الكِتاب السوري بين زمنين.. كيف تغيّر المشهد الثقافي وواقع النشر؟
  • برج الأسد حظك اليوم السبت 29 نوفمبر 2025.. أفعالك ستتحدث قبل كلماتك
  • تعرف على تفاصيل توغل الاحتلال ببيت جن السورية وما سبقه من توغلات
  • من عملية بيت جن إلى سؤال المرحلة: ماذا تريد إسرائيل من سوريا؟
  • بعد عام على سقوط الأسد.. اللاجئون السوريون في أوروبا يفكرون في العودة إلى الديار
  • الرئيس الشرع يدعو السوريين للنزول إلى الشوارع احتفالًا بذكری سقوط النظام السابق
  • على خطى الثوار.. معركة الأيام الـ12 التي أعادت كتابة تاريخ سوريا