بيتر نافارو خبير الاقتصاد الذي تفوق على ماسك في كسب ثقة ترامب
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
استعرض تقرير بصحيفة غارديان مسيرة المستشار التجاري في البيت الأبيض بيتر نافارو، وهو العقل المدبر للسياسات الأميركية الاقتصادية الأخيرة، مثل الحرب التجارية على الصين والرسوم الجمركية.
ووفق مراسل الصحيفة في أيرلندا روري كارول، فقد دخل نافارو البالغ 75 عاما ساحة السياسة قبل 10 سنوات، وانتقل من أستاذ جامعة غير معروف قارب سن التقاعد، إلى أحد مقربي الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وذكر التقرير، أن نافارو تغلب على نفوذ إيلون ماسك السياسي وتفوق عليه، ودفعت سياسات المستشار المتخبطة والفوضوية بماسك إلى وصف الأخير بأنه "أحمق" و"أغبى من شوال من الطوب"، غير أن نافارو لم يبال، مؤكدا أنه نعت سابقا بألفاظ أسوأ مثل "المجرم" و"الدجال".
بداياتويعود تاريخ هذه السمعة، وفق التقرير، إلى دور المستشار في حملة ترامب الرئاسية في عام 2016 وسياساته الاقتصادية حينها، وعدم مقدرته على التعامل مع العواقب الاقتصادية لجائحة كوفيد، ومحاولة تغيير نتائج انتخابات 2020، ما أدى إلى سجنه، ولكنه عاد الآن أكثر تأثيرا من أي وقت مضى في إدارة ترامب الثانية.
وقال التقرير، إن نافارو كان قبل عقد من الزمن، أستاذا في جامعة كاليفورنيا، إلى أن جذبت آراؤه المتشددة عن الصين انتباه حملة ترامب الانتخابية فوُظف، ومنذ ذلك الوقت دعم المستشار سياسات الرئيس المثيرة للجدل على الرغم من أنها تضر بالاقتصاد.
إعلانوأضاف التقرير أن المستشار ولد لأسرة متواضعة على الساحل الشرقي، ونال درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد، وبدأ حياته المهنية في تدريس الاقتصاد، وخاض محاولات فاشلة للترشح كممثل ديمقراطي، قبل أن يتحول في عام 2001 إلى الكتابة في مجال الاستثمار، ثم نشر لاحقا كتبا وأفلاما وثائقية تنتقد الصين بشدة.
آراؤه توافق ترامبودفعت هذه المنشورات جاريد كوشنر -صهر ترامب- إلى العثور على كتاب نافارو "الموت على يد الصين" عبر أمازون، ما مهد الطريق لانضمام الأخير إلى حملة ترامب، وفق التقرير.
ولفت التقرير إلى أن نافارو وصف الصين بأنها "الخطر الاقتصادي الذي ينهب الولايات المتحدة"، ووصف سياساتها التجارية بأنها "اغتصاب اقتصادي"، ودافع عن فرض رسوم بنسبة 45% على البضائع الصينية في 2016، حسب التقرير.
ويرى نقاد نافارو -حسب التقرير- أنه يسعى إلى إعادة رسم قواعد الاقتصاد العالمي التي استقرت بعد الحرب العالمية الثانية، مستخدما أساليب تنطوي على تهور قد يفاقم الاضطرابات الاقتصادية ويؤجج ردود الفعل الدولية.
وأوضح التقرير، أن مؤلفات نافارو أثارت كثيرا من الجدل بعد الكشف عن استعانته بشخصية وهمية يُدعى "رون فارا"، كان يقدمه في كتبه على أنه خبير اقتصادي يدعم وجهات نظره المتشددة تجاه الصين، إذ تبين لاحقا أن "رون فارا" ليس سوى اسم مستعار، هو في الواقع عبارة عن تحريف لاسمه نافارو.
ووفق التقرير، حاول نافارو التقليل من شأن الحادثة، واصفا الأمر بأنه "مزحة" و"أسلوب أدبي"، ولكنه لم يفلح في تبديد الاتهامات بتضليل القراء، ما أضعف من مصداقيته الأكاديمية لدى بعضهم، ولكن دون أن يؤثر على مكانته في دوائر القرار المقربة من ترامب.
أما ترامب، فيراه صوتا أكاديميا يضفي شرعية على سياسة الإدارة المتشددة في التجارة، ويقدّمه باعتباره العقل الذي يملك الجرأة على كسر التقاليد والعودة إلى الحمائية الاقتصادية باعتبارها مسارا ضروريا لاستعادة التوازن الاقتصادي.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بلومبرج: 4 سيناريوهات محتملة تواجه الاقتصاد العالمي بعد الضربات الأمريكية لإيران
قالت وكالة بلومبرج الأمريكية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية والانضمام إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران، أدخل الاقتصاد العالمي في مرحلة جديدة من المخاطر الجيوسياسية، وأعاد رسم حسابات الأسواق العالمية التي كانت تعتقد سابقًا أن ترامب يميل إلى التصعيد الكلامي أكثر من الفعل العسكري.
وبحسب التقرير، فإن الهجوم العسكري الأمريكي، والذي أطلقت عليه واشنطن اسم "عملية رعد منتصف الليل"، شكّل صدمة مفاجئة للأسواق المالية وشركاء أمريكا التجاريين، خاصة بعد سنوات من السياسات التجارية المضطربة والحروب الجمركية التي خاضها ترامب خلال ولايته الأولى.
عاجل ـ كوريا الشمالية تندد بالهجوم الأمريكي على إيران عاجل- الجيش الإسرائيلي يعلن تعميق ضرباته داخل إيران مع التركيز على مقرات الحرس الثوري أربعة سيناريوهات رئيسية لمستقبل الاقتصاد العالمي:السيناريو الأول: تنازلات دولية أمام الحسم الأمريكيترى بلومبرج أن بعض العواصم الدولية قد تفسر تحرك ترامب العسكري كدليل على جديته، ما يدفعها إلى تقديم تنازلات تجارية سريعة لواشنطن قبل انتهاء المهلة الممنوحة لفرض الرسوم الجمركية الجديدة.
ويمثل هذا السيناريو ما يتمناه البيت الأبيض، لأنه يعزز موقف ترامب التفاوضي عالميًا دون تعريض الأسواق لمزيد من الاضطرابات.
السيناريو الثاني: تصعيد عسكري يقود لصيف مضطرب
في حال قررت إيران الرد بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم ممرات النفط في العالم، وارتفعت أسعار النفط بشكل حاد، فستكون النتيجة صدمة اقتصادية عالمية مصحوبة بتقلبات في الأسواق المالية، وتباطؤ في النمو العالمي.
في هذا السيناريو، قد يتراجع ترامب عن تصعيد الرسوم الجمركية، لكن الضرر الاقتصادي سيكون قد وقع بالفعل، مع بقاء أجواء عدم اليقين لفترة طويلة.
السيناريو الثالث: تعاون عالمي للحد من الأثر الاقتصادي
في هذا السيناريو المتفائل، تتكاتف الدول الكبرى لتخفيف الأثر الاقتصادي للهجوم، من خلال ضبط أسعار النفط والتنسيق بين البنوك المركزية والمؤسسات المالية.
وقد يؤدي هذا التعاون الدولي إلى تقليص تداعيات الهجوم إلى أزمة مؤقتة ومحدودة الأثر على الأسواق العالمية.
السيناريو الرابع: الركود العالمي الكبير
وصفته بلومبرج بأنه الأسوأ. في هذا السيناريو، تستمر إيران في التصعيد وتستخدم ورقة النفط بكل قوتها، مغلقةً صادرات الخليج بالكامل، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل جنوني، بالتزامن مع إصرار ترامب على زيادة الرسوم الجمركية على الصين وأوروبا وغيرها، مما يتسبب في انهيار التجارة العالمية ودخول الاقتصاد العالمي، ومعه الاقتصاد الأمريكي، في ركود عميق أشبه بما حدث في أزمات القرن التاسع عشر.