اتهم معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل موسكو بتسريع بناء شبكة شراكات مع أطراف مزعزعة للاستقرار حول العالم، انطلاقا من صراعها مع الغرب خلال السنوات الأخيرة.

وأشار المعهد إلى أن العديد من هذه الأطراف، سواء كانت دولا أو منظمات تعتبرها إسرائيل إرهابية، تنشط في الشرق الأوسط وتشارك في صراعات ضدها، مما يجعل الإستراتيجية الروسية بالنسبة لتل أبيب تشكل تهديدا غير مباشر.

وذكر المعهد أنه في عام 2024 بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مناقشة إمكانية إرسال الأسلحة إلى مناطق متورطة في صراعات مع الدول التي تقدم الدعم العسكري لأوكرانيا، بعد تخفيف القيود من قبل موردي الأسلحة الرئيسيين، خصوصا الولايات المتحدة، مما ساعد الأوكرانيين في تحسين مواقعهم في الحرب.

علاقات مع الأعداء

وتناول التقرير علاقات روسيا مع حركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، معتبرا أنها أبرز مثال على سياسة موسكو في تعزيز نفوذها ضد الغرب، خاصة مع ظهور تقارير تفيد بأن روسيا كانت تدرس نقل أسلحة متقدمة، بما في ذلك صواريخ كروز، إلى الحركة.

وأشار المعهد الإسرائيلي إلى أن جهود الدعم الروسي شملت إرسال ضباط استخبارات عسكريين إلى قواعد الحوثيين لإجراء مشاورات وتزويدهم بصور عبر الأقمار الاصطناعية لتحسين توجيه الهجمات، بالإضافة إلى محادثات مع تاجر أسلحة روسي لتعزيز صفقات الأسلحة.

إعلان

وعن العلاقة مع حركة حماس، زعم التقرير أن روسيا استغلت الحرب في غزة ولبنان لتعزيز نفوذها على حساب الغرب، سواء في الساحة الأوكرانية أو الشرق الأوسط، حيث استضافت موسكوعدة زيارات من قادة حماس ووفرت لها دعما سياسيا في الأمم المتحدة، مما جعل الحركة الفلسطينية طرفا سياسيا معترفا به. كما تشير تقارير -بحسب المعهد- إلى تزويد حماس بأسلحة روسية، دون أن تنفي أو تؤكد موسكو ذلك.

المعهد الإسرائيلي استند إلى أن بوتين ناقش في 2024 إرسال أسلحة لمناطق تحارب داعمي أوكرانيا (غيتي)

 

وفي سوريا، يقول التقرير إن موسكو توصلت إلى تفاهمات مؤقتة مع النظام الجديد في دمشق حول عدم طرد قواتها، وهي بصدد إجراء مفاوضات معقدة للحفاظ على قواعدها العسكرية في الساحل السوري وتحديد شروط التعاون.

كما يشير التقرير إلى تصاعد العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران، بعد استعداد طهران لتزويد موسكو بالأسلحة اللازمة للحرب في أوكرانيا، مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، التي كانت روسيا بحاجة إليها بعد استنزاف قدراتها الذاتية.

تقرير المعهد الإسرائيلي أشار إلى التعاون العكسري بين موسكو وطهران في مجال الطائرات المسيرة (رويترز)

 

وعلى الجانب الروسي، يتجسد التعاون في صفقات أسلحة كبيرة مع طهران، بالإضافة إلى نشر أنظمة التشويش الإلكتروني الروسية في إيران بسبب تزايد الوجود الأميركي في المنطقة.

وتحدث المعهد أيضا عن تذبذب روسيا في موقفها تجاه إسرائيل، بين دعمها لإيران وتبرير الهجوم الصاروخي على إسرائيل في أبريل/ نيسان 2024 كدفاع عن النفس.

كما وقعت موسكو وطهران اتفاق شراكة إستراتيجية لتعزيز التعاون السياسي والعسكري.

ويرى المعهد أن روسيا تتصرف "بشكل انتهازي" في المنطقة، غير مهتمة بمصالح إسرائيل، لكنها حساسة تجاه الأضرار المحتملة من تل أبيب ومستعدة لتعديل سياساتها لتقليل المخاطر.

ويوصي التقرير إسرائيل بإظهار قوتها واستعدادها للتحرك ضد مصالح روسيا حيثما تدعم موسكو أعداءها.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو: إيران تشكل تهديدًا لأوروبا أيضًا

في مقابلة مع يورونيوز، قال حاييم ريغيف إن إسرائيل بدأت الصراع مع إيران لأنها لم يكن لديها أي خيار آخر، وحذر من أن التهديد الناجم عن طموحات طهران النووية قد يمتد إلى خارج الشرق الأوسط. اعلان

"قال سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، حاييم ريغيف، في مقابلة مع يورونيوز يوم الخميس: "إيران لا تشكل تهديداً لإسرائيل فحسب، (بل) للمنطقة وأوروبا.

وأضاف: "إنهم متورطون في الترويج للإرهاب، إنهم متورطون في الاستفزاز، إنهم متورطون في العديد والعديد من الأعمال. لذا فهم بالفعل السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة والعالم".

كان ريغيف يتحدث إلى يورونيوز في اليوم السابع من الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران والذي لا يشي بنهاية قريبة له.

ففي وقت مبكر من يوم الخميس، أطلقت إيران 30 صاروخاً باليستياً على إسرائيل، حيث أصاب أحدها مركز سوروكا الطبي فيبئر السبع.

ويبدو أن هذا الوابل من إيران كان ردًا مباشرًا على الضربات الإسرائيلية على البنية التحتية النووية لطهران في اليوم السابق.

"قالت ريغيف: "لدى إيران خطة واضحة لإبادة دولة إسرائيل.

"في الفترة الماضية، رأينا أن إيران تسرّع برنامجها وخطتها في جانبين رئيسيين. أولاً، برنامجها النووي وثانياً، إنتاج الصواريخ، صواريخ أرض-أرض. لذا وصلنا إلى نقطة رأينا فيها أننا بحاجة إلى التحرك لإزالة هذا التهديد".

تصاعد الدخان من أحد مباني مجمع مستشفى سوروكا بعد إصابته بصاروخ أطلق من إيران، 19 يونيو/حزيران 2025أب

وكانت إسرائيل قد شنت هجومًا مفاجئًا على إيران صباح يوم الجمعة الماضية، مما أسفر عن مقتل العديد من الشخصيات الرئيسية من داخل الأجهزة الأمنية في البلاد وعدد من العلماء النوويين.

وأدت الموجة الأولى من الضربات، التي شاركت فيها حوالي 200 طائرة مقاتلة، إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى ضرب أهداف نووية وعسكرية في جميع أنحاء البلاد.

لكن ريغيف رفض فكرة أن الهدف الرئيسي لعملية الجيش الإسرائيلي هو تغيير النظام في إيران.

"الهدف من هذه العملية العسكرية هو إزالة التهديد النووي والتهديد الصاروخي. وكما ذكرت، لدى إيران خطة ملموسة وعملية. وهذا هو الهدف الرئيسي لهذه العملية، عمليتنا العسكرية في الوقت الحالي".

سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي حاييم ريجيف يتحدث إلى ساشا فاكولينا من يورونيوزEuronewsحرب كلامية

أدى النزاع أيضاً إلى حرب كلامية متصاعدة، لا سيما بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار المسؤولين الإيرانيين.

وعندما سأله الصحفيون يوم الأربعاء عما إذا كان ينوي إقحام الجيش الأمريكي في الصراع لضرب إيران إلى جانب إسرائيل، قال ترامب: "قد أفعل ذلك، وقد لا أفعل ذلك. لا أحد يعرف ماذا سأفعل".

وفي حين بدا ترامب وكأنه يتجنب الالتزام المباشر بالعمل العسكري، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فسر تعليقاته على أنها إظهار للدعم، وفي خطاب تلفزيوني في وقت لاحق من مساء الأربعاء، شكر ترامب على "وقوفه إلى جانبنا".

وفي خضم هذه التصريحات، أتت تصريحات بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لتضفي تصعيدا كلاميا جديدا إذ قالت إن أي مسؤول من البلاد "لن يتذلل على أبواب البيت الأبيض" للتوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة.

ويقع البرنامج النووي الإيراني في صميم التصعيد العسكري الحالي.

تُظهر هذه الصورة الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، والتي قدمتها شركة ماكسار تكنولوجيز، منشأة تخصيب اليورانيوم في أصفهان في إيران بعد تعرضها لغارات جوية إسرائيلية، 14 يونيو2025أب

وكانت إيران تعمل في السابق تحت إطار اتفاق نووي دولي يُعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) التي شهدت تخفيف العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود صارمة على أنشطتها النووية.

وخلال فترة ولايته الأولى في منصبه، سحب ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018، حيث وصفه بأنه "أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه على الإطلاق" وفرض عقوبات جديدة على إيران.

ومنذ ذلك الحين، سعت الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق إلى إبقاء إيران ملتزمة بالاتفاق، لكن طهران تعتبر الاتفاق لاغياً وواصلت تخصيب اليورانيوم الذي يبلغ في مستوياته الحالية 60%.

ولا تزال هذه النسبة أقل من الناحية الفنية من مستويات تخصيب اليورانيوم التي تصل إلى 90%، ولكنها لا تزال أعلى بكثير من نسبة 3.67% المسموح بها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة.

Relatedتهديد إسرائيلي مباشر.. هل حسمت تل أبيب أمرها باغتيال خامنئي؟الشرق الأوسط بين حربين.. تحوّلات ربع قرن وصدامات تتجددإسرائيل تهاجم مفاعل أراك للماء الثقيل في إيران.. ماذا نعرف عن المنشأة؟جنرال العقوبات والقبضة الحديدية.. من هو محمد كرمي قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني؟

وتؤكد الجمهورية الإسلامية أن برنامجها النووي سلمي ومصمم لأغراض مدنية بحتة. من ناحية أخرى، تقول الدولة العبرية إن طهران تعمل على بناء سلاح نووي يمكن استخدامه ضد إسرائيل.

وقال ريغيف: "نحن، كدولة ديمقراطية، عندما نذهب إلى حرب، فإن ذلك يكون فقط إذا لم يكن لدينا خيار أو إذا كان الطرف الآخر هو من بادر بها. لذلك ذهبنا إلى هذه الحرب لأننا لم نر أي خيار آخر".

"لم تأت إسرائيل إلى هنا لحل مشكلة العالم. لقد جاءت إسرائيل إلى هنا لحل تهديدها الخاص الذي يأتي من إيران. ولكن نظرًا للنجاح، أرى هنا فرصة".

وخلص السفير إلى القول: "آمل أن تلعب الدبلوماسية دورًا، لكن هذه المرة ستكون أكثر واقعية وعملية مع نتائج محددة".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • تنسيق 2025.. قائمة الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية المعتمدة رسميًا
  • ضربة موجعة.. صواريخ إيران تنسف عقل إسرائيل العلمي
  • مشاهد جديدة تُظهر آثار الضربة الإيرانية على معهد وايزمان الصهيوني
  • بوغدانوف: نؤكد انعقاد القمة الروسية العربية في موعدها وندعو إلى وقف التصعيد بين طهران وتل أبيب
  • روسيا تحذر أميركا من استخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد إيران
  • إيران توجه تهديدا لأي طرف ثالث يعتزم التدخل في الصراع مع إسرائيل
  • سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو: إيران تشكل تهديدًا لأوروبا أيضًا
  • من حليف أبدي إلى خطر داهم.. هل يصنف الأميركيون إسرائيل تهديدا؟
  • دول «التعاون»: اعتداءات تل أبيب «انتهاك صارخ».. روسيا تحذر أمريكا من دعم إسرائيل
  • ماذا يعني تدمير إيران معهد وايزمان قلب البحث الإسرائيلي؟