شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، على أنه من الممكن التوصل لاتفاق بشأن برنامج طهران النووي في المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة، معربا عن أمله في أن تلعب روسيا دورا في هذا الاتفاق.

وقال عراقجي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة موسكو، إن "أكدنا على دور روسيا المهم في التوصل لاتفاق بشأن الملف النووي"، لافتا إلى أن بلاده تأمل في أن تلعب روسيا دورا في اتفاق محتمل بشأن ذلك.



وأضاف الوزير الإيراني الذي يقود مفاوضات طهران غير المباشرة مع واشنطن، "شهدنا جدية الطرف الآخر في الجولة الأولى من المحادثات".


وتابع أنه "في حال لم يتقدم الطرف المقابل (الولايات المتحدة) بمطالب غير واقعية وغير منطقية، فإن التوصل إلى اتفاق ممكن"، حسب ما نقلته وكالة "تسنيم"

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي إن بلاده "مستعدة للعب أي دور داعم، وإيران مستعدة للتوصل إلى اتفاق في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي"، مشيرا إلى أن "العلاقات الروسية الإيرانية وصلت إلى مراحل متقدمة".

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" نقلت عن عراقجي قوله مساء الخميس، إن "أصدقاءنا مثل روسيا والصين، الذين لعبوا سابقا دورا في المفاوضات النووية، يمكنهم أن يلعبوا دورا ويقدموا المساعدة".

وأضاف في حديثه عن آفاق المفاوضات مع الولايات المتحدة إنه "في المستقبل، بطبيعة الحال، واعتماداً على جدية الجانب الأميركي، سنقرر كيفية المضي قدما".


والسبت الماضي، استضافت سلطنة عمان، أولى جولات المحادثات الإيرانية الأمريكية بمسقط، والتي لاقت ترحيبا عربيا، فيما وصفها البيت الأبيض بأنها كانت "إيجابية للغاية وبناءة".

وترأس الوفد الإيراني إلى مسقط وزير الخارجية عباس عراقجي، بينما قاد الوفد الأمريكي مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

ومن المقرر أن تنطلق الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين السبت المقبل في العاصمة الإيطالية روما، حسب ما نقلت "إرنا" عن وزير الخارجية الإيراني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الإيراني عراقجي روسيا واشنطن إيران واشنطن روسيا عراقجي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

بعد قرار الوكالة الذرية.. هذه أبرز السيناريوهات التي تنتظر النووي الإيراني

طهران- في خضم تداعيات الهجمات الأميركية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الخميس، قرارا يطالب طهران بتعاون "كامل ودون تأخير" بحالة مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب ومواقعها الذرية التي تعرضت للقصف، مما رسم علامة استفهام حول مستقبل الملف في ظل تحذير إيراني من إعادة النظر في سياساتها.

ويرى محللون إيرانيون أن الخطوة الأخيرة تُنذر بمرحلة جديدة من التعطل في الملف النووي، حيث تتمسك العواصم الغربية بسياسة الضغوط القصوى، وترفض طهران أي حوار يجري تحت وطأة التهديد أو الإملاء.

وفي المقابل، وصفت إيران القرار بأنه خطوة غير بناءة تحمل دوافع سياسية واضحة، وتُوظف لخدمة أجندات بعيدة عن المسار الفني للملف النووي.

وفي تعليق عقب إقرار الوكالة الذرية للقرار الغربي ضد طهران، قال المندوب الإيراني الدائم لدى الوكالة رضا نجفي إن هذه الخطوة تمثل محاولة من "الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة" لتعويض إخفاقها في تفعيل "آلية الزناد".

واعتبر أن هذه المساعي "عديمة الجدوى وتفتقر إلى المصداقية" مؤكدا أن البرنامج النووي الإيراني ذو طابع سلمي ويخضع بشكل مستمر لرقابة الوكالة.

قلق غربي

وفيما يؤكد نجفي أن بلاده لن تلتزم بهذا القرار وترفض كل ما ورد فيه بما في ذلك طلب تنفيذ البروتوكول الإضافي، شدد على أن طهران سترد عليه "كما فعلنا في الحالات السابقة ولن نقف مكتوفي الأيدي وسيأتي الرد لاحقا".

ومن ناحيته، اعتبر الباحث السياسي علي رضا تقوي نيا أن الرد الإيراني على القرار آت في سياق السياسة الرامية إلى رفع تكلفة تسييس ملفها النووي وأنه لا جدوى من الخطوات الغربية النابعة عن خطأ في الحسابات.

وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح تقوي أن المطالب الغربية الواردة في القرار الجديد تنبع من قلق العواصم الغربية وعلى رأسها واشنطن بعد أن طال انتظارها بشأن بدء إيران إعادة إعمار منشآتها النووية التي سبق وتعرضت للقصف الإسرائيلي والأميركي، مما يطرح فرضية تفريغ تلك المنشآت قبيل القصف وإلا لم تعد هناك حاجة لصدور مثل هذا القرار.

إعلان

وتابع أن التقديرات الغربية ترجح نجاح إيران في إنقاذ مخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجات نقاء عالية من الهجوم السابق، وأن تشدد طهران بعدم السماح لمفتشي الوكالة الذرية بالوصول إلى تلك المنشآت النووية الذي أمست يؤرق الدول الغربية عما تخبئه إيران في ظل التقارير عن إخفاق الهجمات في القضاء على برنامج طهران النووي.

مفاوضات مسقط بشأن الملف النووي الإيراني (الجزيرة)الغموض النووي

وبالنظر إلى سياسة الغموض التي تنتهجها طهران -خصوصا في المواقع التي استُهدفت سابقا بهجمات عسكرية- تتصاعد المخاوف الغربية من أن تكون إيران قد أحرزت تقدما كبيرا في تطوير برنامجها النووي.

ووفق المتحدث ذاته، فإن الخيارات المتاحة أمام الأوروبيين باتت محدودة للغاية، بعد أن جربوا الخيار العسكري من قبل دون أن يحقق النتائج التي كانوا يأملونها.

ولدى إشارته إلى أن مجلس محافظي الوكالة كان قد سبق الهجوم الإسرائيلي السابق على إيران بصدور قرار ضد طهران، يقول الباحث الإيراني إنه لا يستبعد أن يوفر القرار الجديد ذريعة لتكرار الحدث، مستدركا أن مهاجمة البرنامج النووي الإيراني لم تعد على رأس قائمة أولويات المحور الأميركي الإسرائيلي وأن طهران ستكون أكبر رابح من أي مغامرة قد تحاك ضدها في الوقت الراهن.

ومن جانبه كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية -ردا على قرارها الجديد- بأن اتفاق القاهرة لم يعد ساريا بعد أن فقد عمليا دوره كناظم للعلاقة بين الجانبين في مجال معاهدة الضمانات النووية.

وتعليقا على اعتماد مجلس محافظي الوكالة الذرية قرارا ضد بلاده، اعتبر عراقجي أن الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية قوضت مصداقية الوكالة الذرية واستقلالها و"أخلت بمسار تعاوننا" معها.

سيناريوهات محتملة

يأتي ذلك فيما كان عراقجي قد أكد سابقا أنه عقب استهداف منشآت بلاده النووية في يونيو/حزيران الماضي، لم يعد هناك عمليا أي نشاط تخصيب داخل إيران، مشيرا إلى أن المواقع المتبقية تخضع بالكامل لكاميرات وإشراف مفتشي الوكالة الذرية.

وشدد -في مقابلة صحافية- على أن حق بلاده في التخصيب السلمي غير قابل للمصادرة، وأن الدبلوماسية تبقى المسار الوحيد الممكن لحل هذا الملف.

 ومن ناحيته، يرى عباس أصلاني الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية أن موقف عراقجي يأتي لسد الطريق في وجه المساعي الغربية الرامية إلى تشريع مواصلة عمل الوكالة الذرية في إيران بعد تقييده بفعل قانون برلماني جاء ردا على عدم إدانتها الهجوم العسكري على منشآت نووية كانت تخضع لمراقبة الوكالة ذاتها.

وفي حديث للجزيرة نت، يستشرف أصلاني تشديد التوتر بشأن ملف طهران النووي إثر تبني مجلس محافظي الوكالة الذرية قرارا جديدا ضد طهران سيدفع الأخيرة على اتخاذ خطوات متقابلة ستساهم بدورها في تعقيد الملف أكثر فأكثر.

كيف ردت إيران على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟.. مراسل الجزيرة عمر هواش يرصد المشهد#الأخبار pic.twitter.com/npc1gY5G5W

— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 20, 2025

وباعتقاد أصلاني، فإن ملف طهران النووي سيبلغ منعطفا أكثر تعقيدا عقب قرار الوكالة الذرية الأخير وأنه يستشرف 3 سيناريوهات محتملة للمرحلة المقبلة وفق التالي:

إعلان استمرار الوضع الراهن، وسيكون التصعيد المرحلي والمدروس السمة الأبرز فيه من دون اللجوء إلى الخيار العسكري، وأن حظوظ تحقيقه ستكون كبيرة. الخيار العسكري، وسيكون هذا السيناريو ممكنا عندما يرتكب أحد الأطراف خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى تفاقم الوضع والانتقال إلى مرحلة جديدة من التوتر. نزع التوتر، وبالرغم من أن حظوظه ضئيلة لكنه ممكن عند أي مرونة قد يبديها أحد الأطراف، ذلك لأن هناك أملا في "مبادرات دبلوماسية" و"وساطات" قد تلعب دورا محوريا في تخفيف التوتر.

وانطلاقا من كون القرار صدر بعد يومين فقط من إعلان كمال خرازي كبير مستشاري المرشد الأعلى استعداد طهران لبحث مقترح وساطة صينية روسية لإعادة تفعيل التعاون مع الوكالة الذرية، يرى مراقبون أن المخرج المتاح يتطلب تبني مسار دبلوماسي جاد، بعيدا عن لغة التصعيد التي لا تؤدي سوى إلى تعقيد المشهد وتعميق جذور الأزمة.

مقالات مشابهة

  • طهران: واشنطن لا تمتلك الجدية اللازمة في موضوع المفاوضات
  • روسيا: لم نتلقَّ أى رد من واشنطن حول تصريحات ترامب عن التجارب النووية
  • الملف الإيراني وصل إلى طريق مسدود.. عراقجي: بدء «دبلوماسية المحافظات»
  • واشنطن تضغط على زيلينسكي للموافقة على اتفاق سلام مع روسيا
  • آصف ملحم: خطة ترامب للسلام بين روسيا وأوكرانيا تحمل مناورات معقّدة
  • عراقجي ينعى الاتفاق مع الوكالة الذرية .. انتهى
  • وزير الخارجية المصري في بيروت الأربعاء وبري يراهن على التوافق الإيراني السعودي وحركة لاريجاني
  • إيران تتهم واشنطن والدول الأوروبية بإنهاء اتفاق القاهرة النووي
  • فورين بوليسي: الاتفاق الأمني بين السعودية وأمريكا يُهدّد واشنطن بصراعات جديدة
  • بعد قرار الوكالة الذرية.. هذه أبرز السيناريوهات التي تنتظر النووي الإيراني