إنجاز طبي نادر بقصر العيني: استئصال منظم قلب دون جراحة باستخدام "الإيكمو"
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
تمكن فريق طبي بمستشفيات قصر العيني بجامعة القاهرة من تحقيق إنجاز طبي فريد، وسابقة طبية تُعد الأولى من نوعها في مصر وإفريقيا، وواحدة من الحالات النادرة عالميًا، تمثل في استئصال جهاز منظم لضربات القلب وكابلاته المصابة بالتهاب بكتيري وتجلط كبير داخل الأذين الأيمن للقلب، باستخدام جهاز الإيكمو ECMO، دون الحاجة إلى تدخل جراحي، وذلك داخل غرفة العمليات الهجينة.
وأوضح الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، أن المريضة البالغة من العمر 23 عامًا كانت تعاني من التهاب جرثومي على 3 كابلات قديمة لمنظم ضربات القلب (infected large vegetation on 3 old pacemaker leads)، بوجود تجلط حجمه 4 سم داخل الأذين الأيمن. وتمكّن الفريق الطبي من إجراء الاستئصال عبر القسطرة القلبية دون جراحة، باستخدام جهاز الإيكمو كبديل صناعي مؤقت لدعم وظائف القلب والرئة خلال العملية.
د. محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرةوأشار رئيس الجامعة إلى أن الإنجاز يعكس التقدم المهني والعلمي الكبير الذي حققته جامعة القاهرة في المجال الطبي، ويجسد ريادة مستشفيات قصر العيني كمؤسسة طبية مرموقة تقدم خدمات صحية معقدة بمعايير عالمية. وأشاد بأداء الفريق الطبي وتفانيه في إنقاذ حياة المريضة، مؤكدًا أن الجامعة تفخر بكوادرها الطبية التي تواكب أحدث تقنيات الطب عالميًا.
من جانبه، أوضح الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، أن الحالة تم التعامل معها داخل وحدة التهاب صمامات القلب، وتم إجراء العملية باستخدام القسطرة القلبية والاستعانة بجهاز الإيكمو، تحسبًا لاحتمال حدوث هبوط حاد في كفاءة القلب قد يقل عن 20%. كما تم تجهيز ماكينة قلب صناعي لاستخدامها في حالة الضرورة. وأضاف أن العملية استغرقت نحو 5 ساعات، تكللت بالنجاح دون تدخل جراحي، وتم فصل المريضة عن جهاز الإيكمو بعد 48 ساعة نتيجة تحسن ملحوظ في وظائف القلب.
حسام صلاح عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرةوأشار د. حسام صلاح إلى أن الإنجاز الطبي يُحسب لفريق متعدد التخصصات من أطباء قصر العيني من أقسام القلب، والحالات الحرجة، وجراحة القلب، والتخدير، وجراحة الأوعية الدموية، إلى جانب طاقم التمريض وفنيي الأشعة، ما يعكس التكامل والاحترافية في إدارة الحالة.
وضم الفريق الطبي نخبة من الأساتذة والمدرسين، هم: د. مروة مشعل، د. أحمد دماطي، د. أكرم عبدالباري، د. طارق حمودة، د. محمود سعد، د. أحمد يحيى، د. محمد رمضان، د. أيمن السمادوني، ود. إيمان ممدوح.
كما شارك في الإنجاز نخبة من المدرسين المساعدين والنواب، بينهم: د. محمد عبد المنعم، د. مريم خالد، د. أحمد جبالي، د. آية علاء، د. شروق خالد، د. جورج أفضل، ود. زياد إيهاب.
وضم فريق التمريض المختص بوحدة الإيكمو: حنان إسماعيل، ممدوح أبو الخير، مريم إسماعيل، هدير محمد، طه محمد إسماعيل، ومن فنيي الأشعة: سيد متولي، وعبد الرحمن أحمد عبد الله.
ويعد هذا التدخل الطبي الدقيق إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجل نجاحات قصر العيني، ويؤكد ريادة جامعة القاهرة في تقديم الرعاية الصحية المتقدمة وفق أعلى المعايير العالمية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رئيس جامعة القاهرة جامعة القاهرة جراحة القلب قسطرة القلب كلية طب قصر العيني مستشفيات جامعة القاهرة مستشفيات قصر العيني
إقرأ أيضاً:
مستشفى أن أم سي رويال – مجمع دبي للاستثمار يحدث ثورة في جراحة سرطان الثدي في دولة الإمارات باستخدام نظام “سينتيماغ”
في خطوة متقدمة لعلاج سرطان الثدي في دولة الإمارات، نجح مستشفى أن أم سي رويال في مجمع دبي للاستثمار في إجراء أول عملية جراحية لسرطان الثدي باستخدام نظام “سينتيماغ”، وهو تقنية حديثة وخالية من الإشعاع لتحديد العقد اللمفاوية الحارسة، مما يمثل إنجازًا بارزًا في مجال الابتكار الجراحي على مستوى الدولة.
وقد أُجريت العملية، وهي الأولى من نوعها ضمن شبكة “أن أم سي للرعاية الصحية” بأكملها، في عيادة سرطان الثدي المتخصصة بالمستشفى، على يد الدكتورة عفاف الصحراوي، أخصائية جراحة الثدي والغدة الدرقية والغدة الجار درقية، والمعتمدة من هيئة الصحة النرويجية. ويستبدل نظام “سينتيماغ” استخدام المواد المشعة والأصباغ الزرقاء ببديل مغناطيسي آمن، مما يعزز من أمان المرضى ودقة العمليات الجراحية.
في الجراحة الحديثة لسرطان الثدي، تُعد خزعة العقدة اللمفاوية الحارسة خطوة أساسية لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر خارج الورم. وبشكل تقليدي، تتطلب هذه العملية استخدام نظائر مشعة وأصباغ زرقاء لتحديد موقع العقد اللمفاوية الحارسة، وهي طرق تنطوي على مخاطر تشمل التعرض للإشعاع، واحتمال حدوث ردود فعل تحسسية، وتعقيدات لوجستية نتيجة الحاجة لتوقيت دقيق لحقن المواد المتتبعة.
ويقدم نظام “سينتيماغ” بديلًا مبتكرًا من خلال استخدام تقنية آمنة وغير مشعة. ويعتمد على مادة “ماجتريس”، وهي محلول يحتوي على جزيئات نانوية مغناطيسية يتم حقنه قبل الجراحة. وخلال العملية، يُستخدم مسبار يدوي لاكتشاف الإشارات المغناطيسية بدقة لتحديد موقع العقدة الحارسة وإزالتها. كما يمكن للنظام ذاته استخدام “ماجسيد”، وهي علامة مغناطيسية دقيقة تُزرع لتحديد الأورام غير القابلة للجس في الثدي، ما يُغني عن الحاجة لاستخدام الأسلاك الإرشادية التقليدية.
وكانت أول مريضة تُجري العملية باستخدام نظام “سينتيماغ” في مستشفى أن أم سي رويال – مجمع دبي للاستثمار، سيدة تبلغ من العمر 47 عامًا، تم تشخيصها بسرطان ثدي غازي يبلغ حجمه 26 ملم، وهو ورم خبيث انتشر خارج نسيج الثدي. وبعد تقييم حالتها من قبل لجنة متعددة التخصصات لعلاج الأورام، تقرر خضوعها لجراحة تحفظية للثدي مع خزعة للعقد اللمفاوية الحارسة باستخدام نظام “سينتيماغ”.
ونظرًا لكون الورم قابلاً للجس، كانت مادة “ماجتريس” كافية وحدها، وتمت العملية بنجاح من خلال شق جراحي محدود، حيث تم تحديد العقد الحارسة بدقة وإزالتها دون أي مضاعفات. وقد أسهمت التقنية في تقليل وقت التعافي بشكل كبير، إذ غادرت المريضة المستشفى بعد ست ساعات فقط من الجراحة، وشهدت تعافيًا ممتازًا خلال زيارتها للمتابعة بعد أسبوع دون ظهور أي علامات للعدوى.
وقالت الدكتورة عفاف صحراوي: “توفر هذه التقنية تقدمًا أكثر أمانًا وراحة للمريضة في جراحة سرطان الثدي. من خلال الاستغناء عن الإشعاع والصبغة الزرقاء، لا نقلل فقط من المخاطر، بل نبسط كذلك العملية الجراحية دون التأثير على دقة التشخيص. إنها خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال صحة المرأة في دولة الإمارات”.
وأضافت الدكتورة شائسته ميراج، استشارية الأشعة: “يُحدث نظام سينتيماغ ثورة في جراحة العقدة الحارسة من خلال تقديم بديل دقيق وخالٍ من الإشعاع. كما يوسّع من إمكانية الوصول إلى الرعاية للمرضى، خصوصًا في المرافق التي لا تحتوي على نظائر مشعة، مما يعزز كفاءة العيادات المتخصصة في الثدي عبر توفير حل مستدام وصديق للمرضى”.
إن إدخال نظام “سينتيماغ” يُعزز التزام مستشفى أن أم سي رويال – مجمع دبي للاستثمار بالابتكار والرعاية المرتكزة على المريض، ليصبح بذلك أحد أوائل المستشفيات في دبي التي تقدم هذا الحل المتقدم والخالي من الإشعاع في جراحات سرطان الثدي. ويُعزز هذا الإنجاز من خدمات عيادة سرطان الثدي في المستشفى، ويعكس التزام “أن أم سي للرعاية الصحية” المستمر بتقديم علاجات قائمة على الأدلة وبمستوى عالمي للمرضى في جميع أنحاء الدولة.