الغارديان: المحاربون القدامى في أمريكا يناصرون غزة.. أدركنا أننا منافقون
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرًا موسعًا، جاء فيه أنّ: "دائرة رفض الحرب على قطاع غزة، اتّسعت بين قدامى المحاربين الأمريكيين، ففي الوقت الذي كانت تعقد لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، جلسة استماع لمرشح دونالد ترامب، لمنصب وزير الدفاع، بيت هيغسيث، مطلع العام الجاري، لفت انتباه الحضور شخصيتين يرتديان سترات عسكرية".
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "الشخصيتين كانتا ترتديان سترات عسكرية مطرّز عليها اسم "الجيش الأمريكي" وذلك للتشكّك في سرديات الاحتلال الإسرائيلي، والضغط على الإدارة الأمريكية لوقف الدعم العسكري لدولة الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع أنّ: "الحكاية بدأت من أوستن بتكساس، حين كان غريغ ستوكر، الجندي السابق في أفغانستان، يشاهد مع صديقه ترافيس جانز، ضابط المدفعية السابق في العراق، القصف الإسرائيلي لغزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتساءلا بذهول: هل يمكن حقا أن يلقى قنابل زنة 1000 رطل على واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم؟".
وبحسب التقرير نفسه، فإنّ: "ما رأوه لم يكن مجرد تغطية حرب، بل تكرار لجرائم عاشوها أو شاركوا فيها، واليوم يُدركون حجم الكارثة"، مردفا أن: "تلك المشاهد دفعتهم للتحرك، وبدأ ستوكر بنشر انتقادات على حسابه في إنستغرام، الذي لم يكن يضم أكثر من 155 متابعًا، وسرعان ما تحوّل إلى منصة مؤثرة تضم اليوم أكثر من 350 ألف متابع، ويقدّم عبرها شهادات وتحليلات تستند إلى خبرته العسكرية، داحضًا روايات الاحتلال".
وأبرز: "عندما نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صورًا لمخبأ إلكتروني، زاعمًا أنه لصناعة "سترات انتحارية"، ردّ ستوكر بأن هذه أدوات لشحن الأجهزة في ظل انقطاع الكهرباء. مضيفا: نحن نعلم أن هذه قنابل تحدث انفجارات ثانوية وضغطًا قاتلًا ضمن دائرة نصف قطرها 50 مترا، وغالبًا ما يكون الضحايا من المدنيين، خصوصا الأطفال".
وتابع: "كنا نشاهد على الشاشات ضباطًا سابقين في سلاح الجو الأمريكي يبررون تلك الضربات علنًا، ويكذبون بشأن قواعد الاشتباك وقانون الحرب، وأدركت أن هناك فجوة أخلاقية هائلة، وأني لا أستطيع السكوت".
إلى ذلك، أشار التقرير إلى أنّ: "الحالة ليست فردية، بل تتّسع، جندي المشاة السابق ونائب رئيس منظمة "قدامى المحاربين من أجل السلام" جوش شورلي، الذي قال إن عدد المنتسبين الجدد إلى المنظمة تضاعف في العام الأخير ثلاث أو أربع مرات مقارنة بالسنوات الماضية، وهو يرى أن مشاهدة الفظائع في غزة أثارت إحساسا عميقا بالذنب والمسؤولية لدى العسكريين السابقين".
"أحد كبار ضباط الجيش الأمريكي، الرائد هاريسون مان، استقال من منصبه احتجاجا على ما يحدث في غزة، ليصبح أعلى مسؤول أمريكي ينسحب بسبب هذه الحرب، أما الكابتن السابقة بريتاني راموس ديباروس، فتقود منظمة "محاربين قدامى ضد الحرب"، وقال إن الوعي يتزايد كلما سقط قناع: القيم الأمريكية" وفقا للتقرير نفسه.
واسترسل: "هؤلاء المحاربون لم يكتفوا بالكلمات، بل ساروا آلاف الكيلومترات، تظاهروا أمام مصانع الأسلحة، واعتصموا مع الطلاب، وزاروا مكاتب جميع أعضاء الكونغرس الأمريكي، وسلّموهم رسائل تطالب بوقف تسليح إسرائيل والتحقيق في دعم إدارة بايدن المحتمل لجرائم حرب".
ومضى بالقول إن: "الرسائل استندت إلى قوانين أمريكية مثل "قانون جرائم الحرب" و"قانون ليهي" و"قانون مراقبة تصدير السلاح"، التي تمنع تقديم الدعم لأي جهة تنتهك اتفاقيات جنيف أو ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".
وأورد: "جمعت ضابطة الاستخبارات السابقة وأم لأربعة، جوزفين غيلبو، آلاف الصور لأطفال شهداء في غزة، قائلة: لست بحاجة لمعرفة ما تقوله وسائل الإعلام.. أرى الحقيقة بعينيّ؛ ومن خلال إنستغرام، زادت من نشاطها، وانضمت إلى وفود المحاربين الزائرة للكونغرس".
وختم بالقول: "فيما قالت الضابطة السابقة البالغة من العمر 30 عاما يبيكا روبرتس، إنها حضرت مظاهرة ضد خطاب بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة، وهناك أدركت مدى "نفاق" الرواية الأمريكية. أدركت أننا لسنا المنقذين، بل المعتدين. نحن متنمرون للغاية"، على حد الوصف.
واستطرد: "في إحدى أقوى لحظات الاحتجاج، وقف غريغ ستوكر أمام مركز التجنيد في تايمز سكوير، وأمام إعلان جريء للجيش الأمريكي قال على الهواء مباشرة لمتابعيه: صدقوني، لا تضيّعوا شبابكم ولا تدفنوا أصدقاءكم من أجل هذا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال امريكا غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أمريكا تلعب في الوقت الضائع
أمريكا حين أعلنت حاجيتها للتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، فقد أعطت مهلة بسقف الشهرين للوصول إلى اتفاق وإلا فجحيم حرب أمريكية سيحل على إيران..
وفي خمس جولات من المفاوضات راوغت أمريكا حتى وصلت إلى مقترح منع تخصيب اليورانيوم إيرانياً وذلك يعني تفكيك البرنامج النووي الإيراني..
ذلك ما رفضته إيران بشكل قاطع وهو موقف متوقع وحق لإيران في القانون الدولي.. نلاحظ هنا نقطتين تم ربطهما عنوة بالموقف الأمريكي.. الأولى: تقول أمريكا إنها لم تعلن فشل المفاوضات إلا بعد اتفاق مع إسرائيل بأن لا تقوم بضرب إيران ومنشآتها النووية، وهذا يعني أن أمريكا تهدد إيران بحرب إسرائيلية في إطار ضغوطها على إيران..
الثانية: وهي مرتبطة بالأولى هي أن أمريكا طلبت من روسيا «بوتين» التوسط لدى إيران لإقناعها بالوصول إلى حل، وما دامت أمريكا طلبت التوسط فالمراد الوصول إلى حل وسط وهذا الحل الوسط هو ما لا يستطاع فهمه في ظل تعقيدات الحسابات والحساسيات ولا أعتقد أن روسيا لديها ما يسمى «حل وسط»، لأن تخصيب اليورانيوم حق لإيران ولا تقبل طرفاً ولا وسطاً أقل من ذلك..
ومع ذلك فروسيا «بوتين» قبلت بدور وسيط حتى وهي لا تمتلك أساساً صيغة لما يُعرف بالحل الوسط، فهل تريد أمريكا من روسيا حلاً وسطاً أم تريد من روسيا شهادة فقط بأن إيران هي من ترفض الحلحلة؟
ذلك يعني أن أمريكا في حال فشل الوساطة الروسية، ستشن الحرب على إيران ومع ذلك أجزم أنه لا أمريكا ولا إسرائيل قادرتان على شن حرب على إيران كما يزعمان، لأن التموضع الإيراني والوضع الدولي ومتغيراته تجاوزا إمكانية شن هذه الحرب من ناحية، ومن ناحية أخرى -وهي الأهم- فهذه الحرب إن شنت هي حرب خاسرة لأمريكا وإسرائيل، وأمريكا منذ حرب فيتنام لا تسير إلا في الحروب مضمونة النجاح..
بالتأكيد فالحروب هي خسائر لكل الأطراف وذلك يشمل إيران ولكن الخاسر الأكبر من إيران سيكون أمريكا وإسرائيل..
السؤال الذي يطرح هو إلى أي حد اختيار أمريكا رئيس روسيا «بوتين» لدور الوسيط وقبوله بذلك يمثل إحراجاً لإيران؟
رئيس أمريكا «ترامب» كرر التأكيد أنه حين يتولى منصب الرئيس، سيحل الصراع في أوكرانيا خلال 24 ساعة، فيما أثبت عجزه وفشله في إنجاز ذلك منذ قرابة نصف العام..
الموضوع ليس إحراجاً ولا تحرجاً، بل موضوع حق وقرار سيادي، والموضوع يبقى فقط في التبعات لهذا القرار الحق والمحق..
البلطجة ورفض تطبيق القوانين والقرارات الدولية هما سلوك أمريكي -إسرائيلي بات من المسلمات عالمياً، وروسيا التي أنيطت بها الوساطة ودور الوسيط أكثر من شكت وتشكو من ذلك..
كل ما يعني إيران هو القياسات والحسابات ولا يوجد في موقفها ما يدعو للحرج أو التحرج أكان من روسيا أو حتى من غيرها..
أمريكا حين تكرر التهديد بحرب إسرائيلية على إيران أو لروسيا كوسيط، فإنما لأنها غير قادرة على حرب في هذا التوقيت أو لمعرفتها أنها الخاسر الأكبر إن شنت الحرب، ولذلك تظل تتعامل مع إيران بشعارها المعروف «أقصى الضغوط»..
ولذلك هي تستعمل أقصى الضغوط لتحصل من إيران وبدون حرب ما لا تستطيع الحصول عليه حتى بالحرب «افتراضاً»..
إجمالاً لعلي أجزم بأن الوساطة الروسية لن تنجح وأن الحرب التي طال التهديد بها لن تأتي ولن تحدث، وإن حدثت فتلك الطريقة المعروفة بين إسرائيل وإيران فيما لن تكون حرباً أمريكية ولن تشعل حرباً عالمية، وأمريكا باتت عالمياً كمن يلعب في الوقت الضائع أو حتى بدل الضائع.