ترامب يناقش البرنامج النووي الإيراني مع مساعديه قبل الجولة الثانية من المفاوضات
تاريخ النشر: 16th, April 2025 GMT
ذكرت مصادر لوكالة «رويترز» أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عقد اجتماعًا مع كبار مساعديه للأمن القومي، أمس الثلاثاء، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني، قبيل الجولة الثانية من المفاوضات التي ستجمع مسؤولين أمريكيين وإيرانيين يوم السبت المقبل.
تفاصيل الاجتماع في البيت الأبيضوقال مصدر في البيت الأبيض، إن الاجتماع عُقد في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، وهي غرفة يتم استخدامها بشكل دوري للحصول على إحاطات حساسة تتعلق بالأمن القومي.
وأكد أن هذا المكان ليس غريبًا على ترامب، حيث يتم عقد مثل هذه الاجتماعات بشكل منتظم للاستفادة من الطابع الآمن للغرفة.
من جانبه، أكد مصدر ثانٍ أن الرئيس ترامب وفريقه ناقشوا الخطوات التالية في المحادثات النووية مع إيران، والتي كانت قد بدأت بجلسة تمهيدية يوم السبت الماضي.
يواصل المسؤولون الأمريكيون العمل على وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل.
هدف ترامب من المحادثاتوفي تصريحاتها للصحفيين، أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الهدف الرئيسي للرئيس ترامب في هذه المحادثات هو ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي.
وأضافت ليفيت أن الولايات المتحدة تسعى لاستخدام المفاوضات كأداة لضمان منع إيران من امتلاك قدرات نووية تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
ترامب يناقش البرنامج النووي الإيراني مع مساعديه قبل الجولة الثانية من المفاوضاتموقف إيران من المحادثاتمن جانب آخر، تطرق المرشد الإيراني، آية الله علي خامنئي، إلى محادثات عمان بين طهران وواشنطن، وأكد أن هذه المفاوضات ليست ذات طابع خاص أو منفرد، مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار العديد من الأعمال التي تقوم بها وزارة الخارجية الإيرانية.
وأضاف خامنئي أن المفاوضات مع واشنطن يجب أن تُعتبر خطوة من بين العديد من الخطوات، مشددًا على أنه لا ينبغي ربط القضايا الداخلية لإيران بالتقدم في المفاوضات.
خلال استقباله لعدد من كبار مسؤولي الدولة بمناسبة بداية العام الإيراني الجديد، قال خامنئي: "نحن لا نرى هذه المفاوضات بتفاؤل مفرط، ولا بتشاؤم مفرط... هناك خطوات تم اتخاذها بشكل جيد في المراحل الأولى، لكننا نُحذر من الإفراط في التفاؤل."
وأشار أيضًا إلى أنه في فترة المفاوضات السابقة بشأن البرنامج النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة)، كان هناك خطأ جسيم تمثل في ربط جميع القضايا الداخلية لهذه المفاوضات.
وحذر من أن مثل هذا النهج قد يؤدي إلى تأثير سلبي على الاستثمارات في البلاد.
مفاوضات أخرى منتظرةكانت الولايات المتحدة وإيران قد عقدتا جولة أولى من المفاوضات يوم السبت الماضي في سلطنة عمان، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني، ومن المتوقع أن يتم عقد الجولة الثانية من المحادثات يوم السبت المقبل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دونالد ترامب البرنامج النووي الايراني محادثات عمان البيت الأبيض ايران المفاوضات النووية الأمن القومي الأمريكي المرشد الايرانى خامنئي الاتفاق النووي البرنامج النووی الإیرانی الجولة الثانیة من من المفاوضات البیت الأبیض یوم السبت
إقرأ أيضاً:
إحباط داخل إسرائيل.. حكومة نتنياهو لا تملك السيطرة على تنفيذ اتفاق غزة
بينما تعتقد قطاعات واسعة من الاسرائيليين أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب تقدم فرصةً برزت بعد عامين منها، عندما أدرك الاحتلال وحماس أن الاتفاق أفضل من الجمود الدموي، بجانب إطلاق سراح الرهائن، لكن الخطة ذاتها تحمل في طياتها نقاط ضعف قد تعيق تنفيذها بالكامل، وبالتالي فقد تُصبح هذه الفرصة النادرة إخفاقًا تاريخيًا آخر أمام الاحتلال.
البروفيسور إيلي فوديه أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية، وعضو المجلس التنفيذي لمنظمة "ميتافيم"، وعضو تحالف الأمن الإقليمي، ذكر أنه "بعد عامين من هجوم حماس، وُقّع اتفاق قد يُبشر ببداية عهد جديد، وقد جاء نتيجة اجتماع مسألتين: أولاهما ضغوط هائلة مارسها ترامب ومساعدوه، ومن خلال حلفائه، مصر وقطر وتركيا، على حماس، وثانيهما أن الاحتلال وحماس وصلتا نقطة تُسمى في العلاقات الدولية "الجمود المؤلم للطرفين"، حيث أدركا أن الاتفاق أفضل من الوضع الحالي".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12العبرية، وترجمته "عربي21" أن "حماس التي تعرضت لضربات عسكرية قاسية، وتم القضاء على معظم قياداتها في غزة، حصلت على ضمانات بعدم تجدد القتال، وإلا لما وافقت مُسبقًا على التخلي عن ورقة الرهائن، وهذا يُبقيها عاملًا مهمًا في المفاوضات حول مستقبل القطاع والقضية الفلسطينية عمومًا، ويُقدم انتصارًا على مستوى الوعي، بصمودها في المعركة، رغم كل الصعاب، بل وإعادتها القضية الفلسطينية لمركز الاهتمام الإعلامي".
وأشار أن "الاحتلال حقق إنجازات عسكرية على جبهات متعددة، وألحق أضرارًا بالغة بحماس، لكنه لم يُقضَ عليها بعد، ونجا قادتها من محاولة الاغتيال في الدوحة، وبعد عامين من الحرب، أدرك الجيش، الذي يعتمد بشكل كبير على جنود الاحتياط، أنه يُجرّ إلى حرب استنزاف في غزة، قد تستغرق وقتًا طويلًا، وتُسفر عن سقوط العديد من الخسائر، كما أدى إرهاق المجتمع الاسرائيلي من الحرب، والضغط المستمر من المظاهرات من أجل المخطوفين، إلى شعور بالإرهاق من التحرك العسكري، وإدراك أن الوقت لا يعمل لصالح المخطوفين".
وأوضح أن "خطة ترامب تتيح فرصة عظيمة للحل، ومن خلال في بحثي حول إخفاقات الصراع العربي الإسرائيلي، اكتشفت أن المشكلة تكمن في أن كل فرصة مثالية لا تُستغل فعليًا، وهناك أمثلة كثيرة على الإخفاقات: خطة ريغان 1982؛ مبادرة السلام العربية 2002، خارطة الطريق 2003، وغيرها، وتكمن مشكلة خطة ترامب المكونة من 20نقطة في أنها عبارة عن عدة خطط أو خطة واحدة بمراحل متعددة، دون جدول زمني مفصل، وشروط الانتقال من مرحلة لأخرى".
وأشار أنه "يجري حاليًا إنجاز المرحلة الأولى، وتشمل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وتقديم المساعدات الإنسانية، وقد أُدخلت بالفعل تغييرات على خطة ترامب الأصلية في هذه المرحلة، سواءً فيما يتعلق بعدد الأسرى المفرج عنهم، أو بخط انسحاب الجيش، ويرجّح أن تنتهي هذه المرحلة بنجاح، لأن شروطها مقبولة من جميع الأطراف منذ البداية، ولكن بجانب الفرحة التي سادت نهاية الحرب وإطلاق سراح الرهائن، فإن استمرار المفاوضات بشأن المراحل التالية يطرح مشاكل معقدة".
وأضاف أن "القضايا الرئيسية التي تنتظر الأطراف هي إنشاء إدارة مؤقتة لحكم غزة مسؤولة عن تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية، وقد طُرحت أسماء لقيادتها مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي يثير العداء لدى الجانبين العربي والإسلامي، وصولا لتفكيك حماس، ونزع سلاح القطاع، وانسحاب الجيش، ودخول قوة عربية/دولية.
وبالتالي والكلام للكاتب، فإن هذه هي المرحلة الحاسمة التي ستُختبر فيها جدية جميع الأطراف في الالتزام بالاتفاق، ويُحتمل أن تُشكل كل قضية بؤرة لتأخير المفاوضات، وربما حتى انفجارها، مع أن حماس تقدّم الاتفاق كوصفة لتعزيز شرعيتها في المجتمع الفلسطيني".
وختم بالقول إن "تأثير الاتفاق على السياسة الداخلية في دولة الاحتلال كبير جدا، فقد خلق تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب الشقوق الأولى في الحكومة اليمينية، ومن المفترض أنه مع تقدم المفاوضات، ستزداد معارضة اليمين، مما يهدد بقاء الحكومة، ومن المنطقي افتراض أن انتهاء الحرب وعودة المختطفين سيؤديان لتعزيز المطالب بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، وهذه المطالب، بجانب استمرار المفاوضات، ستؤدي للتقدم في الانتخابات".
وتشير هذه القراءة الاستشرافية لمآلات الاتفاق في غزة أن الرؤية الإسرائيلية تعتمد الإصرار على مواصلة المفاوضات الفورية بوساطة أمريكية ومصرية، وربط مراحلها المختلفة، مما يعتبر الوصفة الأمثل لنجاح خطة ترامب، رغم أن تنفيذها يعتمد على عوامل عديدة خارجة عن سيطرة الاحتلال، وهنا قد يكشف حجم الإخفاق الذي مني به منذ اللحظة الأولى التي شنّ فيها حرب الإبادة على غزة، حتى نهايتها.