مقاومة كشمير فصيل مسلح ولد بعد إلغاء الحكم الذاتي
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
"جبهة مقاومة كشمير"، جماعة مسلحة تشكلت أواخر عام 2019، ردا على إلغاء الحكومة الهندية المادة 370 التي كانت تمنح إقليم كشمير حكما ذاتيا. تتهمها السلطات في الهند بصلات مع جماعة "لشكر طيبة" الباكستانية، وتنفيذ هجمات ضد مدنيين وقوات أمنية.
تبنت الجماعة هجوما مسلحا يوم 22 أبريل/نيسان 2025 في منطقة باهالغام السياحية في كشمير، مما أسفر عن مقتل 26 مدنيا وإصابة 17 آخرين، وسط إدانات إقليمية ودولية واسعة وتوتر سياسي حاد بين الهند وباكستان.
تأسست جماعة "مقاومة كشمير" عقب قرار الحكومة الهندية في أغسطس/آب 2019 بإلغاء المادة 370، التي كانت تمنح إقليم جامو وكشمير حكما ذاتيا.
في بدايتها، ظهرت الجماعة كيانا افتراضيا على شبكة الإنترنت، بهدف جذب السكان المحليين للانضمام إليها ومناهضة الحكومة.
وبعد نحو 6 أشهر من النشاط الافتراضي، تحولت إلى كيان ميداني يضم عددا من المقاتلين، وبدأت في تنفيذ هجمات استهدفت الأقليات الدينية، خاصة من الهندوس البانديت والسيخ، إضافة إلى شخصيات مدنية وسياسية.
تميّزت "مقاومة كشمير" عن الجماعات المسلحة المحلية مثل "لشكر طيبة" و"حزب المجاهدين" بأنها تتبنى علنا وبشكل صريح مسؤولية الهجمات التي تنفذها، في حين كانت التنظيمات الأخرى غالبا ما تتجنب إعلان المسؤولية عن العمليات.
بسبب نشأتها الرقمية، أطلقت عليها الأجهزة الأمنية الهندية لقب "الجبهة الافتراضية"، واتهمتها الحكومة الهندية بالضلوع في مجموعة من الأنشطة غير القانونية، شملت التخطيط لهجمات مسلحة ضد المدنيين وقوات الأمن، ونقل الأسلحة إلى جماعات محظورة وتجنيد المسلحين والتسلل عبر الحدود، إضافة إلى تهريب الأسلحة والمخدرات.
إعلانويعود أصل الخلاف بين الهند وباكستان إلى عام 1948، عندما اندلع أول نزاع مسلح بين البلدين بشأن السيطرة على منطقة كشمير المتنازع عليها، وكان ذلك بعد استقلال البلدين.
محطاتمنذ انطلاقها نفذت "مقاومة كشمير" سلسلة من العمليات المسلحة، ففي 5 أبريل/نيسان 2020، شنّت هجوما في كيران أسفر عن مقتل 5 من عناصر القوات الخاصة الهندية، تلا ذلك في 18 من الشهر نفسه كمين في سوبور قتل فيه 3 من عناصر الأمن وجرح اثنان.
في مايو/أيار من العام ذاته، نفذت الجماعة عمليتين استهدفتا ضباطا رفيعي المستوى، وعناصر من قوات الشرطة الاحتياطية المركزية، وفي يونيو/حزيران 2020 اغتالت الجماعة رئيس بلدية من طائفة البانديت الكشميريين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، اشتبكت الجماعة مع قوات الأمن في مواجهة دامية أودت بحياة 3 جنود من الجيش الهندي، وقُتل 3 من مسلحيها.
في 23 ديسمبر/كانون الأول 2020، شنت الجماعة هجوما بالقنابل اليدوية، وإطلاق نار على دورية الشرطة المركزية، أسفرت عن مقتل اثنين وجرح آخر. وفي نهاية الشهر، اغتالت صائغا يُدعى ساتبال نيشال.
واصلت جماعة "مقاومة كشمير" نهجها التصعيدي في 2021، بسلسلة من العمليات التي استهدفت عناصر أمنية وشخصيات مدنية، ورغم أنها لم تصدر بيانات تبنٍ رسمي لكل عملية، إلا أن هذه العمليات نُسبت إليها، استنادا إلى نمط الهجوم وطبيعته وتوقيته.
ففي فبراير/شباط 2021، لقي شرطيان مصرعهما في هجوم وقع في سرينغار، تلاه في 29 مارس/آذار من العام ذاته هجوم آخر استهدف اجتماعا لمجلس بلدي في بلدة سوبور، وأسفر عن مقتل شرطي وعضوين من المجلس.
وفي الأول من أبريل/نيسان 2021، قُتل شرطي في هجوم على منزل أحد السياسيين، بينما شهد يوم 22 يونيو/حزيران 2021 اغتيال مفتش في جهاز الاستخبارات الجنائية.
في 13 سبتمبر/أيلول 2023، كانت الجماعة طرفا في اشتباك عنيف في منطقة أنانتناغ، والذي وُصف آنذاك بأنه أحد أكثر المعارك دموية التي شهدتها كشمير ذلك العام.
إعلانوفي يناير/كانون الثاني 2023، حظرت الحكومة الهندية جماعة كشمير واعتبرتها منظمة إرهابية بموجب قانون الأنشطة غير القانونية عام 1967. وأوضحت الحكومة أن هذا القرار جاء على خلفية ما وصفته بتورط الجماعة في أنشطة "إرهابية".
وفي 22 أبريل/نيسان 2025 شنت جماعة "مقاومة كشمير" هجوما مسلحا في منطقة باهالغام السياحية شمال الإقليم، أسفر عن مقتل 26 مدنيا وإصابة 17 آخرين.
ردود الفعل الإقليمية والدوليةأثارت حادثة إطلاق النار في إقليم كشمير ردود فعل واسعة على الصعيدين الإقليمي والدولي. ووفقا لوسائل الإعلام، فقد قطع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي زيارته إلى السعودية وعاد إلى بلاده بعد الحادثة.
وفي تعليقه على الهجوم قال "أدين بشدة الهجوم الإرهابي في باهالغام وجامو وكشمير، وأقدم أحر التعازي لمن فقدوا أحباءهم"، مؤكدا أن "مرتكبي هذا العمل الشنيع سيُحاسبون أمام العدالة ولن يفلتوا من العقاب"، وأضاف: "لن تنجح أجندتهم الشريرة أبدا، عزيمتنا على مكافحة الإرهاب ثابتة وقوية وستزداد قوة".
كما أعلنت الهند حالة الحداد الوطني واتخذت سلسلة من الإجراءات لتقليص علاقاتها مع باكستان، بما في ذلك أمرها للمُلحقين العسكريين الباكستانيين وغيرهم من المسؤولين العسكريين في نيودلهي بالمغادرة في غضون أسبوع. كما قررت تعليق العمل بمعاهدة مهمة لتقاسم المياه، وإغلاق المعبر الحدودي الرئيسي، وتقليص أعداد الدبلوماسيين.
من جانبه، علّق رئيس وزراء الإقليم، عمر عبد الله، على الهجوم قائلا "كان هذا الهجوم أكبر بكثير من أي هجوم آخر استهدف المدنيين في السنوات الأخيرة".
في المقابل، وصف إسحاق دار، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، رد فعل الهند بـ"غير العادل والمتسرع"، معتبرا أنه يمثل "مناورة سياسية"، وأضاف قائلا "إذا كان لديهم دليل على تورطنا فليقدموه لنا".
إعلانعلى الصعيد العربي، أدانت كل من قطر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت ومصر والدول العربية الأخرى الهجوم.
وأجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالا مع مودي، معربا عن دعمه الكامل للهند، وداعيا إلى "محاكمة مرتكبي هذا الهجوم الشنيع بسرعة".
كما أدان الهجوم عدد من القادة العالميين، منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين.
كما استنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم، مؤكدا أن "الهجمات ضد المدنيين غير مقبولة تحت أي ظرف".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحکومة الهندیة أبریل نیسان عن مقتل
إقرأ أيضاً:
اللايف كوتش.. بين التطوير الذاتي والموضة الخطِرة
في السنوات الأخيرة، بات لقب "اللايف كوتش" أو مدرّب الحياة من أكثر الألقاب انتشاراً في العالم العربي. فمن يتصفّح منصّات التواصل الاجتماعي اليوم، لا بد أن يصادف عشرات الأشخاص الذين يقدّمون أنفسهم كمدرّبي حياة، يَعِدون متابعيهم بالسعادة والنجاح والتوازن النفسي. غير أنّ هذا الانتشار السريع يثير تساؤلات جوهرية: ما المؤهلات التي يجب أن يمتلكها اللايف كوتش؟ وكيف يمكن الوثوق به؟ وماذا يحدث حين يكون المدرّب نفسه غير مؤهَّل أو محمَّلاً بمشكلاته الخاصة؟
اللايف كوتش في جوهر عمله يُعنى بمساعدة الأفراد على تحديد الأهداف، ووضع خطط لتحقيقها، وتنمية مهارات مثل التنظيم، والتواصل، والثقة بالنفس. وهو لا يُعالج الاضطرابات النفسية بقدر ما يركّز على التحفيز وتطوير الأداء والسلوك اليومي. لكنّ المشكلة تبدأ حين يتخطّى اللايف كوتش حدوده المهنية، أو حين يفتقر إلى خلفية علمية في علم النفس، فيقدّم نصائح غير ملائمة لحالات تحتاج علاجاً نفسياً متخصّصاً.
يقول مدرب الحياة الدولي ابراهيم سليمان سليمان إنّ "اللايف كوتش يجب، على الأقل، أن يكون قد درس اختصاص العلاج النفسي، حتى يتمكّن من التعامل مع الحالات التي تستشيره. كما يجب أن يكون معالَجاً هو نفسه من كل مشكلاته، وعلى دراية بها، حتى لا يُسقطها على الآخرين، لأنّ كل تجربة إنسانية تختلف عن الأخرى". كلام سليمان يسلّط الضوء على جانب جوهري: الوعي الذاتي للمدرّب هو شرط أساسي قبل أن يبدأ بمرافقة الآخرين في رحلة التطوير.
من الناحية المهنية، تنصّ مؤسسات التدريب العالمية، مثل الاتحاد الدولي للكوتشينغ (ICF)، على مجموعة من المعايير الأخلاقية التي يجب أن يلتزم بها المدرّبون، منها السرّية، والشفافية، وعدم تجاوز الاختصاص. وتشير تقارير مهنية إلى أنّ أفضل اللايف كوتشينغ هو الذي يجمع بين التدريب الموثوق والخبرة النفسية الكافية، وأنّ المدرّب الجيّد لا يَعِد بنتائج سحرية أو فورية، بل يساعد العميل على الوعي والتدرّج والتغيير الواقعي.
أما المخاطر المحتملة عند التعامل مع لايف كوتش غير مؤهّل، فهي عديدة. فقد يعطي نصائح مغلوطة أو مبنية على تجاربه الشخصية المحدودة، ما يعرّض العميل للارتباك أو الفشل. كما أن بعض المدرّبين يتجاوزون حدودهم، فيتدخلون في حالات نفسية معقّدة من دون تدريب أو إشراف، وهو ما يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للعميل بدل تحسينها. وتسجّل أيضًا حالات استغلال مادي أو معنوي، حين يقنع الكوتش عملاءه بشراء برامج باهظة الثمن مع وعود "التّحول السريع"، أو حين يستخدم ضعفهم النفسي لبناء شهرته الخاصة.
إذن، كيف يمكن الوثوق باللايف كوتش؟ ينبغي على الباحث عن الدعم أن يحتقق من شهادات المدرب ومصدرها، وأن يتأكد من أنّه تلقّى تدريبًا معترفًا به من جهة دولية أو محليّة محترفة. كما يستحسن أن يطّلع على تجارب عملاء سابقين، وأن يسأل الكوتش عمّا إذا كان يعمل بإشراف مهني أو يلتزم بمعايير أخلاقية واضحة.
ومن المهم أن يوضّح الكوتش منذ البداية حدود عمله، وأن يُحيل العميل إلى معالج نفسي عندما تتطلب الحالة تدخّلاً علاجيًا أعمق.
في النهاية، لا شكّ أنّ اللايف كوتش يمكن أن يكون أداة فعّالة في مساعدة الناس على تطوير ذواتهم، متى كان مؤهَّلاً وواعياً ومخلصاً لمهنته. لكنّ انتشار "موضة الكوتشينغ" على مواقع التواصل الاجتماعي جعل المهنة سيفاً ذا حدَّين: إمّا وسيلة للنمو الحقيقي، أو بابًا للاستغلال النفسي والمادي. لذلك، تبقى القاعدة الذهبية بسيطة: لا تتّبع من يدّعي أنه يعرفك أكثر من نفسك، بل من يساعدك على أن تفهمها بعمق ومسؤولية. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة في أفريقيا.. "تاكسي جوي" ذاتي القيادة! Lebanon 24 في أفريقيا.. "تاكسي جوي" ذاتي القيادة!