صور جنسية لها وصلتها وهي جالسة.. فتاة تروي لـCNN قصة صادمة عن التزييف العميق
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
(CNN)-- كانت روما تتناول غداءها في يوم صيفي من عام 2021 عندما بدأ هاتفها ينهمر بإرسال إشعارات، وعندما فتحت الرسائل، كانت مُدمرة. كانت صور وجهها مأخوذة من مواقع التواصل الاجتماعي ومُعدّلة على أجساد عارية، وتشاركها عشرات المستخدمين في غرفة دردشة على تطبيق تيليغرام.
وكانت التعليقات في لقطات الشاشة لغرفة الدردشة مُهينة وبذيئة - وكذلك رسائل المرسل المجهول الذي بعث لها الصور مع كتابة: "أليس هذا مُضحكًا؟.
وتصاعدت المضايقات إلى تهديدات بمشاركة الصور على نطاق أوسع، وسخرية من أن الشرطة لن تتمكن من العثور على الجناة، بدا أن المُرسِل يعرف بياناتها الشخصية، لكن لم يكن لديها طريقة لتحديد هويته.
وقالت روما، التي اختارت CNNهذا الاسم المستعار لها حفاظًا على خصوصيتها وسلامتها: "لقد أُمطرتُ بكل هذه الصور التي لم أتخيلها في حياتي".
وفي حين أن الإباحية الانتقامية - أي المشاركة غير الرضائية للصور الجنسية - موجودة منذ زمن طويل تقريبًا كزمن الإنترنت، فإن انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي يعني إمكانية استهداف أي شخص بصور مزيفة عميقة، حتى لو لم يلتقط أو يرسل صورة عارية.
وشهدت كوريا الجنوبية مؤخرًا تاريخًا حافلًا بالجرائم الجنسية الرقمية، بدءًا من الكاميرات الخفية في المرافق العامة ووصولًا إلى غرف دردشة تيليغرام حيث أُجبرت النساء والفتيات على نشر محتوى جنسي مهين وابتزازهن.
ولكن تقنية التزييف العميق تُشكل الآن تهديدًا جديدًا، وتتفاقم الأزمة بشكل خاص في المدارس. فبين يناير وأوائل نوفمبر من العام الماضي، أفاد أكثر من 900 طالب ومعلم وموظف في المدارس أنهم وقعوا ضحايا لجرائم التزييف العميق، وفقًا لبيانات وزارة التعليم في البلاد. ولا تشمل هذه الأرقام الجامعات، التي شهدت أيضًا موجة من هجمات التزييف العميق.
واستجابةً لذلك، شكلت الوزارة فريق عمل للطوارئ. وفي سبتمبر/ أيلول، أقرّ المشرعون تعديلاً يُجرّم حيازة ومشاهدة صور إباحية مُزيّفة بعمق بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات أو غرامة تصل إلى 30 مليون وون (أكثر من 20 ألف دولار أمريكي).
وحثّت وكالة الشرطة الوطنية في كوريا الجنوبية ضباطها على "أخذ زمام المبادرة في القضاء التام على جرائم التزييف العميق الجنسية"، لكن من بين 964 قضية جرائم جنسية متعلقة بالتزييف العميق أُبلغ عنها بين يناير وأكتوبر من العام الماضي، اعتقلت الشرطة 23 شخصًا، وفقًا لبيان صادر عن شرطة سيول الوطنية.
وصرح النائب كيم نام هي لشبكة CNN بأن "التحقيقات والعقوبات كانت سلبية للغاية حتى الآن". لذا، يُجري بعض الضحايا، مثل روما، تحقيقاتهم الخاصة.
وأصبحت عقوبة إنتاج وتوزيع صور إباحية مُزيّفة بعمق دون موافقة الطرفين 7 سنوات سجناً كحد أقصى، بدلاً من خمس سنوات.
الضحايا يتحركون
كانت روما طالبة جامعية تبلغ من العمر 27 عامًا عندما بدأ كابوسها. عندما توجهت إلى الشرطة، أخبروها أنهم سيطلبون معلومات المستخدم من تيليغرام، لكنهم حذروها من أن المنصة معروفة برفضها مشاركة هذه البيانات، على حد قولها.
وكانت روما طالبة منفتحة تستمتع بالدراسة والحياة الاجتماعية النشطة، وقالت إن الحادثة غيّرت حياتها تمامًا، مضيفة: "لقد حطمت معتقداتي عن العالم.. إن استخدامهم لمثل هذه الصور المبتذلة والخشنة لإهانتك وانتهاكك إلى هذا الحد يُلحق بك ضررًا بالغًا لا رجعة فيه"، وقررت التحرك بعد أن علمت أن التحقيقات في بلاغات طلاب آخرين قد انتهت بعد أشهر قليلة، حيث أشارت الشرطة إلى صعوبة تحديد هوية المشتبه بهم.
وطلبت روما وزملاؤها الطلاب المساعدة من وون إيون جي، الناشطة التي اكتسبت شهرة وطنية لكشفها أكبر مجموعة جرائم جنسية رقمية في كوريا الجنوبية على تيليغرام عام 2020.
وافقت وون على المساعدة، فأنشأت حسابًا مزيفًا على تيليغرام، وانتحلت صفة رجل في الثلاثينيات من عمره للتسلل إلى غرفة الدردشة التي انتشرت فيها الصور المزيفة. أمضت ما يقرب من عامين في جمع المعلومات بعناية والتواصل مع مستخدمين آخرين، قبل أن تنسق مع الشرطة للمساعدة في تنفيذ عملية سرية.
عندما واجهت الشرطة المشتبه به، أرسلت له وون رسالة على تيليغرام. رن هاتفه - لقد تم القبض عليه.
أُلقي القبض على طالبين سابقين من جامعة سيول الوطنية المرموقة في مايو الماضي. حُكم على الجاني الرئيسي بالسجن 9 سنوات بتهمة إنتاج وتوزيع مواد استغلال جنسي، بينما حُكم على شريكه بالسجن 3.5 سنوات.
وأفادت الشرطة لشبكة CNN أن التحقيقات الإضافية كشفت عن هوية 61 ضحية على الأقل، من بينهم 12 طالبة حالية وسابقًا في جامعة سيول الوطنية. وفي إحاطة إعلامية عقب الحادث، قالت جامعة سيول الوطنية: "ستعزز الجامعة برامج التثقيف الوقائي لرفع مستوى الوعي بين أعضائها بشأن الجرائم الجنسية الرقمية، وستبذل قصارى جهدها لحماية الضحايا ومنع تكرارها".
وتنص مقتطفات من الحكم نشرها محامو روما على أن "المواد الفاضحة المزيفة التي أنتجها الجاني مقززة، والمحادثات التي دارت حولها صادمة... لقد استهدفوا الضحايا كما لو كانوا يصطادون فريسة، وأهانوا الضحايا جنسيًا وحطموا كرامتهم باستخدام صور من حفلات التخرج وحفلات الزفاف والتجمعات العائلية".
وتعليقًا على الحكم، قالت روما لشبكة CNN: "لم أتوقع أن يتوافق الحكم تمامًا مع طلب الادعاء. أنا سعيد، لكن هذه ليست سوى المحاكمة الأولى. لا أشعر بالارتياح التام بعد".
ويشار إلى أن قضية روما ليست سوى واحدة من آلاف القضايا في جميع أنحاء كوريا الجنوبية - وبعض الضحايا لم يتلقوا مساعدة من الشرطة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أفلام الاستغلال الجنسي التحرش الجنسي التقنية الرقمية تزوير تقنية تقنية وتكنولوجيا التزییف العمیق کوریا الجنوبیة سیول الوطنیة
إقرأ أيضاً:
بين الفوضى المعلوماتية والفهم العميق.. كيف يعيد نوت بوك إل إم تشكيل علاقتنا بالمعلومة؟
ماذا لو كان لديك مساعد ذكي يستطيع فهم ملاحظاتك واحتياجاتك بعمق، لا لتنفيذ الأوامر فقط، بل ليصبح جزءا من طريقتك في التفكير؟
ففي عصر تغزو فيه عقولنا ومتصفحاتنا بحارا من المعلومات، أطلقت غوغل بهدوء أداة تُحدث ضجة في عالم الذكاء الاصطناعي. "نوت بوك إل إم" (NotebookLM) الذي بدأ مشروعا متواضعا باسم "تلويند" (Project Tailwind) في مؤتمر "غوغل آي أو" (Google I/O) في مايو/أيار 2023، وتطور ليصبح أداة قوية تفتح آفاقا جديدة أمام الباحثين والطلاب والمبدعين.
فبينما تعتمد النماذج الأخرى مثل "ديب سيك" و"شات جي بي تي" على معالجة اللغة البسيطة، يقدم "نوت بوك إل إم" شيئا مختلفا تماما. فتخيل أن يكون لديك مساعد بحث لا يعرف التعب، ولا يشتكي، ويمكنه معالجة 25 مليون كلمة أسرع مما يمكنك قول "فرط المعلومات".
إنه ليس مجرد تطبيق لتدوين الملاحظات، بل أداة لتلخيص وفهم المعلومات الشخصية، مما يجعلك تتساءل: هل أصبح الذكاء الاصطناعي بارعا بما فيه الكفاية لفهم ما نقرؤه كما يفعل العقل البشري؟
يعدّ "نوت بوك إل إم" منتجا جديدا وفريدا من غوغل، وهو نموذج لغوي كبير (Large Language Model) مبني باستخدام "جيميني 1.5" (Gemini 1.5) ويتميز بتركيزه الحصري على مصادر المعلومات التي يضيفها المستخدم، مما يجعله بمثابة خبير ذكاء اصطناعي مخصص لبياناتك الخاصة.
وانطلاقا من إدراكها لمعاناة الناس من فرط المعلومات وتشتتها، أطلقت غوغل هذا البرنامج في 12 يوليو/تموز 2023 بهدف تسهيل جميع الحقائق والأفكار من مصادر متعددة.
ويكمن الفرق الجوهري بين "نوت بوك إل إم" وروبوتات الدردشة التقليدية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في أن الأول يتيح للمستخدم تأسيس النموذج اللغوي على ملاحظاته ومصادره الخاصة، مما يعزز دقته وملاءمته لاحتياجاته.
إعلانوبصفته مساعدا متخصصا للبحث والدراسة، يمتلك "نوت بوك إل إم" القدرة على تدوين الملاحظات من أجل التقاط المعلومات وتنظيمها بفعالية. كما يوفر وصولا سهلا وسريعا لمختلف التفاصيل التي تحتاجها، مهما بلغ حجم البيانات المضافة.
وتعمل الأداة كمساعد شخصي بنمط أمين مكتبة رقمي، حيث يمكنها التعاون معك في إجراء البحوث، وكتابة الأوراق البحثية، بل والمساهمة في تطوير مشاريعك أيضا.
مصادر يدعمها "نوت بوك إل إم" المستندات لفيديوهات يوتيوبفي البداية، كان بإمكان المستخدمين تحميل مستندات "غوغل" وملفات "بي دي إف" (PDF) والملفات النصية فقط.
لكن في يونيو/حزيران 2024، وسّعت "غوغل" إمكانات "نوت بوك إل إم" من خلال إضافة ميزات جديدة، شملت دعما لمصادرَ إضافية مثل عروض غوغل التقديمية (Google Slides) وعناوين "يو آر إل" (URL) لمواقع الويب. كما أصبح بالإمكان إضافة روابط مقاطع فيديو "يوتيوب" وملفات الصوت كمصادر للمعلومات.
أما عن الحدود التقنية، فيسمح النظام حاليا بتحميل ما يصل إلى 50 مصدرا، بحدّ أقصى 500 ألف كلمة لكلّ مصدر، ويشترط عند استخدام روابط "يوتيوب" أن تكون المقاطع عامة ومزودة بنسخةٍ نصية متاحة.
"نوت بوك إل إم" لا يزال في مراحله التجريبية الأولى، ولا توجد حاليا أي رسوم لاستخدامه، فهو منتج تجريبي طوره فريق صغير ضمن "غوغل لابس" (Google Labs) واضعا نصب عينيه هدفين رئيسيين:
إطلاق التقنية بمسؤولية تطوير المنتج بالشراكة مع المستخدمين: حيث يتواصل الفريق بانتظام مع الأفراد والمجتمعات لفهم ما ينجح وما يحتاج إلى تحسين، بهدف جعل "نوت بوك إل إم" أداة فعالة ومفيدة بالفعل.ويمكن للمستخدم مشاركة ملاحظاته مباشرة داخل "نوت بوك إل إم" أو عبر مستندات غوغل (Google Doc) أو من خلال خادم "ديسكورد" (Discord Server) المخصص للمنتج.
"نوت بوك إل إم" يفتح أبواب التعلم للقصّر ويتكامل مع البيئة التعليميةوفي خطوة توسعية هامة تؤكد على رؤية غوغل لـ "نوت بوك إل إم" كأداة محورية في العملية التعليمية، أعلنت غوغل عن إتاحة الأداة للمستخدمين الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عامًا في الأشهر المقبلة، وهي المرة الأولى التي تُتاح فيها هذه القدرات القويّة للقصّر.
وسيتمكن الطلاب من استخدام "نوت بوك إل إم" للوصول إلى أدوات دراسية تفاعلية ومراجعات صوتيّة شبيهة بالبودكاست، وكلّ ذلك مستند إلى المواد التي يرفعها المعلّمون.
وتعزز هذه الخطوة من دور "نوت بوك إل إم" كمساعد ذكي وشخصي للطلّاب، يتكامل بشكل وثيق مع جهود المعلّمين الذين بات بإمكانهم إنشاء "جواهر" (Gems) مخصصة باستخدام قدرات "جيميناي" (Gemini) وهي أدوات ذكاء اصطناعي صغيرة مبنية على المنهج الدراسي يُمكنهم مشاركتها مع الطلاب.
ويسمح هذا للطلاب بالتفاعل مباشرة مع هذه "الجواهر" للحصول على مساعدة إضافية أو التعمق في موضوع معيّن، مما يثري تجربة التعلم ويعمق فهم المحتوى الدراسي الذي يوفره المعلمون عبر "نوت بوك إل إم".
كيف ينظم "نوت بوك إل إم" المعلومات ويواكب التحديثات؟يأخذ "نوت بوك إل إم" في تنظيمه شكل المجلد أكثر من كونه دفتر ملاحظات تقليديا، حيث تُعرض المصادر ضمن علامات تبويب قابلة للتوسيع، مما يسهل استعراض كل قسم على حدة.
إعلانوإذا أنشأت عدة دفاتر ملاحظات، فسيبقى كل واحد منها منفصلا، مما يعني أن "نوت بوك إل إم" لا يستطيع الوصول إلى معلومات من دفاتر مختلفة في الوقت نفسه.
أما بالنسبة للتحديثات، فيتم تحديث المصادر بشكل تلقائي. وعند تحميل مستند غوغل أو عرض شرائح أو ملف "بي دي إف" أو نص من جهازك، ينشئ التطبيق نسخة من الملف الأصلي. وإذا طرأ أي تعديل على الملف المصدر، سيقوم "نوت بوك إل إم" بإعلامك بذلك، لتتمكن من اختيار ما إذا كنت تريد تحديث المصدر وتعكس التحديثات في محتواه.
يعتمد "نوت بوك إل إم" على قدرات "جيميني 1.5" متعددة لتحليل المصادر التي أضفتها، وإيجاد روابط ذكية ومثيرة للاهتمام بينها.
وكما هو الحال مع "جيميني" في "غوغل وورك سبيس" (Work Space) يمكن للمستخدمين الاستفادة من أدوات تساعد في المهام الإبداعية مثل العصف الذهني، إلى جانب الحصول على إجابات دقيقة للاستفسارات المعرفية.
ولا يقتصر دور "دليل نوت بوك" المحمل تلقائيا، بل يتعداه لِيقترح أسئلة عميقة، ويقدم خيارات لإنشاء محتوى بصيغ متنوعة مثل الجداول الزمنية أو الأدلة الدراسية.
ويمكن للمستخدم طرح الأسئلة مباشرة، حيث تولد الإجابات حصريا من المصادر التي تم تحميلها، مع تضمين اقتباسات توضح المرجع الأصلي لكل معلومة، مما يتيح التحقق من دقتها بسهولة.
كيف تدير ملاحظاتك بكفاءة داخل "نوت بوك إل إم"؟يوفر "نوت بوك إل إم" نوعين من الملاحظات يمكن الاستفادة منهما بطرق مختلفة:
١- الردود المحفوظة: سواء كانت مقتطفات من تفاعلاتك السابقة في الدردشة أو اقتباسات من مصادر المعلومات.
وغالبا ما تتضمن هذه الردود مراجع واضحة تتيح لك الرجوع بسهولة إلى موقعها الأصلي في المصدر. وتجدر الإشارة إلى أن الردود المحفوظة تكون للعرض فقط، أي لا يمكن تعديلها.
٢- الملاحظات المكتوبة: وتقوم بتأليفها بنفسك، وتتميز بإمكانية التعديل المستمر. وتصف غوغل "التنظيم والإبداع" (Curate and Create) كأحد أبرز مسارات العمل الفعالة في "نوت بوك إل إم".
وعند تمييز هذه الملاحظات، سيقترح النظام إجراءات متعددة، منها:
دمج مجموعة من الملاحظات في ملاحظة واحدة. تلخيص محتوى الملاحظات وتنظيمها في فئات موضوعية. إنشاء دليل دراسيّ. توليد تنسيقات مخصصة، مثل منشورات مدونة، أو خطط تسويقية، أو رسائل إخبارية بالبريد الإلكتروني.وعلاوة على ذلك، يمكنك استخدام ملاحظاتك المكتوبة كمصدر للمعلومات. وما عليك سوى تحديد جميع الملاحظات التي أنشأتها، وطرح سؤال على "نوت بوك إل إم" لتكون الإجابة مبنية بالكامل على المحتوى الذي كتبته بنفسك.
"نوت بوك إل إم" يبدو ذكياً.. فهل يقع في الهذيان؟من الناحية التقنية، نعم، يمكن لـ"نوت بوك إل إم" أن يصدر معلومات غير دقيقة، تماما كما هو الحال مع أي نموذج ذكاء اصطناعي. ومع ذلك، فإن احتمال حدوث ذلك يكون أقل نسبيا.
فقد كتبت غوغل في مدونتها "في حين أن اعتماد (نوت بوك إل إم) يبدو أنه يقلل من خطر هلوسة النموذج، فمن المهم دائما التحقق من دقة استجابات الذكاء الاصطناعي مقابل المواد المصدرية الأصلية".
وعلى نفس المنوال، أشارت صحيفة "ذا فيرج" (The Verge) إلى ما قالته رايزا مارتن مديرة المنتجات الأولى في "غوغل لابس" (Google Labs) -في حديثها للصحفيين- مؤكدة أن "نوت بوك إل إم" "نظام مغلق" أي أنه لا يجري أي عمليات بحث على الإنترنت، باستثناء قراءة المحتوى الذي يضيفه المستخدمون.
ومن جهة أخرى، يمكن لـ"نوت بوك إل إم" توليد ما يسمى "النظرات العامة الصوتية" (Audio Overviews) وهي مقاطع شبيهة بالبودكاست، يقوم فيها "مضيفون" بمناقشة المحتوى الخاص بك بأسلوب محادثة باستخدام الاستعارات.
ومع أن هذه الميزة مبتكرة، فقد نوهت غوغل إلى أنها لا تزال في المرحلة التجريبية، وقد تتضمن بعض الأخطاء في الأداء الصوتي.
كيف تستخدم "نوت بوك إل إم"؟ تجربة عمليّةبينما تعدّ الوعود النظرية مثيرة للاهتمام، فإن التجربة العملية تبقى الدليل الحقيقي لقدرات الأداة. ولهذا قررت اختبار "نوت بوك إل إم" في سياق موضوع علمي متخصص "العلاقة بين صحة الفم والأسنان والإصابات الرياضية" لمعرفة مدى كفاءتها في التعامل مع الملفات البحثية والإجابة عن الأسئلة الدقيقة.
إعلانوإليكم تجربتي العملية خطوة بخطوة:
أولا قمت بزيارة "نوت بوك إل إم" من غوغل وتسجيل الدخول بحساب غوغل. الواجهة بسيطة وسهلة الاستخدام، ويمكنك النقر هنا للوصول إلى الموقع مباشرة.كما تجدر الإشارة إلى أن النموذج أصبح متوفرا رسميا كتطبيق مستقل على الأجهزة المحمولة التي تعمل بنظامي "أندرويد" و"آي أو إس" (iOS). ثانيا، قمت بالنقر على "إنشاء نوت بوك جديد" (Create new Notebook). ثم، على اليسار أعلى الواجهة، قمت بتغيير التسمية الافتراضية لملف "نوت بوك" إلى اسم الملف الذي سأعمل عليه "صحة الفم والأسنان والإصابات الرياضية" (Oral Health and Sports injuries). بعد ذلك قمت أعلى يسار الشاشة بالنقر على "إضافة مصدر" (Add Source) وقمت برفع 4 ملفات "بي دي إف" من جهازي، تحتوي على أبحاث علمية متخصصة في هذا المجال. ثم، قمت بتجربة توليد مراجعة صوتية، وذلك بالضغط على زر "جينيريت" (Generate) على يمين الواجهة، فقامت الأداة بإنشاء مراجعة صوتية بصيغة بودكاست تلخص محتوى الأبحاث بلغة سهلة وواضحة.
وكانت مدة المراجعة 14 دقيقة، حيث يقوم شخص بطرح الأسئلة بشأن الدراسات، وآخر يجيب بناء على المصادر التي أضافتها للأداة.
طرح الأسئلة على الأداة: سألتها أولا "ما العلاقة بين التهاب اللثة والأداء الرياضي؟" فجاء الردّ مستندا إلى المصادر التي رفعتها، مشيرا إلى أن الالتهابات المزمنة في الفم قد تؤثر سلبا على الأداء البدني بسبب استجابة الجسم الالتهابية العامة، وهو ما قد يزيد من مخاطر الإصابات أو يؤثر على التعافي. ثم تابعت بسؤال ثانٍ "ما العلاقة بين صحة اللثة والأسنان والإصابات الرياضية لدى الرياضيين؟" واستعرضت الأداة مجموعة من النقاط المستقاة من الدراسات، أبرزها أن مشاكل الفم قد تساهم في اختلال التوازن العضلي، مما يزيد احتمالية حدوث إصابات عضلية، إضافة إلى تأثيرها على الحالة العامة للرياضي. وفي محاولة للذهاب أبعد في التفاصيل، طرحت سؤالا ثالثا "هل هناك فروقات بين الرياضيين المحترفين والهواة في هذا السياق؟" فجاءت الإجابة لِتوضح أن معظم الدراسات التي تناولتها المراجعة المنهجية ركزت على الرياضيين المحترفين فقط، مع استبعاد الأبحاث التي شملت الرياضيين الهواة أو الترفيهيّين أو طلاب المدارس و الجامعات.وأشارت إحدى الدراسات إلى مقارنة، بين لاعبي كرة السلة المحترفين ونظرائهم شبه المحترفين، أن الإصابات السنية كانت أعلى لدى المحترفين (50% مقابل 42%). ورغم وجود بعض المقارنات بين المحترفين وغير الرياضيين، فإن الأدلة لا تكفي لاستخلاص استنتاجات دقيقة حول الفروقات بين المحترفين والهواة بهذا السياق.
وكانت جميع هذه الإجابات مبنية على المصادر التي حددتها للأداة، وأمام كل إجابة وجدتُ رقما إذا نقرت عليه سيأخذني مباشرة وبالتحديد إلى الفقرة التي أخذت منها الأداة المعلومات من بين الدراسات الأربع.
وتجدر الإشارة إلى أنه يمكنك التحكم في تحديد مصدر أو أكثر ضمن المصادر التي أضفتها لِتعتمده الأداة كمرجع لتحليل المعلومات والإجابة على الأسئلة.
حفظ الاقتباسات وكتابة مُلاحظاتي الخاصة:استخدمتُ ميزة "سيف تو نوت" (Save to Note) لحفظ الإجابات المهمة، وبدأت بكتابة ملاحظاتي الشخصية بالعربية كما أحتاجها بناء على ما قرأته، ثم قمت بحفظها، وكل هذا في الواجهة نفسها.
ويمكنني أن ألخص أبرز النقاط التي ظهرت خلال استخدام "نوت بوك إل إم" وفهم كيفية استفادتي منها في النقاط التالية:
سهولة الاستخدام والتفاعل: الواجهة بسيطة وسهلة الفهم، مما يسهل على المستخدمين الجدد بدء العمل بسرعة ودون تعقيدات. إضافة المصادر وتحليل المحتوى: القدرة على رفع ملفات "بي دي إف" وتحليل الأبحاث العلمية تعد ميزة مهمة لمن يتعاملون مع محتوى أكاديمي أو علمي. وتقدم الأداة هنا استجابة دقيقة ومعتمدة على المصادر التي تم رفعها، مما يضفي قيمة حقيقية في تجميع المعلومات ذات الصلة. إجابات دقيقة ومفصلة: تمكن الأداة من تقديم إجابات مستندة إلى الدراسات والبحوث المرفوعة، مما يعكس قوة تحليلها للبيانات. التفاعل الصوتي والتلخيص: تحويل المحتوى إلى مراجعة صوتية يشكل ميزة فريدة تساهم في تقديم المعلومة بشكل سهل وسريع، مما يساعد في تلخيص المواد الكبيرة والمتعمقة بطريقة مبسطة. التخصيص والحفظ: ميزة "سيف تو نوت" تتيح للمستخدم تنظيم الملاحظات والاقتباسات بشكل مريح، مما يسهل الرجوع إليها لاحقًا واستخدامها في الكتابة أو الأبحاث المستقبلية. إعلانوفي النهاية، يمكن القول إن "نوت بوك إل إم" أداة فعّالة جداً للمستخدمين الذين يحتاجون إلى تحليل أبحاث علمية معقدة وإنتاج ملخصات أو مراجعات مفهومة، وتعتبر من الأدوات القوية في تسهيل الوصول إلى المعلومات وتنظيمها.
هل يستطيع "نوت بوك إل إم" تغيير مستقبل التعلّم والعمل؟في ظل الحاجة المتزايدة إلى أدوات ذكية تدير المعرفة وتختصر الوقت والجهد، يطرح "نوت بوك إل إم" نفسه كنموذج قادر على إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والمعلومة.
فبدلا من الاكتفاء بمحركات البحث أو أدوات التلخيص التقليدية، يقدم هذا المساعد نهجا تفاعليا وشخصيا، يصبح من خلاله جزءا من عملية الفهم والتفكير.
وتخيل مثلا طالبا جامعيا يجمع ملاحظاته من مصادر متعددة، ثم يطلب من "نوت بوك إل إم" مساعدته في إعداد ورقة بحثية متكاملة، لا تقوم على النسخ واللصق، بل على التحليل والتقاطع بين الأفكار، وتوليد رؤى جديدة استنادا إلى ما قرأه ودوّنه. وهذا ليس خيالا علميا بل هو واقع آخذ في التكوّن.
ولكن، رغم أن الأداة مثيرة للإعجاب بالفعل، تبقى الأسئلة مفتوحة:
إلى أي مدى يمكن الاعتماد والوثوق بهذه الأدوات؟ هل ستؤدي إلى تعميق المعرفة أم تسطيحِها؟ هل ستُستخدم للتعلم الحقيقي أم ستُكرّس الكسل الفكري؟ وحين نشارك ملاحظاتنا الشخصية، وملفاتنا الحساسة مع مساعد ذكي، هل نثق تماما في كيفية تعامل غوغل التي كرّست أحدث تقنياتها بالذكاء الاصطناعي لمساعدة إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني، والتي غيرت مسارها من أجل التكيف مع إرادة السياسة الأميركية مع هذه البيانات؟ حتى وإن وعدت بأنها لا تستخدم في تدريب النماذج.