كتبت آمال خليل في "الأخبار": «صناعة الموت» في لبنان تأثرت أيضاً بتداعيات الأزمة الاقتصادية في لبنان. ولأن «الموت ما بيوقف»، كان طبيعياً أن ينتعش الطلب على «التابوت الوطني»، في ظلّ عدم قدرة كثيرين، باستثناء قلّة، على مجاراة أسعار التوابيت المستوردة، بالتوازي مع دخول عادات جديدة للتوفير على أهل الميت.
الغبار «يعبق» في معمل بيلان لتصنيع التوابيت الخشبية في عمشيت (قضاء جبيل) بسبب تقطيع الخشب ونشره.
لم تمر ظروف أقسى على العائلة التي امتهنت صناعة النعوش في الشمال. «رغم أن مصير التوابيت العادية أو الفاخرة هو الاهتراء بعد سنوات قليلة، إلا أن الجميع كانوا يحرصون على الالتفات إلى هذه التفاصيل. الأزمة أجبرت الناس على الاقتصاد في تكاليف الجنائز وتشاركها بين أهالي الرعية الواحدة» يقول بيلان. «تغيّر السوق منذ 2019. زاد الطلب على صناعة التوابيت في مقابل تكدس التوابيت المستوردة في المستودعات».
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
موفق نظير حيدر المسؤول عن حاجز الموت بدمشق
لواء سابق بجيش النظام المخلوع، كان المسؤول المباشر عن حاجز القطيفة (سيئ السمعة) في ريف دمشق، إذ عُرف بين السوريين باسم "حاجز الموت" لما ارتبط به من انتهاكات، منها تغييب وإخفاء آلاف السوريين.
وشغل منصب قائد الفرقة الثالثة دبابات بجيش النظام المخلوع، والتي اشتهرت بدورها الهجومي في العمليات العسكرية، وكانت تُعرف بـ"رأس الحربة" في الاقتحامات على عدد من المناطق السورية. ووفق ما أعلنته وزارة الداخلية، فإن حيدر متهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين أثناء فترة خدمته العسكرية.
في مواجهة الثورةبرز اسم حيدر منذ بدايات الثورة السورية عام 2011، عندما شغل منصب نائب قائد اللواء 132 في محافظة درعا، مهد الثورة.
ومنذ ذلك الحين، ارتبطت سيرته بسلسلة من الانتهاكات، شملت حملات قمع واعتقال استهدفت المدنيين والعسكريين على حد سواء، ولاسيما الذين حاولوا الانشقاق أو أعربوا عن تململهم من الأوامر الميدانية.
وأشارت شهادات ميدانية إلى أن حيدر أدى دورا محوريا في إدارة العمليات الأمنية والعسكرية ضد مناطق الاحتجاجات الشعبية، واتبع نهجا دمويا عبر التعذيب الممنهج والتصفيات الداخلية لعناصر مترددة أو مشكوك بولائها.
ومع انتقاله إلى الفرقة الثالثة المدرعة التي اتخذت من منطقة القطيفة في ريف دمشق مقرا، تحوّل حيدر إلى سلطة عسكرية تشرف على شريط جغرافي يمتد من البادية السورية حتى مشارف العاصمة دمشق.
وعام 2019، ترقى حيدر إلى رتبة لواء، وتسلم رسميا قيادة الفرقة الثالثة، بعد أن شغل منصب رئيس أركانها. وكانت تلك الفرقة تُعد واحدة من أقوى تشكيلات النظام وأكثرها نشاطا، ومُنحت قياداتها صلاحيات استثنائية بفضل ولائها الصارم للنظام المخلوع.
وتعاقب على قيادتها -إضافة إلى حيدر- ضباط معروفون بقبضتهم الحديدية مثل شفيق فياض وسليم بركات ولؤي معلا وعدنان إسماعيل، حتى أصبحت الفرقة رمزا للرعب والبطش في مختلف المحافظات السورية.
حاجز الموتيُعد "حاجز القطيفة" -الذي كان خاضعا مباشرة لسيطرة حيدر- من أبرز أدوات القمع المرتبطة باسمه، واشتهر بين السوريين بلقب "حاجز الموت" إذ يُعد إحدى أسوأ نقاط التفتيش سمعة في البلاد.
إعلانوقد وثّقت تقارير حقوقية عديدة ارتكاب انتهاكات جسيمة فيه، شملت إعدامات ميدانية واعتقالات تعسفية ومصادرة ممتلكات وابتزاز للمارة، إذ لا يمكن تجاوزه دون الخضوع لتفتيش صارم ومخاطر بالاعتقال.
وإلى جانب دوره في قيادة الفرقة الثالثة، كُلّف حيدر منتصف 2022 برئاسة أركان "الفيلق الرابع-اقتحام" مما رسّخ مكانته ضمن الدائرة العسكرية المقربة من رأس النظام.
وقد عُرف بولائه الشديد للمخلوع بشار الأسد وشقيقه ماهر. كما ظهر في تسجيل مصوّر ينتزع ذقن شاب من بلدة مضايا مكرها إياه على ترديد شعارات تمجّد النظام، في مشهد عكس مدى القمع الذي مارسه.