رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: قد أُكمِل كانت بمثابة صرخة الانتصار
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
ترأس اليوم المطران الدكتور سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، صلوات الجمعة العظيمة المعروفة بـ”خدمة درب الصليب”، وهي الذكرى التي تحيي آلام وصلب السيد المسيح، وذلك بكنيسة الراعي الصالح الأسقفية بالجيزة، بحضور القس ميشيل ميلاد، راعي الكنيسة.
صلوات الجمعة العظيمةصلى رئيس الأساقفة خدمة الجمعة العظيمة بطقس يحتوي أربعة عشر مشهدًا لرحلة صلب المسيح، حيث تجسدت فيه رحلة المسيح نحو صلبه، بدءًا من "بستان جثيماني" مرورًا بـ "خيانة يهوذا" و"إدانة المجمع ليسوع" و"إنكار بطرس" و"محاكمة يسوع أمام بيلاطس" وصولًا إلى "صلبه ووضعه في القبر".
وقال رئيس الأساقفة في تأمله قائلاً: قد أُكمِل”… كانت بمثابة صرخة الانتصار. حين نطق المسيح بهذه العبارة على الصليب، لم تكن مجرد كلمات وداع، بل كانت إعلانًا مجيدًا بأن العمل قد تم. إذ كان يحتمل كل شيء وهو يشعر بكل وجع. جسده منهك، وعضلاته تتفكك، وقلبه مكسور، لكنه ظل صامدًا ليحمل أوجاع البشرية. ثلاث ساعات من الألم على الصليب فهي لحظة لا يمكن لعقولنا المحدودة أن تُدرك عمقها.
مستكملاً: المسيح أتم كل شيء: حقق النبوات، قدم الذبيحة الكاملة، وأطاع شريعة الله، طاعة كاملة. بموته، تحققت كل النبوات التي تنبأت بها الأسفار المقدسة، لم تبقَ نبوءة واحدة لم تكتمل فيه، فهو الكاهن والذبيحة في آنٍ واحد، قدم نفسه لا على مذبح حجري، بل على خشبة الصليب، رش دمه الطاهر لأجلنا. لم يكن يرتدي لباس الكهنوت، لكنه كان الكاهن الأعظم، الذي أطاع حتى الموت، لينهي عهد الذبائح القديمة، ويفتح لنا عهد النعمة والخلاص الكامل.
واختتم رئيس الأساقفة: العمل تم… ولم يُترك لنا سوى المحبة الصادقة. فالمسيح شرب كأس الألم حتى النهاية، ودفع الدين بالكامل، ولا نحتاج إلى أن نُقدّم شيئًا لننال رضا الله، فالعمل قد أُكمِل. كل ما يريده الله هو قلبك، أن تحبه بصدق وتخدمه بإخلاص. هو لا يقبلك بسبب ما تفعله، بل لأن المسيح قد أتم كل شيء لأجلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور سامي فوزي صلوات الجمعة العظيمة درب الصليب الكنيسة المزيد خمیس العهد
إقرأ أيضاً:
استشهاد سليمان العبيد.. صرخة في وجه الظلم تحرك المياه الراكدة
غزة - خاص صفا
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب "الإبادة الجماعية" على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م مستهدفًا قطاعات الحياة المختلفة، حيث لم يسلم البشر، ولا الحجر، ولا الشجر من الاستهداف.
وعانى القطاع الرياضي في غزة من الاستهداف، حيث تم تدمير عشرات الملاعب، والصالات الرياضية، والأندية، واستشهاد أكثر من 700 رياضي نصفهم تقريبًا من أسرة كرة القدم، عدا عن مئات آخرين من الجرحى، والمصابين.
وارتقى مؤخرًا العشرات من الرياضيين بالقرب من مناطق "المساعدات الإنسانية" والتي باتت توصف بـ "مصائد الموت"، كان أبرزهم اللاعب الدولي الفلسطيني سليمان العبيد الذي استشهد عن عمر ناهز 44 عامًا إثر إصابته برصاص قناص إسرائيلي قرب مركز لـ "توزيع المساعدات" جنوبي قطاع غزة.
ويلجأ الآلاف من المواطنين لـ "مراكز توزيع المساعدات" للبحث عن الغذاء لعائلاتهم في ظل الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة.
وتحولت "المساعدات الإنسانية" التي كان من المفترض أن تكون شريان حياة، إلى فخ للموت، حيث تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي المدنيين المنتظرين للمساعدات بشكل مباشر.
حادثة استشهاد سليمان العبيد ليست الأولى من نوعها، بل هي جزء من نمط ممنهج لاستهداف المدنيين بغزة، بمن فيهم الرياضيون.
مسيرة ناجحة
وُلد سليمان العبيد في 24 مارس 1984م بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وبدأ اللعب في شوارع المخيم، والمدارس، والساحات الشعبية، قبل أن ينضم في وقت مبكر من عمره لنادي خدمات الشاطئ.
لعب العبيد لسنوات طويلة مع فريق خدمات الشاطئ بدوري الدرجة الممتازة في غزة، وأصبح الهداف التاريخي له، كما مثّل نادي شباب الأمعري بالضفة الغربية المحتلة وحصد معه لقب دوري المحترفين، ودافع عن ألوان فريق غزة الرياضي "العميد"، وتواجد بتشكيلة المنتخب الوطني الفلسطيني في 24 مباراة دولية، سجل فيها هدفين أشهرهما في مرمى المنتخب اليمني من كرة مقصية خلال بطولة اتحاد غرب آسيا عام 2010.
وأجاد اللعب بمركز الوسط الهجومي، وعُرف بمهاراته العالية، ورشاقته، وقدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة، مما أكسبه ألقابًا عديدة، أبرزها "بيليه الكرة الفلسطينية، والغزال، وهنري غزة".
وعلى الصعيد الشخصي، كان العبيد متزوجًا وله ولدان، وثلاث بنات، مما يضيف إلى مأساة استشهاده بعدًا إنسانيًا عميقًا.
كسر حاجز الصمت
قبل العبيد استشهد المئات من الرياضيين في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية وسط صمت مطبق بالمؤسسات الرياضية الدولية التي تسارع لإعلان الحداد حين وفاة أي لاعب بالعالم، وتلتزم الصمت إذا تعلق الأمر بالرياضيين الفلسطينيين.
لكن العديد من الشخصيات الرياضية والاعتبارية كسرت حاجز الصمت بعد استشهاد العبيد، حيث دعت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة "فرانشيسكا ألبانيز" الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لطرد إسرائيل من مسابقاته.
وأعادت "ألبانيز" عبر منصة "إكس" نشر منشور لـ "يويفا" مرفق بصورة العبيد، وقال "يويفا" في منشوره: "وداعًا لسليمان العبيد، بيليه فلسطين، موهبةٌ أعادت الأمل لأطفال لا حصر لهم، حتى في أحلك الأوقات".
وواصلت "ألبانيز": "إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حان الوقت لطرد قاتليه (العبيد) من المسابقات".
بدورها، أثارت تغريدة النجم المصري محمد صلاح لاعب فريق ليفربول الإنجليزي ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي بعد انتقاده المبطن لـ (يويفا) على نعيه العبيد، وقام صلاح بإعادة تغريد منشور "يويفا" مرفقًا بتعليق قال فيه: "هل يمكن أن تخبرنا كيف مات؟ وأين؟ ولماذا؟"، معبرًا بشكل غير مباشر عن استنكاره تجاهل الاتحاد الكشف عن ملابسات استشهاد اللاعب.
ولاقت تغريدة صلاح تفاعلاً كبيرًا بين نجوم، وعشاق "الساحرة المستديرة"، ووسائل الإعلام الدولية، حيث حصدت أكثر من 950 ألف علامة إعجاب، و276 ألف إعادة مشاركة، ونحو 20 ألف تعليق، وشاهدها نحو 62 مليون شخص خلال ساعات.
وأشاد ناشطون برسالة صلاح إلى "يويفا"، معتبرين أنها ترجمة صادقة لوجع الفلسطينيين، إذ طرح سؤالاً بسيطًا يختصر مأساة استشهاد العبيد.
كما رأى آخرون أن توقيت تغريدة محمد صلاح كان موفقًا، إذ حققت صدى عالميًا واسعًا، وبعثت رسالة حقيقية إلى العالم مفادها أن هناك رياضيين فلسطينيين يستشهدون تحت القصف، وسط محاولات متعمدة لطمس قصصهم الإنسانية.
أما المحلل الرياضي، ونجم كرة القدم المصرية المعتزل محمد أبو تريكة، فعلق عبر قنوات "بي إن سبورت" الرياضية على رد صلاح تعقيبًا على تغريدة "اليويفا" بشأن استشهاد العبيد.
وفي ظهوره على القناة في الأستوديو التحليلي لمواجهة ليفربول وكريستال بالاس في لقاء الدرع الخيرية الإنجليزية، لم يفوت أبو تريكة الفرصة ليرد على تغريدة صلاح.
وقال أبو تريكة: "شاهدنا رد محمد صلاح، أريد أن أقول للسادة المشاهدين أنه هناك 760 رياضيًا من فلسطين استشهدوا نتيجة استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، منهم 420 لاعب كرة قدم، و141 منشأة رياضية تم تدميرها".
وأضاف: "نشاهد إبادة لايف، "فيفا" برئاسة "أنفانتينو"، والاتحاد الأوروبي برئاسة "تشيفرين" متي ستقومان بإيقاف الاتحاد الإسرائيلي، يجب إيقاف كل شيء، واتخاذ قرارات".
وواصل: "منذ عامين، متى يحن الوقت لإيقاف الأندية، والرياضيين هناك، يجب اتخاذ قرارات، أو تقوم بسحب ملف استضافة كأس العالم من أميركا، لأنهم يشاركونهم بالأسلحة في الإبادة الجماعية".
وتابع: "لا يجب أن تقوم بتكريمه على منصة كأس العالم للأندية، أيديهم ملوثة بالدماء، دول أوروبية مثل بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا تقوم بغسل أيديها، هناك ناس تباد، وتحاصر، وتجوع، وتجد أنهم يردون بأن كل شيء بدأ يوم 7 أكتوبر 2023، هذا احتلال، وهناك واجب لمقاومته، والدفاع عن الأرض".
وأتم: "انظر إلى ما يحدث في الضفة الغربية، وماذا يحدث بعد 7 أكتوبر، يجب منع الأندية الإسرائيلية، واللاعبين من المشاركة، ونحن نشارك بصمتنا".
أخيرًا، يجسد استشهاد العبيد أثناء سعيه لتوفير لقمة العيش لعائلته، المعاناة اليومية التي يعيشها سكان غزة، ويكشف زيف الادعاءات حول توفير ممرات آمنة للمساعدات.