تركيا.. الموجة الحارة تهدد بتقليص المحاصيل وارتفاع الأسعار
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
سلط موقع ميدل إيست آي البريطاني الضوء على التحديات الزراعية والاقتصادية التي تواجهها تركيا مؤخرا؛ جراء الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ، بما في ذلك تلف المحاصيل وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وفي الأسبوع الماضي، سجلت تركيا أعلى درجة حرارة على الإطلاق، إذ وصلت في مقاطعة هاتاي بجنوب شرق تركيا إلى 50 درجة مئوية.
وبالرغم من انخفاض درجات الحرارة منذ ذلك الحين، واصلت حرائق الغابات الخروج عن السيطرة في مقاطعة كاناكالي، وتشير التقديرات إلى تأثر أكثر من 1400 هكتار من الأراضي.
وفي غضون ذلك، أوقفت السلطات الثلاثاء لفترة وجيزة حركة الشحن على طول مضيق الدردنيل بسبب حرائق الغابات التي اجتاحتها الرياح بالقرب من مدينة كاناكالي.
تهديد الأمن الغذائي
وحذر مصدرو الفواكه والخضروات من أن موجات الحر الشديدة والطويلة الأمد يمكن أن تؤثر أيضًا على الأمن الغذائي العالمي، حيث يحسب المزارعون تكلفة أزمة المناخ.
وفي هذا الصدد، قال علي أوجاك، الذي يملك شركة زراعية تصدر الفواكه والخضروات في تركيا، إن درجات الحرارة القياسية بين مايو/أيار وأغسطس/آب تسببت في تدمير محصول الفلفل والباذنجان.
وأضاف "حتى في المرتفعات، وصلت درجات الحرارة إلى 40 درجة هذا العام. وقد اختفى نصف الإنتاج".
ونتيجة لتغيرات المناخ، أصبحت حالات الجفاف أكثر شيوعًا وأكثر حدة. وفي العام الماضي، قال البنك الدولي إنه "بدون معالجة لمسببات التغير المناخي"، فإن انخفاض إمدادات المياه بنسبة 10% في تركيا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6%".
وأثر نقص المياه بشكل كبير على الغطاء النباتي والمحاصيل في منتصف موسم النمو، مما أدى إلى تأخير عملية البذر وتوقعات انخفاض الغلة.
في الأسبوع الماضي، اتخذت بلدية إسطنبول خطوة جذرية بمطالبة السكان بتقليل استهلاكهم للمياه، حيث تعاني المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد من ارتفاع درجات الحرارة.
خسائر فادحة
وقال شمسي بيرقدار، رئيس اتحاد غرف الزراعة التركية، إن موجات الحر هذا العام دمرت الأراضي الزراعية، وكان إنتاج نبات عباد الشمس والزيتون من بين المحاصيل الأكثر تضرراً.
وذكر هورسيت أوزتورك، رئيس بورصة (محافظة)موغلا للسلع، أن هناك خسائر في قطاعي الزيتون وتربية النحل في المدينة الواقعة جنوب غرب البلاد، بسبب الحرارة الشديدة وعدم انتظام هطول الأمطار.
وأضاف "قطاع زراعة الزيتون لدينا، الذي كان مثمرا للغاية العام الماضي، تأثر بالظروف المناخية بنسبة 50 % تقريبا هذا العام".
وتابع "من المتوقع أن تكون هناك خسارة بنسبة 50 % في الحصاد (في موغلا)"
اقرأ أيضاً
انخفاض معدل الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يهددان مدن تركيا بجفاف كارثي
وإضافة لتركيا، تأثرت صناعة زيت الزيتون في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط بشدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مع مخاوف من احتمال انخفاض الإنتاج بنسبة 30%.
ونتيجة لذلك، حظرت تركيا تصدير زيت الزيتون بكميات كبيرة في وقت سابق من هذا الشهر، لكن الحجم الكامل للأضرار لن يُعرف إلا بعد وقت الحصاد في أكتوبر/تشرين أول ونوفمبر/ تشرين ثان.
وقال عرفان دونات، محرر الشؤون الزراعية في بلومبرج إتش تي إن تغير المناخ يشكل خطراً جسيماً على القطاع الزراعي.. خزان البحر الأبيض المتوسط بشكل عام يتعرض لمخاطر كبيرة، ويشمل ذلك تركيا".
ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ، الذي يغذيه حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي، إلى زيادة احتمالات فشل المحاصيل بسبب الجفاف وهطول الأمطار المفرط.
وقال دونات: "إن موجات الحر لا تؤدي إلى فقط إلى انخفاض الإنتاج، بل تحرك مواسم الزراعة والحصاد بعيدًا عن الإطار الزمني المعتاد".
وتابع "أنه يدفع المزارعين إلى استخدام المزيد من المبيدات الحشرية لمكافحة الأمراض والحشرات. وتتعرض النباتات، مثل القمح، في بعض الأحيان لهطول الأمطار في حين لا ينبغي أن تتعرض له."
وتوقع دونات أن ينخفض إنتاج نبات عباد الشمس في منطقة تراقيا الغربية بنسبة 70 % خلال موسم الحصاد المقبل، مما سيؤدي إلى انخفاض بنسبة 20 %في إجمالي إنتاج النبات في جميع أنحاء البلاد.
تصحر
سجلت العديد من مناطق تركيا هطول أمطار أقل من المتوسط هذا العام، وكانت مدينة تكيرداغ الواقعة غرب البلاد هي الأكثر جفافا منذ 60 عاما.
وبينما كانت تمتد حقول عباد الشمس حول المدينة على مد البصر - حيث يتم إنتاج أكثر من 50 % من محصول تركيا هنا – تغير الأمر هذا العام تسبب الجفاف في خسائر كبيرة في المحصول.
وقال أكرم سايلان، رئيس غرفة الزراعة في كيركلاريلي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية في تركيا، إن الأمطار لم تهطل تقريبًا في تكيرداغ خلال الشهرين الماضيين.
وأضاف سايلان أنه من المتوقع أن يتقلص إنتاج الأرز هذا العام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الظروف الجوية القاسية.
وقال: "ستكون لدينا مشكلة مع الأرز أيضاً. فمنسوب المياه في السدود منخفض جداً، وإذا انقطعت المياه ستكون هناك مشاكل خطيرة في زراعة الأرز، خاصة في العام المقبل".
وذكرت مؤسسة تيما البيئية، في يونيو/حزيران الماضي، أن التصحر يلتهم الأراضي الخصبة في تركيا، مما يعرض 73.4% من مساحة البلاد للخطر.
وقال دنيز أتاك، رئيس المؤسسة، إن "أراضينا الزراعية انخفضت بنحو أربعة ملايين هكتار بين عامي 1990 و2022، من 27.9 مليون هكتار إلى 23.9 مليون هكتار. وهذا يعني خسارة مساحة زراعية تعادل حوالي 7.5 أضعاف مساحة إسطنبول".
وأضاف دونات أن موجات الحر تسببت أيضًا في ارتفاع أسعار الفواكه والخضروات الموسمية مثل الفاصوليا الخضراء والكرز والعنب بما يتجاوز إمكانيات الأتراك العاديين.
وقال إن: "التضخم ليس بالأمر المهم، عندما نجد أنفسنا في خضم أزمة متزايدة حيث أصبح الغذاء نادرا مع جفاف هطول الأمطار.. ستكون هذه مشكلة كبيرة فيما يتعلق بالحصول على الغذاء والماء في السنوات المقبلة."
اقرأ أيضاً
للمرة الثانية خلال شهر.. الحرارة في تركيا تتخطى 50 درجة مئوية
المصدر | ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا محاصيل زراعية خضروات زيتون أمن غذائي درجات الحرارة موجات الحر هذا العام فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
تهدد المحاصيل الزراعية.. أسوأ موجة جفاف تضرب بريطانيا منذ 173 عامًا
تعيش بريطانيا حالة من القلق الزراعي غير مسبوقة، في ظل أسوأ موجة جفاف تضرب البلاد منذ عام 1852، إذ انخفض معدل هطول الأمطار في الربيع إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من قرن ونصف، ما يهدد محاصيل رئيسية مثل البطاطا والقمح والشعير.
80.6 ملم فقط من الأمطار سُجّلت منذ بداية مارس، مقابل 100.7 ملم في عام 1852، وووفقًا لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني، يُعدّ هذا الربيع الأجف منذ 173 عامًا.
أخبار متعلقة زيلينكسي يشيد بهجوم المسيرات "الأبعد مدى" داخل روسيامكالمة ترامب وشي.. هل تحتوي الأزمة التجارية بين واشنطن وبكين؟مناطق مثل اسكتلندا وشمال إنجلترا تشهد مستويات مائية "منخفضة بشكل استثنائي"، بحسب وكالة البيئة البريطانية.تأثر المزارع بالجفافوفي مزرعة لوك أبليت الواقعة في منطقة بيتربورو شرق إنجلترا، لم تهطل أي قطرة مطر منذ نهاية مارس. لوك، البالغ من العمر 36 عامًا، يعتمد على الزراعة دون نظام ريّ، وهو يواجه خطر خسارة محصول البطاطا الذي يُستخدم لتحضير الطبق البريطاني الشهير fish and chips.
يقول المزارع: "حبات البطاطا الكبيرة هي مصدر ربحي الأساسي، لكنها في حاجة إلى الكثير من الماء، ودون المطر، لن تنمو بما يكفي".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جفاف ربيعي استثنائي يثير مخاوف المزارعين في بريطانيا - Red Cross
وفي حقوله القاسية الجافة، لا تزال سيقان الشمندر السكري الصغيرة غير مكتملة النمو، في حين يواصل زراعة البطاطا في تربة صلبة كالصخر بمساعدة والده.تغير المناخ يفاقم الأزمةبحسب الجمعية الملكية للأرصاد الجوية، فإن تغير المناخ أدى إلى ارتفاع احتمال حدوث موجة جفاف شديدة من مرة كل 16 عامًا إلى مرة كل 3 إلى 5 سنوات فقط في العقود المقبلة.
وتقول المديرة ليز بنتلي: "انخفاض رطوبة التربة يؤدي إلى تراجع المحاصيل وارتفاع أسعار الغذاء في المتاجر".نداء لإنقاذ الزراعةإذا لم تصل ثمار البطاطا هذا العام إلى طول 45 ملم على الأقل، فلن يتمكن المزارع لوك أبليت من بيعها للمطاعم، وفي غياب نظام ري، يعتمد بالكامل على الأمطار.
ويقول: "نحن ننتقل من أقصى إلى أقصى: شتاء غزير بالأمطار، ثم ربيع وصيف جاف تمامًا".
وعلى المستوى الوطني، دعا الاتحاد الوطني للمزارعين في بريطانيا الحكومة إلى الاستثمار العاجل في أنظمة تخزين المياه في المزارع، محذرًا من أن "الظروف الجوية القاسية تؤثر على قدرة البلاد على إطعام نفسها".