قالت صحيفة ليبيراسيون إن آلاف المراهقات من شعب الإنويت زرعت في أرحامهن أجهزة منع الحمل دون موافقتهن بين عامي 1966 و1975، كجزء من سياسة تحديد النسل التي طبقتها الدانمارك في غرينلاند.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم مراسلتها الخاصة في نوك ونارساك برينلاند نيللي ديدلو- إن بعض المعنيّات تحدثن لأول مرة بعد عقود من الصمت، وقالت كاكا ثورينغ بولسن (67 عاما)، وهي من شعب الإنويت في غرينلاند، إن بلوغها سن 13 سنة كان سببا كافيا بالنسبة للأطباء الدانماركيين، لزرع جهاز منع الحمل داخل رحمها دون موافقتها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مخاوف من فوضى بإسرائيل بسبب أزمة نتنياهو ورئيس الشاباكlist 2 of 2غارديان: غزة حرّكت الصوت السياسي للمسلمين في أسترالياend of list

وكل ما تتذكره بولسن -حسب قولها للصحيفة- هو استدعاؤها للمستشفى، حيث كانت المراهقات ينتظرن دورهن، وهي تتذكر الألم الذي أعقب ذلك والذي ظل يلازمها، وتقول "كنت لا أزال طفلة، ولم يشرح لي أحد ما الذي كان يفعل بي ولا لماذا"، وهي لم تكن تعلم أن زرع هذه الأجهزة التي كانت كبيرة على أجساد المراهقات، سياسة حكومية.

وذكّرت الصحيفة بأن غرينلاند شهدت تحولا مزدوجا في ستينيات القرن الماضي، بعد أن انتقلت رسميا عام 1953، من مستعمرة إلى إقليم دانماركي، اتبعت فيه الحكومة سياسة استيعاب قسري لتحويل الإنويت "دانماركيين شماليين"، فأجبِر الصيادون الرحل على التخلي عن أسلوب حياتهم للاستقرار في أحياء حديثة البناء، وأصبحت جميع الاتصالات مع الإدارة باللغة الدانماركية، وغيرت أسماء عائلات بأكملها إلى أسماء مسيحية، مقابل استفادة السكان من مزايا دولة الرفاه الإسكندنافية، كالتعليم والرعاية الصحية المجانيين.

إعلان

ولكن الجزيرة -كما تقول المراسلة- كانت تشهد تحولا ديموغرافيا، يتزايد فيه عدد المواليد بشكل كبير، في الوقت الذي ترتبط فيه الإعانات التي تدفعها الدولة جزئيا، بعدد السكان، مما يهدد بجعل غرينلاند أكثر تكلفة.

حدث لي مكروه

ولذلك أطلقت الدانمارك منذ منتصف الستينيات، حملة لتنظيم الأسرة من أجل إبطاء النمو السكاني، بدأت باستخدام حبوب منع الحمل في الدانمارك، قبل أن يختار الأطباء الممارسون في الجزيرة تركيب اللولب الرحمي، لتتكرر قصة مراهقات غرينلاند من عام 1975 إلى عام 1996.

وكانت سن كاما سامويلسن 13 سنة عام 1973 عندما ذهبت إلى المستشفى لعلاج جرح في يدها، فخضعت لغرز جراحية ورُكّب لها لولب رحمي، تقول "قال لي الطبيب عمركِ 13. عليكِ المجيء معي. لم يطلب أحد الإذن مني، ولم يخبر أحد والديّ، بل طُلب مني ألا أخبر أحدا".

وتقول هيدفيغ فريدريكسن إنها بلغت 14 عاما عام 1974، و"بعد أيام قليلة من بدء الفصل الدراسي حدث لي مكروه"، ثم يختنق صوتها بالبكاء، لتكمل ابنتها القصة قائلة إن فتيات صفها دخلن مكتب الطبيب واحدة تلو الأخرى وغادرن جميعهن باكيات، "كان الطبيب رجلا وحيدا. لا أعرف كم عدد اللوالب التي وضعها في ذلك اليوم وحده".

وأشارت المراسلة إلى أنه تم تركيب لولب داخل رحم حوالي 4500 امرأة، أغلبهن مراهقات ودون علم معظمهن، بين عامي 1966 و1975، وهو ما يعادل نصف عدد النساء في سن الإنجاب، مما أحدث خللا في الهرم السكاني في غرينلاند يشبه ما تخلفه الحروب عادة.

بعض نساء هذا الجيل لجأن عند البلوغ للطب لعلاج العقم، لأنهن كن يجهلن ما زرع في أرحامهن، وعانى بعضهن من التهابات متكررة سببت لهن العقم، تقول هيدفيغ فريدريكسن "عانت العديد من زميلاتي في الدراسة من مشاكل مماثلة. كادت إحداهن تموت بسبب التهاب في قناة فالوب"، وقالت كاكا ثورينغ بولسن "لم أشعر بألم كهذا من قبل. استمر الألم لسنوات، حتى تمكنت من إزالة اللولب بنفسي ذات يوم أثناء الاستحمام".

إعلان

تقول هذه المرأة "صارت لدي ابنتان بعد أن ظننت أن ذلك لن يكون ممكنا"، فقد كان حملها الأول مؤلما، وأنجبت مولودا خديجا، وتشبه قصتها ما حدث مع كاما سامويلسن التي أزالت اللولب بنفسها، وهي تقول إنها أنجبت ابنة قبل أن تعاني من سلسلة من حالات الإجهاض.

انفجار الفضيحة

وتذكر المراسلة بأن نساء هذا الجيل أخفين قصصهن لعقود، حتى عن أحبائهن، تقول كاكا ثورينغ بولسن "في مراهقتنا، لم نكن نتحدث عن الأمر فيما بيننا، كان شخصيا للغاية ومخجلا للغاية. عندما كبرت أدركت أن أختي أيضا عانت وأنها شعرت بغضب شديد حيال ذلك، لكنني لم أجرؤ أبدا على التطرق إلى الموضوع".

بقيت كل واحدة من هذا الجيل تعتقد أنها تمر بمأساة شخصية، قبل أن تنفجر الفضيحة في أوائل عشرينيات القرن الحادي والعشرين وتتخذ بعدا سياسيا، وذلك عندما بدأت ناجا ليبرث، وهي طبيبة نفسية، بمشاركة تجربتها على فيسبوك، وتواصلت معها تدريجيا، بعض النساء حتى تشكلت مجموعة حولها، قبل بث بودكاست على الإذاعة الحكومية الدانماركية، للاعتراف أخيرا بحجم هذه الظاهرة.

كانت بعض النساء غاضبات "من النظام الاستعماري، لا من الدانماركيين"-حسب الصحيفة- وفي مواجهة هذا الغضب، فتح تحقيق عامّ بقيادة باحثين دانماركيين وغرينلانديين، وتحدث رئيس وزراء غرينلاند آنذاك ميوتي إيجيدي الذي تنحى الشهر الماضي.

ونبهت المراسلة إلى أن هذا الوعي المتزايد كان جزءا من حركة أوسع ترفض النفوذ الاستعماري الدانماركي، يقول الأستاذ الجامعي إيبي فولكاردسن "علينا أن نفهم من أين نبدأ. لطالما اعتقد الدانماركيون أنهم مستوطنون خيّرون، يعملون فقط لما فيه مصلحة غرينلاند"، لكن في السنوات الأخيرة، شهدنا صحوةَ هوية، وبدأ أناس يدركون أنهم كانوا ضحايا ظلم ممنهج.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

صلاة آخر السنة الهجرية تفتح لك أبواب الرزق .. اغتنمها اليوم

لاشك أنه حان موعد فتح أبواب الرزق وتفريج الكرب من خلال صلاة آخر السنة الهجرية حيث نشهد اليوم الأربعاء يوم التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة والذي قد يكون اليوم الأخير من ذي الحجة وهو آخر السنة الهجرية 1446، ومن ثم لم يتبق منها سوى ساعات قليلة ، وحيث إن الصلاة هي ثاني أركان الإسلام ونوافلها من أحب الأعمال إلى الله تعالى ، من هنا ينبغي معرفة ما هي صلاة آخر السنة الهجرية التي تفتح أبواب الرزق وتفرج الكرب، على سبيل اغتنام آخر نفحات السنة الهجرية التي تودعنا خلال ساعات ، خاصة وقد زادت أهمية صلاة آخر السنة الهجرية لارتباطها بالرزق وتفريج ما يكدر صفو عيشنا من كروب ، فتجعلنا نستقبل السنة الهجرية الجديدة 1447، بلا ضيق ولا أحزان ومن ثم بسعادة وسعة ، ولأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح في الدنيا والآخرة ، فقد أخبرنا عن صلاة آخر السنة الهجرية من أربع ركعات لها فضل عظيم، فبها يُكفر العبد ذنوبه، كما أنها تفتح له أبواب الرزق الوفير، وقد تؤدى مرة واحدة في العمر، وتُسمى صلاة التسابيح.

دعاء آخر السنة الهجرية للرزق.. 5 كلمات تصب عليك الخير صبالماذا تبدأ السنة الهجرية بشهر المحرم؟.. 10 أسباب لا تعرفهادعاء آخر أسبوع في السنة الهجرية.. 4 كلمات تبشرك بأجمل مما تتمنىصلاة آخر السنة الهجرية

قالت دار الإفتاء المصرية، عن صلاة آخر يوم من السنة الهجرية أنها تغفر الذنوب وتفرج الكروب وتفتح أبواب الرزق، إن صلاة التسابيح  ورد في فضلها أنها مكفرة للذنوب، مفرجة للكروب، ميسرة للعسير، يقضى الله بها الحاجات، ويؤمن الروعات ويستر العورات، وتُصلى صلاة التسابيح أربع ركعات (أي بتسليمة واحدة)، وفى كل ركعة تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة (أي سورة تختارها)، وبعد القراءة مباشرة وقبل الركوع تقول وأنت قائم هذه التسبيحات(سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر) ١٥ مرة.

وأضافت أنه بعد ذلك تركع وبعد التسبيح المعتاد في الركوع تقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات ثم ترفع رأسك من الركوع قائلا ًًََُ : سمع الله لمن حمده …..إلخ ثم تقول (التسبيحات المذكورة) 10 مرات ثم تهوى ساجدا ً وبعد التسبيح المعتاد في السجود تقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات.

وتابعت :ثم ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات، ثم تسجد وبعد التسبيحات المعتادة في السجود تقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات، وثم ترفع رأسك من السجود وأنت جالس القرفصاء في الاستراحة الخفيفة المأثورة بين السجود والقيام فتقول ( التسبيحات المذكورة ) 10 مرات، وفذلك 75 مرة في كل ركعة، وتفعل ذلك 4 مرات أي في الركعات الأربعة فيكون 300 تسبيحة.

فضل صلاة التسابيح في آخر السنة الهجرية

ورد فضل صلاة التسابيح في آخر السنة الهجرية ، أن هناك 6 فضائل لـصلاة التسابيح، فهي مُكفرة للذنوب، مُفرجة للكروب، مُيسرة للعسير، يقضى الله بها الحاجات، ويؤمن الروعات ويستر العورات.

كيفية صلاة التسابيح

وردت كيفية صلاة التسابيح في حديث نبوي أن صلاة التسابيح مكفرة للذنوب، مفرجة للكروب، ميسرة للعسير، يقضى الله تعالى بها الحاجات، ويؤمن الروعات ويستر العورات.
تصلى صلاة التسابيح أربع ركعات «أي بتسليمة واحدة».
في كل ركعة في صلاة التسابيح  تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة «أي سورة تختارها».
بعد القراءة مباشرة وقبل الركوع تقول وأنت قائم هذه التسبيحات «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 15 مرة.
ثم تركع وبعد التسبيح المعتاد في الركوع تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات
ثم ترفع رأسك من الركوع قائلًا: سمع الله لمن حمده ... إلخ، ثم تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
ثم تهوى ساجدًا وبعد التسبيح المعتاد في السجود تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
ثم ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
ثم تسجد وبعد التسبيحات المعتادة في السجود تقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات.
ثم ترفع رأسك من السجود وأنت جالس القرفصاء في الاستراحة الخفيفة المأثورة بين السجود والقيام فتقول «التسبيحات المذكورة» 10 مرات، فذلك 75 مرة في كل ركعة.
وتفعل ذلك 4 مرات أي في الركعات الأربع فيكون 300 تسبيحة.

آخر يوم من السنة الهجرية

تحدد دار الإفتاء المصرية، آخر السنة الهجرية بعد غروب شمس اليوم لأربعاء  الموافق 29 من ذي الحجة و25 من يونيو، من خلال استطلاع هلال شهر المحرم لعام 1447 هـ، للتحقق من  شهر ذي الحجة وما إذا كان ثلاثين يومًا أم 29 ، ومن ثم تحدد  آخر يوم من السنة الهجرية 1446 ، بثبوت أو عدم ثبوت رؤية هلال شهر المحرم لعام 1447 هـ، وبناء عليه يكون غدا الخميس هو المتمم لشهر ذي الحجة وآخر أيام السنة الهجرية، أم أنه أول أيام السنة الهجرية 1447 ، بحسب الرؤية الشرعية والحسابات الفلكية للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.

طباعة شارك صلاة آخر السنة الهجرية صلاة آخر السنة آخر السنة الهجرية فضل صلاة التسابيح في آخر السنة الهجرية صلاة التسابيح في آخر السنة الهجرية فضل صلاة التسابيح صلاة التسابيح

مقالات مشابهة

  • علیَّ الطلاق ما تقول حاجة !!
  • عبد المسيح التقى الرئيس عون: لضرورة الاستمرار في سياسة الحياد التي حمت لبنان
  • ماذا تقول نظريات حروب التحرر عن النصر والهزيمة في غزة؟
  • صلاة آخر السنة الهجرية تفتح لك أبواب الرزق .. اغتنمها اليوم
  • مناقشة موضوع سياسة تعزيز معدلات الإنجاب في الدولة
  • سياسة جديدة لـ"الطيران العُماني"
  • انخفاض تكلفة التأمين على الدين المصري السيادي مع انحسار المخاطر الجيوسياسية
  • 3 ملايين دولار.. تكلفة الزي الرسمي لنادي الزمالك
  • ليبيراسيون: ضرب إيران.. هل أتى عصر الافتراس؟
  • رئيس الفيفا يسعى لجعل كرة القدم الرياضة الأولى في الولايات المتحدة