آخر تحديث: 28 أبريل 2025 - 10:07 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق-أعلن حزب تقدم، يوم الأحد، تبرئة القضاء العراقي، لزعيم الحزب محمد الحلبوسي، من جميع التهم الموجهة إليه سابقاً.وذكر المكتب الإعلامي للحزب، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن “القضاء العراقي برأ رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، من التهم الموجهة إليه سابقاً”.

وأضاف المكتب، أن “المحاكم المختصة، أصدرت قراراتها بردِّ الشكاوى وإلغاء التهم وغلق التحقيق مع الحلبوسي، وتمت مصادقة هذه القرارات من محكمة التمييز الاتحادية واكتسبت الدرجة القطعية”.وبحسب والوثائق التي، أصدرتها المحاكم المختصة قراراتها بردِّ الشكاوى وإلغاء التهم وغلق التحقيق، وتمت مصادقة هذه القرارات من محكمة التمييز الاتحادية واكتسبت الدرجة القطعية“.

 

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

حين تُصنع القرارات بهدوء.. وتنجح قبل أن تُعلن

 

 

 

 

خالد بن حمد الرواحي

لم يكن الحديث طويلًا، لكنه غيّر كثيرًا من نظرتي للإدارة؛ ففي مهمة عملٍ رسمية إلى سنغافورة قبل عدة سنوات، التقيت وكيل وزارة العمل السنغافوري، ولم يكن اللقاء بروتوكوليًّا عابرًا؛ بل حوارًا قصيرًا فتح أمامي نافذةً عميقة على طريقةٍ مختلفةٍ تمامًا في التفكير الإداري.

سألته بدافع التأمل والفضول: "ما الفرق بين إدارتكم الحكومية وإدارتنا في العالم العربي؟ كيف تنجحون في تمرير قراراتكم دون أن تواجهوا ما نواجهه من اعتراضات وارتدادات؟". ابتسم بثقة، وقال: "أنتم، عادةً، تُصدرون القرار أولًا، ثم تُفاجَؤون بردّات الفعل السلبية، فتبذلون الجهد والموارد في معالجتها. أما نحن، فنبدأ بمعالجة تبعات القرار قبل صدوره؛ نُهيّئ المجتمع، نُبني التوافق، ثم نُصدر القرار بهدوء... فيُستقبل بإيجابية، كأنه جاء من الناس لا فُرض عليهم."

كانت إجابته صادمة ببساطتها، لكن خلف تلك البساطة، وجدتُ عمقًا هائلًا في المفهوم: القرار الناجح لا يكمن في توقيعه، بل في توقيته وظروفه. ومنذ تلك اللحظة، بدأت أطرح على نفسي سؤالًا أوسع: هل نحن نصنع القرار لنحلّ المشكلة، أم لنُدير ردّات الفعل بعدها؟

في بيئاتنا الإدارية، كثيرًا ما نُباغَت بالمشكلات، فنصدر قراراتٍ حماسيةً تحت ضغط الرأي العام أو الظروف المفاجئة. وقد تأتي النوايا صادقة، لكن الخطأ لا يكون في الهدف، بل في الاستعجال. وهكذا تبدأ دورةُ إنهاكٍ طويلة: تفسير، وتبرير، وتعديلات، ومحاولات لامتصاص الغضب.

أما في التجربة السنغافورية، فالقرار لا يُرمى على الطاولة كحجرٍ ثقيل، بل يُغرس أولًا في وعي المجتمع؛ يُناقَش ضمنيًّا، يُلمَّح له في السياسات والخطط، حتى إذا صدر لاحقًا، بدا وكأنه استمرارٌ طبيعيٌّ، لا مفاجأة مزعجة.

وهنا بيت القصيد: إن أفضل القرارات ليست تلك التي تُعلَن بقوة، بل تلك التي تسبقها قراءة دقيقة للمشهد، واستعداد ذكي لاحتمالاته. إنها قرارات تُبنى في العقول والقلوب، قبل أن تُسجَّل في الوثائق.

التفكير بهذه الطريقة لا يتطلب ميزانياتٍ ضخمة، بل يتطلب عقلًا إداريًّا يُقدّر أثر القرار قبل وقعه. يسأل: من سيتأثر؟ كيف نُهيّئه؟ هل نُشركه في الحل؟ هل الوقت مناسب؟

كلها أسئلة لا تتعلق بالتقنية، بل بالحكمة السياسية والإدارية.

وقد أدركت من ذلك اللقاء أن الفرق بين ردود الفعل الإيجابية والسلبية لا يكمن في القرار نفسه، بل في الطريق الذي سلكناه قبله. فالتهيئة لا تقلّ أهمية عن التنفيذ، بل ربما تتفوّق عليه.

وربما هذا ما نحتاجه في بعض مؤسساتنا اليوم؛ أن نُبطئ لحظة إصدار القرار، لنُسرّع نجاحه بعد التنفيذ. فالمجتمع حين يُشرك في القرار، يتحول من متلقٍّ إلى شريك، ومن معترضٍ إلى داعم.

اليوم، في ظل "رؤية عُمان 2040" التي تراهن على بناء جهازٍ إداريٍّ مرن، ونزيه، وفعّال، نحتاج إلى هذا النمط من التفكير العميق. فليست الغاية أن نملأ الأدراج بالقرارات، بل أن نُخرج منها ما يُحدث أثرًا، ويبني ثقة، ويُشعِر المواطن بأنه شريكٌ لا متلقٍّ.

لقد قال لي وكيل العمل السنغافوري عبارته ومضى، لكنني غادرتُ اللقاء وأنا أُدرك أن إدارة القرار فنٌّ لا يقلّ عن مضمون القرار نفسه. هناك من يُصدر القرار ليُظهر سلطته، وهناك من يُصدره بعد أن استنفد الحوار والبدائل والتقييم، فكان قراره أشبه بخطوةٍ طبيعيةٍ في طريقٍ مشترك.

والفرق بين الاثنين... هو الفارق بين من يصنع الضجيج، ومن يصنع التاريخ.

ونحن في عُمان، نملك كل مقومات القرار الحكيم... فقط إن سبقناه بالحوار، وأحطناه بالثقة.

مقالات مشابهة

  • محكمة الإستئناف تصحح الحكم الصادر في حق مشوه وجه “خديجة بلقصيري” وتدينه بالسجن سنتين
  • التهم غرفة البواب.. نشوب حريق داخل فيلا بالعمرانية
  • مرسوم رئاسي بتنفيذ عقوبة العزل بحق قضاة محكمة الإرهاب الملغاة
  • مندوبية الصحة بالخميسات تلجأ إلى القضاء في قضية “حمير والماس”
  • “المجاهدين الفلسطينية”: عملية “حرميش” رد شعبي طبيعي على جريمة الإبادة الصهيونية
  • السويد تعتبر تجويع أهالي غزة “جريمة حرب” وتدعو إلى عدم تسييس المساعدات
  • صرخة الفاروق تُمزّق قلوب الخونة في فضيحة التطبيع وخيانة غزة والقدس
  • حين تُصنع القرارات بهدوء.. وتنجح قبل أن تُعلن
  • نصار: طلبت من مدّعي عام التمييز فتح تحقيق بالاعتداء على قوات اليونيفيل
  • “علاقة غير شرعية”.. علياء تطلب الخلع في محكمة الأسرة: بيكلم حبه الأول وعايز يتجوزها عرفي