مسقط .وكالات": اختتمت الجولة الثالثة من المحادثات رفيعة المستوى بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي في مسقط اليوم"في أجواء جدية"، على أن يعود الوفدان في 3 مايو إلى مسقط لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بينهما.

وأفاد وزير خارجية سلطنة عمان معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي على منصة اكس بأن المحادثات ستستمر الأسبوع المقبل، حيث من المقرر مبدئيا عقد اجتماع آخر رفيع المستوى في الثالث من مايو".

وذكرت خارجية الجمهورية الإسلامية وفق ما نقل عنها الإعلام الرسمي الإيراني أن المناقشات التي استغرقت نحو 9 ساعات جرت في "أجواء جديّة".

وعُقدت هذه المباحثات عقب جولتين في 12 أبريل في مسقط، ثم في 19 نيسان في روما.

ويقود وفدي البلدين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف فيما يتولى البوسعيدي دور الوسيط بينهما.وعقدت مباحثات فنية على مستوى الخبراء بموازاة المحادثات الرفيعة المستوى.

وأفاد مراسل التلفزيون الإيراني "وصلت المحادثات الفنية بين الوفدين إلى مستوى التفاصيل الدقيقة حول المطالب والتوقعات المتبادلة. ولذلك، سيعود الوفدان .. إلى عاصمتيهما للتشاور".

وأكدت الخارجية الإيرانية في بيان أنّ المباحثات تُجرى "في غرف منفصلة كما في الجولتين السابقتين، بتسهيل من المضيف العماني وحضور رئيسي الوفدين الإيراني والأميركي".

ولا يقيم البلدان علاقات دبلوماسية منذ 1980.

ويُعد هذا أعلى مستوى من التواصل بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلده أحاديا في 2018 من الاتفاق النووي المُبرَم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015.

وهذا الأسبوع، أعرب عراقجي عن "تفاؤل حذر" قائلا "إذا كان مطلب الولايات المتحدة الوحيد هو عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، فإن هذا المطلب قابل للتحقيق .. إذا كانت لديهم مطالب أخرى، أو مطالب غير عملية أو غير منطقية، فسنواجه مشاكل بطبيعة الحال".

وأكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أنّ المباحثات لا تتناول برامج إيران الدفاعية والصاروخية.

وصرّح بقائي للتلفزيون الإيراني أنّ "مسألة القدرات الدفاعية والصواريخ الإيرانية غير مطروحة .. ولم تُطرح في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة".ونقلت وكالة تسنيم عن بقائي قوله إنّ المفاوضات جرت في "أجواء جدية".

وأشارت الى أنّ الطرفين يتبادلان "المواقف ووجهات النظر بشأن مجالي تخفيف العقوبات بشكل فعال وبناء الثقة في ما يتعلق بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني وحماية حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية من خلال الجانب العماني".

- ترامب "يفضل اتفاقا" -

و قالت إيران والولايات المتحدة إن جولة المفاوضات التي جرت السبت الماضي في مقر إقامة سفير عُمان في روما أسفرت عن "تقدّم". وقالت طهران إن الاجتماع كان "جيّدا".

وخلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015، والذي نصّ على تخفيف العقوبات الدولية على إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.وأعاد ترامب في مقابلة مع مجلة تايم نُشرت الجمعة تهديده صراحة باللجوء للحل العسكري إذا فشلت المفاوضات. لكنّه أضاف أنّه "يفضل اتفاقا على إلقاء القنابل".

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، عاد ترامب إلى سياسة "الضغوط القصوى" المتمثلة في تغليظ العقوبات على إيران، مكررا بذلك استراتيجيته التي اتّبعها خلال ولايته الأولى.

وفي مارس بعث ترامب برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوّح بعمل عسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي.وأعلنت واشنطن الثلاثاء عقوبات جديدة تستهدف شبكة النفط الإيرانية، في خطوة وصفتها طهران بأنّها دلالة على "نهج عدائي" قبيل محادثات اليوم في عُمان.

والأربعاء، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إيران إلى توضيح أسباب وجود أنفاق حول منشأة نطنز النووية، أظهرتها صور نشرها معهد العلوم والأمن الدولي.

ونشر مركز الأبحاث ومقرّه في واشنطن، صورا التُقطت بالأقمار الصناعية الأربعاء قال إنها تظهر نفقا عميقا جديدا على مقربة من نفق قديم حول نطنز، إضافة إلى إجراءات أمنية جديدة.وقال غروسي للصحافيين "نسألهم: ما الهدف من هذا؟ فيقولون لنا: هذا ليس من شأنكم".

- حق "غير قابل للتفاوض" -

و في مقابلة نُشرت الأربعاء، أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو موقف واشنطن الحازم ضد تخصيب إيران لليورانيوم.

وقال في بودكاست "أونستلي": "إذا أرادت إيران برنامجا نوويا مدنيا، فيمكنها امتلاكه كما هي حال العديد من الدول الأخرى في العالم، عبر استيراد المواد المُخصَّبة".

من جهته، وصف عراقجي حقّ إيران في تخصيب اليورانيوم بأنه "غير قابل للتفاوض"، بعد أن نشر في وقت سابق من هذا الاسبوع على منصة اكس أنّ بلاده تسعى "لبناء 19 مفاعلا على الأقل"، علما أنّ لدى طهران حاليا مفاعلين هما بوشهر وأراك.

وتُخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهي أعلى بكثير من نسبة 3,67 في المئة المنصوص عليها في الاتفاق، لكنها لا تزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.

ووصف عراقجي الخميس العلاقات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأنها "متدهورة"، بعد جولات عدة من المحادثات النووية سبقت الاجتماعات الأميركية، لكنه أبدى استعداده لزيارة تلك الدول ومناقشة برنامج بلاده النووي ومجالات الاهتمام والقلق المشتركين.

وحضّ روبيو الأسبوع الماضي الدول الأوروبية على اتخاذ "قرار مهم" بشأن تفعيل "آلية الزناد" التي نصّ عليها اتفاق 2015، ومن شأنها إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي. لكنّ خيار تفعيل الآلية ينتهي في أكتوبر.من جهتها، حذّرت إيران من أنها يمكن أن تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي في حال تفعيل تلك الآلية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

سفير إسرائيل في واشنطن: إسرائيل لا ترفض التفاوض حول الملف النووي الإيراني

أكّد سفير إسرائيل في واشنطن أن إسرائيل لا ترفض التفاوض حول الملف النووي الإيراني، لكن ذلك مشروط بتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية القائمة. 

وقال إن الإشكالية لا تكمن في الجلوس على طاولة المفاوضات، بل في أن إيران تواصل برنامجها النووي، ما يجعل هذه المفاوضات دون نتائج ملموسة ما لم تأخذ طهران قراراً واقعياً ينهي قدراتها على تخصيب اليورانيوم وتعطل منشآتها النووية. 

وأضاف السفير أن إسرائيل تبغى "اتفاقاً" لكنه لن يُكتب بنجاح ما لم يُفكك البرنامج النووي الإيراني فعلياً 

وقد جاء ذلك في سياق تبرير الضربات الجوية المكثّفة التي شنّتها إسرائيل مؤخراً على منشآت نووية وعسكرية إيرانية، بهدف إحباط تمديد البرنامج وضرب بنى تحتية رئيسية، بحسب تقديرات إسرائيلية نشرت في وسائل إعلام غربية . الضربات التي شملت مواقع في طهران ونطنز وإصفهان أوقفت جزءاً من أنشطة تخصيب اليورانيوم وألحقت أضراراً كبيرة بالبنى التحتية، وفق تقارير وكالة الطاقة الذرية وأصداء نشرها ناشطون إيرانيون رسميون

 ورغم التأكيدات بأن الضربات نجحت في تعطيل المفاعلات وفرض سيطرة جوية مؤقتة، إلا أن مراقبين يجزمون بأن إسرائيل ليست قادرة بمفردها على القضاء نهائيًا على البرنامج النووي الإيراني 

الموقف الإسرائيلي جاء في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق. فقد شنت إسرائيل ما عُرف بعملية "أسد الطلوع" (Operation Rising Lion) التي استهدفت قيادات عسكرية وعلماء نوويين إيرانيين، ما أدى إلى مقتل عدد من كبار القادة. 

وقد ردّت إيران بإطلاق موجات من الصواريخ وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل، أسفرت عن إصابات وإضرار مادية، بما في ذلك مبنى تابع للسفارة الأميركية في تل أبيب .

في ضوء هذا التصعيد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوته لسكان طهران إلى الإخلاء الفوري، مشيراً إلى أن الوقت المخصص لولاية 60 يوماً انتهى دون اتفاق، وأن إيران يجب أن تُمنح مزيداً من الأيام للاستجابة أو مواجهة عواقب عسكرية إضافية. 

وقلل ترامب من احتمال إرسال قوات أمريكية مباشرة، لكنه أبقى الباب مفتوحاً، وسعى لتأمين دعم شامل للضربات الإسرائيلية وتوفير مساعدات دفاعية، مثل اعتراض صواريخ إيرانية. 

في رد فعل دبلوماسي، تراجع جدول محادثات كان يقام في مسقط، فيما طرحت دول الخليج وسطاء لتهدئة الأوضاع واستئناف المفاوضات. 

وتقترح عُمان وقف التخصيب مقابل ضمانات من الأمم المتحدة وتسهيلات إنسانية، لكنها لن تُرفع العقوبات كلياً قبل ظهور أثر ملموس على الأرض من إيران. 

طباعة شارك سفير إسرائيل في واشنطن إسرائيل الملف النووي الإيراني البنية التحتية النووية الإيرانية طهران إسرائيل منشآت نووية وعسكرية إيرانية

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعزز وجودها قرب إسرائيل.. وطهران: لا تفاوض تحت الضغط
  • ترامب: لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي.. وكل الخيارات مطروحة
  • ترامب: مستعد لإرسال مبعوثين للتفاوض مع إيران.. ونسعى لإنهاء البرنامج النووي بشكل نهائي
  • عاجل | ترامب: لا مكان لسلاح نووي في يد إيران... ونهاية البرنامج النووي أولويتنا
  • سيناريو محادثات النووي.. واشنطن أوقعت إيران في "الفخ"
  • واشنطن تبحث عقد اجتماع مع طهران بشأن "النووي والحرب"
  • سفير إسرائيل في واشنطن: إسرائيل لا ترفض التفاوض حول الملف النووي الإيراني
  • إيران تبلغ قطر وعُمان بأنها لن تتفاوض في ظل الهجوم الإسرائيلي
  • إيران تبلغ قطر وعُمان: لا محادثات في ظل الهجوم الإسرائيلي
  • إيران حول وساطة قطر وعُمان: لا تفاوض في ظل الهجوم الإسرائيلي