الوحصي والأرشيف الرياضي المفقود
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
فجع الوسط الرياضي والإعلامي برحيل الإعلامي الرياضي المخضرم هاشم عبدالرزاق الوحصي، الذي وافته المنية بعد معاناة طويلة مع المرض.
ارتبط اسم الوحصي -رحمة الله عليه- بالتوثيق الرياضي، حتى سمي بارشيف الرياضة اليمنية، وهذا ما يجعل رحيله خسارة كبيرة.
أثناء إعدادي لكتاب صافرة وقلم، كنت احتار إما في الحصول على معلومات وأحتاج للتأكد من صحتها في الجانب الإعلامي أو التحكيمي، وللأسف لم تكن أي جهة رسمية تستطيع الإفادة، بل بعضها كان يحيلني للمرحوم الوحصي.
لم أتردد إطلاقا في الاتصال الهاتفي بالمرحوم في أكثر من مرة، فتارة كنت أسرد عليه معلومات تحصلت عليها عن شخصيات إعلامية أو تحكيمية، فكان يعدل على بعضها ويؤكد بعضها وينفي بعضها تماما.
كنت استحي أن أطيل عليه، ولم يكن المرض قد اشتد عليه كما في الأشهر الأخيرة، وقد استفدت منه كثيرا، وأيقنت حينها أنه جدير بلقب الأرشيف الرياضي.
على مدى خمسة عقود، قدم المرحوم كل ما يملك من قدرات وإمكانيات، ليتميز كإعلامي رياضي خدم الوسط الرياضي حتى آخر لحظات حياته.
مسيرة الفقيد الوحصي، لا يمكن حصرها في عمود صحفي، فهو يُعد من أبرز رواد الصحافة والإعلام الرياضي في جنوب الوطن، ومن جيل الصحفيين الذين تخرجوا من مدرسة صحيفة «14 أكتوبر»، قبل أن يواصل مسيرته في صحيفة «الأيام» الصادرة من عدن، وبرز مع أوج تألق الرياضة في جنوب الوطن من خلال توثيق المشهد الرياضي منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، التي وُصفت بالعصر الذهبي للإعلام الرياضي في دولة الجنوب السابقة.
واصل الوحصي تألقه بعد قيام الوحدة اليمنية في ١٩٩٠م، حيث كان من ألمع الكتاب الرياضيين، خاصة في صحيفة الرياضة الصادرة من صنعاء، وكان قراؤه ينتظرون كتاباته لما تحويه من معلومات مهمة وبعضها نادر وحصري.
مع رحيل الوحصي -رحمة الله عليه -واسكنه فسيح جناته- أتذكر بمرارة كيف أن الأطر الرياضية الرسمية والأهلية تفتقد لوجود أرشيف موثوق به، فكثير منها لا تحتوي على أهم ما يتعلق بها وبتاريخها.
نسأل الله تعالى الرحمة للفقيد هاشم الوحصي ولمن سبقوه من هامات الإعلام الرياضي، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم جميعا بواسع رحمته.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إرث كرة القدم.. كيف ستغير بطولة 2026 وجه الرياضة في أمريكا
قبل عام واحد على انطلاق كأس العالم 2026، تأمل المدن الأمريكية المستضيفة للبطولة وعشاق اللعبة أن يزيد هذا الحدث الذي يُقام كل أربع سنوات من شعبية "الساحرة المستديرة" بين الأمريكيين الذين يمارسون تقليديًا رياضات أخرى.
إرث كرة القدم.. كيف ستغير بطولة 2026 وجه الرياضة في أمريكاوقال جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي قبل ثلاث سنوات إنه "يتوقع أن تصبح كرة القدم الرياضة الأولى في المنطقة عندما تقام أكبر نسخة من البطولة في أمريكا الشمالية في 2026 إذ تستضيفها المكسيك وكندا بالاشتراك مع الولايات المتحدة".
وفي حين أن هذه الرياضة لا يزال أمامها طريق طويل لتخفيف قبضة لعبات شهيرة أخرى للرجال في الولايات المتحدة، فإن كأس العالم ستقام هذه المرة بعدما قطعت البلاد شوطًا كبيرًا في كرة القدم منذ استضافتها كأس العالم في 1994.
كانت كرة القدم الاحترافية غير موجودة نسبيًا في الولايات المتحدة في تلك الفترة إذ كان دوري كرة القدم للمحترفين في موسمه الثاني فقط بعد تأسيسه.
وبينما احتشد 94194 مشجعًا في مدرجات ملعب روز بول لحضور المباراة النهائية التي انتهت بالتعادل السلبي قبل أن تفوز البرازيل في النهاية على إيطاليا 3-2 بركلات الترجيح، استغرقت الرياضة وقتا لتستحوذ على اهتمام الأمريكيين في تلك المرحلة.
وقال إيدي بوب الذي لعب بالدوري الأمريكي للمحترفين منذ موسمه الأول بدءا من فريق دي.سي. يونايتد قبل أن ينتقل إلى أندية أخرى "لم يكن أحد يعتقد أن هذه الرياضة ستكون بالمستوى الذي هي عليه الآن".
ويساعد المدافع المعتزل الآن في تطوير الجيل الجديد كمدير رياضي في نادي كارولاينا كور إف.سي وهو فريق محترف في الدوري الأمريكي يأمل أن يكون مركز التدريب الجديد التابع له ضمن معسكرات المنتخبات في كأس العالم.
وقال بوب "بات اللاعبون أفضل حالا وهو ما ينطبق أيضا على المدربين والحكام. كل شيء بات أفضل. استغرق الأمر بعض الوقت لكن يمكنني القول إننا تحركنا بسرعة البرق".
ومع وجود 11 من أصل 16 مدينة مستضيفة لكأس العالم في الولايات المتحدة، يأمل المنظمون في بناء إرث جديد لهذه الرياضة في عام 2026، حتى مع معاناة المنتخب الوطني للرجال تحت قيادة المدرب الجديد ماوريسيو بوكيتينو.
وستصبح أتلانتا، التي تم استبعادها من القائمة في عام 1994 أثناء استعدادها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في 1996، عاصمة كرة القدم غير الرسمية للبلاد عندما يفتتح الاتحاد الأمريكي أول مركز وطني للتدريب على الإطلاق هناك في أبريل (نيسان).
ومع وجود ثماني مباريات مقررة في المدينة المحورية الجنوبية، بما في ذلك مباراة واحدة في قبل النهائي، تتوقع أتلانتا ما يقرب من 500 مليون دولار من العائدات الاقتصادية.
وقال تيم زولاوسكي رئيس شركة إيه.بي.إم للرياضة والترفيه التابعة لمالك أتلانتا فالكونز آرثر بلانك "يتطور دوري المحترفين للرجال. تقام مباريات دولية كثيرة في الولايات المتحدة".
وأضاف "في نهاية المطاف نرغب في أن يشاهد الأطفال الكثير من اللاعبين الذين يتطلعون للسير على خطاهم".