نقطة حوثية تعتدي على سائق شاحنة في صنعاء لرفضه دفع جبايات مالية
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
كشفت مصادر عاملة في قطاع النقل بالعاصمة صنعاء عن حادثة اعتداء جديدة نفذتها عناصر حوثية ضد أحد سائقي الشاحنات، في إطار حملة جبايات غير قانونية تفرضها المليشيا على سائقي النقل التجاري بين المحافظات.
وذكرت المصادر أن عناصر حوثية تتمركز في نقطة تفتيش "ضروان" شمال صنعاء، أقدمت نهاية الأسبوع الماضي على الاعتداء الجسدي على سائق شاحنة، والاعتداء على شاحنته، بسبب رفضه دفع مبلغ مالي كبير فرضته النقطة كـ"جباية" تحت غطاء ما يسمى "مخالفة مرورية".
وبحسب المصادر، فإن السائق، الذي كان ينقل حمولة تجارية، رفض دفع مبلغ خمسين ألف ريال يمني بالطبعة القديمة (تعادل نحو مائة دولار أمريكي)، وهي الجباية التي طالب بها أفراد النقطة التابعة لهيئة النقل العام الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأوضحت المصادر أن السائق تعرض للضرب والإهانة، بينما ألحق المسلحون الحوثيون أضراراً جسيمة بالشاحنة، ثم أقدموا على احتجازها في النقطة، بغرض الضغط على السائق وإجباره على دفع المبلغ المطلوب مقابل السماح له بمتابعة طريقه.
وقد تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لصاحب الشاحنة المعتدى عليه، وهو يستعرض الأضرار التي لحقت بمركبته، ويروي تفاصيل الاعتداء والمعاملة المهينة التي تعرض لها على أيدي العناصر الحوثية.
تصعيد في ممارسات الجباية
وتأتي هذه الحادثة في سياق تصعيد واضح من قبل مليشيا الحوثي لعمليات الابتزاز والجباية ضد سائقي النقل الثقيل، في وقت يعاني فيه قطاع النقل من تحديات اقتصادية خانقة بفعل تدهور العملة وارتفاع أسعار الوقود والضرائب غير القانونية.
وأكد سائقون عاملون في خطوط النقل بين المحافظات، في تصريحات متفرقة، أن النقاط الحوثية المنتشرة على طول الطرقات الرئيسية تحولت إلى مراكز ابتزاز ممنهج، حيث يتم فرض جبايات مالية باهظة تحت ذرائع متعددة، منها "رسوم مرور" أو "مخالفات غير محددة".
وأشار عدد من السائقين إلى أن هذه الجبايات تفرض بشكل يومي دون سند قانوني، ما ضاعف من معاناتهم وكبدهم خسائر فادحة، وأدى إلى ارتفاع تكاليف النقل، وبالتالي ارتفاع أسعار السلع والخدمات التي تصل إلى المواطن البسيط.
صمت وتخوف من التصعيد
ورغم تكرار شكاوى السائقين والمواطنين ضد ممارسات الفساد والابتزاز على النقاط الحوثية، إلا أن الجهات الخاضعة للمليشيا تواصل تجاهل هذه الشكاوى، بل وتدعم بعض هذه التجاوزات بشكل ضمني عبر التغطية على المتورطين أو تحويلها إلى مورد مالي لخزائنها الخاصة.
وتحذر مصادر في قطاع النقل من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يدفع إلى إضرابات واسعة بين سائقي الشاحنات، ما يهدد بشلل في خطوط الإمداد التجارية بين المحافظات ويزيد من تفاقم الأزمة المعيشية في البلاد.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الدولي للصحفيين يدين حملة تشهير مارستها قناة حوثية ضد مذيعات يمنيات
أدان الاتحاد الدولي للصحفيين، حملة تشهير وإساءات مارستها قناة تابعة لجماعة الحوثي، ضد مذيعات يعملن في قناتين يمنيتين.
وقال بيان صادر عن الإتحاد الدولي للصحفيين، نشرته نقابة الصحفيين اليمنيين، على منصة فيسبوك، إن قناة الهوية ـ التابعة للحوثيين ـ شنّت حملة تشهير شملت هجمات ضدّ مذيعات يعملن في قناتي بلقيس ويمن شباب، وهما قناتان إخباريتان يمنيتان مقرهما تركيا.
وأضاف: ينضمّ الاتحاد الدولي للصحفيين إلى نقابة الصحفيين اليمنيين، وهي فرع من الاتحاد الدولي للصحفيين، في إدانة هذه الحملة المشينة، ويدعوان السلطات اليمنية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وقالت ماريا أنجليس سامبيريو، رئيسة مجلس النوع الاجتماعي في الاتحاد الدولي للصحفيين: "العنف ضد الصحفيات ليس من صميم العمل"، بعد أن بثّت قناة الهوية محتوىً يستهدف المذيعات والمقدمات العاملات في قناتي بلقيس ويمن شباب، ووصفت ظهورهن بأنه "إباحي".
وأكد الاتحاد الدولي للصحفيين على وجوب احترام الإعلاميين لأخلاقيات المهنة الصحفية، بما يتماشى مع المادة 9 من ميثاق الأخلاقيات العالمي للاتحاد الدولي للصحفيين.
وقال البيان: "على الصحفيين ضمان ألا يُسهم نشر المعلومات أو الآراء في إثارة الكراهية أو التعصب، وأن يبذلوا قصارى جهدهم لتجنب تسهيل انتشار التمييز على أسس الأصل الجغرافي أو الاجتماعي أو العرقي أو الجنس أو التوجه الجنسي أو اللغة أو الدين أو الإعاقة أو الآراء السياسية وغيرها".
وأكدت ماريا أنجيليس سامبيريو، رئيسة مجلس النوع الاجتماعي في الاتحاد الدولي للصحفيين، دعم أعضاء المجلس الثابت لمذيعات قناتي بلقيس ويمن شباب، حيث قالت: "يجب ألا يُفلت من العقاب من يشنون هجمات ذات طابع جنسي على الإعلاميات. العنف ضد الصحفيات ليس من صميم العمل".
وأضافت: "يُعدّ العنف القائم على النوع الاجتماعي والتحرش ضد الصحفيات من القضايا العالمية، واليمن ليس استثناءً".
وأشارت إلى أنه وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، نشرت نقابة الصحفيين اليمنيين، بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للصحفيين، تقريرًا موسعًا يُسلّط الضوء على بيانات مُقلقة حول حجم العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد الإعلاميين في البلاد.
وبحسب التقرير، قالت 60% من الصحفيات إنهن يواجهن العنف القائم على النوع الاجتماعي والتحرش عبر الإنترنت فيما يتعلق بعملهن. وأعلنت 63% من الصحفيات أنهن يخفين هويتهن عند نشر مواد عبر الإنترنت. واعترفت 93% من النساء المستجيبات بأنهن يشعرن دائمًا بالقلق بشأن مواجهة التحرش عبر الإنترنت والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
ولفت البيان، بأنه ولمواجهة هذا الواقع، اتفق الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين على تركيز مشروعهما لعام 2025 على سلامة الصحفيات، وسيشمل ذلك إنشاء آلية شكاوى داخلية آمنة وموثوقة داخل النقابة لمكافحة التحرش والعنف القائم على النوع الاجتماعي في العمل.
وقال أنتوني بيلانجر، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين: "يدين الاتحاد الدولي للصحفيين، بأشد العبارات، هذه الحملة الدنيئة التي شنتها قناة الهوية ضد الصحفيات اللواتي يقمن بعملهن بمهنية ونزاهة. نتضامن مع زميلاتنا ونطالب السلطات باتخاذ إجراءات قانونية ضد مرتكبي حملة التشهير هذه".