عبدالملك بن كايد: الإمارات تولي اهتماماً بالغاً بالتراث والمتاحف منذ عهد زايد
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
رأس الخيمة (وام)
يأتي يوم التراث العالمي الذي يحتفي به العالم في 18 أبريل من كل عام ليعيد إلى الأذهان كنوز الإرث الإنساني المشترك الذي يروي قصص الحضارات، وحكايات التطور البشري وتفاعله مع البيئة على مر العصور.
فمنذ عام 1983، تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) هذا اليوم ليصبح منصة عالمية لرفع الوعي بأهمية صون المعالم والمواقع التاريخية والثقافية، التي تُعد ركائز هويتنا الجماعية ومرآة تنوعنا الحضاري الفريد.
في هذا السياق، أشاد معالي الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم رأس الخيمة، بالرعاية الكريمة التي توليها قيادة الدولة الرشيدة للمتاحف، تلك القلاع الشامخة للمعرفة والحضارة.
ويعد معاليه قامة ملهمة في صون التراث، وشاهداً حياً على هذا الشغف من خلال تأسيس متحفه الخاص، الذي يحكي فصولا من تاريخ المنطقة.
في حديث خاص لوكالة أنباء الإمارات «وام» بمناسبة يوم التراث العالمي، استرجع معالي الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي بدايات اهتمام الإمارات بالتراث وتوثيق حياة الآباء والأجداد، مؤكداً أن بذرة هذا الاهتمام غرسها المؤسس الباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وسارت على دربه القيادة الرشيدة في إحياء الموروث الشعبي وتقديمه للأجيال الصاعدة، ليتعرفوا على تفاصيل حياة الأجداد، كما هنأ حكومة أبوظبي على مبادرتها الرائدة في الإعداد لمتحف زايد المؤسس الباني «طيب الله ثراه» الذي يترقب الجميع افتتاحه بشغف.
وأشار معاليه إلى أن المتاحف الخاصة، التي أبدعها مواطنون شغوفون بالتراث، جنباً إلى جنب مع القلاع والحصون والعديد من المواقع التي تحفظ ذاكرة الماضي، تقدّم للعالم رسالة قيمة عن أصالة تراثنا المحلي الذي أبدعه الأجداد، بالإضافة إلى المتاحف العامة، حيث يعد ذلك برهاناً ساطعاً على حرص قيادتنا الرشيدة على صون التراث وتقديمه في أبهى صوره.
المتحف التراثي الخاص
عن قصة إنشاء متحفه التراثي الخاص، كشف معالي الشيخ عبدالملك بن كايد أن الدافع هو شغفه بتوثيق تاريخ دولة الإمارات العريق وتحولاته، وأنواع البيوت التي سكنها الأجداد قديماً وما احتوت من أثاث وأدوات بسيطة، سواء في الجبال الشامخة أو على السواحل الدافئة، بالإضافة إلى المخطوطات والرسائل والوثائق التجارية التي تحمل بين طياتها حكايات الماضي، مشيراً إلى أن المتحف يضم أيضا كنوزا فريدة، مثل أكبر مصحف في العالم وأصغره، الذي لا يتجاوز حجمه الإنش الواحد.
وأكد معاليه أن هذا الولع بالمقتنيات التراثية ما هو إلا صدى لنهج قيادتنا الحكيمة التي تحتفي بالتراث وتكرس جهودها للحفاظ عليه ونشره بين شباب اليوم، مشيراً إلى أن زوايا المتحف تحكي قصصاً من الماضي لم تعاصرها الأجيال الحالية، ومن بينها مئات الصور النادرة للمغفور لهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه المؤسسين «طيب الله ثراهم»، والتي تخلد اللحظات الأولى لتأسيس الاتحاد، إضافة إلى مخطوطات ورسائل المبايعات التجارية التي تعود إلى مئات السنين، وترصد تفاصيل التبادلات التجارية في تاريخ رأس الخيمة العريق.
وأضاف معالي الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي أن شغفه بالتراث دفعه لإنشاء هذا المتحف الخاص في منطقة سيح الزهراء برأس الخيمة، وكانت أول قطعة جمعها عام 1961. واليوم، يضم المتحف آلاف القطع الأثرية النفيسة، من بينها سيف أسطوري صنع في سولجن الألمانية، وسيف برتغالي يعود للقرن السادس عشر وُجد في جبال رأس الخيمة ونُقش عليه «صنع في لشبونة»، بالإضافة إلى أسلحة إسلامية تقليدية تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، زمن الفاتح صلاح الدين الأيوبي.
كنوز تراثية
وأوضح الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي أن المتحف يضم كنوزاً من البنادق التراثية، بعضها يعود إلى عام 1400 ميلادية، ومنها بندقية نادرة صنعت عام 1430 وتحمل نقشاً عربياً بديعا «نصر من الله وفتح قريب»، وصنعت في بريطانيا، بالإضافة إلى بنادق ضخمة تُشبه المدافع ويصل طولها إلى 170 سنتيمتراً.
وأشار إلى أن البنادق القديمة جزء أصيل من تراثنا الشعبي، لما لها من أهمية وارتباط بالشجاعة واستخدامها في الحروب والدفاع قديماً في دولة الإمارات، وخاصة إمارة رأس الخيمة، حيث أبدع الآباء في تزيينها بالذهب والفضة، مما جعلها رموزاً أثرية لتاريخنا العريق.
وقال إن ركن السيوف في المتحف يحوي تحفاً فنية، من أشهرها سيوف القواسم التي يعود تاريخها إلى 250 عاماً وشهدت بطولاتهم في الدفاع عن الإمارة، بالإضافة إلى سيوف غامضة لم يُكشف عن أصلها بعد، وتتميز بإنحنائها الفريد وغمدها الذي يحوي سكاكين ونقوشاً تعود إلى عام 1215 ميلادية، كما يضم المتحف سيوفاً تُنسب إلى القائد صلاح الدين الأيوبي تعود لعام 1231 ميلادية.
وأشار إلى أن جناح السيوف يضم أكثر من مئات السيوف المتنوعة، بالإضافة إلى مجموعة من الأسطرلابات والأسلحة الإسلامية التقليدية التي يعود بعضها إلى القرن الثاني عشر الميلادي. ويحتضن المتحف بين جدرانه مئات الأواني الفخارية والخزف «القيشاني» بأحجام وأشكال متنوعة، بعضها يعود إلى العصور الإسلامية الزاهرة، بالإضافة إلى الأواني المعدنية التي تزهو بنقوشها الدقيقة وجمال صنعها، وتتألق في أرجائه ألواح خشبية نُقشت عليها آيات من القرآن الكريم بخطوط النسخ والكوفي، ومجموعة كبيرة من المخطوطات والمصاحف الكبرى المنسوخة يدوياً، كما يضم المتحف كنوزاً أخرى مثل آلاف العملات القديمة والأحجار الكريمة، والقيود الخشبية والحديدية التي تروي حكايات الماضي، والمدافع التي شاركت في معارك الزمن، وغيرها من المقتنيات التي تحفظ ذاكرة الآباء والأجداد. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عبدالملك بن كايد القاسمي عبدالملك بن كايد التراث التراث الإماراتي الشیخ عبدالملک بن کاید القاسمی بالإضافة إلى رأس الخیمة إلى أن
إقرأ أيضاً:
دعبس: الرئيس السيسي يولي اهتماما كبيرا لإصلاح منظومة التعليم
ثمن الدكتور نبيل دعبس، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشيوخ رئيس برلمانية مصر الحديثة، جهود الدولة في مجال التعليم بصفة عامة سواء كان تعليما جامعيا أو ما قبل جامعي.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ المنعقدة الآن برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، والتي تناقش تقريرا بشأن دراسة مقدمة من النائبتين هبة مكرم شاروبيم، ورشا أحمد مهدي، بعنوان “كليات التربية في جمهورية مصر العربية بين الواقع والمأمول” ، بحضور وزير التعليم العالي.
وقال دعبس إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتماما كبيرا للعمل على إصلاح منظومة التعليم، والذي يبدأ من كليات التربية، والتي تعمل بالأساس على تخريج المعلمين، وهو بالأساس العمود الفقري للعملية ومنظومة التعليم في مصر، ولذلك لا بد أن يكون خريج كلية التربية ومعلم المستقبل على مستوي عالٍ من التأهيل والتدريب والتعليم، وهذا يأتي بداية من مناهج التعليم بكلية التربية، سواء من حيث مناهج البحث أو مناهج التعليم، ولذلك لا بد من العمل على تطوير وتأهيل كليات التربية.
وأضاف دعبس: “علينا أن نأخذ بالتجارب الناجحة، وعلينا أن نؤكد أن هناك بعض التجارب التي تمنح طالب كلية التربية دعم ومنحه شهرية بمثابة مرتب لدعمه وتطويره علميا واقتصاديا”.
وأكد دعبس أن تلك الدراسة وهذا التقرير المعد من قبل اللجنة قام على إعداد مجموعة من كبار المتخصصن في هذا المجال من أساتذة متخصصين، ولهم باع طويل في هذا الأمر.
وطالب دعبس جميع أعضاء المجلس بالموافقة على ما جاء بالتقرير من التوصيات.
واختتم كلامه بتوجيه الشكر لوزير التعليم العالي قائلا إن الوزير يعد نموذجا واضحا للتعاون والتنسيق بين الحكومة ولجنة التعليم والبحث العلمي، لأنه يشارك بفاعلية في اجتماعات اللجنة ودائم الحضور بها للرد على كل ما يثار من آراء من أعضاء اللجنة.