هل يجوز صرف أموال الزكاة في إصلاح أسقف بيوت الفقراء؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن صرف أموال الزكاة في إصلاح سُقف منازل غير القادرين على إصلاحها جائز شرعًا؛ وذلك ليقيهم من مياه الأمطار، ويدفع عنهم شدة البرد والحر، على أن يُرَاعَى في الإنفاق أَشَدُّ المتضررين حالًا وحاجةً، فكلما كانت الحاجة شديدة كان صاحبها أَوْلَى مِن غيره بمال الزكاة.
وأضافت دار الإفتاء، في فتواها عبر موقعها الإلكتروني، أن الشرع الشريف جعل كفاية الفقراء والمحتاجين من مأكل وملبس ومسكن وسائر أمور المعيشة الضرورية من ما تصرف فيه الزكاة، وقد جعل الله عزَّ وجلَّ الفقراء وأهل الحاجة في مقدمة مصارف الزكاة الثمانية؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
حكم كتابة الأذكار على كفن الميت.. الإفتاء توضح
متمتع وقارن ومفرد.. الإفتاء توضح الفرق بين أنواع الحج وكيفية أدائها
هل تعليق صورة المتوفى على الحائط حرام؟.. الإفتاء يجيب
حكم الاستعانة بقراءة الفاتحة على نجاح الأمور.. الإفتاء توضح
وأوضحت الإفتاء أن صاحب المال الذي وجبت عليه الزكاة إما أن يدفع من مال الزكاة للفقير ليصلح سقف بيته وما يحتاجه لذلك، وفي هذه الحالة يكون هذا الفقير قد تملك الزكاة جريًا على الأصل الذي قرره جمهور الفقهاء، وإما أن يتكفل هو بإصلاح سُقف البيوت لغير القادرين والإشراف عليها نفقةً وتنفيذًا بمقدار مال الزكاة، وهذا جائز بناءً على ما قرره الحنفية وغيرهم من جواز إخراج القيمة في الزكاة.
وأشارت الإفتاء، إلى أن المختار للفتوى جواز إصلاح وتركيب سُقف الفقراء والمحتاجين بمقدار ما وجب من مال الزكاة؛ لأن إخراج الزكاة على هيئة إصلاح وتركيب سُقف المحتاجين فيه تحقيق لمقصود الزكاة؛ لما فيه من وقايتهم من شدة الحر وقسوة البرد؛ فكلما أُخرجت الزكاة على هيئة تُحقِّقُ النفع، وتسد حاجة المحتاج، كان ذلك أقربَ إلى تحقيق مقصود الزكاة؛ فقد جاء في حديث معاذٍ رضي الله عنه أنه قال لأهل اليمن: "ائْتُونِي بِعَرْضٍ ثِيَابٍ خَمِيصٍ أَوْ لَبِيسٍ فِي الصَّدَقَةِ مَكَانَ الشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ؛ أَهوَنُ عَلَيكُمْ، وَخَيْرٌ لِأَصحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ" أخرجه البخاري معلقًا.
ونوهت بأن هذا المقصد متحقق في هذه الصورة، فإصلاح مثل هذه السُّقف ضرورة متأكدة، خصوصًا إذا كانت الأمطار تنزل منها وكان إصلاحها يحتاج إلى تكاليف باهظة، على أنه ينبغي أن يُرَاعَى في الإنفاق أَشَدُّ المتضررين حالًا وحاجةً، فهُم أَوْلَى مِن غيرهم بمال الزكاة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الزكاة أموال الزكاة صرف أموال الزكاة دار الإفتاء الإفتاء المزيد
إقرأ أيضاً:
هل ترك سجود السهو في الصلاة يُبطلها ؟.. الإفتاء تجيب
أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن السهو في الصلاة ينقسم إلى أنواع، منها ما يكفي فيه سجود السهو، ومنها ما لا يجبره السجود وحده.
فمثلًا نسيان ركعة لا يعوّضه سجود السهو فقط، بل يجب الإتيان بالركعة الناقصة، ثم يُسجد للسهو قبل التسليم أو بعده، أما ترك التشهد الأوسط، فيكفي فيه سجود السهو فقط، دون حاجة لزيادة ركعات.
وأكد الشيخ شلبي أن مَن نسي سجود السهو فصلاته تظل صحيحة لأنه سنة.
وفي السياق ذاته، أجاب الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بالأزهر الشريف، على سؤال حول السهو في الصلاة، موضحًا أن العلماء قسّموا السهو إلى ترك ركن من أركان الصلاة، وهو لا يُجبر بسجود السهو بل يجب إتمام الركن، وفي حال نسيان سنة كالتشهد الأوسط، يُسجد للسهو في آخر الصلاة.
كما أشار إلى أنه إذا شك المصلي في عدد الركعات، فعليه أن يبني على الأقل، فإذا تردد بين الثلاث أو الأربع، يبني على الثلاث ويتم الرابعة.
من جانبه، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن سجود السهو سنة وليس فرضًا، ومن نسيه فصلاته صحيحة ولا تبطل.
وأوضح أن هذا السجود يُؤدَّى لاستكمال الصلاة، ومن نسيه أو نسي إحدى سجدتيه فلا حرج عليه.
أما ما يُقال أثناء سجود السهو، فقد استحب بعض العلماء قول: "سبحان من لا ينام ولا يسهو" إذا كان السجود بسبب سهو غير متعمد، بينما الأفضل هو الاكتفاء بالتسبيح المعتاد: "سبحان ربي الأعلى".