تراجع حاد في ثقة المستهلكين الأميركيين بفعل رسوم ترامب
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
شهدت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة تراجعا حادا إلى أحد أدنى مستوياتها المسجلة تاريخياً، وسط مخاوف متزايدة من التداعيات الاقتصادية للحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت سجلت توقعات التضخم طويلة الأجل أعلى مستوياتها منذ عام 1991.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة "إيه بي سي" بالتعاون مع مؤسسة "إبسوس" أن 7 من كل 10 أميركيين يعتقدون أن حملة الرسوم الجمركية التي يقودها ترامب ستؤدي إلى ارتفاع التضخم، وهو ما يمثل ضربة قوية للرئيس الجمهوري الذي جعل محاربة التضخم محور حملته الانتخابية الأخيرة.
وفي السياق ذاته، أظهر متوسط استطلاعات صحيفة "نيويورك تايمز" انخفاضًا متواصلًا في شعبية ترامب منذ توليه منصبه، حيث بلغت نسبة التأييد له 45%. كما أعربت غالبية المشاركين في استطلاع آخر أجرته "نيويورك تايمز/سيينا" عن رفضهم لمحاولات ترامب تعزيز سلطات الجهاز التنفيذي.
وانخفض مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلك بنسبة 8% ليصل إلى 52.2 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ يوليو/تموز 2022. كما انخفض مؤشر التوقعات بنسبة 32% منذ يناير/كانون الثاني، مسجلاً أكبر تراجع خلال ثلاثة أشهر منذ ركود عام 1990.
العوامل الرئيسية وراء التراجع سياسات الرسوم الجمركية: أدت الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى اضطراب الأسواق العالمية وزيادة المخاوف من التضخم، مما أثر سلبًا على ثقة المستهلكين. توقعات التضخم: ارتفعت توقعات التضخم السنوي إلى 6.5%، وهو أعلى مستوى منذ عام 1981، مما زاد من القلق بشأن القدرة الشرائية للمستهلكين. القلق من سوق العمل: أعرب ما يقرب من ثلثي المستهلكين عن توقعاتهم بارتفاع معدلات البطالة خلال العام المقبل، وهو ضعف النسبة التي كانت تتوقع ذلك قبل ستة أشهر. تراجع التوقعات بشأن الدخل: أبدى المستهلكون تشاؤمًا متزايدًا بشأن نمو دخولهم المستقبلية، مما قد يؤدي إلى تقليص الإنفاق الاستهلاكي. إعلانيحذر الخبراء من أن استمرار تراجع ثقة المستهلكين قد يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي أوسع، خاصة إذا أدى إلى تقليص الإنفاق الاستهلاكي. تتزايد المخاوف من حدوث ركود اقتصادي إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لتخفيف التوترات التجارية واستقرار السياسات الاقتصادية.
الأسواق تتفاعلوعلى صعيد الأسواق، كان مؤشر الدولار يتجه نحو تسجيل أسوأ أداء خلال أول 100 يوم لرئاسة أميركية منذ عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، عندما تخلت أميركا عن قاعدة الذهب. ومع ذلك، سجلت سندات الخزانة الأميركية ارتفاعًا بدعم من آمال المستثمرين بإمكانية خفوت التوتر التجاري مع الصين، بينما شهدت الأسهم بعض التحسن.
وكان ترامب قد بدأ حربه التجارية ضد الصين محذرًا بكين من الرد، إلا أن الرئيس الصيني شي جين بينغ تجاهل تلك التحذيرات ورد بفرض رسوم مضادة. وبعد أسابيع من محاولات ترامب دعوة شي للتفاوض، بادرت الصين بإلغاء بعض الرسوم الجمركية بشكل محدود.
وقال وو شينبو، مدير مركز الدراسات الأميركية بجامعة فودان ومستشار وزارة الخارجية الصينية، إن إدارة ترامب أساءت تقدير قدرة الضغط الاقتصادي الأميركي. وأضاف: "الرواية السائدة داخل فريق ترامب كانت أن الاقتصاد الصيني في وضع ضعيف، وبالتالي فإن استخدام ورقة الرسوم الجمركية سيدفع الصين للاستسلام. لكن المفاجأة أن الصين لم تنهَر كما توقعوا".
أزمات قانونية جديدة
وفي سياق متصل، يواجه ترامب تصعيدًا قضائيًا مع تزايد الأحكام القضائية التي تعتبر بعض سياساته غير قانونية، لا سيما في ملف ترحيل المهاجرين دون إجراءات قانونية واجبة.
وفي تطور لافت، اعتقلت وكالة التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) قاضية محلية في ولاية ويسكونسن بتهمة عرقلة عملية توقيف مهاجر داخل قاعة المحكمة، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات أمام المحكمة الفيدرالية في ميلووكي.
إعلانوعلق حاكم ولاية ويسكونسن، توني إيفرز، على الواقعة قائلاً: "إدارة ترامب تواصل نمطًا خطيرًا من الخطاب الذي يهاجم السلطة القضائية ويحاول تقويضها على كل المستويات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الرسوم الجمرکیة ثقة المستهلکین
إقرأ أيضاً:
تباين في الأسواق العالمية وسط ترقب نتائج المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين
عواصم – "وكالات": سجلت مؤشرات الأسهم اليوم في الأسواق العالمية تباينا ملحوظا، في ظل ترقب المستثمرين نتائج المحادثات التجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين المنعقدة في لندن، والتي يُتوقع أن يكون لها تأثير كبير على اتجاهات الأسواق والاقتصاد العالمي.
وفي آسيا، ارتفع مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 0.2% ليغلق عند 38169.76 نقطة، مواصلا مكاسبه للجلسة الثالثة على التوالي، مدعوما بخطط حكومية محتملة لإعادة شراء السندات طويلة الأجل في مسعى لاستقرار سوق الدين المحلي، وأشار وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو إلى التزام الحكومة بالحفاظ على الثقة في سوق السندات، وسجل سهم "سوميتومو فارما" أكبر المكاسب بنسبة 8.8%، يليه سهم "شيسيدو" بنسبة 6.3%، فيما تراجع سهم "طوكيو للغاز" بنسبة 3.8%.
وفي بقية الأسواق الآسيوية، ارتفع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 0.3%، وصعد مؤشر تايكس التايواني بنسبة 2.1%، بينما تراجع مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 0.4%، ومؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.6%. أما مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 الأسترالي فارتفع بنسبة 0.7%، في حين استقر مؤشر سينسكس الهندي دون تغير يُذكر.
أوروبيا، استقر المؤشر ستوكس 600 عند 553.12 نقطة مع ترقب المستثمرين أي إشارات على تقدم في المحادثات التجارية الجارية، وسجل قطاع صناعة السيارات ارتفاعا بنسبة 1%، في حين انخفض قطاعا الخدمات المالية والصناعات بنسبة 0.8% و0.4% على التوالي. وارتفع سهم "نوفو نورديسك" بنحو 2% بعد تقارير عن استحواذ صندوق تحوط على حصة بالشركة، بينما قفز سهم "أبيردين" بنسبة 5% بدعم من رفع التصنيف من قبل "جي بي مورغان".
وفي وول ستريت، أنهت الأسهم الأمريكية تداولاتها أمس على تباين، إذ ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.1% ليغلق عند 6005.88 نقطة، وصعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.3% إلى 19591.24 نقطة، بينما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو نقطة واحدة إلى 42761.76 نقطة.