رد الرئيس الكيني وليام روتو بحدة على الحملة الإعلامية والانتقادات التي وُجّهت إليه بسبب تحالفه مع زعيم المعارضة رايلا أودينغا.

وجاء الهجوم الأبرز من صحيفة "ذا ستاندرد"، التي وصفت تحالف روتو وأودينغا بـ"خيانة يهوذا"، مما أثار غضب الرئيس، وجعل منه موضوعا للنقد العلني.

الرد على الصحيفة

انتقد روتو بشدة الصحيفة التي استخدمت عبارة "خيانة يهوذا" في عنوانها، مؤكدا أن هذا الوصف يفتقر إلى الدقة ويُحرف نوايا الحكومة.

يُذكر أن "خيانة يهوذا" هي تعبير تاريخي يعود إلى الخيانة التي ارتكبها يهوذا الإسخريوطي ضد المسيح في الكتاب المقدس.

وقد اعتبرت الصحيفة أن تحالف الرئيس مع خصمه السياسي السابق يمثل خيانة للناخبين الذين دعموا روتو في حملته الانتخابية.

في المقابل، شدد روتو على أن هذه الوحدة تعكس رغبة الشعب في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي في كينيا.

إستراتيجية وطنية لا خيانة

وأكد روتو أن هذه الشراكة ليست تهديدًا للمبادئ التي تأسست عليها كينيا بعد استقلالها، بل هي خطوة مدفوعة بالمصلحة الوطنية العليا.

وقال إن الشعب الكيني يحتاج إلى الوحدة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.

واعتبر أن التعاون بين الحكومة والمعارضة ليس خيانة بل هو دليل على النضج السياسي وقدرة القيادة على تجاوز الخلافات من أجل مصلحة الأمة.

إعلان

وأضاف روتو أن تحالفه مع أودينغا، رغم ما يواجهه من انتقادات، هو جزء من إستراتيجية واسعة لبناء كينيا أقوى وأكثر استقرارا.

وقال "لقد وصلنا إلى هذه النقطة لأننا نؤمن بأن وحدتنا يمكن أن تساهم في تحقيق التقدم الاقتصادي والتنمية المستدامة".

الرئيس الكيني وليام روتو (يسار) برفقة زعيم المعارضة رايلا أودينغا (الفرنسية) رؤية الرئيس للمستقبل

في تصريحاته، أكد روتو أن الشعب الكيني سيكون الرابح الأكبر من هذه الوحدة، حيث ستتيح البلاد فرصة تحقيق الاستقرار والتنمية في مختلف المجالات.

وقال إن كينيا بحاجة إلى تعاون حقيقي بين جميع الأطراف السياسية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها.

وأضاف "الوحدة التي نسعى لتحقيقها هي التي ستدفع كينيا نحو المستقبل. نحن بحاجة إلى جهد مشترك لتحقيق التنمية المستدامة". مشيرا إلى أن تحالفه مع أودينغا يعكس قدرة القيادة الكينية على تجاوز الخلافات السياسية والعمل معا لبناء مستقبل أفضل لجميع الكينيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

هل تحمل رؤية صمود لسلام السودان تحولا في موقف التحالف؟

الخرطوم- في مبادرة جديدة لتحريك الجمود السياسي في السودان، طرح التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود" بزعامة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، رؤية لإنهاء الحرب، سلمها لخصومه السياسيين. بينما يعتقد مراقبون أنها تحتاج إلى تعديلات جوهرية وتنازلات حتى تحقق اختراقاً في جدار الأزمة.

وكانت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" قد حلت نفسها في 10 فبراير/شباط الماضي، بعد خلافات بين مكوناتها عن إعلان حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وعلى إثر ذلك، شكل الرافضون لتشكيل الحكومة تحالف "صمود"، بينما انضمت فصائل ومجموعات سياسية إلى تحالف السودان التأسيسي "تأسيس" الذي يعد لتشكيل حكومة موازية.

وكشف تحالف "صمود" عن رؤية سياسية لإنهاء الحرب، عبر خارطة طريق متعددة المسارات، تشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وإصلاحًا جذريًا في المؤسسات العسكرية، وعدالة انتقالية، إضافة إلى فترة حكم مدني انتقالية تمتد عشر سنوات، نصفها تأسيسي ونصفها بحكومة منتخبة.

مضامين الرؤية

تضمنت المبادرة -التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- وقفًا دائمًا لإطلاق النار كخطوة أولى، يُتبع باتفاق سلام شامل لا يكتفي بإنهاء القتال فقط، بل يؤسس لمرحلة سياسية جديدة.

كما شمل المشروع بناء وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية فدرالية، تقوم على الفصل التام بين الانتماء الديني للمواطنين والدولة، على أن تقف الدولة على مسافة واحدة من جميع الأديان والمعتقدات.

وتقر الرؤية بحظر النشاط السياسي لحزب المؤتمر الوطني، بزعامة الرئيس السابق عمر البشير وواجهاته، أو تمثيله في أي من مؤسسات الحكم والمفوضيات، ويمنع إعادة تسجيله أو تسجيل جمعياته ومنظماته وواجهاته، كما تؤول كل ممتلكاته وأمواله وأسهمه لصالح وزارة المالية.

وتشمل الرؤية مسارات مختلفة منها:

المسار الإنساني: ويتمثل بإيصال المساعدات وحماية المدنيين. مسار وقف إطلاق النار: ويُعنى بالاتفاق على وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الدائمة. المسار السياسي: ويشمل إطلاق حوار وطني يخاطب جذور الأزمة، ويرسي سلاماً مستداماً في البلاد. إعلان

وحددت الرؤية مدة الفترة التأسيسية الانتقالية الأولى بخمس سنوات، تنتهي بانتخابات عامة، تعقبها فترة تأسيسية انتقالية ثانية مدتها خمس سنوات أخرى، تقودها حكومة منتخبة تلتزم بإكمال مهام التأسيس.

سجال سياسي

قال المتحدث باسم تحالف "صمود" بكري الجاك، في تصريح صحفي، إن التحالف سلّم رؤيته لكل من: قوى الحرية والتغيير– الكتلة الديمقراطية برئاسة جعفر الميرغني، وحزب البعث الأصل، وحزب المؤتمر الشعبي، ومبارك الفاضل المهدي الذي يقود تحالف قوى التراضي الوطني، والتجاني السيسي زعيم تحالف قوى الحراك الوطني، وطلب اجتماعات معهم للوصول إلى توافق عن أسس ومبادئ إنهاء الحرب.

وكشفت مصادر في تحالف "صمود" للجزيرة نت، أنهم سيبعثون بنسخة من الرؤية الجديدة إلى رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

في المقابل، قالت تنسيقية القوى الوطنية القريبة من الجيش بقيادة محمد سيد أحمد "الجكومي"، إن الرؤية المطروحة لإنهاء الحرب من "صمود" جاءت "كاجترار لمبادئ عامة وشعارات فضفاضة، تفتقر كلياً لأي آليات عملية وواضحة لوقف الحرب".

وذكرت التنسيقية، في بيانها، إن "صمت هذا التحالف عن تحديد موقف واضح وصريح من التمرد (في إشارة إلى قوات الدعم السريع)، يثير الشكوك عن نواياه الحقيقية، بل يؤكد أنهم لا يزالون يراهنون على التمرد كوسيلة لإعادة تشكيل المشهد السياسي بما يضمن عودتهم إلى السلطة".

من جانبه يرى المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة "التيار" عثمان ميرغني، أن الرؤية التي طرحها "صمود" تمثل "مقالا طويلا يختلط فيه الرأي بالتحليل وخارطة الطريق، مع تناقضات غريبة تقدم فكرة ثم تتبنى نقيضها".

وينتقد المحلل في حديث للجزيرة نت، اقتراح مرحلتين انتقاليتين مدتهما 10 سنوات، ليصل عمر البلاد إلى 80 عامًا تحت التجريب والانتقال منذ استقلالها. كما أن الحكومة والهياكل التي تُعيَّن في الفترة الانتقالية الأولى تنتهي بانتخابات، ثم تُطالب الحكومة المنتخبة الالتزام بقرارات فترة انتقالية معينة لا تستند إلى شرعية انتخابية.

وحتى تحقق الرؤية قدراً من التوافق، يعتقد ميرغني أنها تحتاج إلى تعديلات جوهرية، تنطلق من مفهوم الأمن القومي للأزمة وليس الحل المفضي إلى امتيازات سياسية.

ووفقا له، فإن الاعتراف بالجيش كقوة شرعية تحمي البلاد ولا يجوز منازعته فيها يعد خطوة أساسية مهمة لتأسيس منصة سياسية جامعة.

حوار وليس حلا

من جهته دافع رئيس الآلية السياسية في تحالف "صمود" وزعيم حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، عن رؤيتهم للسلام، وعدّها دعوة إلى الحوار المفتوح في مسارات الخروج من الأزمة وإعادة بناء الدولة.

ويوضح الدقير في منشور على صفحته في منصة "فيسبوك" أن "الرؤية ليست نصّا مُقدّسا ولا مشروعا مفروضا، بل هي دعوة جادة للتفكير الجماعي والتفاعل البنّاء من أجل توحيد الإرادة الوطنية في اتجاه إيقاف الحرب وإحلال السلام والتوافق على مطلوبات التأسيس الوطني المعافى من أمراض الماضي".

ويقول الدقير إن "تجاوز الكارثة الراهنة ليس مستحيلا، ويمكن للسودانيين أن يجعلوا من أزمتهم منصة لانطلاقة جديدة، ومدخلا لمسار نهضوي طال انتظاره، إذا تغلّبت إرادتهم الجامعة على شتاتهم المُدمِّر".

إعلان

أما الباحث والمحلل السياسي محمد علاء الدين، فيرى أن رؤية "صمود" حملت أجندة للحوار السياسي وليس حلا للأزمة. كما أن التحالف قدم تنازلات لأول مرة بتسليم رؤيتهم لكتل سياسية موالية للجيش ودعوتهم للحوار معه، بعدما كان يرفض الجلوس إليهم في طاولة واحدة، مما يشير إلى تحول في موقفه.

ويقول الباحث السياسي للجزيرة نت، إن "صمود" يتهم الإسلاميين بالوقوف وراء الحرب والتأثير على القرار العسكري، وفي الوقت ذاته يقر بحظر نشاط حزب البشير، مما يعكس عدم اتساق دعوته للحوار من أجل إنهاء الحرب، بينما يتم إقصاء الفاعلين فيها، فالحوار يتم مع الخصوم وليس الأصدقاء، وتحقيقه اختراقاً يتطلب تنازلات متبادلة ولو كانت مؤلمة.

مقالات مشابهة

  • تنسيقية القوى الوطنية: تحالف “صمود” يناهض رفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي
  • عراقجي: خيانة أمريكية للدبلوماسية وهجوم نووي يهدد استقرار العالم
  • خيانة وغدر في شارع النادي.. تفاصيل القبض على قاتلي طبيب طنطا
  • عراقجي: إيران لن توقف تخصيب اليورانيوم مطلقاً وما فعله الأمريكيون خيانة
  • استطلاع رأي: الشباب يخيبون آمال تحالف الشعب!
  • بالفيديو.. الإعلام الإسرائيلي ينتقد فشل الدفاعات الجوية
  • عراقجي: إيران لن توقف تخصيب اليورانيوم أبدا وما فعله الأمريكيون خيانة
  • وزير الخارجية الإيراني: تصرفات إدارة ترامب خيانة للدبلوماسية
  • عراقجي: الهجوم الإسرائيلي «حرب ظالمة فرضت علينا» و«خيانة» للمسار الديبلوماسي مع واشنطن
  • هل تحمل رؤية صمود لسلام السودان تحولا في موقف التحالف؟