الأدب مع الذكاء الاصطناعي.. تكلفة خفية لم تكن في الحسبان
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن جانب غير متوقع من كلفة تشغيل النماذج الذكية مثل ChatGPT، وهو أن مجرد استخدام كلمات مجاملة بسيطة مثل "من فضلك" و"شكرًا" من قبل المستخدمين؛ يرفع من فواتير الطاقة بنحو عشرات الملايين من الدولارات.
الطاقة والمجاملة علاقة لم نتخيلهاجاءت تصريحات ألتمان ردًا على تساؤل من أحد المستخدمين بشأن الأثر البيئي لكلمات الأدب أثناء التفاعل مع الذكاء الاصطناعي.
وفي الحقيقة، القليل منا يفكر في الأمر أثناء كتابة أوامر مهذبة، لكن الواقع أن هذه العبارات الإضافية، مهما بدت بسيطة، تتطلب من الخوادم وقتًا أطول للمعالجة، مما يؤدي إلى استهلاك طاقة أكبر.
وبالنسبة لنا كمستخدمين، قد يبدو التفاعل مع الإنترنت وكأنه "افتراضي" ومنفصل عن موارد العالم الحقيقي، إلا أن العكس هو الصحيح.
تحتاج النماذج الضخمة مثل GPT-4 إلى كميات هائلة من الكهرباء، وأيضًا إلى كميات ضخمة من المياه لتبريد الخوادم ومنعها من ارتفاع الحرارة بشكل كبير.
بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، فإن إنشاء بريد إلكتروني قصير مكون من 100 كلمة عبر GPT-4، قد يستهلك نحو نصف لتر من الماء، تخيل هذا الرقم مضروبًا في ملايين المحادثات اليومية، لتتضح لك ضخامة استهلاك الموارد الذي يقف خلف هذه الخدمات الذكية.
ولا تنس أن هذا مجرد استهلاك أثناء "التشغيل"، أما تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي نفسه من البداية فيستهلك طاقة أكبر بكثير، مما يزيد من الأثر البيئي الكلي.
درس من الماضيقبل سنوات، أطلقت جوجل خاصية "Pretty Please" لمساعدها الذكي، لتشجيع الأطفال على استخدام كلمات المجاملة أثناء التحدث إلى التقنية، والهدف وقتها كان تربويًا بحتًا، وهو غرس سلوكيات الاحترام في الصغار على أمل أن تنعكس في تواصلهم مع البشر أيضًا.
أما اليوم، فنحن أمام مفارقة، فبينما كانت جوجل تكافئ الأدب، تكشف لنا OpenAI أن هذه المجاملة، رغم أهميتها الاجتماعية، لها تكلفة بيئية ملموسة.
ما الذي يجب أن نفعله؟لا شك أن هذه الحقائق تضيف بعدًا جديدًا لمحادثات الاستدامة في عالم الذكاء الاصطناعي، وتجعلنا نفكر أكثر في كيفية تعاملنا مع هذه الأدوات، ليس فقط كخدمات افتراضية، بل كجزء فعلي من المنظومة البيئية للأرض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
بنك إنجلترا يحذر من مخاطر فقاعة الذكاء الاصطناعي
حذّر بنك إنجلترا مجدّدا مطلع ديسمبر من الرسملة السوقية المفرطة التي تمنح لقطاع الذكاء الاصطناعي، عاقدا مقارنة مع بدايات انهيار فقاعة الإنترنت في مطلع الألفية.
وأشارت لجنة السياسة المالية التابعة للبنك في تقريرها الفصلي إلى «عدّة عمليات رسملة للأصول الخطرة مبالغ بها، لا سيما في ما يخص شركات التكنولوجيا المتخصصة في الذكاء الاصطناعي». ولفت المصرف إلى أن «عمليات الرسملة السوقية باتت بمجملها قريبة من أعلى المستويات المسجّلة منذ انهيار فقاعة الإنترنت في الولايات المتحدة ومنذ الأزمة المالية العالمية في بريطانيا» سنة 2008.
وفي الأشهر الأخيرة، كثف عمالقة التكنولوجيا الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. وتبدو استثماراتهم غير متناسبة مع العائدات التي تولّدها هذه التقنية، ما يغذّي المخاوف من تشكّل فقاعة في السوق كتلك التي شهدتها الإنترنت في التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة.
والفارق بين ما حدث في تلك الفترة والوضع الراهن هو أن الجهات الفاعلة في الذكاء الاصطناعي «تتمتّع بتدفّقات نقدية إيجابية»، وفق ما لفت حاكم مصرف إنجلترا أندرو بايلي خلال مؤتمر صحفي أعقب نشر التقرير، محذّرا من انتقال «عدوى» أزمة أمريكية محتملة إلى الأسواق البريطانية.
ففي حال خيّبت الآمال المعلّقة على الذكاء الاصطناعي، قد تتكبّد المؤسسات التي أقرضت المال لشركات القطاع خسائر كبيرة، بحسب ما حذّر بنك إنجلترا.
وكالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب»