سواليف:
2025-05-23@22:26:11 GMT

مفاهيم إسلامية: الكتاب والقرآن

تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT

#مفاهيم_إسلامية: #الكتاب و #القرآن
مقال الإثنين: 21 / 4 / 2025

د. #هاشم_غرايبه
يختلط على كثيرين التمييز بين مفهومي الكتاب والقرآن، وهل هما مسمى لشيء واحد، وان كان كذلك فلماذا تأتي الإشارة له بهذا المسمى أو ذاك.
لغويا الكتاب جذره اللغوي الفعل الثلاثي (كتب)، والقرآن جذره (قرأ)، من هنا يمكن فهم المسألة، فالكتاب هو المدون، وكتب الله جميعا تسمى الكتاب، ويأتي بالمفرد لأنه اسم نوع دال على أي كتاب أنزله الله للبشر، وهو مكتوب لأن أصله مدون في اللوح المحفوظ.


القرآن هو مسمى الكتاب الذي أنزله الله على آخر انبيائه عليه الصلاة والسلام، وبالطبع كانت مشيئة الله أن يبقي الرسول الكريم أميا، لأنه يعلم أن أهل الكتاب حسدا منهم سينكرون نبوته، وسيقولون أن ما يوحى اليه من الكتاب نقله عن التوراة أو درسه عن آخرين كتبوه له، لذلك كان ينزل الآيات في روعه فتثبت في ذاكرته ويقرؤه للناس منها، فلذلك كان قرآنا.
الكتب السماوية التي أنبأنا بها الله خمسة، ومضمونها العقدي واحد وهو التوحيد، ومحتواها التشريعي جميعها مبني على الوصايا العشر التي ذكرها الله في القرآن في الآيات 151-152 من سورة الأنعام. وأقدمها صحف ابراهيم وموسى، والتي ليس لها أثر الآن لكن مضمونها وارد في الآيات 38-44 من سورة النجم.
وثانيها التوراة وانزلت على موسى عليه السلام.
والثالث هو الزبور الذي أنزل على داود عليه السلام.
والرابع هو الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام
أما الخامس وهو آخرها فهو القرآن الذي أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام.
المسألة الهامة: طالما أنها جميعا أنزلت من الله تعالى، فلا يمكن أن يكون بينها تناقض أو تباين، فهل أن المرء مخير في اتباع أي منها!؟.
صحيح أن أصلها كلها من الله، لكنه أنزلها بهذا التسلسل الزمني خلال فترة تتجاوز 2500 عام لحكمة أرادها تعالى.
فقد كان تنزلها خلال تلك الحقب متوافقا مع التطور الفكري للبشر في المفاهيم والمعارف والإمكانات، كما أنه كان ينزلها على أقوام محددين ولفترة محددة، ويأتي كل كتاب لاحق مصدقا بما سبقه وليس ناقضا له، ومؤكدا على اتباع الدين الذي أنزله الله كمنهج حياة للبشر الجدد الذين أنجاهم من طوفان نوح، ومسماه الإسلام، وكان كل رسول يدعو لاتّباعه، وكل رسالة متضمنة لنسخة محدثة ومزيدة من تشريعات الدين، لذا فهي متطورة عما سبقها بمقدار التطور البشري أنئذ.
عندما وصل هذا التطور الى الدرجة المطلوبة أنزل الله رسالته الختامية، واستكمل فيها الدين الكامل، والتشريعات النهائية، لذلك كان مطلوبا من البشر جميعا اتباعها، سواء من آمن بالرسالات السابقة أم لم يكن مؤمنا، ولأنه لن يُبعث رسول آخر بعدها، فهي ستكون للعالمين جميعا، لذلك كُلف النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأصعب مهمة كلف بها من قبله، وهي تبليغ الدعوة للعالمين، وكلف المؤمنون بإكمال تبليغها لكل من لم تصله مكانا أو لم يشهدها زمانا.
هكذا نفهم لماذا سمح الله تعالى للبشر أن يحرّفوا تشريعات الرسالات السابقة، ولم يحفظ كتبه السابقة من عبث المغرضين، فمنها ما فُقد جزئيا أو كليا، ومنها ما حرّف فضاعت الثقة بالتمييز بين الصحيح والموضوع.
لكنه تعالى تكفل بذاته العلية بحفظ القرآن فقط، فظل عبر الأزمنة كما أنزله.
ذلك ربما لأنه تعالى أراد ان يكون كتابه هو القرآن، لذلك كان كاملا لا نقص فيه ولا إغفال لتشريع ولا ركن عقيدة ولا لتفصيل للدين، ولما كان منطقيا أن يكون آخر تعديل ملغيا لما سبقه، لذلك فالقرآن مغن عن كل الكتب السابقة: “وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ” [المائدة:48]، وعليه نفهم غضب النبي صلى الله عليه وسلم من عمر حين رآه يطالع قراطيس أهل الكتاب، فقال: “أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق، فتكذبوهم به، أو بباطل فتصدقوا، والذي نفسي بيده، لو أن موسى -صلى الله عليه وسلم- كان حيًّا، ما وسعه إلا أن يتبعني”.
نتوصل الى أن كتاب الله الوحيد الباقي كما أنزله الله للبشر هو القرآن، لذا فهو الدستور الوحيد للمؤمن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الكتاب القرآن هاشم غرايبه أنزله الله الذی أنزل لذلک کان لذلک ک

إقرأ أيضاً:

محمد مهنا: الصدق وسيلة النجاة في الدنيا والآخرة

قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن الصدق ليس فقط خُلقًا من الأخلاق، بل هو أساس الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، وعمود مقام الإيمان، وبه تُبنى جميع منازل السائرين إلى حضرة الحق.

واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا"، مبينًا أن هذا الحديث يُعد دستورًا قيميًّا وأخلاقيًّا للمؤمنين.

 الصدق صفة النبيين والصالحين 

وأكد أن الصدق صفة النبيين والصالحين والملائكة، وهو المرتبة التي تلي النبوة مباشرة، مشيرًا إلى قوله تعالى: "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا".

صدق التوجّه إلى الله

وأوضح أن التصوف كما عبّر عنه العلماء، وعلى رأسهم الإمام زروق، هو "صدق التوجّه إلى الله"، أي أن يسير العبد إلى الله تعالى على بساط الصدق في أقواله، وأفعاله، وأحواله، في عباداته ومعاملاته، بل وفي كل تفاصيل حياته.

وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى ميّز الصادقين عن غيرهم، فقال: "ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم"، موضحًا أن الصدق كان سمة سيدنا إبراهيم وسيدنا إدريس، وسيدة نساء العالمين مريم، عليهم السلام جميعًا، وهو دأب الصالحين الذين وصفهم الله بقوله: "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".

هل يجوز إعطاء الجزار من الأضحية؟.. الأزهر يجيبهل يجوز تحويل المهر لـ جرامات من الذهب؟.. أزهري يجيب

النبي أوصانا يوم وقفة عرفات بالصدق

وواصل إن النبي صلى الله عليه وسلم، أوصانا يوم وقفة عرفات، بالصدق فى كل الأعمال والتصرفات، حيث قال: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة".

وأكد أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريح، أن الصدق ليس فقط في الأقوال، بل هو سلوك ينعكس على كل جوانب الحياة، من الأفعال إلى المعاملات، مرورا بالعبادات. 

وأكمل: "ما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا"، محذرا من خطورة الكذب، الذي يقود إلى الفجور، كما جاء في الحديث الشريف: "إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".

 الصدق هو الطريق إلى الله

ونبه على أن الصدق هو الطريق إلى الله، وهو الطريق الذي يعبر منه السائرون إلى حضرة الله تعالى. كما أشار إلى أن التصوف هو صدق التوجه إلى الله في كل أمر من أمور الحياة، مستشهداً بكلام الشيخ الإمام زروق الذي قال:"التصوف هو صدق التوجه إلى الله، أي السير إلى الله على بساط الصدق في أقوالك، أعمالك، أحوالك، عباداتك ومعاملاتك".

 أهمية الصدق في التمييز بين المؤمنين والمنافقين

وأشار إلى أهمية الصدق في التمييز بين المؤمنين والمنافقين، حيث قال تعالى:  "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، متابعا: "اللهم اجعلنا من الصادقين، وإن لم نكن أهلاً لذلك، فاجعلنا أهلاً لذلك بفضلك يا أرحم الراحمين".

وشدد على أن الصدق هو سمة الأنبياء، الصديقين، والشهداء، وهو الطريق الذي ينال به العبد رضا الله تعالى، فالمؤمن يلتزم به ليكون من أهل الجنة، ويجنب نفسه طريق الفجور والنار.


 

طباعة شارك الصدق النجاة الدنيا

مقالات مشابهة

  • محمد مهنا: الصدق وسيلة النجاة في الدنيا والآخرة
  • ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب
  • تأملات قرآنية
  • وزير الأوقاف يكرم 171 حافظا وحافظة للقرآن بمدارس العمرية
  • من الميت الحي الذي تحدث نتنياهو عن القضاء عليه؟
  • ذِكر واحد من واظب عليه صباحا ومساء أصبح من أهل الجنة
  • جدول أعمال يوم عرفة لغير الحاج 
  • من كل بستان زهرة – 102-
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بحق جانيين في المدينة المنورة
  • محمد بن راشد: كتاب الله.. أعظم رسائل السماء للبشر (فيديو)