حقل عكاز.. العراق ينهي مرحلة الشركة الاوكرانية وخطوات وطنية لتصحيح الاخطاء
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
بعد عام على التعاقد مع شركة أوكرانية مثيرة للجدل، تطرح الكثير من التسؤلات حول مدى التقدم في مشروع تطوير حقل عكاز الغازي، ومدى أهلية الشركة المنفذة ومصير واحد من أكبر مشاريع الغاز في العراق.
ويُعد حقل عكاز الغازي في محافظة الأنبار من أبرز مشاريع الطاقة الاستراتيجية في العراق، لما يتمتع به من احتياطي ضخم ما يجعله من أكبر الحقول الغازية في البلاد ومن بين الأكبر في الشرق الأوسط.وقبل عام تحديدا، وقعت وزارة النفط، عقدا مع شركة يوكرزم ريسورس الأوكرانية لتطوير حقل غاز عكاز في محافظة الأنبار بغرب البلاد. ويهدف الاتفاق إلى إنتاج 100 مليون قدم مكعب قياسي يوميا في أول عامين على أن يترفع الانتاج إلى 400 مليون قدم مكعب قياسي في غضون أربع سنوات. وبحسب ما ذكره البيان، فإن شركة كوكاز الكورية وقعت عقد التنازل عن المشروع لصالح الشركة الأوكرانية، بما يعطي دفعة للمشروع الذي تأخر عدة سنوات بسبب الاضطرابات الأمنية في البلاد. وكان العراق قد أعلن في مارس 2023 بدء إنتاج الغاز من الحقل بقدرة بلغت 60 مليون قدم مكعب يوميًا، في حين تشير التوقعات الرسمية إلى بلوغ ذروة الإنتاج بحلول عام 2030، مع إمكانية استمرار الحقل في تغذية منظومة الطاقة الوطنية حتى عام 2062. وتعليقًا على أهمية الحقل، بينت عضو لجنة النفط والغاز النيابية، زينب جمعة الموسوي، آخر تطورات تطوير مشروع حقل عكاز الغازي. وذكرت الموسوي، أن حقل عكاز الغازي يُعد من أبرز مشاريع الطاقة في العراق، لما له من أهمية استراتيجية في تعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على واردات الغاز. وأضافت خلال حديثها لـ"الاقتصاد نيوز"، أن الحقل، الذي يقع في محافظة الأنبار قرب مدينة القائم على الحدود السورية، يحتوي على احتياطي يُقدّر بنحو 5.3 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، مما يجعله من أكبر الحقول الغازية في العراق ومن الحقول البارزة في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت الموسوي إلى أن وزارة النفط وقّعت في نيسان 2024 عقدًا مع شركة "يوكرزم ريسورس" الأوكرانية لتطوير الحقل، بهدف إنتاج 100 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا خلال أول عامين من تنفيذ المشروع، على أن يرتفع الإنتاج تدريجيًا ليبلغ 400 مليون قدم مكعب يوميًا في غضون أربع سنوات. ورغم الطموحات التي يطرحها هذا المشروع، أثار التعاقد مع الشركة الأوكرانية جدلًا واسعًا، حيث وُصفت الموسوي، الشركة بأنها "هزيلة" و"وهمية"؛ لعدم امتلاكها مقرًا جغرافيًا معروفًا أو سجلًا واضحًا في قطاع الطاقة، إذ يقتصر وجودها على موقع إلكتروني فقط، ما أثار تساؤلات حول قدرتها على تنفيذ مشروع بهذا الحجم. وشددت الموسوي على أن تطوير حقل عكاز يُعد خطوة بالغة الأهمية في مسار تعزيز إنتاج الغاز المحلي، خاصة مع ازدياد الطلب على الطاقة في العراق، لافتة إلى أن المشروع سيساهم في تحسين إمدادات الكهرباء، لا سيما خلال أشهر الصيف، وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد من الخارج. وكان مجلس الوزراء، قد اقر مؤخرا، المضي بخطة سريعة لاستثمار حقل عكاز الغازي بالجهد الوطني من قبل شركة نفط الوسط، على أن تنفذ شركة (شلمبرجير) الأمريكية المرحلة الأولى منه، لينتج الحقل خلال سنة 100 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم من الغاز. وبهذا الصدد، كشف زميل زينب الموسوي، في لجنة النفط النيابية، آخر تحركات الحكومة العراقية بشأن العقد المبرم مع الشركة الاوكرانية. وقال النائب باسم الغريباوي لـ"الاقتصاد نيوز"، إن الشركة الاوكرانية هي الوحيدة التي تقدمت لتطوير حقل عكاز؛ لذلك اقدمت وزارة النفط على التعاقد معها، مبينا أن الشركة لم تقدم خطاب الضمان الذي تبلغ قيمته 50 مليون دولار الذي شرطه الجانب العراقي عليها. ووضعت وزارة النفط العراقية شروطًا مشددة على الشركة الأوكرانية، لم يسبق فرضها على شركات أخرى، بخلاف ضمان مصرفي بقيمة 50 مليون دولار، إذا ثبت أن أيًّا من الوثائق التي قدّمتها الشركة غير صحيح. وأضاف، أن هذا الشرط وضع باعتبار أن الشركة تعود لدولة داخلة بحرب مع روسيا، مؤكدا أن الشركة لم تجلب خطاب الامان، ولم تعمل وفق ما مخطط له. واوضح عضو لجنة النفط النيابية، أن مجلس الوزراء وافق على قرار شركة نفط الوسط بالغاء العقد مع الشركة الاوكرانية، والتعاقد مع شركة نفط الوسط نفسها؛ لانجاز الاعمال وحفر ستة آبار، والوصول الى انتاج 100 مقمق كمرحلة أولى. واشار الى، أن شركة نفط الوسط تعمل حاليا على إكمال متطلبات الاعمال"، مشددا على اهمية اختيار شركات رصينة والمعروفة. وفي عام 2008، حاول العراق تصدير كميات ضخمة من الغاز من حقل عكاز العراقي، بنحو 500 مليون قدم مكعبة يوميًا إلى أوروبا، من خلال اتفاقية تنص على تصدير الغاز عبر سوريا، في مقابل صفقات لتسليح الجيش العراقي. وبموجب الاتفاقية، التي عقدها رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي، تُصدِّر بغداد نحو 183 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى دول الاتحاد الأوروبي، مقابل 10 مليارات دولار فقط، وهي الصفقة التي عَدَّها العراقيون "سرقة" لمواردهم. يشار إلى أن حقل عكاز العراقي كان قد استعاد 0.61% من إجمالي احتياطياته القابلة للاستخراج، ومن المتوقع أن يبلغ ذروة إنتاجه عام 2030، وأن يستمر في الإنتاج حتى يصل للحدّ الاقتصادي الأقصى في 2062، بحسب تقرير
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار ملیون قدم مکعب قیاسی الشرکة الاوکرانیة حقل عکاز الغازی شرکة نفط الوسط وزارة النفط فی العراق من الغاز مع شرکة یومی ا على أن
إقرأ أيضاً:
باستثمارات 15 مليون دولار.. توقيع عقد إقامة شركة لتصنيع الخيوط بالمنطقة الصناعية بالسخنة
شهد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم الأربعاء، بمقر الهيئة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع عقد مشروع شركة إنفينيتي فابريك (Infinity Fabric) لتصنيع الخيوط ونسج وصباغة وطباعة المنسوجات المتنوعة.
ويقام المشروع بالمنطقة الصناعية بالسخنة داخل نطاق المطور الصناعي شركة التنمية الرئيسية (MDC)، الذراع التنموية للمنطقة الاقتصادية، على مساحة 24 ألف متر مربع، باستثمارات إجمالية قدرها 15 مليون دولار أمريكي، بما يعادل 715 مليون جنيه مصري، يتم تنفيذها على مرحلتين بواقع 10 ملايين دولار للمرحلة الأولى، و5 ملايين دولار للمرحلة الثانية التي ستتضمن توسعات إضافية في الإنتاج، بما يوفر نحو 1000 فرصة عمل مباشرة.
ومن المقرر أن يبدأ المشروع التشغيل خلال الربع الثالث من عام 2026 بطاقة إنتاجية تبلغ 6 آلاف طن من الغزول و15 ألف طن من الأقمشة المتنوعة سنويًا.
وقع العقد كل من اللواء وليد يوسف، العضو المنتدب لشركة التنمية الرئيسية (MDC)، والمهندس محمد مزروع، والمهندس أحمد معوض، مديرا شركة إنفينيتي فابريك، وذلك بحضور عدد من ممثلي الشركة والقيادات التنفيذية بالهيئة.
وفي هذا الإطار، صرّح وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بأن المشروع الجديد يمثل إضافة نوعية للمنطقة الاقتصادية، ويعكس توجه الهيئة نحو توطين سلاسل القيمة في صناعة المنسوجات، باعتبارها إحدى الركائز التاريخية للاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن هذا القطاع يشكل أحد أهم الصناعات كثيفة العمالة وأكثرها قدرة على تحقيق القيمة المضافة من خلال التكامل بين مراحل الغزل والنسيج والصباغة والطباعة والتصميم.
وأضاف أن المنطقة الاقتصادية تعمل على استعادة مكانة مصر الإقليمية الرائدة في صناعة المنسوجات، عبر جذب استثمارات نوعية تسهم في إنشاء مجمعات إنتاجية متكاملة تربط بين التصنيع والتصدير، لافتًا إلى أن موقع المنطقة الصناعية بالسخنة وتكاملها مع ميناء السخنة يوفر مزايا لوجستية وتنافسية تجعلها وجهة مثالية للاستثمار الصناعي في سلاسل القيمة العالمية، خصوصًا في القطاعات التي تتمتع فيها مصر بخبرة وتاريخ طويل مثل صناعة الغزل والنسيج.
وأكد أن المشروع يأتي ضمن رؤية الهيئة في تعزيز التنمية الصناعية المستدامة، ويدعم جهود الدولة في توطين الصناعات التحويلية وتوسيع قاعدة الإنتاج المحلي، بما يسهم في زيادة الصادرات وخلق فرص عمل حقيقية للشباب.
جدير بالذكر أن مشروع انفينيتي فابريك يأتي في إطار المبادرة الخاصة بتوسيع نشاط الشركات الصناعية ذات القدرات التصديرية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، طبقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 151 لسنة 2024، والتي تختص بدراسة الحوافز الاستثمارية المقدمة للشركات الراغبة في الاستثمار الصناعي داخل المنطقة الاقتصادية، وكذلك دعم الشركات الصناعية المستهدف توسيع نشاطها بهدف تصدير جزء من إنتاجها للأسواق الخارجية وتوفير احتياجات السوق المحلية، فضلًا عن الشركات المصنعة لمستلزمات الإنتاج الصناعي بما يسهم في ترشيد الفاتورة الاستيرادية وتعزيز الاعتماد على المكونات المحلية.