أوتاواـ يتوجه الكنديون، غدًا الاثنين، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب حكومة جديدة، بعد حملة انتخابية استثنائية استمرت نحو 5 أسابيع، اتسمت بالتوترات الناتجة عن الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتهديده بضم كندا لتصبح الولاية الأميركية الـ51.

وفيما انقسم الكنديون بين مؤيدين للتغيير ومناصرين للقيادة "الأجدر" بمواجهة ترامب، أظهرت استطلاعات الرأي تقدم الليبراليين على المحافظين طوال فترة الحملة التي امتدت 38 يومًا.

وأظهر استطلاع أجرته شركة "نانو" للأبحاث في الفترة ما بين 24 و26 أبريل/نيسان الجاري، حصول الحزب الليبرالي على 43% من نيات التصويت، مقابل 38.9% للمحافظين، و8% للديمقراطيين الجدد، و6% لحزب الكتلة الكيبيكية، بينما نال الحزب الأخضر 3%، وحصل حزب الشعب على 1%.

أما على صعيد المرشحين لرئاسة الوزراء، فقد كشف الاستطلاع تقدم زعيم الحزب الليبرالي مارك كارني بفارق 13 نقطة، إذ فضله 48.5% من المشاركين، مقابل 35.2% لمرشح المحافظين بيير بوالييفر، و4.5% لزعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ.

ووفق أحدث المعطيات الصادرة في اليوم الـ34 من الحملة الانتخابية، توصل راصد الاستطلاعات بقناة "سي بي سي" الإخبارية إلى أن الحزب الليبرالي قد يفوز بـ190 مقعدًا من إجمالي 338 مقعدًا بمجلس العموم، مقابل 125 مقعدًا لحزب المحافظين.

إعلان

وقال ديفيد كوكرين، مقدم برنامج "الشعب والسلطة" بالقناة، "لو نُظمت الانتخابات اليوم، لفاز الحزب الليبرالي بحكومة أغلبية"، مع تحسبه لأي طارئ قبل الاقتراع.

الحملات الانتخابية للأحزاب المشاركة استمرت 5 أسابيع (رويترز) انتخابات استثنائية

في حديث للجزيرة نت، وصف الباحث السياسي ورئيس تحرير صحيفة "عرب كندا"، زهير الشاعر، الانتخابات الفدرالية الحالية بأنها "استثنائية وتاريخية" مقارنة بالاستحقاقات السابقة، سواء من حيث توقيتها أو الظروف المحيطة بها.

وأشار إلى أن الحملة الانتخابية جرت وسط "أجواء سياسية مشحونة وتحديات دولية معقدة"، مع تصاعد القلق الشعبي من ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار الفائدة وأزمة الإسكان، إلى جانب تداعيات الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

كما أوضح أن الحملة شهدت استقطابًا حادًّا بين الحزبين الرئيسيين -الليبرالي والمحافظ- بينما ألقت التحولات الإقليمية والدولية، مثل الحرب في غزة والأزمة الأوكرانية، بظلالها على المزاج الانتخابي العام.

ورأى الشاعر أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا متناميًا في هذه الانتخابات، مع تركيز الحملات على التواصل الرقمي المباشر مع فئات متنوعة، مما جعل الحملة "واحدة من أكثر الحملات الانتخابية حدة وتركيزًا" في تاريخ كندا الحديث.

استطلاعات الرأي تتوقع حصول الحزب الليبرالي على 43% من نيات التصويت (رويترز) تذبذب اللحظة الأخيرة

وردًّا على سؤال عن توقعاته لنتائج الانتخابات، قال الشاعر "إن الحظوظ شديدة التقارب"، مع تقدم طفيف لليبراليين بـ4 نقاط مئوية.

وأضاف أن "تذبذب اتجاهات الناخبين حتى الساعات الأخيرة يبقي باب المفاجآت مفتوحًا"، مرجحًا تشكيل حكومة أقلية مع فرص أفضل لليبراليين بالاحتفاظ بالسلطة، رغم أن ارتفاع التصويت المحافظ في الأرياف وضواحي المدن الكبرى قد يقلب الموازين.

ويرى أن من العوامل التي قد تسهم في فوز الليبراليين نجاحهم في حشد المترددين، خصوصًا في المدن الكبرى، وتقديم خطاب مطمئن حول الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. كما أشار إلى أن مواقف الحزب المتوازنة حيال قضايا دولية -مثل الحرب في غزة- قد تحفز دعم الجاليات العربية والإسلامية لهم.

إعلان

في المقابل، تعتمد حظوظ المحافظين، حسب الشاعر، على استثمار حالة الغضب الشعبي تجاه الأوضاع الاقتصادية المتردية.

صعود مفاجئ لليبراليين

يذكر أنه في يناير/كانون الثاني الماضي، كانت استطلاعات الرأي تظهر تراجع الليبراليين بفارق 20 نقطة خلف المحافظين، قبل أن تتغير الأمور جذريا مع استقالة رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو بعد عقد في السلطة، وانتخاب مارك كارني خلفًا له.

ونجح الليبراليون -وفق محللين- في استثمار تهديدات ترامب لحشد الدعم، عبر التركيز على خطاب الوحدة الوطنية، والتقليل من الانتقادات التي طالت حكومة ترودو بشأن قضايا الهجرة والاقتصاد.

نظام الانتخابات

ويبلغ عدد المسجلين المؤهلين للتصويت نحو 27 مليون ناخب، فيما أدلى نحو 7 ملايين منهم بأصواتهم خلال الاقتراع المبكر (18-21 أبريل/نيسان). ووفق النظام الكندي، يصوت المواطنون للأحزاب، ويتولى زعيم الحزب الفائز رئاسة الوزراء.

ويتنافس في الانتخابات قادة الأحزاب الأربعة الأبرز:

مارك كارني (60 عامًا): رئيس وزراء كندا منذ مارس/آذار الماضي. يشاد بخبرته الاقتصادية، وتحديه لترامب، متعهدًا بالرد على الرسوم الجمركية ورفض ضم كندا. بيير بوالييفر (45 عامًا): مرشح المحافظين، من كالجاري، وأحد أصغر النواب الذين دخلوا مجلس العموم. ويركز حملته على انتقاد تدهور جودة الحياة، لكنه يفتقر إلى برنامج واضح للتعامل مع تهديدات ترامب. إيف فرانسوا بلانشيه (60 عامًا): زعيم الكتلة الكيبيكية، يقتصر نشاط حزبه على مقاطعة كيبيك، وأثار جدلا بتصريحاته حول "مصطنعية الدولة الكندية". جاغميت سينغ (46 عامًا): زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، أول زعيم حزب اتحادي كندي من أصول سيخية هندية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحزب اللیبرالی زعیم الحزب

إقرأ أيضاً:

أحداث أمريكا .. الحزب الجمهوري يحذر من أعمال الشغب بكاليفورنيا

قالت جينجر تشابمان، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، إن ما تشهده ولاية كاليفورنيا من توترات واضطرابات قد لا يظل محصورًا داخل حدود الولاية، بل ربما يمتد إلى ولايات أخرى، مما ينذر بموجة جديدة من الفوضى على مستوى البلاد.

وأضافت تشابمان، خلال تصريحاتها لـ"القاهرة الإخبارية"، أن ما يحدث يعكس تصعيدًا سياسيًا واضحًا بين الجمهوريين والديمقراطيين، بل ويتحول إلى مواجهة شخصية بين الرئيس دونالد ترامب وحاكم كاليفورنيا جافن نيوسوم، المعروف بانتمائه الديمقراطي.

"ترامب" يتخذ قرارا عظيما للتعامل مع الفوضى في كاليفورنيا.. تفاصيلحاكم كاليفورنيا يعتزم رفع دعوى قضائية ضد ترامبتحطم طائرة بمدينة سان دييجو في ولاية كاليفورنيا الأمريكيةإثارة للفوضى.. حاكم كاليفورنيا يهاجم قرار ترامب بنشر الحرس الوطني

وأوضحت عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، أن الاحتجاجات الحالية تذكر بما حدث في صيف 2020 خلال أزمة جورج فلويد، عندما اندلعت أعمال الشغب وانتشرت في عدد من الولايات مثل أوريغون ومينيسوتا ونيويورك.

وأشارت إلى أن السيناريو يتكرر حاليًا، حيث بدأت التوترات في كاليفورنيا وتمددت إلى نيويورك، خاصة في ظل ارتفاع أعداد المهاجرين غير الشرعيين وتفاقم الأزمات المحلية.

وشددت على أن تكاليف الشغب في 2020 بلغت 2 مليار دولار، وأن هناك مؤشرات على أن التكاليف هذه المرة قد تكون أعلى في حال استمر التدهور.

وأكدت عضوه الحزب الجمهوري أن الحزب الديمقراطي يمول بعض هذه الاحتجاجات بشكل غير مباشر لتحقيق مكاسب سياسية، وخلق ضغوط إضافية على ترامب، تمهيدًا للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ووصفت ما يحدث بأنه "فوضى مدبرة" تصب في مصلحة أجندة الديمقراطيين، لافتة إلى أن الدولة بحاجة إلى حلول جذرية وحسم سياسي يضع حدًا لهذا التدهور المتسارع.

طباعة شارك الولايات الأمريكية الحزب الجمهوري الأمريكي كاليفورنيا ولاية كاليفورنيا

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: ترامب مستعد لاستئناف التواصل مع زعيم كوريا الشمالية
  • رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يفوز بتصويت الثقة بعد نكسة الانتخابات الرئاسية
  • الهضيبي: استحقاقات البرلمان ركيزة للأمن القومي.. والوفد جاهز تحت أي نظام انتخابي
  • حزب العدل: بدأنا الاستعدادا للانتخابات بكل جدية ومسؤولية
  • تشابمان: الانقسام داخل الحزب الجمهوري ليس حول الهجرة فقط
  • أحداث أمريكا .. الحزب الجمهوري يحذر من أعمال الشغب بكاليفورنيا
  • بعد تصديق الرئيس السيسي على قوانين الانتخابات.. الأحزاب تبدأ سباق الاستعداد للترشح
  • المؤتمر: استعدادات مكثفة للانتخابات.. وسنقدم مرشحين يمتلكون الشعبية والكفاءة
  • حزب السادات الديمقراطي يستعد للبرلمان بـ 19 مرشحًا فرديًا.. والقوائم قيد التقييم
  • “نيران صديقة”.. قصة جيب أميركي صغير يدفع ثمن حرب ترامب التجارية مع كندا